مجبوس لحم

مجبوس لحم @mgbos_lhm

عضوة فعالة

قصتي .. بعد الصبر جاء الفرج .. لكل متأخره في الإنجاب لزرع الأمل في النفوس

تأخر الحمل

                   (( إن مع العسر يسرا ))
                   بسم الله الرحمن الرحيم
بداية هذه القصه كانت في يوم زواجي ، هذا اليوم الذي لم ولن انساه ، كنت في موعد مع السعاده في هذا اليوم ، سعاده عشتها ومازلت اعيشها مع زوجي الحبيب .
عشت في بحور ومحيطات من السعاده مع زوجي لكن كانت عواصف عدم الإنجاب تكدر صفو هذه البحور لتجعلها هوجاء عنيفه مكفهره ، مر الشهر الاول والثاني فالثالث والرابع وانا انتظر ماكنت اظنه حتمياً
(  الحمل ) لكن !! لاشيء حاولت ان اتناسى وكل من كان حولي يأكد لي انه لا داعي من الخوف مالم تمر السنه دون انجاب لكن عقلي ابى هذه الحقيقه ، مرت السنه والسنتين ولم يتحقق الحلم.
جميع من تزوج معي وبعدي انجب الطفل والاثنان ومنهم من حمل بالثالث ، الا أنا !! بدأت المح نظرات الشفقه وكلمات التخفيف كلما أمسكت طفلاً في يدي !! كرهت نفسي التي هانت وصغرت في أعين الكل ، اصبح البعض يخفي خبر حمله عني لا ادري لم ؟ هل حرصاً على مشاعري ؟ ام خوفاً مني ؟ لا ادري ؟
بدأت أطرق جميع الأبواب علّي اجد الدواء ، ولا مجيب ، الطب الحديث العلاج الشعبي لا فائده حتى اقترحت طبيبتي المعالجه ان اخضع لعملية أطفال الأنابيب ، فزعت لمجرد ذكر الاسم ، اخضع لعملية أطفال الأنابيب ؟ أنا ؟ 
الف سؤال وسؤال دار في ذهني تلك اللحظه ، انه عالم غريب كنا نسمع عنه لكن لا نعرفه ، وافقت واقدمت في سبيل ان انجب طفل صغير يؤكد انني لست اقل من الاخرين - للأسف كانت هذه وجهت نظري في تلك اللحظه - اردت ان اسكت الكل اخرس جميع الالسنه التي بدأت تلمح انني تأخرت ،
فتحت هذا الباب ودخلته ! دخلت عالم غريب ! عالم كان بالأمس القريب حكر على العجائز اللائي يأسن من الحمل الطبيعي ( من وجهة نظري حينها ) ومن كن يعانين من العقم !! وجدت نفسي معهم ! أنا ! ابنة الثالثه والعشرين ادخل هذا العالم !  
دخلته بقوه وبكليتي وبكامل ارادتي تجاهلت الأصوات المرتفعه من تنادي : اصبري انتي صغيره ! الوقت امامك ! لم تكن تعرف تلك الأصوات بالالم الذي بداخلي ، دست على الكل ودخلت !
بدأت صفحه جديده في حياتي ، لم انسى ذلك اليوم الذي دخلت فيه وحدة أطفال الأنابيب مركز 2 في هذا اليوم ودعت شبابي عند عتبة الباب واستقبلتني الهموم ، كنت طفله قبل هذا اليوم واصبحت عجوزاً بعده !!
بدأت رحلت العلاج ، رحله قاسيه مليئه بالالم والدموع والامل ! تشبثت به في هذه الرحله المؤلمه ، تحاليل ، أشعه ، ابر منشطه حتى جاء يوم السحب كانت اول مره في حياتي اخضع لأي شكل من اشكال العمليات والتخدير لم اشعر بشيء باستثناء بعض الآلام الخفيفة بعد زوال مفعول المخدر وذهبت للمنزل على ان اتصل بهم في اليوم الثاني حتى يخبروني بما تلقح من بويضات. 
( تلقحت لك 4 بويضات تعالي غداً لعملية الترجيع ) كانت احلى جمله سمعتها بعد شهر طويل من التحاليل والاشعه والإبر المؤلمه ، تمت عملية الترجيع بنجاح ورجعت للبيت وفي يدي اليمنى كيس مليء بالأدوية المثبته وفي اليسرى ورقة تحليل الحمل ، علي ان انتظر أسبوعين حتى أتأكد من نجاح العمليه وثبات الحمل. 
اقل ما يطلق على فترة الانتظار انها فترة الموت البطيء ، ساعات وأيام من الانتظار القاتل ، دمرت أعصابي بالكامل أنا اللتي لا أطيق الانتظار لخمس دقائق علي الانتظار أسبوعان كاملان ، لجأت الى الله استغفره وادعوه وارجوه ان يرأف بحالي ، كدت آجن حتى جاء يوم التحليل ، في فترة الانتظار كان قلبي يونبؤني أني حامل لكن الخوف كان يطرد هذا الإحساس ، ذهبت للمختبر وانا اقدم رجل وااخر الاخرى سحبت الممرضه الدم وطلبت مني الذهاب للمنزل والرجوع بعد 5 ساعات حتى آخذ النتيجه ، رجعت لبيتي ونمت هروباً من الأفكار التي تتزاحم في رأسي ، رن هاتفي المحمول وجاء صوت اختي الباكي عبر الهاتف مبرووووووك الحمدلله المحاوله نجحت انعقد لساني وجرت انهار الدموع على وجنتي الحمدلله الحمدلله كانت هذه الكلمه التي استطاع لساني ان ينطقها .
مرت شهور الحمل بصعوبه ،كان حمل مهدد بالإجهاض وانا لا اعلم ! 
اخفت طبيبتي المعالجه هذه المعلومه الخطيره عني خوفاً من ان أتأثر بها ، مرت الشهور بطيئه وكنت ادخل للمستشفى بمعدل  كل شهر مرّه حتى كان يوم 10/25 كنت في هذا اليوم عند الطبيب لإجراء الفحوصات الروتينيه ، اخبرني انني سأدخل الشهر التاسع غداً فرحت انني وصلت اخيراً لهذه المرحله رجعت لمنزلي ونمت مبكره ، صحوت على الم خفيف ظننته مغص وذهبت لدورة المياه ورجعت ما ان استلقيت حتى شعرت برغبه بالرجوع للحمام مره اخرى وهناك فجأه انفجر كيس الجنين ، طار عقلي من الخوف واوقظت زوجي واختي وذهبنا للمستشفى ولحقت بنا اختي الكبرى ، ( ولاده ) قالتها الطبيبة وادخلوني للولاده ، شاء الله ان يريحني بولاده سهله بعد حمل صعب ، انجبت ابني في اول يوم له في الشهر التاسع في الساعه الثانيه و خمس وخمسون دقيقه فجراً.
مرت سنه ورجعت لوحدة أطفال الأنابيب اجري محاولتي الثانيه فقد اخبرت انني لن انجب بسهوله باستخدام العلاج العادي - ولم اكن اعلم الأسباب- دخلت في نفس الدوامه السابقه وخضعت للعلاج لكن المحاوله فشلت وكررتها بعد 4 اشهر ونجحت لكن لم يستمر الحمل وكرّت سبحة المحاولات الفاشلة ، كنت اجري العمليه بمعدل محاوله كل 4 اشهر كل ذلك على حساب أعصابي وصحتي لكني كنت أصر على إجرائها كل مره ، لم ارغب لابني ان يكون وحيداً لكن إرادة الله شاءت ان تفشل جميع محاولاتي بعد ابني مرت السنه تلو الاخرى وانا في هذه الحلقه المفرغه من المحاولات الفاشله ، سافرت بريطانيا انشد العلاج هناك بعد 13 محاوله فاشله في بلدي 
هناك تكشفت الامور ، كنت في بلدي قد لجأت الى عدد من الاطباء اسأل عن سبب فشل المحاولات لكني لم اجد أمامي سوى الحيره 
لاول مره اعرف ان رحمي ذو قرنين لم اكن اعلم ، فريق نصحني بإزالة الحاجز اللحمي الذي يقسم رحمي الى قسمين وفريق حذرني من إزالته ، هناك بعد التحاليل والاشعه اعلن الطبيب ؛ يجب ازالة الحاجز فوراً ، لن تنجح اي محاوله وهو موجود ، فقد كان حاجز كبير يقسم الرحم لقسمين فعلاً ، أقدمت وأجريت العمليه ورجعت لبلدي على وعد بالرجوع بعد شهرين لإجراء عملية أطفال الأنابيب وتحقق الوعد ورجعت لهم لإجراء العمليه لكنها فشلت كسابقاتها ورجعت لبلدي احمل بين اضلعي حزني لكني لم اظهره لاحد وبعد رجوعي بأربعة اشهر عقدت العزم وخضت التجربة 15 ومرت مرحلة الانتظار على عكس المرات السابقه، سريعه ولم اشعر بالعصبية والضيق كالمرات السابقه بالعكس تملكني شعور غريب وقوي بأنها ستنجح وبالفعل جاء اليوم الموعود وظهرت النتيجه وكالعادة ذهبت اختي لاستلامها فأنا لا أجرؤ على سماع النتيجة بنفسي ، اتفقت معها ان كانت النتيجه إيجابيه تتصل بي وان كانت سلبيه تبعث لي رساله ، حاولت ان أنام كالعادة لكني لم استطع حتى سمعت الهاتف وسمعت صوت اختي وهي تضحك وتبشرني بكييييت وبكييييت تذكرت تعبي  وعذابي في المحاولات السابقه ، في كل مره تفشل كنت أتجلد واضهر عدم اهتمامي لكني كنت اتمزق من داخلي .
الحمدلله ، سبحانك ربي لم تشأ ان تعذبني هذه المره رحمتني أنا المقصره في حقك لكن رحمتك وسعت كل شيء ولم يشأ سبحانه ان ينعم علي بالحمل فقط بل انعم علي بأحلى النعم فقد كان في رحمي توأم ، بكيييييت لما عرفت الحمدلله الحمدلله .
اصطبغت حياتي بالألوان بعد ان كساها اللون الرمادي بدأت اتغير بدأت أعصابي في الهدوء بعد ان كانت كالبراكين  .
كانت سمائي صافيه لولا غيوم الخوف التي كانت تكدر صفوها ، خفت من القادم تملكني شعور محطم ان هذا الحمل في خطر ، شكوت للطبيبه هذه المخاوف ضحكت مطمئنه ، اتهموني بالوسواس القهري والتشاؤم ، طلبت والحيت على عملية ربط عنق الرحم ضحكت وسخرت ، رددت على مسمعي الكثير والكثير عن القضاء والقدر وأنها تقنيه قديمه لا يتم اللجوء لها الا في اضيق الحدود ، ( أنا الان في اضيق الحدود ، هذا الحمل جاء بعد 14 محاوله !!  وبعد 7 سنوات من حملي بإبني الغالي ) ذهبت كلماتي هذه ادراج الرياح ، سكت ، حاولت ان اطرد الخوف ، مرت الشهور الاولى بسلام ودخلت مرحلة الشهور المتوسطه والحرجه في الحمل ، بدأت اشعر بحركة الأجنه في رحمي ، شعور لا يوصف فرحه غامره ، بدا بطني يكبر ويكبر معه الحلم بقرب اليوم الذي أرى فيه من يتحرك داخل رحمي خارجه ، المسهم ، اشمهم ، اخبرهم باني كنت في شوق لوجودهم منذ زمن بعيد، اخبرهم بلهفة أخيهم الشديده عليهم ، بدأ حلمي يكبر ويقترب من التحقق ولكن قدّر الله وما شاء فعل .
لا زلت اذكر ذلك اليوم كنت في بيت اهلي انتظر ان تحين ساعة خروج ابني الحبيب من المدرسه حتى آخذه ونذهب الى بيتنا ، أذن الظهر ودخلت حتى أتوضأ ، احسست فجأه بأفضع شعور تحسّه اي انثى !!
ان رحمي يفتح وأشعر بكيس الجنين ينزل !! وقفت ولم يتوقف الإحساس 
خرجت من الحمام مفجوعه ومفزوعه اصرخ انادي من ينقذني ، جاءت اختي مسرعه خائفه حاولت ان تطمئنني لكن ما حدث قد حدث احسست بخواء عجيب في داخل صدري ، قلبي  !! اين قلبي ؟ توقف لا اشعر بنبضاته !لا اعلم اين هو ؟ أسرعنا للمستشفى وانا اصرخ من الخوف قبل الألم ، اعلنوها صراحه : الرحم مفتوح والاجنه على وشك النزول ، لم اقبل بهذا الكلام ، رفضت ان اصدقه ، لا ، لن ينزلوا اعملوا المستحيل ، الكل ينظر الي نظراتٍ تملؤها الشفقه والوجل جفت دموعي فجأه ، لما طلبوا مني ان اقبل بتسريع نزولهم !! اصبت بالخرس بعد هذا الطلب لمدة قصيره ولكن لساني بعدها انطلق بالصراخ والرفض التاااام.
ماذا تقولون ؟ وبهذه السهوله ؟ الا تعلمون ما كابدته حتى وصلت الى هذه المرحله ؟ لا لن اقبل أبدا ، ادخلوني المستشفى على امل ان يقفل الرحم ويحفظ أطفالي داخله لكن هيهات ، رحمي كره أطفالي وطردهم بعد ان تعلق قلبي بهم وأحبهم . 
انفجر كيس الجنين الاول وأحسست ان قلبي انفجر معه خفت بكيت انزلوني للاشعه ، ( انظري ، مازال قلبه ينبض ) قالوها مطمئنين ، ولكن كيف سيعيش بلا كيس ؟ جائني طبيب لأول مره اراه ، قالها بصراحه ولأول مره منذ دخلت يأتي شخص ويكلمني بوضح ؛ بين لي انه ليس أمامي سوى شيئين : اولها انه من الممكن ان يتكون كيس جديد حول الجنين الذي انفجر الكيس حوله ، وثانيها: اما ان ينزل هذا الجنين ويبقى الجنين الآخر وهذا ما يتمنوه ، لا اعلم كيف نمت تلك الليله ؟ 
في الصباح نهضت من السرير وما ان خطوت خطوه واحده حتى احسست بان الجنين على وشك النزول تجمع حولي الممرضات ، نزل احمد !! نزل !! بهذه السهوله طرده رحمي لكنه ابى ان يرحل دون ان يترك لي جزء منه نزل هو وبقيت المشيمه ، تحلّق حولي الاطباء ، عبست الوجوه ، ما الحل ؟ بدأ الجميع بالتحدث مع بعضهم وانا بينهم محطمه ، ( ننزله، لا ننتظر ، نخاف من المضاعفات ) كلمات تتطاير حولي وانا واجمه ، التفت علي الطبيب : سنبقي الوضع كما هو عليه وننتظر !! لكن اذا ارتفعت حرارتك سنجهض الجنين الأخر !
لااا ، صرخت بها ، ماذنبه ؟ رفضت وتمسكت بالرفض ، انفض الجميع بقيت مع اختي أحاول ان  اتماسك وانا ارى حلمي يتبدد ، جائت امي وأخواتي لزيارتي ، تحدثت وضحكت وتناسيت ما أنا فيه حتى بدأت اشعر بالبرد وزاد الشعور حتى بدأت أرجف ومن حولي يؤكدون على حرارة الغرفه استدعيت الممرضه جاءت مسرعه ، قاست حرارتي وصرخت : 41 !! في لمح البصر تحلق حولي الاطباء : يجب ان ينزل الجنين الآخر حالاً وبلا تأخير ! رفضت وبكيت رجوتهم ان ينتظروا للصباح !! خطر ، ستموتين ! حتى وان أرجوكم للصباح فقط من الممكن ان تنخفض الحراره ، الجميع اتهمني بالجنون لكني اصريت ورضخوا امام اصراري ، وضعوا لي اقوى المضادات الحيويه وخافضات الحراره عن طريق الوريد بدأت اشعر بتحسن خفيف ولاح لي الأمل من بعيد ابتسمت وضحكت لكنها كانت لدقائق معدوده ، بدأت اشعر بالرجفه مره اخرى تظاهرت أني نائمه وبدأت اسمع مالم يريدوني ان اسمعه سمعت الشفقه على حالي  تقطر من الكلمات بدأت اشعر بالسواد يحيط بي وبالأصوات تخفت كنت كمن يسقط في هوّة سحيقه لا قرار لها اسمع من حولي ، أحاول ان أتكلم لكن لساني لايتحرك حاولت ان أحرك جسدي لكن هيهات ،  دخلت مرحلة الموت !! مرت أمامي صور من حياتي ، امي ، ابي ، زوجي واخوتي ، ابني !! ااااااه يا بني  من لك بعدي ؟ كأني أراك يتيماً! سيحيطك الكل بحنانه لكن !! ستبقى عيناك تبحث عني في وجوه الاخرين ، لن اكون معك في مرضك ، لن اكون معك عند انتظارك نتائج الثانويه العامه ، لن اكون معك عند تخرجك من الجامعه ، لن اكون معك عند زواجك ، لا لا لا
سأتمسك بحياتي من اجل هذا كله ، لكن كيف ؟ ان جسدي ينهار ولساني يأبى التحرك ، لا بد ان افعل شيء شعرت بشيء تحت يدي اليسرى تلمسته كان جهاز النداء الخاص بالممرضات ، شاء الله سبحانه ان يكون تحت يدي في تلك اللحظه ، ضغطت على زر النداء جاءت الممرضات ، تحلقن حولي ، دخلت في نوبة تشنجات اعنف من سابقتها ، سمعت كلمة تسمم من بين الكلمات التي تناثرت حينها ! ولما استعدت وعيي قلتها: أنزلوه !! هذه الكلمه التي لم اتصور نفسي أنطقها ، نطقتها تلك اللحظه ، أنزلوه انقذوني لاعيش لإبني ، بكيت وبكيت وبكيت احسست ان قلبي انفطر لكني لم أتراجع انتصر عقلي على قلبي تلك اللحظه وبدأ المخاض لم يكن صعباً كأن رحمي كان ينتظر الفرصه للتخلص منه نزل حسن بعد ان طلبت من الكل ان لا يتحدث عنه أمامي لم اره كما أني لم أرى احمد ، قلبي لن يتحمل هذا الكم من الحزن ، ما ان نزل حتى اقترب الموت مني مرة اخرى نزف رحمي معلناً تخلصه مما فيه كأنه يريد ان يطرد اي شيء تعلق بحملي ، انخفض مستوى الدم في جسدي انخفض لمستويات خطيره و دخلت في حالة تسمم تام لقد تسمم رحمي اولاً ثم دمي وباقي جسمي نقلت على وجه السرعه للعناية الفائقة كنت أصارع الموت و في هذه الاثناء حمل زوجي أبنائي في يده ، مكفنين ليستقبلهم باطن الارض بدلاً من أحضاني كنت انتظر هذا اليوم يوم خروجي من المستشفى احملهم بيدي لكن ابى البين الا ان يفرق بيني وبينهم لكني احتسبتهم عند الله علّه يقبلهم شفعاء لي ولوالدهم يوم لا ينفع لا مال ولا بنون
خرجت من المستشفى محطمه كسيرة الفؤاد ، ثغري باسم ! لكن قلبي باكي رجعت الى بيتي ، لا كما خرجت من، خرجت احمل أطفالي ورجعت دونهم احسست بوحشه وغربه في هذا العالم بعد رجوعي من خط الموت ، احاطني زوجي بحبه وأهلي بحنانهم ، حزنت  انفطر قلبي بدأت اقترب من حافة الاكتئاب طرقت ابوابه وفجأه وانا اهم بدخول هذا المستنقع لاح لي في الافق صور الاحبه ابي وامي زوجي وابني اخي وأخواتي وقبل الجميع خالقهم الله سبحانه ماذا افعل ؟ ااعترض على حكمه ؟ زرعت في نفسي قناعة ان من وهبني اياهم ثم اخذهم لحكمه لا يعلمها الا هو قادر ان يرزقني غيرهم، في ثانيه واحده وفي لحظات قررت ان اخرج من هذه الدائرة التي كانت تشدني نحوها ، عالجت نفسي بالنسيان ، أقفلت الباب على أحزاني ومضيت في حياتي ومرت شهور احسبها سنين وانا في صراع مع نفسي التي لا زالت عالقه بها بقايا تجربتي المريره، سافرت ذهبت للعمره وهناك فتحت باب الأحزان المغلق لآخر مره بكيت وبكيت بين يدي الله وكانت دموعي بمثابة المطر الذي يجلي الغبار ناديت ( رب أني مسني الضر ) كانت هذه الرحله المحطه الاخيره لتجربتي وقفت هناك وغسلت قلبي عند ربي وانا عازمه ان لا أعود لحزني ، رجعت لا كما ذهبت وقررت ان أخوض المحاوله السادسه عشر وسط ذهول الكل!!
وكم كانت رحمة ربي واسعه ؟ ( مبروك انت حامل) سمعتها وسط انهار دموعي سبحان الله قدر لي الحمل !! وفي نفس الوقت والظروف !
( مبروك مدام ، توأم ) !! ااااااااه لا !! لم افرح بهذا الخبر كفرحي بحملي السابق ! تملكني الخوف سيطر علي منذ ان سمعت كلمة توأم ، هل سأعاني كمعاناتي السابقه؟ هل سيستمر الحمل؟ اذا لم يستمر هل سأصبر كصبري عند فقدي أطفالي ؟ لا أظن ! سأتدمر كلياً ! 
رجعت الى بيتي وقد عزمت على ان ابذل ما استطيع للحفاظ عليهم ، دخلت بيتي ولم اخرج منه ! نعم ، لن أتحرك ابداً الا لمتابعتي في المستشفى ، عزلت نفسي عن العالم الخارجي اصبح عالمي غرفتي وغرفة الجلوس والحمام فقط .
كانت سمائي مكفهره سوداء قاتمه ! سيطر علي الخوف تملكني اصبحت عبدته المملوكه ، حاول الكل ان يجلي هذا الغيم المتراكم لكن هيهات ! كنت كلما اقتربت من شهوري الوسطى زادت قتامة الايام معها أصررت في هذه المره على ربط عنق الرحم ، رحمي الذي خذلني وطرد أطفالي سأكون له هذه المره بالمرصاد فإن أصر على التخلص منهم سيكون مصيره الانفجار ، فمن لايريد أولادي لا اريده ! اقتربت واصبحت على مسافة ايام من الفترة. اللتي أجهضت بها احسست بثقل والم غريب أسرعت لطبيبي فحصني وصدمني ( اسرعي للطوارئ ان الرحم على وشك ان يفتح ) اجل نفس السيناريو كان على وشك ان يعيد نفسه لكني اتعضت مما حدث اصبحت شديدة الحذر شديدة الحرص ، دخلت الى المستشفى امضيت فيها 3 اشهر كنت بعيده فيها عن زوجي وابني وبيتي ، وانا في المستشفى بدأت اشعر بالأمان ، بدأت غيوم الخوف تنقشع تدريجياً ، لم تصفو السماء لكن بدأت اشعة الشمس تشق طريقها بين الغيوم وتنير حياتي حولها ، بدأت نسائم الأمل تهب وما أن بدأت اشعر ببرووتها تلفح وجهي الذي حفرت الهموم علاماتها عليه حتى هبت عاصفه هوجاء كادت ان تقتلعني ! زلزال مدمر لم يبقي على اي شي،  مات ابي !!
ابي ، ااااه يا ابي ، مات ولم اودعه ؟ لم اقبل قدميه ؟ لم املّي نظري منه ؟ لم اشكره على كل شي قدمه لي ؟ مات وانا بعيده ؟
كان رحمه الله يزرع الأمل بداخلي كل ما جاء لزيارتي ، كان يزروني دائماً منذ ان نجحت المحاوله وهو ووالدتي الحنونه يومياً لم يريدوا ان ابقى لوحدي تنهشني مخاوفي وتقض مضجعي حتى وانا في المستشفى لم يترك هذه العاده كانوا ( ابي وامي واخي واختي ) بمثابة الضوء الذي ينير لي الطريق المظلم الذي كنت أسير فيه .
تجلدت وابتلعت حزني لجأت لله ادعوه ان يمسح على قلبي عرفت حلاوة اللجوء لله سبحانه وتعالى عندما تهدأ الأصوات في المستشفى ويخلد الكل للنوم أناجيه سبحانه في هذا السكون المطبق فتنزل سكينته على قلبي وأنام .
واخيراً خرجت من المستشفى لا يفصلني عن رؤيت أطفالي سوى شهران فقط رجعت لمنزلي لزوجي لابني لاهلي ولم يكد يمر اسبوع على خروجي حتى عدت وانا اعاني من الالام ( طلق مبكر ) اصبت بالخوف لما سمعتها ، انا في شهري السابع كيف سيكون حال صغاري ؟ هل سيعيشون ؟ جاءت الاجابات كثيره ومطمئنه ؛ لا تخافي سنحاول ان نوقف المخاض وحتى لولم نستطع لا تخافي على الصغار الطب تطور والحاضنات في المستشفى حديثه ، احسست بنوع من الامان بعد سماعها ، الحمدلله هدأ الالم ومكثت تحت المراقبه لمدة اسبوع بعدها خرجت ، رجعت لحياتي وبيتي الذي هجرته رجعت هذه المره احمل اطفالي في احشائي ، حافضت على نظامي الذي كنت اتبعه في المستشفى اصبحت طبيبة نفسي احقن نفسي بالأنسولين واتناول الدواء بانتظام وكانت مواعيد متابعتي اسبوعيه لخوف الطبيب علي وفي احد زياراتي للطبيب فاجأني بحفله لي بمناسبة دخولي الاسبوع الرابع والثلاثين من حملي ، ما ان دخلت شهري الثامن حتى اختفى الخوف والقلق من نفسي فجأه كأن ما حدث قبلها لم يكن !! بدأت اخرج من بيتي لأجهز لاستقبال صغاري ، لن انسى ذلك اليوم الذي خرجت فيه انا وزوجي وابني لشراء ما يلزم للاطفال ، لن انسى فرحة ابني ونظرات زوجي الحمدلله الذي بلغنا هذه المرحله
وفي صباح يوم الثلاثاء 2011/2/1 احسست بشعور غريب ، احسست بألم بسيط في ظهري لكني لم أعزه اي اهتمام وعندما دخلت للحمام تفاجأت بشيء غريب في ملابسي !! كان مثل الصمغ او الهلام القاسي خفت هرعت الى جهازي المحمول وبحثت في ألشبكه ووجدت الاجابه : هذه سدادة الرحم ونزوله يعني قرب للولاده خفت وحاولت الهروب بالنوم ، بدأت الام المخاض ولكنها خفيفه كلمت اختي اسألها صرخت بي هيا للمستشفى. وهناك بدأت اصعب محطه في رحلتي للولاده
كان كلام الاطباء في البدء مطمئن لكني بدأت الحظ الخوف في الوجوه !! ماذا يحدث ؟ سألت وجائتني الاجابه المؤلمه ان قلب احد الاجنه بدأ يضعف ولا بد من عمليه قيصريه لانقاذهم  ، صعقت من هذا الخبر ابعد ان وصلت لهذه المرحله اخسرهم !! ارجوكم افتحوا بطني الان وانقذوا اطفالي  ، جاء طبيبي بوجهه الباسم وحديثه المطمئن ، ادخلوني غرفة العمليات ولساني يلهج بالدعاء لله سبحانه ان يحفظهم ، دخلت في غيبوبة البنج ولم افق الا على صوت الممرضه توقظني حتى أر ابني ، اين ابنتي ؟ صرخت بها وانا تحت تأثير المخدر ؟ هل حدث لها شيئ ؟ لا جاءت الاجابه ، لقد شربت بعض الدماء ونقلناها للعنايه الفائقة !! 
كدت آجن من الخوف لولا كلماتهم المطمئنة لي ، مكث أطفالي في العنايه اسبوعاً كاملاً ثم خرجوا ، خرجوا لينيروا بوجودهم ماحولي ، كان خروجهم بالنسبة لي كالشمس التي تشع من خلف الغيوم الماطره 
أزهرت حياتي وأشرقت شمس فجر جديد، اصطبغت حياتي وحياة من حولي بألوان الربيع الزاهية ، ربيع الحلم الذي لم أيأس في سبيل تحقيقه ، انجابي لأطفال يكونوا أشقاء لابني الغالي ، سند له وعون في هذه الدنيا ، الحمدلله لن يبقى الغالي وحيداً بعد اليوم .
 
56
22K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

غلا بنت العوامر
الحمد لله على سلامتج الغاليه والله يبارك لج بهم
مجبوس لحم
مجبوس لحم
الله يسلمج يالغلا .. ويرزقك الذريه الصالحه البارّه بك وبأبوهم 
ام محمد1982
ام محمد1982
ماشاء الله الله يخليهم لك...
طفله عشرينيه
طفله عشرينيه
قرررررررررات ودمووووعي قرات معي اسال الله ان يحفظهم لك من كل شرررررررررر
الماشيه
الماشيه
مبروك الف مبروك
عقبالنا انا وجميع منتظرات الحمل
والله الدنيا ماتسوى شي
انا مريت بظروف ماديه وادور عن وظيفه وتخصصي مستحيل ادرس لانه غير مطلوب والسنه الي فاتت تعينت والحين الحمدلله كانه حلم ايام الضغط المادي ومتوقعه الحمل نفس الشي باذن الله