قصص اعجبتني

ملتقى الإيمان

قال الوزير " أبو الحسن بن الفرات لـ أبي جعفر بن بسطام – و كان وزيره لكنه كان يكرهه و ينوي حبسه و قتله – ويحك يا أبا جعفر إن لك قصة في رغيف فما هي .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قال أبو جعفر " إن أمي كانت عجوزا صالحة و قد عودتني منذ ولدت أن تجعل تحت مخدتي التي أنام عليها في كل ليلة رغيفا من الخبز , فإذا أصبحت تصدقت به عني , فلما ماتت صرت أفعل كما كانت تفعل !! و ما زلت على ذلك إلى يومي هذا .

فقال الوزير ابن الفرات : ما سمعت بأعجب من هذا , اعلم يا أبا جعفر أنني من أشد الناس كراهية لك لأمور صدرت منك !!! و إني منذ أيام أفكر في القبض عليك و قتلك فأرى في المنام منذ ثلاث ليال , كأني قد استدعيتك لأقبض عليك , فتحاربني و تتمنع علي فأهجم عليك لأقتلك , فتبرز لي لتحاربني , و بيدك رغيف خبز كأنه الترس الحصين فتتقي به السهام و تنجو به من الطعنات فلا يصل إليك شيء منها , فعلمت أن لهذا الرغيف قصة و شأنا .

ثم قال الوزير : هنيئا لك يا أبا جعفر فقد أنقذتك صدقتك من القتل و إني أشهد الله عز و جل أنني قد وهبت لله تعالى ما في نفسي عليك , و قد سامحتك و عفوت عنك .

_________________
قصه 2قصة

لقمة بلقمة !!!!

كان لامرأة ابن فغاب عنها غيبة طويلة و يئست من رجوعه .
فجلست يوما تأكل فحين كسرت اللقمة لتأكلها و وضعتها قرب فمها وقف بالباب سائل يستطعم , فامتنعت من أكل اللقمة و حملتها مع تمام الرغيف فتصدقت بها و بقيت جائعة يومها و ليلتها لأنها كانت لا تملك إلا هذا الرغيف .............. و لكن ما مضت أيام يسيرة حتى قدم ابنها فأخبرها بشدائد عظيمة مرت به . ثم قال لها :

أعظم ما جرى علي أني كنت منذ أيام أسلك في أجمة – أي غابة – في المكان الفلاني إذا خرج علي أسد فقبض علي من على ظهر الحمار الذي كنت أركبه و هرب الحمار وأنشب الأسد مخالبه في ثيابي فما وصل على بدني كبير شيء من مخالبه إلا أني تحيرت و دهشت و ذهب أكثر عقلي و هي يحملني حتى أدخلني إلى كهفه و برك علي ليفترسني .

فرأيت رجلا عظيم الخلق , أبيض الوجه و الثياب , و قد جاء حتى قبض على الأسد من غير سلاح و رفعه و خبط به على الأرض و قال له قم يا كلب , لقمة بلقمة , فقام الأسد يهرول و رجع إلي عقلي فطلبت الرجل و بحثت عنه فلم أجده , و جلست بمكاني ساعات إلى أن رجعت إلي قوتي ثم نظرت إلى نفسي فلم أجد بها بأسا , فمشيت حتى لحقت بالقافلة التي كنت فيها , فتعجبوا لما رأوني , فحدثتهم بحديثي و لم أدر ما معنى قول الرجل : لقمة بلقمة .
فنظرت المرأة , فإذا هو وقت أخرجت اللقمة من فيها فتصدقت بها .
ثم أخبرته قصتها مع السائل .

( من كتاب : الفرج بعد الشدة و الضيق لــ إبراهيم بن عبد الله الحازمي )

6
629

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

طفوشة
طفوشة
يذكر شخص اسمه ابن جدعان هذه القصة ... التي وقعت قبل قرابة مائة عام و هي قصة واقعية :- قال ابن جدعان .
خرجت في فصل الربيع في سنة من السنين ... أتفقد إبلي و أغنامي ... و إذا بي أرى إبلي سمانا – بحمد الله و فضله – يكاد الربيع أن يفجر الحليب من ثديها !!!!! كلما اقترب ابن الناقة من أمه درت و انهال الحليب منها لكثرة الخير و البركة !! فنظرت إلى ناقة من نياقي ... و ابنها يمشي خلفها .... وكانت ناقة سمينة ممتلئة ... فأعجبني منظرها و تذكرت حينها قول الله تعالى " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " و تذكرت حينها جارا لي فقير قليل المال كثير العيال فقد رزقه الله بسبع بنيات صغيرات . فقلت و الله لأتصدقن بهذه الناقة السمينة على جاري الفقير عسى أن تكون زادا لي و ذخرا عند الله تعالى . فأخذت تلك الناقة و ابنها و طرقت باب الجار فلما فتح لي الباب حييته بحرارة ثم قلت له : يا جاري العزيز خذ هذه الناقة و ابنها هدية مني لك و معونة لك على تكاليف الحياة الشاقة ....
ففرح بذلك فرحا شديدا ... و أقبل علي يشكرني و يدعو لي بالبركة في مالي و ولدي و أن يحفظني الله تعالى من كل سوء و مكروه ...
فقلت له و أ نا أودعه ... لأُغادر داره : إذا شبعت أنت و بنياتك من لبن الناقة فادعوا الله لي .
ثم انصرفت و تركته ...
و سارت الأيام ...... و مرت الشهور ........
وسارت الأيام و مرت الشهور و جاري الفقير يعيش معتمد على الله تعالى ثم على تلك الناقة و ابنها فكان هو و بناته يشربون من لبنها و يحتطبون على ظهرها و يتنقلون عليها و كان ينتظر أن يكبر وليدها ليبيعه و يقبض ثمنه . و لقد حصل له منها خير عظيم . و دائما تكون الناقة للأعرابي الذي هو في البادية هي كل شي في حياته .
و انتهى فصل الربيع المحمل بالخيرات و الأعشاب و المروج الخضراء و أقبل فصل الصيف الحار القائظ الشديد الجاف .. فتشققت الأرض و بدأ البدو يرتحلون عن أماكنهم الجافة بحثا عن أماكن أخرى يكثر فيها الماء و الأعشاب . و كنت أنا و أولادي من ضمن هؤلاء الذين رحلوا عن ديارهم طلبا للعشب و الماء لترعه إبلنا في فصل الصيف ... و خرجت و معي أولادي إلى الخلاء نبحث عن الماء في ( الدحول ) !!! والدحول هي : حفر في الأرض توصل إلى أماكن المياه الجوفية تحت الأرض لها فتحات يعرفها أهل البادية . و بالفعل وصلنا والدحول هي : حفر في الأرض توصل إلى أماكن المياه الجوفية تحت الأرض لها فتحات يعرفها أهل البادية . و بالفعل وصلنا إلى دحل من هذه الدحول و كان الجو حارا و العطش شديد و الصيف قائظ ... فنزلت إلى أحد هذه الدحول لأحضر الماء لأشرب أنا و أولادي الثلاثة !!! و تركت الأولاد خارج الدحل على سطح الأرض و نزلت أنا إلى الأعماق . و بالفعل نزلت لى الدحل و عثرت فيه على ماء كثير فشربت منه ثم أخذت كمية منه ليشرب أولادي الذين ينتظرونني في الخارج . وبينما أنا في طريق العودة إليهم إذ تهت تحت الأرض
!!!!! و ضللت الطريق و ضعت في هذه المغارات الأرضية المتشابهة فلم أعرف طريق الخروج من ( الدحل ) ...... -

و انتظر الأولاد رجوع أبيهم و لكنه تأخر في الرجوع و قد أقبل المساء و حل الظلام الدامس و هو لم يعد بعد و هم ينتظرونه ... و مضى يوم و يومان و ثلاثة على تلك الحالة المريرة , الأب تائه ضائع تحت الأرض و الأولاد ينتظرونه على سطحها و لم يجرؤ أحد منهم على النزول إلى ما تحت سطح الأرض فلم تكن لديهم الخبرة الكافية للقيام بمثل هذه الأعمال .
و لما مرت عدة أيام دون أن يخرج الأب من تحت الأرض يئس الأولاد من نجاته و أيقنوا أنه قد مات و هلك إما بلدغة ثعبان فقتله في الحال و إما أنه قد ضاع و تاه في تلك الدحول المتشعبة فمات من شدة الجوع إذ لا يعقل أن يبقى على قيد الحياة عدة أيام في تلك الدحول المتشعبة .
و كان الأولاد بكل أسف ينتظرون موت والدهم و يترقبونه لينفردوا بثروته و إبله و يستمتعوا بها . و من جهة أخرى كانوا غير راضين و غير مقتنعين بتصرفات والدهم مع الفقراء و المساكين و التي كانوا يعتبرونها تصرفات حمقاء .
فلما طال انتظارهم لوفاة والدهم انتهزوا فرصة تأخر والدهم في الدحل أياما فأيقنوا أنه قد هلك مع أنه كان بإمكانهم أن يستأجروا رجلا خبيرا بهذه الأماكن و المغارات المتشعبة تحت الأرض ليبحث لهم عن أبيهم المفقود و لكنها فرصة أتتهم فلم يكونوا ليضيعوها .
عاد الأولاد الثلاثة إلى منزلهم بعد عدة أيام و أخبروا أهلهم و أقاربهم و جيرانهم أن والدهم قد مات بلدغة ثعبان في دحل من الدحول المنتشرة تحت الأرض .. و صدق الجميع الخبر .. فقد كان الموت في تلك الدحول بلدغة ثعبان أو لدغة عقرب أمرا معتادا مألوفا غير مستنكر عند أهل البادية .
و بعد انتهاء العزاء ... ومرور فترة على وفاة والدهم بدأ الأولاد الثلاثة في تقاسم الميراث فيما بينهم ؟؟؟؟!!!!! . و فجأة قال أحدهم : -
و فجاءة قال أحدهم أتذكرون تلك الناقة السمينة التي أعطاها أبونا رحمه الله لجارنا الفقير . إنه لا يستحقها و ليس أهلا لها .. بل نحن أحق بها منه . فلماذا لا نأخذها منه هي و ولدها و نعطيه بدلا بعيرا أجربا .. فإن قبله أخذه و إلا أخذناها منه بالقوة و لم نعطه شيئا و لا أحد يقدر على منعنا من التصرف في مالنا كيف نشاء . فوافق إخوانه على هذه الفكرة الشيطانية و ذهبوا إلى بيت الجار و طرقوا عليه الباب فلما فتح لهم الباب :
قالوا له : أتذكر تلك الناقة التي أعطاكها أبونا قبل شهور .
قال : نعم أكرها و هي عندي في خير حال و أنا أسترزق منها و عليها .
فقالوا : أخرجها إلينا و ردها علينا و أعطنا ناقتنا و وليدها و خذ هذا الجمل مكانها .
فقال : و لماذا إن أبوكم قد أعطانيها هبة و صدقة لوجه الله فهي ملكي و لا حق لكم في أخذها مني و لو علم أبوكم بفعلتكم هذه لعاقبكم أشد العقاب و لغضب منكم .
فقالوا : إما أن تأخذ هذا الجمل و ترد علينا ناقتنا و إلا أخذنا الناقة وابنها بالقوة و لم نعطك شيئا .
فقال : إذا أشتكيكم إلى والدكم ليأخذ بحقي منكم.
فضحك الأولاد ساخرين و قالوا : هذا زمان قد مضى و تولى لقد مات أبونا و صار المال و الإبل لنا وحدنا !! نتصرف فيها كيف نشاء .
و ما إن سمع الجار بنبأ موت جاره العزيز حتى تغير وجهه و امتقع لونه و قال لهم بدهشة و لهفة : ماذا تقولون ؟؟!! مات ؟؟!! متى مات ؟؟!! و كيف مات ؟؟!! و أين مات ؟؟!!
فقالوا له : عجبا ألم تسمع بالخبر ؟!
قال : لقد كنت أنا و أهلي غائبين عن الدار نطلب الرزق في مكان آخر و لم نعد إلى دارنا إلا منذ أيام قليلة .
قال أحد الأبناء : لقد دخل والدنا( دحلا) في الصحراء و انتظرناه عدة أيام ليخرج منه .. فلم يخرج فعلمنا أنه قد مات .. إذ لا يعقل أن يبقى تحت الأرض عدة أيام على قيد الحياة بل طعام و لا ماء .
فقال لهم الجار بصوت حزين : أنشدكم الله : أن تدلوني على مكان ذلك ( الدحل ) و خذوا الناقة و ابنها و ما أريد منكم جملا و لا غيره !! المهم دلوني على مكان أبيكم ؟؟؟!!!
و بالفعل أعطاهم الناقة و ابنها بعد أن عاهدوه بالله على أن يدلوه على مكان ( الدحل ) الذي نزل فيه أبوهم و لم يخرج منه أبدا ..
و بالفعل قادوه إلى مكان ( الدحل ) و أروه إياه ... ثم قالوا له ساخرين هازئين و هم يتركونه في الصحراء لوحده :
و فجاءة قال أحدهم أتذكرون تلك الناقة السمينة التي أعطاها أبونا رحمه الله لجارنا الفقير . إنه لا يستحقها و ليس أهلا لها .. بل نحن أحق بها منه . فلماذا لا نأخذها منه هي و ولدها و نعطيه بدلا بعيرا أجربا .. فإن قبله أخذه و إلا أخذناها منه بالقوة و لم نعطه شيئا و لا أحد يقدر على منعنا من التصرف في مالنا كيف نشاء . فوافق إخوانه على هذه الفكرة الشيطانية و ذهبوا إلى بيت الجار و طرقوا عليه الباب فلما فتح لهم الباب :
قالوا له : أتذكر تلك الناقة التي أعطاكها أبونا قبل شهور .
قال : نعم أكرها و هي عندي في خير حال و أنا أسترزق منها و عليها .
فقالوا : أخرجها إلينا و ردها علينا و أعطنا ناقتنا و وليدها و خذ هذا الجمل مكانها .
فقال : و لماذا إن أبوكم قد أعطانيها هبة و صدقة لوجه الله فهي ملكي و لا حق لكم في أخذها مني و لو علم أبوكم بفعلتكم هذه لعاقبكم أشد العقاب و لغضب منكم .
فقالوا : إما أن تأخذ هذا الجمل و ترد علينا ناقتنا و إلا أخذنا الناقة وابنها بالقوة و لم نعطك شيئا .
فقال : إذا أشتكيكم إلى والدكم ليأخذ بحقي منكم.
فضحك الأولاد ساخرين و قالوا : هذا زمان قد مضى و تولى لقد مات أبونا و صار المال و الإبل لنا وحدنا !! نتصرف فيها كيف نشاء .
و ما إن سمع الجار بنبأ موت جاره العزيز حتى تغير وجهه و امتقع لونه و قال لهم بدهشة و لهفة : ماذا تقولون ؟؟!! مات ؟؟!! متى مات ؟؟!! و كيف مات ؟؟!! و أين مات ؟؟!!
فقالوا له : عجبا ألم تسمع بالخبر ؟!
قال : لقد كنت أنا و أهلي غائبين عن الدار نطلب الرزق في مكان آخر و لم نعد إلى دارنا إلا منذ أيام قليلة .
قال أحد الأبناء : لقد دخل والدنا( دحلا) في الصحراء و انتظرناه عدة أيام ليخرج منه .. فلم يخرج فعلمنا أنه قد مات .. إذ لا يعقل أن يبقى تحت الأرض عدة أيام على قيد الحياة بل طعام و لا ماء .
فقال لهم الجار بصوت حزين : أنشدكم الله : أن تدلوني على مكان ذلك ( الدحل ) و خذوا الناقة و ابنها و ما أريد منكم جملا و لا غيره !! المهم دلوني على مكان أبيكم ؟؟؟!!!
و بالفعل أعطاهم الناقة و ابنها بعد أن عاهدوه بالله على أن يدلوه على مكان ( الدحل ) الذي نزل فيه أبوهم و لم يخرج منه أبدا ..
و بالفعل قادوه إلى مكان ( الدحل ) و أروه إياه ... ثم قالوا له ساخرين هازئين و هم يتركونه في الصحراء لوحده :
و
أتظن أن أبانا سيظل على قيد الحياة تحت الأرض طوال كل هذه الفترة الطويلة ؟؟؟!!! أنت مجنون و لا شك ؟! و انتبه لنفسك أن تلقى مصيرا مثل المصير الذي لقيه أبونا !!
ثم انصرفوا عنه و هم يتبادلون الضحكات
طفوشة
طفوشة
وبقي الجار وحده في الصحراء , كان لديه إحساس و شعور غريب بأن صاحبه الوفي و صديقه الغالي – والد هؤلاء الأبناء – لا زال على قيد الحياة !!!! و أنه في حاجة إلى من يساعده و ينقذه من محنته تلك .
و بدأ الجار في البحث عن صديقه العزيز تحت الأرض , فربط حبلا طويلا قويا بصخرة كبيرة كانت قريبة منه ثم وضع طرف الحبل في يده و نزل تحت الأرض يزحف على قفاه زحفا بطيئا و الشعلة في يده و استمر بالزحف أحيانا و الحبو أحيانا أخرى و يتحرك بمشقة أحيانا على حسب تنوع تضاريس تلك الكهوف و الحفر التي تحت سطح الأرض .
و استمر على حاله تلك ساعات و ساعات و أضناه التعب و أخذ منه الإعياء كل مأخذ و بدأ اليأس يتسرب إلى قلبه و بدأ يفقد الأمل في العثور على صديقه الغالي على قيد الحياة و في العثور على ماء في تلك الأماكن المقفرة الموحشة . لولا أنه أحس برائحة الرطوبة تقترب منه فأدرك أنه أخذ يقترب من مكان اجتماع الماء !!! . فزاده ذلك حماسا و تشوقا لمواصلة البحث .. فأخذ يقترب من مكان الماء قليلا .. و لكن يا للمفاجأة !! و يا للهول !! , لما اقترب من مكان الماء و أحس برائحة الرطوبة سمع صوتا خافتا فألقى السمع له !! فإذا هو أنين رجل يتأوه و يئن بصوت ضعيف متحشرج !!
تمتم الجار لنفسه : رباه ! يا إلهي من هذا الرجل ؟؟!! و ما هذا الأنين ؟1 أيكون هو جاري و صديقي العزيز الغالي . أم يكون رجلا سواه ؟!
أخذ الجار يزحف بشدة في وسط الظلام فوقعت يده على الطين ثم وقعت يده على رجل آدمي يئن ويتأوه فاقترب منه فوجده ما زال على قيد الحياة و كان الظلام الدامس يسود المكان فلم يدر هل هو صاحبه أم شخص غيره و لم يكن لديه إضاءة كافية ليرى بها وجه الرجل و يعرف شخصيته .
و لكنه عزم على إنقاذ ذلك الشخص كائنا من كان !!! فربطه بالحبل الذي معه و وضع على عينيه عصابة من القماش حتى لا ينبهر بضوء الشمس القوي عندما يخرجه من تحت الأرض و أخذ يجره وراءه برفق حتى خرج به من " الدحل " و صعد به إلى سطح الأرض .
و ما أن قاربا الوصول إلى سطح الأرض حتى بدأت أشعة الشمس تتسرب إلى المكان فنظر الجار إلى الرجل ........................ و يا للمفاجأة ......................؟؟؟؟؟!!!!

ويا للمفاجأة !! لقد كان هو جاره العزيز الذي أهداه الناقة و ابنها !! و كاد فؤاده يطير فرحا بسلامة جاره و نجاته من الموت و الهلاك على رغم أنه قد قضى في " الدحل " قرابة العشرة أيام ...
و نقله جاره على الفور إلى منزله فقد كانت حالته الصحية سيئة جدا و كان قد أشفى على الهلاك و لم يخبر أولاده بشيء مما حدث له .
وصل الجار بجاره العزيز إلى بيته و تولى هو و بناته خدمة ذلك الجار المريض فكانوا يتناوبون على رعايته .. و يتعاقبون على تمريضه و يقدمون له الأطعمة المغذية لتعويض الهزال و الضعف الذي أصابه نتيجة بقائه مدة طويلة تحت الأرض و مع مرور الأيام تماثل الرجل للشفاء و أسبغ الله عليه نعمة الصحة و العافية .
وذات يوم قال الجار لمريضه :
بالله عليك ما الذي حصل معك ؟؟!! لقد بقيت عشرة أيام بدون غذاء و لا طعام و لا شراب و لم تمت ؟؟!! فكيف ذلك ؟؟!!
فاعتدل جاره في جلسته ... ثم قال له : سأحثك حديثا عجيبا !! إنني حين نزلت في الدحل عثرت على الماء فشربت وارتويت ثم أخذت منه كمية ثم عدت راجعا عائدا فضعت و تهت و تشعبت بي الطرق و عجزت عن الخروج من الدحل فلما أيقنت بالهلاك و علمت أنه لا سبيل إلى الخروج قلت في نفسي :
آوي إلى مكان اجتماع الماء فأشرب منه حتى يتوفاني الله أو يأتي أحد أولادي لإنقاذي من هذه الكربة التي وقعت فيها !!
فأقمت بجوار الماء أشرب منه !! و لكن الجوع لا يرحم فالماء وحده لا يكفي و لا يغني عن الطعام !! و بقيت ثلاثة أيام بلا طعام و أخذ الجوع مني كل مأخذ و أيقنت بالهلاك فاستسلمت لقضاء الله و بقيت في مكاني انتظر الموت !!
و بينما أنا في مكاني انتظر الموت ......
_________________
و بينما أنا في مكاني انتظر الموت إذ بي أحس بطعم و دفء اللبن اللذيذ !! يتدفق على فمي . لم اصدق ذلك في البداية !! و ظننت أنني في حلم من أحلام اليقظة , و اعتدلت قليلا لأتأكد من الأمر فإذا بإناء يلمع في الظلام يقترب من فمي فأشرب منه اللبن الزلال السائغ العذب اللذيذ !! حتى أرتوي و تمتليء بطني ... فإذا ارتويت ذهب عني !! ذلك الإناء ..
و كان يأتني ثلاث مرات في اليوم تماما كوجبات الطعام المعتادة !!! و لكنه انقطع عني قبل حضورك لإنقاذي بفترة ... فلم يعد يأتيني و لم أذقه فأصابني من ذلك جهد عظيم و ضعف شديد حتى جئت أنت فأنقذني الله بك من الموت المحقق !!
فقال الجار : لقد أخذ أولادك الناقة التي كانت تسقيك .
ثم شرح لجاره قائلا : لو علمت سبب انقطاعه لتعجبت !! لقد ظن أولادك أنك قد مت فتقاسموا الميراث و الإبل !! و جاءوا إلي فأخذوا مني الناقة التي كنت تصدقت بها عليَّ و بناتي ... و أخذوا معها ابنها !!
و لما عرفت منهم القصة .. كان لدي شعور غريب أنك لم تمت !! و أنك ما زلت على قيد الحياة !! فسألتهم أن يدلني على مكان " الدحل " فدلوني على المكان فنزلت تحت الأرض و أعانني الله على إنقاذك !!
سكت الجار الفقير قليلا ... ثم قال :
يا جاري العزيز : لقد كان الله يسقيك اللبن في محنتك تلك تحت الأرض ... بسبب تلك الناقة التي كنت أشرب من لبنها أنا و بناتي !! لقد كنت و بناتي ندعو لك كلما شربنا من لبنها !! أو احتطبنا على ظهرها فلما أخذها أولادك .. انقطع اللبن عنا .. فانقطع الدعاء لك .. فانقطع اللبن عنك !!!!!!! و المسلم في ظل صدقته في الدنيا و الآخرة !! ففي الدنيا يحفظه الله بصدقته من كل مكروه و سوء !! و في الآخرة ينال بها الأجر العظيم و الثواب الجزيل عند رب العالمين .
فبكى ابن جدعان الجار الغني و قال :
صدقت يرحمك الله !! إن الصدقة تقي مصارع السوء ! و إن كل امرىء تحت ظل صدقته في الدنيا و الآخرة . و إني أشهد الله و ملائكته و خلقه أنني قد قاسمتك جميع ما أملك من مال و ماشية !! فلقد كنت أرحم بي من أولادي الذين تنكروا لي !! و قابلوني بالعقوق و الجحود .
و لما تماثل الرجل للشفاء تماما ذهب إلى منزله و طرق الباب ففتحوا له فلما رأوه أمامهم لم يصدقوا أن أباهم ما زال على قيد الحياة !! فعقدت الدهشة ألأسنتهم .. و ارتسمت علامات الاستغراب و عدم التصديق على وجوههم و قالوا من أنت : ؟
قال : أنا أبوكم الذي دفنتموه و تركتموه تحت الأرض و هو حي يرزق أبوكم الذي أشعتم بين الناس أنه قد مات و هو في الحقيقة لم يمت بعد !! و قد هيأ له جاره العزيز لينقذه من الهلاك !!
أهذا جزاء المعروف يا أولادي أبعد أن ربيتكم و كبرتكم و أنفقت عليكم تقابلون كل ذلك بالجحود و النكران ؟؟!! و التمرد و العصيان ..
فأخذوا يتظاهرون بالفرح و السرور لسلامته !! و يهنئونه على نجاته و يعتذرون منه بكل عذر ممكن و لكن الأب صاح فيهم قائلا : و الله لتجدن غب هذا العقوق من أبنائكم !! و اعلموا أنني قد قسمت كل مالي نصفين : نصف لي و نصف لجاري العزيز الذي أنقذني الله به من الهلاك .. و أسأل الله أن ينقذني بذلك من نار الجحيم !!.

( انتهت القصة ! هل أعجبتكم ؟ أتمنى ذلك إن شاء الله )
ملاحظه القصص منقوله من احد المنتديات من موقع الاستاذ عمرو خالد
nanaaQ
nanaaQ
قرأت القصتين الاولى

لانها قصيره


:27:

حبيت اقولك

لو تنزلين كل يوم قصه لانها كذا طوويله

وجزاك الله خير:26: :27:
رواز
رواز
شكرا طفوشة تسلمين مره حلوه القصص واكثر قصه عجبتني الثالثه
** كستناء **
** كستناء **
جزاك الله خير
كلهم حلوات خاصه الثالثه
فشكرا لك