اخواتي في الله احببت ان انزل هذه القصة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مع زوجته واحب نسائه اليه عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما
لتاخذن منها العبرة والعضة وليس هناك انفع لنا من ان ناخذ العبر من حياته صلى الله عليه وسلم لانها مليئة بالعبر و العضات الكثيرة
وقد كنت اود ان اكتب الموضوع في مجالس الايمان ولكن احببت ان اضعه هنا لتستفيذ منه الكثيرات بما ان الموضوع يخص الحياة الاسرية
روَى الإمامُ مسلم في صحيحه عن محمَّد بن قيس بن مَخْرَمة بن المطلب: أنَّه قال يومًا: ألاَ أُحدِّثكم عنِّي وعن أمِّي؟
قال: فظننا أنه يُريد أُمَّه التي ولدتْه، قال: قالت عائشةُ - رضي الله عنها -: ألا أُحدِّثكم عنِّي وعن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟
قلنا: بلى، قال: قالت: لَمَّا كانتْ ليلتي التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها عِندي انقَلَب فوَضَع رِداءَه، وخَلَع نعلَيْه فوضعَهما عندَ رِجليه، وبسط طَرْفَ إزاره على فِراشه فاضطجع، فلم يلبثْ إلاَّ رَيْثما ظنَّ أنْ قد رقدتُ، فأخذ رِداءَه رُويدًا، وانتعل رُويدًا، وفتَح الباب فخَرَج، ثم أجافه رُويدًا، فجعلتُ دِرعي في رأسي واختمرتُ وتقنعتُ إزاري، ثم انطلقتُ على إثره، حتَّى جاء البقيع، فقام فأطال القيام، ثم رَفَع يديه ثلاثَ مَرَّات، ثم انحرَف فانحرفتُ، فأسرع فأسرعتُ، فهرول فهرولتُ، فأحْضَر فأحضرتُ، فسبقتُه فدخلتُ، فلَيْس إلا أنِ اضطجعتُ فدَخَل،
فقال: ((ما لَكِ يا عائشُ حَشيَا رابيةً؟!))،
قالت: قلت: لا شيء،
قال: ((لتُخبريني أو ليُخبِرنِّي اللطيفُ الخبير))
قالت: قلت: يا رسولَ الله، بأبي أنتَ وأمِّي، فأخبرتُه، قال: ((فأنتِ السَّوادُ الذي رأيتُ أمامِي؟))
قلت: نعم، فلهَدَني في صدري لهَدةً أوجعتْني، ثم قال:
((أظننتِ أن يَحيفَ اللهُ عليك ورسولُه؟!)) قالت: مَهْمَا يكتمِ الناسُ يَعْلمْه اللهُ، نَعَمْ،
قال: ((فإنَّ جبريل أتاني حين رأيتِ فناداني، فأخفاه منكِ فأجبتُه فأخفيتُه منك، ولم يكُنْ يدخُل عليك وقد وضعتِ ثيابَك، وظننتُ أنْ قد رقدتِ، فَكرهتُ أن أوقظَك، وخشيتُ أن تستوحشي،
فقال: إنَّ ربَّك يأمرُك أن تأتي أهلَ البقيع فتستغفرَ لهم))،
قالت: قلت: كيف أقولُ لهم يا رسولَ الله؟
قال: ((قُولي: السلام على أهل الدِّيار مِنَ المؤمنين والمسلمين، ويَرحَم الله المستقدمين منَّا والمستأخِرين، وإنَّا إنْ شاء الله بِكم للاحِقون)).
تخبر عائشة رضي الله عنها انه هناك ليلة كان عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج وهي نائمة فخشيت ان يكون قد ذهب إلى إحْدَى نسائه وغارت فتبعته
بالمقابل كان الرسول صلى الله عليه وسلم ذاهب الى البقيع ليستغفر لموتى المسلمين ولم يوقضها لانه خشي ان تستوحش ان هي بقيت وحدها
وعندما عاد اكتشف امرها وانها تبعته لانها كانت تلهث في قوله :ما لَكِ يا عائشُ حَشيَا رابيةً الحشا، وهو: الربو والتهيج الذي يحدث للمسرع في مشيه من ارتفاع النفَس وتواتره، رابية: مرتفعة البطن؛
يعني: هذا الذي يحدث لمن أسرع، أو هرول، أو جرى
فلهزها لهزة شديدة اوجعتها واللهز هو: الضرب بجمع الكف في الصدر وذلك لانها اساءت الظن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اعدل الناس في انه تركها في ليلتها وذهب الى احدى نسائه
وللننظر الى تصرف عائشة عندما رات انها اخطات وان زوجها غضب عليها لسوء ظنها ادارت الحديث بينهما بذكاء و فطنة وقالت :كيف أقولُ لهم يا رسولَ الله؟ فعلمها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
الدعاء كما جاء في الحديث
و العبرة من هذه الواقعة هي انه اذا رات المراة من زوجها عنادا او شدة او غضب في حواره معها وخاصة ان كان عصبي ان تغير الحوار ولا تستمر في المناقشة حتى لا تصل الى ما لا تحمد عقباه
فعائشة رضي الله عنها لم تقل له انت المخطئ لانك لم توقضني ولم تخبرني انكذاهب الى البقيع انما انهت النقاش بادارتها للحديث الى منحى اخر لكي لا تكبر المشكلة
يعني بالمختصر اي مشكل حدث معك اذا كبرتيه يكبر واذا صغرتيه يصغر ، وذلك لان هناك الكثير من المشاكل تبدا بامر تافه ثم تكبر حتى تصل الى الطلاق
وهناك من النساء من يهرب زوجها الى غرفة اخرى حتى لا يستمر في الحديث فتلحقه وتستمر في الحديث او الصراخ الى ان تكبر المشكلة
وقس على ذلك اذا كان الحديث مع الاب او الام او الاخت ......
المشكل الذي ليس له داع ليكبر اتركيه في حجمه صغيرا حتى لا تكدري صفو حياتك ولا تحرقي اعصابك ولا تعيشي تعيسة او نادمة ، كوني ذكية وفطنة
ما كان من كمال فهو من عند الله وما كان من نقصان فمن نفسي والشيطان
اللهم اغفر لي ولوالديي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون.
اللهم اجعلني مع نبيك وازواجه في جنات النعيم ,,
اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى وصحبه وسلم ,,