"الرياض" تنقل قصصا أغرب من الخيال
آهات تنطفئ بين ردهات مستشفى العناية التأهيلية بالمدينة المنورة
معلمة نشيطة تختم أيامها في غرفة.. وأبن وحيد يقود والدته للانهيار
المدينة - تحقيق مريم العمري
مستشفى العناية التأهيلية بمطنقة المدينة المنورة احد اهم مراكز التأهيل الطبي بالمملكة ويعتمد على احدث الاجهزة الخاصة بالعلاج الطبيعي.
ويقدم المستشفى خدماته لاكثر من 143 مريضا منوما تضم اقسام الرجال والنساء والاطفال اضافة الى ما تقدمه العيادات الخارجية للمرضى المترددين على اقسام العلاج بالكهرباء والعلاج المائي وصالة التمارين, ويرتكز عمل المستشفى على حالات الشلل والاعاقة ونظرا لاهمية الدور الذي يؤديه المستشفى الا ان هناك حالات تحتاج للعلاج الاجتماعي من المجتمع لدعم العلاج الطبيعي والطبي الذي يقدمه المستشفى لهؤلاء المرضى.
ومن اهم العناصر المساعدة هي علاقة المعوق بأسرته ومجتمعه وفي الحقيقة فان المستشفى يفتقد لهذه الرعاية والدعم الاسري فهناك الكثير من الحالات التي دخلت ولم تخرج لا لشيء وانما لان اسرهم فضلت ان يكونوا هناك بعيدا عن انظارهم فهناك بين اروقة المستشفى وخلف تلك الابواب نجد العديد من القصص التي لا يصدقها انسان عاقل تلك القصص حملتها تلك الصدور وترجمتها هذه السطور.
المعلمة المظلومة
* نبدأ مع السيدة ف.ر.ي (40) سنة معلمة ـ ومنفصلة.. كانت ونكرر كانت هذه السيدة نشيطة لها دورها الفعال في المجتمع مربية اجيال رزقها الله الصحة ـ والعافية ـ والمال وانجبت خلال زواجها ابنتين احداهما تعيش في مدينة اخرى والثانية ما زالت طفلة صغيرة.
بدأت المأساة وكان فصلها الاول هو انفصالها عن زوجها وكان هناك شرط لبقاء ابنتها لديها وشاء الله ان ينتفي هذا الشرط ليبدأ الفصل الثاني من مأساتها ويأخذ ابنتها منها عاشت الام اياما مريرة وليالي عذاب طويلة بدون ابنتها.
وذات ليلة نام غضبها قبلها, وتلحفت به وارتفعت لديها نسبة السكر وتعرضت لجلطة نتج عنها شلل ايمن واستفاقت بعد غيبوبة استمرت ثلاثة شهور على واقع مرير ومؤلم ادركت حينها انها فقدت الحرية على الكلام والحركة وبهذا ينتهي الفصل الثاني ليبدأ الفصل الثالث.
بعد هذه المعاناة ورحلة علاج طويلة دامت سنتين وبضعة شهور اتجهت انظارها الى ما لها, كانت تملك بناية تقدر باكثر من نصف مليون ريال اقنعها زوج اختها ببيعها وباعها بنصف تكاليفها. وكان ختام هذه الفصول هو هذا المكان!!
والآن اقصى احلامها غرفة واحدة لتستطيع ان تعيش فيها مع ابنتها.. ولا ندري ماذا سيحدث الزمان بها.
الوحيد عاق والدته
وهناك قصة السيدة ن.ر.ل
قصة الـ (74) عاما
لم يرحم ابنها الوحيد الـ 74 عاما التي اكل فيها الدهر لحمها والعظام لم يرق للمرأة حملت به وولدته ـ وارضعته ـ وربته ـ وجعلته رجلا.. رزقها الله بابن وحيد فكان هو اهلها وسندها بعد الله عز وجل اعطته ولم تحرمه ـ عقدت عليه الآمال العظام ـ ولم تكن تدري بان تلك الآمال سوف تنهار ـ وان الخاتمة ستكون في هذا المكان.
توفي زوجها وبقي الابن متمللا من والدته.. تزوج باثنتين وغاب ـ وانجب الابناء والبنات يأكل وينام قرير العين... ونسي ان الدين عند الله ما خاب وان هذه الحياة سلف ودين.
هي امه ـ نعم امه.. بكل سهولة فرط في امه مدعيا انه غير قادر على تحمل مسؤولياتها ولا نعلم من هو غير القادر, هل هو ـ ام ـ زوجتاه.. تلك الام المفجوعة بهذا الابن الوحيد والتي تعاني من شلل ايمن وسكر.
اربع سنوات قضتها بين تلك الجدران في انتظار ان يرحمها ذلك الابن يخرجها من هذه العزلة,, يمن عليها بزيارته بين الحين والآخر ولا يدري بأن يوما سيفعل به ابناؤه ـ ما فعله بأمه.. فهي ليست سوى مسألة وقت.
غياب شمس
* السيدة ف.ر.ر بعد عشرة زواج دامت اكثر من 30 عاما تحملته فيها بحسناته وسيئاته اعطته كل ما لديها, افنت عمرها وحياتها في خدمته, وحرمت نفسها واعطته.. لم يرزقها الله بأطفال فلم يكن لها احد غيره في هذه الدنيا.. فهو سندها الوحيد بعد الله عز وجل.
وفي نهار غابت شمسه وسودت سماءه.. كما اسودت حياتها فقدته.. بحثت عنه فلم تجده وانتظرته فنسيها.. اهملها وهي تذكره دوما وما نسته.. فوق معاناتها معه عانت من امراض اصابتها فهي تعاني من ضغط مرتفع وضعف في الاطراف ونقص في تروية القلب وبعد هذه السنوات الطوال كافأها, بما هو اهل له وليست هي اهل له.
تركها ليتزوج بغيرها لكنها ما زالت تذكره بتلك القلادة المهترئة كحياتها المهترئة.
تلك القلادة البائسة كحياتها البائسة وهي ما زالت وبكل شدة ترفض ان يقترب احد من تلك القلادة او حتى محاولة لمسها هذا كل ما بقي لديها منه.
شفتاها لا تنطقان الا باسمه.. وعيونها ما زالت متعلقة.. ومتشبثة بذلك الباب وما زالت تنتظره وتقول سيأتي.. لعله يأتي؟!!!
الخادمة تقرر والابن يطيع
* السيدة أ.ر.د.. هذه السيدة افنت عمرها في تربية ابنائها, وانتظرت ان تحصد ما زرعت.. ولكن للأسف حصدت الألم ـ ونكران الجميل من فلذات اكبادها..
امرأة السبعين تعيش وحيدة مع تلك الخادمة المتسلطة والتي اصبح له الحق في تقرير مصيرها..
هناك منذ 4 سنوات, وهي تنتظر ان يراجع احدهم ضميره ويتذكر بأن له أما تعاني من امراض تريد بكلمة حلوة من يخففها عنها.
تريدهم ان يلتفوا حولها.. وليس في وقت الاجازة.. والاعياد.. اهذه هي المكافأة التي تنتظرها منهم؟
تركوها وحيدة وهي في امس الحاجة اليهم في حين انها لم تتركهم وهم كذلك.
التقت "الرياض" بخادمة هذه السيدة.. والتي ابدت اعراضا شديد اللهجة عند اقتراحنا لها بخروج هذه السيدة من المستشفى لانها ترى ومن وجهة نظرها ان وجودها في المستشفى هو افضل لها..
وهذا ما اقنعت به الابن الذي اطاعها بكل نفس راضية وفوق هذا كله وهو الاهم انها خلاص تعودت على جو المستشفى ولا تريد مغادرتها.. ونجحت في اقناع الابن بذلك.. وترك والدته هناك بين اربعة جدران تتمنى ان يعدل عن رأيه.. ولكن لا حول لها ولا قوة فقد سلبها الدهر قوة جسمها وحرية الكلام والرأي.. فاصبحت تلك الخادمة هي التي تتحكم بمصيرها. لانها وبكل بساطة لو خرجت هذه السيدة من المستشفى فسوف تزيد عليها الاعباء من اعمال المنزل ورعاية هذه السيدة والعناية بها.. ولكن عندما تكون في المستشفى فليس امامها سوى الرعاية فقط بتلك المسنة وايضا لا ترعاها.. بمفردها بل وجود الاطباء والممرضات فهي قبل كل شيء تفكر بنفسها وراحتها.. وها هي الخادمة تقرر والابن يطيع ونسي ان الحياة سلف ودين.آهات الجسد النحيل
واثناء جولتنا تسقط انظارنا على احدى زوايا تلك الغرف صوت آهات موجعة, تصدر من جسد نحيل خلف هذا الجسد العديد من القصص والعبر الكثيرة..
فهذه السيدة مرب والتي شارفت على ابواب الثمانين عاشت حياتها تزرع الخير في غير ارضها فكانت تعمل خادمة.. ومربية عند احدى العائلات.. كبرت هذه السيدة, وكبرت في قلوب من تعمل عندهم محبتها..
اصابها شلل نصفي اقعدها نتيجة صدمة دماغية تراهم يزورورنها دوما, وهي سعيدة بهم ليسوا بابنائها.. ولا اقاربها.. ولا اخوانها.. ولا احفادها.. ولا يمتون لها باي صلة قرابة.. الا جزاء المعروف..
هذه المرأة وهذه العائلة, وجه لعملة وتلكم النسوة واولادهن ـ وبناتهن ـ وازواجهن وجه آخر للعملة.. هذا الجانب المضيء في انسانية الانسان, وذلك الجانب المظلم المدلهم في جحود الانسان.. هل الخطأ هو ان انجب واحسن لاطفالي ام الصواب لا اتزوج ولا انجب واحسن لاطفال غيري. حينما تتقطع السبل, وترتفع الايادي, وتكف الافواه عن الابتسامة, حينما يشاح النظر, وحينما تصم الاذن حينما يقسو القلب كالحجر يسخر الله حكومة عادلة تمد يد العون والمساعدة واكف الرعاية وتعوض بالعطاء عن الحرمان وهذا ما حصل للسيدة م.م والتي شارفت الـ 100عام فهذه السيدة لها ابن وحيد توفي وتركها في هذه الدنيا وحيدة.
ولكن سخر الله لها من يقوم برعايتها بوجه بشوش.. ويد سخية.. وضمير حي ملؤه الاحساس بالمسؤولية.
فاصبحت حكومتنا الرشيدة هي اهلهم وذويهم.. تؤويهم وتداويهم.. وتعوضهم بالكثير.. الكثير حينما يقسو الولد ويموت الضمير.
فتحية السيد
المعوق ليس إنسانا مريضا
بل لديه قدرات لا توجد عند غيره
* المعوقون رغم النقص الجزئي فلديهم قدرات وطاقات لا تقل عن غيرهم من الافراد العاديين. ولعل بعض المعوقين لديهم من المواهب والقدرات ما يفوق على الكثير من العاديين.
ومن هنا فالمعوق في حاجة الى رعاية صحية واجتماعية واجتماعية ونفسية وكل ذلك يجعل عملية ارشادهم واشراد اهلهم هدفا قوميا ودينيا وانسانيا بحيث لا يعيش عالة على اهله او مجتمعه, اذ يستطيع ان يعمل منتجا علميا او عمليا بما يستغل جوانب القوة في تكوينه.
الاستاذة فتحية السيد اخصائية اجتماعية تقول:
فئة المعوقين في المجتمع لا يمكن التنكر لها ولا يمكن للمجتمع ان يتجاهلها..
ولكن بعض افراد المجتمع قد يشعر بالخجل والرفض لهذه الفئة وفي اعتقادي ان هؤلاء الاشخاص الذين يتخلون عن افراد يعانون من اعاقة ليست بأيديهم هؤلاء يفتقدون الى الوعي والناحية الدينية ولابد للمؤمن ان يرضى بقضاء الله وقدره.
وقد تتحدد معاملة المعوق اما بالعطف الشديد الذي يشعره بعجزه او باهماله ونبذه وتركه دون اي اهتمام.
وفي هذه الحالات لابد ان نجعل هذه المريض يساير المجتمع مثله مثل اي فرد سوي ولا ننسى ان ثلاثة ارباع العلاج يكون علاجا نفسيا ومن اجل ان يكون هناك تواصل وترابط من المجتمع مع هذه الفئة لابد ان تنظم لهم النشاطات الترفيهية والبرامج والمعارض في المناسبات وغيرها وان يكون في كل جهة عمل نسبة معينة من المعوقين من خلال هذا العمل يستطيعون ان يثبتوا انفسهم ووجودهم.
فالعاجز عن شيء يستطيع ان يعوضه في شيء آخر, فهم يستطيعون ان يستخدموا اشياء لا يستطيع الانسان السوي ان يستخدمها فقد ترى مثلا حالات كثيرة ومتنوعة كالذي يرسم برجله مثلا او من كان يعاني من شلل بعض الاعضاء فهناك الانتاج اليدوي وهناك الانتاج الفكري وغير ذلك. واشارت الى ان المعوق ليس مريضا بل انسان يمتلك قدرات ومواهب قد لا تكون موجودة عند غيره.
المصدر جريدة الرياض:
- http://www.alriyadh-np.com/11-11-2000/page1.html#1
fahad @fahad_2
عضو
هذا الموضوع مغلق.
fahad
•
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخت/هدى
والله هذا الواقع المر
ونقل هذا الخبر لكي يحمد الانسان الله على النعيم الذي أعطاها أيه الله
أخيكي الصغير/فهد
.........
<IMG SRC="http://www.geocities.com/SouthBeach/Inlet/7521/Cvijet.gif" border=0>
<font face="MS Dialog"
جزاك الله خيرا أخت/هدى
والله هذا الواقع المر
ونقل هذا الخبر لكي يحمد الانسان الله على النعيم الذي أعطاها أيه الله
أخيكي الصغير/فهد
.........
<IMG SRC="http://www.geocities.com/SouthBeach/Inlet/7521/Cvijet.gif" border=0>
<font face="MS Dialog"
fahad
•
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخت/ أم عبد العزيز
------------------
...التوقيع......
في زمن من الأزمان،أراد أعداء الإسلام غزو بلاد المسلمين،فأرسلوا عيناً لهم (أي جاسوساً)يستطلع لهم أحوال المسلمين،ويتحسّس أخبارهم،وبيناهو يسير في حيّ من أحياء المسلمين،رأى غلامين في أيديهما النبل والسهام،وأحدهما قاعد يبكي،فدنا منه،وسأله عن سبب بكائه،فأجاب الغلام وهو يجهش بالبكاء: ((إني قد أخطأت الهدف..))ثمّ عاد إلى بكائه..فقال له العين:لابأس،خذ سهماً آخر،وأصب الهدف! فقال الغلام بلهجة غاضبة: ((ولكنّ العدوّ لا ينتظرني حتّى آخذ سهماً آخر وأصيب الهدف)) ..فعاد الرجل إلى قومه،وأخبرهم بما رأى،فعلموا أن الوقت غير مناسب لغزو المسلمين..ثمّ مضت السنون،وتغيرت الأحوال،وأراد الأعداء غزو المسلمين،فأرسلوا عيناً،يستطلع لهم الأخبار،وحين دخل بلاد المسلمين رأى شابّاً في العشرين من عمره! في هيئة غريبة،قاعداً يبكي،فدنا منه،وسأله عن سبب بكائه،فرفع رأسه،وقال مجيباً بصوت يتقطّع ألماً وحسرة: ((إن حبيبته التي منحها مهجة قلبه،وثمرة فؤاده،قد هجرته إلى الأبد،وأحبّت غيره)) ثمّ عاد إلى بكائه..!! وعاد الرجل إلى قومه يفرك يديه سروراً مبشراً لهم بالنصر... ((( إن قوّة الأمة وضعفها يكمن في مدى تمسكها بكتاب ربّها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم )))
قال الشاعر :
وينشأ ناشىء الفتيان منّا*** على ما كان عوّده أبوه
جزاك الله خيرا أخت/ أم عبد العزيز
------------------
...التوقيع......
في زمن من الأزمان،أراد أعداء الإسلام غزو بلاد المسلمين،فأرسلوا عيناً لهم (أي جاسوساً)يستطلع لهم أحوال المسلمين،ويتحسّس أخبارهم،وبيناهو يسير في حيّ من أحياء المسلمين،رأى غلامين في أيديهما النبل والسهام،وأحدهما قاعد يبكي،فدنا منه،وسأله عن سبب بكائه،فأجاب الغلام وهو يجهش بالبكاء: ((إني قد أخطأت الهدف..))ثمّ عاد إلى بكائه..فقال له العين:لابأس،خذ سهماً آخر،وأصب الهدف! فقال الغلام بلهجة غاضبة: ((ولكنّ العدوّ لا ينتظرني حتّى آخذ سهماً آخر وأصيب الهدف)) ..فعاد الرجل إلى قومه،وأخبرهم بما رأى،فعلموا أن الوقت غير مناسب لغزو المسلمين..ثمّ مضت السنون،وتغيرت الأحوال،وأراد الأعداء غزو المسلمين،فأرسلوا عيناً،يستطلع لهم الأخبار،وحين دخل بلاد المسلمين رأى شابّاً في العشرين من عمره! في هيئة غريبة،قاعداً يبكي،فدنا منه،وسأله عن سبب بكائه،فرفع رأسه،وقال مجيباً بصوت يتقطّع ألماً وحسرة: ((إن حبيبته التي منحها مهجة قلبه،وثمرة فؤاده،قد هجرته إلى الأبد،وأحبّت غيره)) ثمّ عاد إلى بكائه..!! وعاد الرجل إلى قومه يفرك يديه سروراً مبشراً لهم بالنصر... ((( إن قوّة الأمة وضعفها يكمن في مدى تمسكها بكتاب ربّها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم )))
قال الشاعر :
وينشأ ناشىء الفتيان منّا*** على ما كان عوّده أبوه
الصفحة الأخيرة
------------------
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .