قصتي مع الحمل

بسم الله الرحمن الرحيم


بعد طول تردد قررت أن أسرد عليكم قصتي مع الحمل، علكم تجدون فيها عبرة للصبر والإيمان بأن رب العالمين هو المعطي عباده دون حساب، تزوجت بالتحديد في شهر أغسطس من عام 2004 م، وكنت سعيدة جدا جدا، خاصة أنني كنت للتو قد تخرجت من الجامعة وحصلت على البكالريوس بل وأنني توظفت بعد تخرجي مباشرة وأخيرا ها قد من علي رب العالمين بالزوج الصالح، وقد كان الكثير قد تقدموا لخطبتي أيام الجامعة ولكن رب العالمين لم يكتب أن يتم الاتفاق في كل المرات السابقة، وقد أصرت والدتي هذه المرة أن يكون زواجا مباشرة، أي أن ليلة الزواج تتلو ليلة عقد القران، لذا لم أعش فترة خطبة كباقي الفتيات، بل ولم أشعر ماذا تعني، وللعلم فإن زوجي يتيم الأب، توفي والده وهو يبلغ من العمر شهرا واحدا فقط، وقد كان من عائلة فقيرة ماديا،ولكنها غنية بالأخلاق والسمعة الطيبة، عاش هو ووالدته وأخوانه على الصناديق الخيرية وأهل الخير، ترك أخوه الأكبر المدرسة وظل يعمل ليصرف على أخوانه، علما بأنهم 10 أخوان كان أكبرهم يبلغ الخامسة عشر، وأصغرهم زوجي الذي يبلغ من العمر شهرا واحدا، والحمد لله كبر زوجي ودرس بالجامعة وأخذ البكالريوس بتفوق والفضل يرجع لوالدته العظيمة التي كانت لهم الأم والأب، ولأخوه الذي ضحى بمستقبله ودراسته من أجل أخوانه الأصغر منه سنا، كان زوجي قبل أن يتقدم لي، قد أعجب بفتاة تدرس معه بالجامعة، وتقدم لها وكادت أن تتم الخطبة، لولا أنه اكتشف بها بعض الأمور التي جعلته ينفر منها، وقد توعدته حينما غض النظر عن الخطبة بأنها لن تتركه يهنأ في حياته، المهم جاءت ليلة زواجي، وكأي بنت، كنت مرعوبة من ليلة الزواج، وتمر اللية الأولى والثانية والثالثة، دون أن يحصل أي شيء بيني وبين زوجي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى والدتي الحبيبة تحاصرني بالأسئلة، ماذا حصل، هل حصل.......؟ واتخذت قراري حينها بأنني تحت أي ظرف، لن أتخلى عن زوجي، فطمأنت والدتي بأن كل شيء قد حصل على مايرام بيني وبين زوجي، وقلبي يتقطع لأنني أعلم بأن هذه ليست الحقيقة، مرت الليالي والشهور، وزوجي يقسم لي بأغلظ الإيمان بأنه طبيعي جدا، ولكن حين يقترب مني لا يدري ماذا يحصل معه، كان يبكي ويبكي ويقسم بأنه لا كان ليورطني معه لو كان يعلم أن هذا ما سيحصل، كنت أخفف عنه، وأتظاهر أمام الكل بانني أنتظر الحمل بلهفة وبأنني سعيدة جدا، والحق يقال لم يقصر معي في شيئ إلا هذا الموضوع الخارج عن إرادته، راجعنا عددا كبيرا من الأطباء داخل وخارج الوطن، والكل يؤكد أن كلانا طبيعي، لجأت إلى أحد المشايخ، وقال لنا بأن معكم عمل ربط لزوجك، ومباشرة فكر في تلك الفتاة التي تقدم لخطبتها، وأعطانا الشيخ بعض الأمور التي نقوم بها دون جدوى، مر عام على زواجنا، وقد كنت مازلت بنتا، وحين مر عام و3 شهور قررنا الذهاب في رحلتين منفصلتين، واحدة للعمرة، وواحدة خالصة للمدينة لزيارة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ودعينا الله ليلا ونهارا أن يكتب لنا مافيه صلاحا لنا، وقد عاهدت نغسي حينها أن أبقى الزوجة الوفية المخلصة لزوجها حتى ولو لم يكتب الله لنا أن نعيش كباقي الأزواج، وحينها قد حدث بيننا شبه ما قد يحدث ما بين الأزواج، وذلك لمرة واحدة فقط وبفضل من رب العالمين، وصدقوني تلك هي المرة الأولى والأخيرة التي يحدث بيننا هذا الشيئ، ورجعنا وانشغلنا بمشاغل الحياة وجاء موعد الدورة وتأخرت يوم واحد فقط، وللعلم فإنها منتظمة جدا جدا جدا معي، وذهبنا أنا وزوجي لنحلل لا لشيئ، ولكن لنجرب هذا الإحساس، ولو أننا كنا متأكدين من أنه خيال، كنا آخذين الموضوع كله كمزحة، أو ضحكة لتخفف عنا ما نمر فيه، وصدمتنا الكبيييييرة أنني كنت حامل، كيف؟؟؟؟معقوووووووووووووول؟ نعم معقووول فهذه هي قدرة رب العالمين

وقد رزقنا الله بنت أسميناها "دُعـــــــــــــــــــــــــــــــــاء" وذلك لأن رب العالمين استجاب دعاءنا، والآن تبلغ دعاء من العمر عامين، ولا تتصورون كيف أن زوجي يقدرني ويقول بأنني هبة الله له من السماااء، ويقول لو أنه لف العالم لن يحصل على من تقدر ظروفه وتصبر عليه مثلي، والآن مر على زواجنا بالضبط 4 سنين، ولم يحدث بيننا أي شيئ عدا تلك المرة التي رزقنا الله بها بابنتنا، وصدقوني نحن نعيش في غاية السعادة والتفاهم


والعبرة، السعادة في الزواج لا تعني بالضرورة ذلك الشيء، ولربما مرة واحدة تكفي بأن يرزق الله من يشاء بالذرية الصالحة، وزوجي زوج راااااااااااااااااااااااااائع لأبعد الحدود، وأقولها ألف مرة بأنني لم ولن أجد مثله ماحييت، لذا لكل محرومة وكان العيب من زوجها، اصبري عليه يا أختي اصبري فالصبر مفتاح الفرج، وإياك أن تذكري أن السبب من زوجك أمام أي أحد، وإياك أن تعايريه ولو بنظرة، ولا تتذمري بل كوني صبوووووووووووووووووورة على قدر ما تستطيعين، وصدقيني زوجك سيقدر لك هذا كثيرا



وها نحن بانتظار معجزة جديدة، بأن يرزقنا الله الذرية الصالحة من جديد، وأنا على ثقة بأن الله لن يخيب رجاااااااااااااااءنا



راجية بأن تكون العبرة من قصتي قد وصلت للجميع



ونسألكم الدعاء صبحا ومساءا