السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياعـين هِـلِّي صَـافي الدمع هِـلِّـيـه … وإلْيَا انتهى صافِيْه هَاتي سِرِيـْبـِه
اللي يبــينا عــيت النفـس تبغيه … واللي نبي عـيا البخـت لايجـيبـه
كلنا نعرف هذه الأبيات أو هذه القصيدة
لكن القليل منا يعرف ماهو السبب
فإليكم القصة
كانت تعيش الشاعرة نورة الحوشان في بلدها عين الصوينع بين القصيم والدوادمي مستورة مع زوجها عبود بن علي بن سويلم ولكن بعد مضي مدة من الزمن وانجابها ولدين وبنت وقع بينهما خلاف أدى إلى طلاقها طلاقاً لا رجعة فيه بسبب حرارة زوجها فندم ندما شديدا بسبب استعجله بطلاقها ( وهذا شأن كثير من الشباب هداهم الله هذه الايام ) الحاصل ان زوجها تلخبطت اموره في مزرعته التي يشتغل فيها وانحاس وتعطلت اموره وصابه مثل الهيام عليها وكثرة الهواجيس والانزعاج والهموم ويخاف يأخذها احد غيره نظرا لكثرة خطابها فهي أمرأة على قدر عال من الجمال
والأخلاق بالإضافة انها من عائلة محافظة وقبيلة مشهورة وكانت ترفض في كل
مرة من يتقدم للزواج منها و بعد أن طلقها زوجها ( أبو حوشان ) قال قصيدة
يامل قلب حب نورة تغشلاه = يومي به يوماي الهوى للشراعي
ياللي تعرف الحب هو وش معناه = هو خلف ولا ولف ولا انتزاعي
وأيضاً قال
أمس الضحى عديت راس الجذيبه = لا عاد مرقاها حضر كل ما غاب
والدمع من عيني تزايد صبيبه = صبيب محناب تقطاه سكاب
انحب نحيب الورق ما جاب أجيبه = وأقنب كما ذيب تعالى بمرقاب
إن مت يا صالح تراني صويبه = تراي عند منقش الكف بخضاب
زاوي حشاه من المتون اللبيبه = مستقطع الزين عن ترع الارقاب
وعندما كثر على نورة الخطاب وأبتليت برجل أصر على دوام محادثة
أولادها وملاطفتهم عله يكسب تعاطف نورة وأثقل عليها هذا الأمر قالت
قلبي يحب صويحبي مير يكوين = مكون يبين الجرح به قبل دمه
أبغيه لاهو يطبخن ثم يشوين = يبرد لهيب القلب قربه ولمه
يا حلو قولت هيش ياويش تبغين = أحلى من الورع المغاغي على امه
ثم بعد سماعه للأبيات عف عنها وابتعد
زوجها عبود لما يأس وعرف انها لن ترجع له الا بزواجها من زوج اخر طلب من ابن اخيه خالد ابن محمد السويلم بأن يتزوجها مؤقت حتى يحللها له وبالفعل تزوجها ابن اخيه لكنه امسك فيها ورغب بها ولم يطلقها وهي لا تريده ولكن على أمل ان يطلقها وأسكنها بمزرعة قرب مزرعة عمه(زوحها السابق) وذات يوم من الأيام كانت تسير بصحبة أولادها ..حوشان وسارة
ومرت على طريقاً يمر بمزرعة مطلقها وقد رأته فوقفت على ناصية
المزرعة وانطلق الأولاد للسلام على أبيهم، وبقيت تنتظرهم حتى
رجعوا ثم واصلت مسيرها. وقد تذكرت أيامها مع زوجها وعلاقتهما
وماكان يسودها من حب ومودة وصفا وتمنت الرجوع له وأخذها الحنين لمحلها الذي عاشت فيه فترة طويله مع زوجها الاول عبود بن سويلم وقد صورت هذه الأحداث والمواقف بقصيدة خالدة
تصف المعاناة وصف دقيق لأنه كلما لاقاها في الطريق وسلم لم تستطع ان ترد عليه فقالت
ياعـين هِـلِّي صَـافي الدمع هِـلِّـيـه … وإلْيَا انتهى صافِيْه هَاتي سِرِيـْبـِه
ياعـين شـوفي زرع خلك وراعيه … شـوفي معَاوِيْدِهْ وشـوفي قِليــــــــبِه
من أول .. دايـم لرايــه نماليه … واليـوم جَـيَّتْهُـم عــلينا صعـيـبـه
وان مرني بالدرب ما اقدر أحاكيه … مصــيـبـة ياكـــبرها من مصـيـبـه
اللي يبــينا عــيت النفـس تبغيه … واللي نبي عـيا البخت لا يجـيبـه
وهكذا بقي الفراق في لحظة لم يكن في الحسبان وقوعه لكنه وقع فصار ما صار وجاءت هذه القصيدة كإعصار عصف بمشاعرها فقالت قصيدتها المؤثرة رغم قلة أبياتها لكنها كانت من مشاعر غاية في الصدق ومعاناة فرضت نفسها وحلت بألمها وكانت قصيدة راقية في ألفاظها متناسقة في عرضها، موجزة في كلماتها، شاملة في أغراضها، مهذبة في معانيها درساً من دروس الحياة وواقعاً يحق أن يكتب بخط من الوضوح لكل أسرة تقدر مشاعر المودة لتحافظ عليها لأن المشاعر قد تختفي لكنها لا تموت.
كريمة الاصل @krym_alasl
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اللين كله
•
من اعظم شاعرات الجزيرة العربية الله يرحمها برحمته
الصفحة الأخيرة