قصص الانبياء للعضه والعبره

الملتقى العام

بسم الله الرحمان الرحيم


قصص الانبياء

آدم عليه السلام
بعد أن خلق الله السموات والأرض وسخر الشمس والقمر وزين الأرض بما يصلح
معايش أهلها وخلق الملائكة والجن واقتضت حكمته أن يخلق آدم وذريته ليسكنوا الأرض
ويعمروها واخبر الله ملائكته إنه خالق خليفته فى أرضه بشراً من طين
(( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ )) (71) ص
فتعجبت الملائكة
سوى الله عز وجل آدم من صلصال من حمى مسنون ( طين ثقيل )
ثم نفخ فيه من روحه فسرت فيه نسمة الحياة وصار بشراً سوياً
(( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ )) (72 ) ص
وأمرهم بالسجود فسجدت الملائكة إلا إبليس
(( فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ
وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ )) 74 ص
وكان من الجن عصى أمر ربه وكان من الكافرين وقال خلقتنى من نار
وخلقته من طين فطرده الله من رحمته فسأل إبليس ربه أن ينظره إلى
يوم يبعثون فأجاب الله سؤله فتوعد إبليس أن يفتن ذرية آدم ويغويهم
إلا عباد الله المخلصين فتوعده الله ومن أطاعه من ذرية آدم بالنار
وعلم آدم الأسماء كلها
(( وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)) 31 البقرة
ثم خلق له زوجه وأسكنهما الجنة يأكلان منها رغداً ونهاهما على أن
يقربا شجرة من بين أشجارها
(( وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا
هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ )) (19)
ولكن الشيطان قد حز فى نفسه أن ينعم آدم وزوجه بهذا النعيم
فوسوس لهما وزين لهما معصية ربهما فأكلا من الشجرة
(( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا
مِنْ سَوْآَتِهِمَا )) الأعراف20
فلما أدركا خطئهما دعا الله مستغفرين
(( قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ )) (23) الأعراف
(( فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) (37) البقرة
وأمرهما بالهبوط من الجنة وكذلك إبليس وأنبئهما
بإن العداوة بينهما وبين إبليس قائمة إلى يوم يبعئون وإن لهما وذريتهما
طريقين إما الهدى وإما الضلال
(( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ )) البقرة 38
موته : جائتته الملائكة فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه
ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره ثم حثوا عليه التراب ثم قالوا هذة سنتكم
واختلفوا فى دفنه فالمعروف إنه دفن عند الجبل الذى أُهبط فيه
فى الهند وقيل بجبل أبى قبيس فى مكة
ويقولون أنه فى زمن الطوفان حمله نوح هو وحواء فى تابوت
ودفنهما فى بيت المقدس والله هو الأعلم
خُلق آدم يوم الجمعة وفيه أُدخل الجنة وفيه أُخرج منها وفيه تقوم الساعة
وقد كان من نسلهما أول أمة بشرية فى التاريخ
قابيل وهابيل
هما إبنى آدم
(( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ )) المائدة
إن آدم كان يزوج كل ذكر بطن بأنثى البطن الآخر وإن هابيل أراد أن
يتزوج بأخت قابيل وكان أكبر من هابيل وأخت قابيل أجمل فأراد
قابيل أن يستأثر بها على أخيه فأمرهما آدم أن يقدما قربان فقرب هابيل
غنمة ثمينة وكان راعى غنم وقرب قابيل حزمة من زرع ردئ وكان صاحب
زرع فنزلت نار وأكلت قربان هابيل فغضب قابيل
(( إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ
لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) المائدة
وأراد أن يقتل هابيل فقال هابيل إنما يتقبل الله من المتقين
لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ
إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) المائدة
فضربه على رأسه بصخرة وهو نائم فبعث الله غراباً يبحث فى الأرض
ليريه كيف يوارى سؤة أخيه بعد أن عجز عن ذلك وحزن آدم على موت هابيل
فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ
قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي
فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)
وإن كل نفس تقتل ظلماً على
قابيل كُفل منها لأنه أول من سن القتل وأول دم هُدر هو دم هابيل
(( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ
قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )) المائدة

نبى الله أدريس
قال تعالى
(( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا )) (56) مريم
إدريس عليه السلام قد أثنى الله عليه بالنبوة والصديقية
وهو أول بنى آدم أُعطى النبوة بعد آدم وشيث
هو أول من خط بالقلم وأول من تكلم فى ذلك جلس بالأرض 82 سنة
إن الله أوحى إليه بأنه رافع إليه كل يوم مثل جميع عمل بنى آدم
فأحب أن يزداد عمله فسأل خليلُ له من الملائكة أن يرفعه لملك الموت
ليعرف كم بقى من عمره فذهب مع الملك إلى السماء الرابعة
واستغرب ملك الموت لأنه ما بقى من عمره إلا طرفة عين
فمات على الفور وذلك معنى
(( وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا )) (57) مريم
ولد بمصر وقسم الأرض أربع أرباع وجعل على كل ربع ملك
وهو أول من علمه الله السنين والحساب
أمر بعبادة الخالق والزهد فى الدنيا وأمر بصلوات معينة
وصيام أيام من كل شهر والزكاة والطهارة من الجنابة
وحارب السُكر وجعل لهم أعياد
على خاتمه الصبر مع الإيمان يورث الظفر

نبى الله نوح عليه السلام
بعد إنحراف الناس عن الشريعة بعث الله إليهم أول رسله
نوح عليه السلام وقد لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين وهو يدعوهم
ليلاً ونهاراً سراً وجهراً إلى التوحيد والإيمان بالآخرة
(( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي
إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ
وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ
جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ
وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا )) (12) نوح
كان بينه وبين آدم عشرة قرون فهو أول رسول أُرسل إلى قومه الذين كانوا
هم سكان الأرض حينئذ سبب عبادتهم للأصنام كان رجال صالحين من قوم نوح
فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومه أن إنصبوا إلى مجالسهم
التى كانوا يجلسون فيها أنصاباُ وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى هلكوا
(( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ
وَيَعُوقَ وَنَسْرًا )) (23) نوح
آمن به قليلاً من ضعفاء القوم أما علية القوم كذبوه وسفهوه واتهموه بالجنون
فشكا أمره إلى ربه وقال (( فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصر )) القمر 10
وسأل الله أن ينصره وينجيه من الكرب فاستجاب له ودعى وأوحى إليه أن
يصنع الفلك وأخذ يبنى السفينة وصاروا يسنهزؤن به لأنه صار نجار
وليس عندهم بحر لتبحر فيه السفينة وبنى السفينة حتى صار اليوم الموعود
الذى قدره الله وفار التنور وهو علامة على إنزال العذاب أمره الله
أن يعمد إلى السفينة مع أهله والمؤمنين من قومه ويحمل معه ما يملك من
الأخيار ومن كل زوجين إثنين وأمطرت السماء مدراراً وتفجرت العيون بالسيول
وطفحت الأنهار وامتلأت القيعان بالمياه وبدأ الطوفان
(( فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا
فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13)
تجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ
مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ )) (16) القمر
وانطلقت السفينة على بركة الله بالمؤمنين
(( وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي
لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ )) (هود)
أما المشركون كانوا من المغرقين وهلك كنعان إبن نوح وكان شقياً
(( وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ
(42) قالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ
مِنْ أَمْرِ اللَّه إلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ )) (43) هود
وأقلعت السماء وغيض الماء ونفذ قضاء الله فى القوم المشركين
ورست السفينة على الجودى وهو جبل بأرض الجزيرة مشهور
(( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ
وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) هود (44)
نوح مكث فى قومه بعد البعث إلى قبل الطوفان ألف سنة إلا خمسون عاماً
وبعد الطوفان الله أعلم كم عاش ؟ دفن فى المسجد الحرام
جعل الله النسل بعد الطوفان من نوح فقط وقُطع نسل المؤمنين
(( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ )) (77) الصافات
فكل من على وجه الأرض من بنى آدم ينتسبون إلى
أولاد نوح الثلاثة
سام وهو أبو العرب
وحام وهو أبو الحبش
ويافث وهو أبو الروم
ولم يبق الله أحداً من الكفرة إستجابة لدعوة نبيه المعصوم
دعوة نوح
(( وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)
إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا )) (28) نوح

نبى الله هود وقوم عاد
العرب كانا إثنان العرب العاربة / العرب المستعربة
العاربة هم الذين كانوا قبل إسماعيل وهم قبائل كثيرة منها عاد وثمود
وجرهم وغيرهما
أما العرب المستعربة فهم من ولد إسماعيل
قوم عاد
عاد الأولى
(( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)
الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ )) (8) الفجر
كانوا عرباً يسكنون فى أرض الأحقاف شمال حضرموت والربع الخالى
كانوا أصحاب أوثان يعبدونها وكانوا أكثر طولاً أشداء وكانوا
يسكنون الخيام ذات العماد ويشيدون القصور العالية ولا يسكنوها
وهم أول من عبد الأصنام بعد الطوفان وكان مع عبادتهم غير الله
كانوا ينكرون البعث والجزاء فأرسل الله لهم هوداً فدعاهم إلى عبادة الله
(( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ
أَفَلَا تَتَّقُونَ )) (65) الأعراف
فكذبوه وقالوا من أشد منا قوة فسلط الله عليهم ما هو أشد منهم
قوة وهى الريح العقيم فأنزل الله عليهم العذاب ومنع عنهم المطر
ثم أرسل عليهم الريح العقيم سلطها عليهم سبع ليالى وثمانية أيام
ريح باردة شديدة الهبوب ولم تبقى منهم أحد بل كانت تدخل عليهم الكهوف
وتدمر عليهم القصور فصارت أجسادهم كأنها أعجاز نخل خاوية
(( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ
سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ
نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ )) (8) الحاقة
ونجى الله هود ومن معه
قوم عاد الثانية هم سكان اليمن
نبى الله صالح وقوم ثمود
قال تعالى
(( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ
مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُم )) الأعراف 73
كانت مساكن ثمود بالحجر الذى بين الحجاز وتبوك فى مدائن صالح
وكانوا بعد قوم هود فبعث الله لهم فيهم رجل منهم فدعاهم إلى عبادة الله
وحده لا شريك له فآمنت طائفة وطلبت منه طائفة آية على صدقه
فآتاهم بالناقة وقال لهم لها شرب يوم ولكم شرب يوم
(( هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ
وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) (٧٣)
وكان فى المدينة تسعة رهط يفسدون فى الأرض
(( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ
وَلَا يُصْلِحُونَ )) (48) النمل
وكان الذى تولى قتلها منهم رئيسهم ( قدار بن سالف بن جندع )
أشقى الناس الذى عقر الناقة
(( إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا )) (12) الشمس
وكان إختبار من الله لهم أيؤمنون أم لا فعقروها أى قتلوها
وشرد فصيلها فى الجبال واقتسموا لحمها
(( فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ
وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ )) (65) هود
فأنذرهم صالح أن يمكثوا فى ديارهم ثلاثة أيام بعد ذلك سيحل بهم العذاب
وستصبح وجوههم مصفرة ثم فى اليوم الثانى محمرة
ثم مسودة فى اليوم الثالث
لم يصدقوا صالح وأرادوا أن يلحقوه بالناقة فنجاه الله
(( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا
وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ )) (66) ِهود
فلما أشرقت الشمس جاءتهم الصيحة من السماء من فوقهم
(( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ )) (67)
ورجفة من أسفل منهم
(( فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ )) (٧٨)
ففاضت الأرواح وزهقت النفوس وسكنت الحركات
وخشعت الأصوات فأصبحوا فى ديارهم جاثمين إى على الركب
جثثاً لا حراك بها
(( كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ )) (68) هود
إنتقل صالح إلى بيت الله فأقام به حتى مات ودفن فى الحرم المكى

ن بى الله إبراهيم عليه السلام
(( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا )) (41) مريم
هو خليل الله
هو إبراهيم بن آذر ولد فى بابل بالعراق وكان قومه أهل أوثان
وكان أبوه نجاراً ينحت الأصنام ويبيعها ومن تكريم الله ما لم ينله أحد
من المرسلين قبله ولا بعده إلا النبى محمد فقال الله تعالى فيه
(( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا )) البقرة
(( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى )) البقرة
(( وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ))
(( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )) (131) البقرة
ولد بعد الطوفان حتى إنحرف الناس وتخبطوا فى عبادة الشرك والوثنية
وكان النمرود بن كنعان نصب نفسه إله ودعا الناس إلى عبادته
نشأ أبو الأنبياء فى هذة الأثناء وهداه الله إلى الحق فعرف إنه إله واحد وإنه المهيمن
على هذا الكون ظن إبراهيم إن الكوكب هو الإله فلما أفل لم يعجبه ذلك
(( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ
لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ )) (76) الأنعام
فانتقل إلى القمر
(( فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ
يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ )) (77) الأنعام
فلما أفل إنتقل إلى الشمس فلما أفلت عرف إن الله غيرهم جميعاً
(( فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ
قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ )) (78) الأنعام
وكانت أول دعوة لإبراهيم هى دعوته لإبيه فلم يقبل منه
((إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي
عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي
أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا )) (43) مريم
واعتزل إبراهيم قومه للعبادة وانتهز فرصة عيداً لهم حيث يقضون
أياماً خارج المدينة بعد أن يضعوا طعامهم فى بيت العبادة
حتى إذا رجعوا يأكلوه فرحين فاعتذر إبراهيم عن خروجه معهم
ولما خلا دخل المعبد وخاطب الأصنام ساخراً
ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون ثم هوى بالفأس تكسيراً
إلا كبيرهم فقد أبقى عليه ولما رجع القوم رأوا الفأس على كتف كبيرهم
(( قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62)
قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ )) (63) الأنبياء
وعرفوا من عمل ذلك وحكموا عليه بالحرق وجلسوا مدة يجمعون الحطب
ويضعونه فى حفرة وأشعلوا النار ثم وضعوه فى كفة منجنيق
صنعه رجل من الكراد يقال له هزن وكان أول من صنع المنجنيق
فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ثم كتفوا إبراهيم
وهو يقول لا إله إلا أنت سبحانك لك الحمد ولك الملك لا شريك لك
ثم ألقوه فى النار وهو يقول حسبنا الله ونعم الوكيل
فقال الله يا نار كونى برداً وسلاماً على إبراهيم
(( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ )) (69) الأنبياء
عندما أُلقى إبراهيم فى النار صارت الدواب كلها تطفئ
عنه النار إلا الوزغ صار ينفخها عليه
وكان قبل ذلك قد تزوج من أبنة عمه ستنا سارة وكانت عاقر لا تلد
ولما بلغ أمر إبراهيم على النمروذ بن كنعان ملك بابل تجادل معه
(( فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ
إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي
وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ
مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ )) (258) البقرة
هاجر إبراهيم بابل هو وزوجته وإبن أخيه لوط إلى الشام
(( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )) الأنبياء 71
وكان فيها قحط وغلاء فارتحلوا إلى مصر ولما سأله الملك عن سارة قال إنها أخته
وقد كان إبراهيم لم يكذب فى حياته إلا ثلاث كذبات هى
إنى سقيم
وقوله بل فعله كبيرهم
وقوله عن سارة أنها أختى
أعطى الملك إبراهيم هاجر ورجع إلى الأرض المقدسة ومعه أنعام وعبيد
ومال ومعه هاجر القبطية المصرية ثم إن لوط نزح إلى فلسطين وهى قرية
قوم لوط سأل إبراهيم الله الذرية الصالحة ودخل على هاجر وأنجبت له إسماعيل
(( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ )) (101)
وكان عمر إبراهيم يومئذ ستة وثمانون سنة قبل مولد إسحاق بثلاث عشر سنة
أمر الله أن يسكن إسماعيل الرضيع وأمه هاجر فى وادى غير ذى زرع وهى مكة
ووضع إبراهيم عندهما جراب فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم دعا
((رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ
مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )) (37) إبراهيم
وقد كانت دعوة إبراهيم
ولما نفذ الماء على إسماعيل وهاجر أخذت تجرى إلى مكان الصفا حالياً
ثم إلى مكان المروة فعلت ذلك سبع مرات لتبحث عن الماء
وفارت زمزم فصارت تزمها بيدها وجاء عرب للبحث عن الماء
واستأذنوها فى العيش بجوارهما فنشأ إسماعيل بين عرب الحجاز
وقد كان اول من نطق بالعربية وتزوج منهم
رأى إبراهيم فى المنام إنه يؤمر بذبح ولده فامتثل لأمر ربه وعرض ذلك على ولده
ليكون لقلبه فبادر الغلام بقوله إفعل ما تؤمر 0 0 فلما مر السكين على حلقه فناداه الله
(( وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )) الصافات
(( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ))
وماتت أم إسماعيل وجاء إبراهيم يزور إسماعيل فلم يجده فسأل امرأته عنه
فقالت خرج يطلب رزقاً لنا ثم سألها عن عيشتهم فقال نحن بضيق وشدة فقال لها
إذا جاء زوجك فإقرئى عليه السلام وقولى له أن يغير عتبة بابه ففهم إسماعيل
بأن أبيه يأمره بطلاق زوجته ففعل وتزوج بأخرى فلما زارها وسأل عن
حالها فقالت له نحن بخير وسعة وأمرها أن تبلغ زوجها بأن يثبت عتبه بابه
وأمرالله إبراهيم ببناء البيت وأرشده إلى مكانه المهيأ له منذ خلق
السموات والأرض ودعا إبراهيم لأهل مكة بالبركة وأن يرزقوا من الثمرات
مع قلة المياه وأن يجعله حرماً آمناً ومحرماً
(( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ
مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ )) البقرة
فاستجاب الله له ولبى دعوته
بناء البيت العتيق
(( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ
لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ
يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )) (27) الحج
وقد كانت البشارة لإبراهيم وسارة بإسحاق من الملائكة ومن
بعد إسحاق يعقوب
(( وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) الصافات
لما مروا بهما مجتازين ذاهبين إلى مدائن قوم لوط ليدمروها وقد شوى
لهم إبراهيم عجلاً سميناً وطلب إبراهيم من ربه أن يريه كيف يحى الموتى
ليطمئن قلبه فأجابه إلى ما سأل وأمره أن يعمد إلى أربعة من الطير
وأمره أن يمزق لحومهن ويأخذ ريشهن ويخلطهن ثم يقسمهن
ويجعل على كل جبل جزءاً منهن ففعل ثم أُمر أن يدعوهن
بإذن ربهن فصار كل عضو يطير إلى صاحبه وكل ريشة تأتى إلى أختها
وقد كان إبراهيم يعلم قدرة الله على إحياء الموتى علماً ويقيناً ولكن أحب
أن يشاهد ذلك عياناً
(( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَ
وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ
ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا
وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) (260) البقرة
توفى إبراهيم وعمره خمسة وسبعين سنة ودفن فى الخليل بفلسطين
هو وسارة وإسحاق كما دفن إسماعيل فى الحجر فى الحرم هو وأمه هاجر
إبراهيم عابد الرحمن مكرم الضيفان مطفئ النيران خليل الرحمن
هو أول من يكسى يوم القيامة وهو أول من لبس السراويل
وأول من أختتن وأول من قص شواربه وأول من رأى الشيب وسأل عنه
فقيل له أنه وقار وأول من إستحد
(( سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110)
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ )) (111) الصافات
قصته ذكرت فى القرآن 59 مرة
أقرأ سورتى الشعراء ومريم
من دعوات إبراهيم
(( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ))

نبى الله لوط عليه السلام
لما هاجر لوط من مصر وترك إبراهيم وذهب إلى الأردن كان قوم لوط
يقطعون السبيل ويأتون الذكور دون النساء علناً دون تستر
(( كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ))
وقد وعظهم لوط ونهاهم فلم ينتهوا وهددوا بالرجم إلى أن جائت الملائكة إلى لوط
(( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ
هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ )) (77) هود
فجاؤا أهل القرية طالبين الضيوف لفعل الفاحشة فيهم وجاهدهم لوط
(( قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ
مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ )) (78) هود
حتى إنه عرض عليهم بناته بالزواج طبعاً ولكنهم آبو فلما أرادوا بهم الفاحشة
بالقوة طمس الله على أعينهم فلم يبصروا ثم أخرج الملائكة لوطاً
وإبنتيه وزوجته وأمرهم أن لا يلتفتوا فلتفتت زوجته وكانت
تخبر القوم عن لوط فأخذها العذاب مع القوم
(( قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ
اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ
الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ )) (81) هود
فأمطر الله عليهم حجارة من سجيل وهى مسومة أى مكتوب عليها أسم التى أمرت به
وجعل الله ديارهم عاليها سافلها
(( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ
مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ )) (83) هود
وجعل الله تعالى مكان تلك البلاد بحيرة مُنتتة لا ينتفع بمائها فصارت عبرة وآية على
قدرة الله وعظمته فى إنتقامه من من خالف أمره ورحمته بالمؤمنين
البحر الميت هو بحر لوط لم يكن موجوداً إلا بعد الزلزال
أقرأ سورة هود والأعراف والحجر والنمل

نبى الله يوسف عليه السلام
كان ليعقوب من البنين إثنى عشر ولداً ذكراً وإليهم تُنسب أسباط بنى إسرائيل
لهم وكان أشرفهم يوسف عليه السلام
كان يوسف محبوباً عند أبيه رأى فى المنام إن إحدى عشر كوكباً
والشمس والقمر سجدوا له فحكى لأبيه
(( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ )) (4) يوسف
فقال لا تقص على أخوتك فيكيدوا لك كيداً
(( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ
الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ )) (5) يوسف
(( وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ
عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ
كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ )) يوسف
وقد كان أخوته يحسدونه على محبة أبيهم له فأضمروا له الشر وطلبوه من أبيهم
وأجمعوا على إلقائه فى غيابة الجب ثم أخذوا قميصه فلطخوه
بشئ من الدم ورجعوا إلى أباهم عشاءً يبكون وقالوا يا أبانا إنا
ذهبنا نستبق ( أى بالسهام ) وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب
(( وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ
عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ )) (17)
(( وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ
أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )) (18) يوسف
وجائت سيارة فالتقطوه وابتاعوه بثمن بخث
(( وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ
وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ
دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ )) (20)
وابتاعوه فى مصر وأخذه عزيز مصر وأحسن إليه
(( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا
أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ
الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) (21)
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) يوسف
ونظرت إليه امرأة العزيز وأحبته وراودته على نفسها وأغلقت الأبواب وأبى واستعصى
(( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ
قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ
وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ
وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ
أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ
هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي )) يوسف
وشهد ببرائته الله عز وجل بقوله تعالى
(( إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )) (24) َ
وشهد بذلك إبن عمها
(( وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ
مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26)
وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ )) (27)
وشهد ببرائته النسوة
(( قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوء ))
وشهدت ببرائته امرأة العزيز بقولها
(( الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ )) (51) يوسف
أُدخل يوسف السجن على غير جريمة وأُدخل معه رئيس
الخبازين عند الملك ورئيس السقاه أخبره الثانى بإنه
رأى فى المنام إنه يعصر فى كأس الملك خمراً ورأى الخباز طبقاً من الخبز
فوق رأسه تأكل منه الطير ففسره لهما إن الساقى سيُسقى
ربه ( مليكه ) خمراً وأما الخباز يصلب وتأكل الطيور من رأسه
(( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ
فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ منْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِيِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ )) يوسف
وقال الذى ظن إنه ناجى أذكرنى عند الملك ولكنه أنساه الشيطان
وجلس سنين فى السجن حتى رأى الملك فى المنام سبع بقرات
جميلات طالعة من النهر فارتعت فى روضة ثم رأى سبع
بقرات قبيحات خرجت من النهر وأكلت الأولى ثم إستيقظ ثم نام
مرة أخرى رأى سبع سنابل خضراء حسنة طالعة فى ساق واحد
وإذ سبع يابسات خلها وجاءت ريح على الخضراء فأكلتها
(( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ
وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي
فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ )) (43) يوسف
(( وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا ))
أخبرهم الساقى بيوسف وتفسيره فأخرجوه وقد كان تفسيره
إن مصر يأتى عليها سبع سنين مخصبات ثم سبع سنين مجدبات
تأتى على على المخزون وإن يقتصدوا ويخزنوا ما بقى فى سنبله
(( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ
وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ )) (46)
قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47)
ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48)
ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ )) (49) يوسف
وسأله الملك عن أمره قال له إسأل النسوة اللآتى قطعن
أيديهن لما سألهن الملك قلن حاش الله ما علمنا عليه من سوء وأنكرن
ما سمعوه عنه وعن امرأة العزيز وأقرت امرأة العزيز بخيانتها وقالت
الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه فأبى
(( وَقَالَ الْمَلِكُ إئْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ
مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ )) (50)
قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا
عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ
عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ )) (51) يوسف
إستخلصه الملك لنسه فقال يوسف له إجعلنى على خزائن الأرض
إنى حفيظ عليم ( أى على الغلال )
(( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ))(55) يوسف
الملك كان من الفراعنة أحس أهل فلسطين بالجوع وعلموا إن الطعام بمصر
فأرسل يعقوب أولاده لحمل الطعام وأعطاهم الثمن فعرفهم يوسف
وجهزهم بالطعام الذى إشتروه
(( وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ )) (58)
وقال لهم إئتونى بأخ لكم من أبيكم أكيل لكم مرة أخرى
و إذا لم يحضر لا كيل لكم عندى
(( لَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي
الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي
وَلَا تَقْرَبُونِ (60) قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ )) (61)
وأمر فتيانه بأن يضعوا بضاعتهم التى جاءوا بها فى رحلهم من غير لا يشعرون
(( وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا
إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون )) (62) يوسف
حتى إذا رؤها ردوها ثانية لأنهم لا يقبلوا ما ليس لهم
(( وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ
فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ ))
وجاؤا بأخيه بعد أن أخذ منهم يعقوب المواثيق والعهود
قال يعقوب (( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المتوكلُون ))
بعد أن أمرهم أن لا يدخلوا المدينة من باب واحد
(( وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ )) ( 67 )
أمر يوسف بتجهيز أخوته ووضع فى رحال أخيه طاسةة الملك
وأمر غلمانه بأن من توجد عنده يؤخذ عبداً للملك ووجدوها فى رحل أخيه وقالوا أخوته
(( إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِه ))
أى يوسف سرق صنم جده وكسره فأسرها يوسف فى نفسه وذهبوا
الأخوة ما عدا أكبرهم وأخبروا أباهم فقال
(( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )) (83)
ثم ذهبوا ليوسف مرة أخرى وعرفوه وأعطاهم قميصة ليلقوه على
أبيهم فيأت بصيراً لأنه قد فقد بصره لبكائه على يوسف
((وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ )) (84)
ثم أمرهم أن ياتوا مصراً جميعاً بأهليهم ولما جاءوا
(( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ
ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ )) (99)
(( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ
رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ ))
وجمع الله شمل يوسف وأهله ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً
سجد له الأخوة الأحدى عشر والأبوان تعظيماً وتكريماً وكان ذلك مشروعاً
فى شريعتهم وهذا تفسير رؤياه
مات يوسف فى مصر ودفن بها حتى جاء نبى الله موسى وأخذه معه
ودفنه عند أبيه يعقوب وإبراهيم وإسحاق فى فلسطين
بعد أن عاش مائة وعشرة سنة
دعوة يعقوب (( َاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )) (64)
دعوة يوسف (( رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف

نبى الله أيوب عليه السلام
هو من الأنبياء المنصوص عليهم فى سورة النساء
(( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا
إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ
وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا )) (163) النساء
كان أيوب رجلاً من الروم كان دينه التوحيد وإصلاح بين الناس وإذا أراد حاجة
سجد لله وطلبها وكان كثير المال والأنعام والعبيد والمواشى والأراضى المتسعة
بالشام وكان له أولاد وأهلون سُلب منه ذلك جميعه وابتلى فى جسده
بأنواع البلاء ولم يبقى منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر الله
بهما وهو صابر محتسب ذاكر الله ليلاً ونهاراً وكانت زوجته تصلح
من شأنه وضعف حالها وقل مالها حتى كانت تخدم الناس بالأجر لتطعمه
كان أيوب أول من أصابه الجدرى وامتنعوا الناس عن إستخدام زوجته
حتى لا يصيبهم عدوى باعت أحدى ضفائرها ثم الثانية وأنكر عليها أيوب ذلك
ودعى ربه فقال
(( وأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )) (83) الأنبياء
ومكث فى البلاء ثمانية عشر سنة ثم إستجاب الله له
((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ )) ( 84) الأنبياء
وأوحى الله إليه
(( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ )) (42) ص
فذهب ما به من بلاء حتى زوجته لم تعرفه
وأبدله الله بعد ذلك صحة ومالاً حتى صب له من المال صباً مطراً
وأخلف الله له أهله
(( وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ )) (84) الأنبياء
وعاش أيوب فى أرض الروم على دين الحنيفية
وكان قد حلف أن يضرب زوجته مائة سوط بسبب بيع ضفائرها
فأخذ ضغثاً ( به مائة عود ) وضربها مرة واحدة حتى يبر بيمينه كما أمره الله
(( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ
الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )) (44) ص
نعم إنه أواب

نبى الله شعيب عليه السلام
قال الله تعالى (( كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ
أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179)
وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ )) (180) الشعراء
كان أهل مدين قوم عرب يسكنون مدين وهى قرية من أطراف الشام من ناحية
الحجاز قريباً من بحر قوم لوط وكان شعيب ممن آمن بإبراهيم وكانوا كفاراً
(( وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ )) (190) الشعراء
كانوا يقطعون السبيل ويعبدون الأيكة وهى شجرة من الأيك حولها أشجار
ملتفة بها وكانوا يبخسون المكيال والميزان ويطففون فيها يأخذون بالزائد
ويدفعون بالناقص فبعث الله شعيباً ويبخسون الناس أشيائهم يعنى
يعشرونهم أى يأخذون عشر أموالهم وكانوا أول من سن ذلك
فدعاهم إلى عبادة الله وحده
(( أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ
الْمُسْتَقِيمِ )) (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ
مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ )) (184) الشعراء
فآمن بعضهم وكفر بعضهم حتى أحل الله بهم البأس الشديد وطلبوا منه
ومن المؤمنين معه أن يردوا من آمن منهم إلى ملتهم واستعجلوا العذاب
(( فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ )) (187) الشعراء
فكذبوا شعيب
(( فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) (189) الشعراء
أصابهم حر شديد وأسكن الله هبوب الهواء عنهم سبعة أيام فكان لا ينفعهم
مع ذلك ماء ولا ظل ولا دخولهم فى الأسراب فهبوا من مكانهم إلى البرية فأظلتهم
سحابة فاجتمعوا تحتها ليستظلوا بظلها فلما تكاملوا فيها جعلها الله ترميهم بشرر وشهب
ورجفت بهم الأرض
((فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ )) (91) الأعراف
وجائتهم صيحة من السماء فأزهقت الأرواح
(( وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ )) (94) هود
ونجى الله شعيب ومن معه من المؤمنين
(( الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ )) (92) الأعراف
مات شعيب بمكة هو ومن معه من المؤمنين قد حمع الله عليهم أنواع
من العذاب عُذبوا بالظلة والرجفة والصيحة

نبى الله موسى عليه السلام
كانت جماعات من بنى إسرائيل قد نزحت من بلاد الكنعانيين ( فلسطين )
واستقرت فى مصر قبل الميلاد بخمسة عشر قرناً منذ أيام يوسف عليه السلام
وكانوا موحدين حنفاء على دين إبراهيم عليه السلام بخلاف المصريين
القدماء ( الفراعنة ) كانوا مشركين يعبدون الأصنام
لما تكاثر بنى إسرائيل فى مصر خشى الفراعنة أن يصبحوا قوة سياسية
ودينية خطرة تنافسهم فى حكم البلاد فأذاقوهم الذل والهوان وكان بنى إسرائيل
هم خيار الأرض من سلالة نبى الله يعقوب وقد سلط عليهم هذا الملك
الظالم يذبح أبنائهم ويستبقى نسائهم
(( يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )) (4) القصص
وكان لعلمه بإنه سيخرج من ذريتهم غلام يكون هلاك مُلك مصر
على يديه ولما خافوا من هلاك بنى إسرائيل أمر الملك أن يقتلوا الأولاد عام
ويبقوا عليهم عام وقد ولد هارون فى عام المسامحة وولد موسى فى عام القتل
(( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي
الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي )) القصص 7
وأمر الله أمه أن تلقيه فى اليم وخافت أمه عليه وأمرت أخته أن تتبعه
(( فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا )) ( 8 )
وشاء الله أن يتربى موسى فى قصر فرعون
وكان الله وعد أم موسى أن يرده إليها ويجعله من المرسلين
(( إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )) (7) القصص
وأرضعته أمه فى بيتها وقد جمع شملهما الله ولما بلغ الأربعين ( أشده )
أتاه الله الحكمة والعلم
(( وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ )) 43 القصص
رأى موسى شابان يتقاتلان رجل من شيعته أى إسرائيلى ورجل من أعدائه
أى قبطى إستغاث الإسرائيلى بموسى ضربه موسى فقضى عليه
وخاف موسى
وفى اليوم الثانى مشى فى المدينة فوجد الإسرائيلى الذى نصره فى الأمس
يستخرصه فلما أعترض على ذلك قال القبطى أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفساً
بالأمس فعرف فرعون بأن موسى قاتل القبطى
(( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ
هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي
مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ)) القصص
(( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
(16) القصص
فأرسل فى طلبه فسبقه رجل ناصح وأبلغه
(( وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ
بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ )) (20 ) القصص
ثم خرج موسى من مصر إلى مدين
(( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ )) (21) القصص
ودعى الله
(( قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) (21) القصص
وكان لا يعرفها فوجد بئر
(( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ )) القصص 23
ووجد جماعة يسقون ووجد امرأتين تمنعان غنمهما عن الماء
(( وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ
تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا )) القصص
(( فَسَقَى لَهُمَا )) القصص
عند ذلك قال
(( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )) (24) القصص
ولما أخبرتا أبيهما بالرجل أمر إحداهما أن تذهب إليه فتدعوه
(( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ
أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا )) القصص 25
وأخبر موسى أبيهما بقصة خروجه من مصر
(( فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ
نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) (25) القصص
فأكرم مثواه وطلب منه أن يتزوج إحدى بناته على أن يكون أجيراً عنده
ثمانية سنين إن أتمها عشرة من فضله فأكمل موسى العشرة سنوات
(( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ
تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ )) القصص
ثم سار بأهله إلى مصر وتاهوا فى الطريق فأبصر عن بعد ناراً
فى جانب الطور ( جبل الطور) فقال لأهله إمكثوا هنا إنى آنست ناراً
سآتيكم بشعلة لتستدفئوا بها
(( وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي
آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ )) (29) القصص
فناداه ربه بالوادى المقدس كان أسمه طوى وأمره الله أن يخلع نعليه
تكريماًللبقعة المباركة
(( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ
أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )) (30) القصص
ثم اخبره إن الدنيا ليست بدار قرار وإنما الدار الباقية يوم القيامة
لتجزى كل نفس بما تسعى من خير وشر
وسأل ربه برهاناً على صدقه عند من يكذبه
وسأله الله عن عصاته فألقاها إذا هى حية تسعى
(( وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ
يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ )) (31) القصص
وأمره بإدخال يده فى جيبه وإخراجها
ففعل فإذا هى تتلألأ كالقمر بياضاً من غير برص
(( اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ
وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ )) القصص
وهم آياتان ومعهما سبع آيات أخرى أمره الله بالذهاب إلى فرعون
(( فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ
إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )) (32) القصص
وطلب موسى من ربه إرسال أخيه هارون معه فهو أفصح منه لساناً
(( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30)
اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي )) (32) طه
فأجابه الله
(( قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى )) (36) طه
وأتيا فرعون وأبلغاه رسالة ربى فتكبر فرعون وطغى
(( وَقَالَ فِرْعَوْن يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي
فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى
وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ )) (38) القصص
أقام موسى الحجج
وألقى موسى العصا فإذ هى تعبان مبين فزعموا أنه ساحر
ونادوا السحرة فى يوم الزينة
(( قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى )) طه (59)
وخروا السحرة سجداً وآمنوا بالله
(( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى )) طه (70)
فقطع فرعون أرجلهم وأيديهم من خلاف وعلقهم فى جذوع النخيل
(( فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ
وَلَتَعْلَمُنَّ يُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى )) طه 71
ولما زاد فرعون فى طغيانه دعى عليه موسى فاستجاب الله له وعاقب
فرعون على طغيانه بنقص الأموال والثمرات وقد صارت أموالهم حجارة
وأُرسل عليهم الطوفان ففاض الماء على وجه الأرض ثم ركد فخرب منشآتهم وحقولهم
ثم الجراد تأكل مزروعاتهم
ثم القمل يؤذيهم فى أجسادهم
ثم الضفادع فملأت بيوتهم وأطعمتهم تكدر عليهم صفو حياتهم
ثم الدم فصارت مياه آل فرعون دماً لا يسقون من بئر أو نهر
إلا صار دماً ويسيل من افواههم وأنوفهم
(( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ
وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ )) الأعراف
الآيات التسعة
اليد / العصا / الطوفان / الجراد / القمل
الضفادع / الدم / السنين
الرجز ( الطاعون )
عزم فرعون على قتل موسى فقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه
(( أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يكن كذباً
فعليه كذبه وإن يكن صادقاً يصيبكم بعض الذى يعدكم إن الله لا يهدى
من هو كذاب )) غافر 28
خرج موسى وبنى إسرائيل من مصر إلى فلسطين فلما علم فرعون خرج ورائه
بجيش عظيم وأدركهم على ساحل البحر الأحمر على خليج السويس
فأمره ربه أن يضرب بعصاه البحر فانفلق بإذن الله إثنى عشر طريقاً فى البحر
لكل سبط طريقاً ولما جاوزاه وخرج آخرهم كان عند وصول أول جيش فرعون
وأمره الله أن يترك البحر على هيئته ودخل فرعون وجنوده فعند
ذلك أمر الله تعالى موسى أن يضرب البحر بعصاه فضربه فارتد عليهم
كما كان حتى إذا أدرك فرعون الغرق قال
(( قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ
وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) (90) يونس
قال الله تعالى
(( آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا
مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ )) (92) يونس
ولم ينجى منهم أحد وكان يوم عاشوراء
(( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ )) (40) الذاريات
خرج بنو إسرائيل من مصر وأخذوا معهم تابوت سيدنا يوسف
ولما وصل موسى بيت المقدس وجد فيها قوماً من الجبارين
فأمر موسى بنى إسرائيل بالدخول عليهم ومقاتليهم وإجلائهم فإن الله كتبه
لهم ووعدهم إياه على لسان الخليل فأبوا فسلط الله عليهم الخوف
وألقاهم فى التيه أربعون سنة يسيرون إلى غير مقصد ليلاً ونهاراً
نزل بنى إسرائيل حول طور سيناء وصعد موسى الجبل فكلمه ربه
ونزلت عليه التوراة وأمره ربه بالعشر كلمات وهى
الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له
والنهى عن الحلف بالله كاذباً
والأمر بالمحافظة على السبت ومعناه تفرغ يوم من الأسبوع للعبادة
أكرم أباك وأمك ليطول عمرك فى الأرض
الذى يعطيك الله ربك
لا تقتل / لا تزن / لا تسرق
لا تشهد على صاحبك شهادة زور
لا تمدن عينيك إلى بيت صاحبك
لا تشتهى امرأة صاحبك ولا عبد ولا أمته ولا ثورة ولا حمارة ولا شئ
من الذى لصاحبك ومعناه النهى عن الحسد
هذه العشر كلمات مضمونها فى ثلاث آيات من القرآن من سورة الأنعام
آية 151 / 152 / 153
(( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ
مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ
بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ
وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ
ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ
وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) (153) الأنعام
كما أنزل عليهم فى شدتهم فى سفرهم إلى الأرض التى ليس فيها زرع ولا ضرع مناً
من السماء يصبحون فيجدونه خلال بيوتهم فيأخذون منه قدر الحاجة
فإذا كان آخر النهار غشيهم طير السلوى فيقتنصون منه بلا كلفة
(( وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ )) الأعراف 160
وإذا كان الصيف ظلل عليهم الغمام وهو السحاب الذى يستر عنهم حر الشمس
((وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ )) الأعراف
وأنبع الله لهم الماء بضرب موسى عصاه الحجر فانفجرت لهم إثنى عشر
عيناً لكل سبط عين وهذه نعمة من نعم الله عظيمة فما راعوها
(( وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ
اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهم )) البقرة
وسألوا بديلاً لها مما تنبت الأرض من بقلها وقتائها وفومها وعدسها
وبصلها فوبخهم الله وقال لهم أهبطوا مصر تجدون بها ما تشتهون
(( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا
مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي
هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ )) البقرة 61
(( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
كَانُوا يَكْفُرُونَ بآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا
وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )) (61) البقرة
أصحاب السبت
هم أصحاب قرية إيلة كانوا يعيشون على صيد السمك جعل الله لهم يوم
الجمعة عيداً فأبوا وجعلوه يوم السبت فحرم الله عليهم صيد الحيتان يوم
السبت وكانت الحيتان تأتيهم يوم السبت إبتلاء من الله وباقى الأسبوع
لا تأتيهم فتحايلوا على الله ووضعوا الشباك يوم الجمعة فتأتى الحيتان
يوم السبت فتقع فيها ويصيدوها يوم الأحد فمسخهم الله قردة
وماتوا بعد ثلاث أيام
(( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ))
(65) البقرة
وواعدنا موسى ثلاثون ليلة وكان صائماً فمضغ لحاء شجرة ليطيب فمه
فأمره ربه أن يمسك عشرة أيام أخرى فتم أربعين ليلة
(( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ))
الأعراف 142
فلما عزم على الذهاب إلى ميقات ربه أستخلف على بنى إسرائيل
أخاه هارون وسأل ربه كشف الحجاب فقال له
(( إنظر إلى الجبل فإن إستقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه
للجبل جعله دكاً وخر موسى صعقاً فلما أفاق قال سبحانك
تبت إليك وأنا أول المؤمنين )) الأعراف 143
إن الله كتب التوراة بيده وفيها مواعظ عن الآثام ويها الحلال
والحرام فخذها بقوة أى بنية صادقة عندما ذهب موسى لميقات
ربه عمل رجلاً من بنى إسرائيل أسمه هارون السامرى أخذ ما كانوا
إستعاروه من الحلى فصاغ منه عجلاً وألقى فيه قبضة من التراب كان قد
أخذها من أثر فرس جبريل حين رآه يوم أغرق الله فرعون فخار العجل
وعبدوه فلما رجع موسى إليهم ورأى ما هم عليه من عبادة العجل
ومعه الألواح ألقاها ووبخهم وأقبل على هارون قائلاً ما منعك حين رأيتهم
فقال إنى خشيت أن تقول فرقت بينى وبين بنى إسرائيل
قال موسى للسامرى ما حملك على ما صنعت قال سولت لى نفسى
(( قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا
بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)
قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ
لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ
عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا )) (97) طه
وقال لقومه إقتلوا أنفسكم أى يقتل بعضكم بعضاً
(( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ
الْعِجْلَ فَتُوبُوا إلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ
فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) (54) البقرة
وكان فى شريعتهم ذلك وأخذ الذين لم يعبدوا العجل السيوف
وألقى الله عليهم ضباباً حتى لا يعرف القريب قريبه
وكانوا قريب السبعون ألفاً
ثم أختار موسى سبعون رجلاً ليعتزروا عن بنى إسرائيل فذهبوا
إلى الميقات وأخذتهم الرجفة حين قالوا لن نؤمن لك حتى
نرى الله جهرة فماتوا جميعاً
(( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ
قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ0)) الأعراف
قصة البقرة
كان رجل من بنى إسرائيل كثير المال وكان شيخاً كبيراً وله بنو أخ
وكانوا يتمنون له الموت ليرثوه فعمد أحدهم فقتله فى الليل وطرحه فى مجمع
طرق فلما أصبح الناس إختصموا فيه وجاء إبن أخيه فشكا أمر عمه
إلى موسى فسأل موسى ربه فأمره أن يذبح بقرة فسألوه عن صفتها
ثم لونها ثم سنها فشددوا فشدد الله عليهم وأُمروا بذبح البقرة ليست بالمذللة
بالحراثة وسقى الأرض بالساقية صحيحة لا عيب فيها مسلمة من العيوب
ولونها أصفر وجدوها عند رجل منهم باراً بأمه فطلبوها منه
و أعطوه بوزنها ذهباً حتى رضى بعشر مرات من وزنها وذبحوها
وهم مترددون ثم أمرهم أن يضربوا قتيلهم ببعضها فأحياه الله وقام
فسأله موسى من قتلك قال قتلنى إبن أخى ثم عاد ميتاً
(( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا
هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ))00البقرة
قصته مع الخضر
أن موسى قام خطيباً فى بنى إسرائيل فسألوه أى الناس أعلم فقال أنا فعاتبه الله
إذ لم يرد العلم إلى الله سبحانه فأوحى الله تعالى إليه إن لى عبداً بمجمع البحرين هو
أعلم منك قال موسى يارب فكيف لى به قال تأخذ معك حوتاً فتجعله فى مكتل
فحيث فقدت الحوت تجده فانطلق ومعه فتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة
وضعا رأسهما فناما واضطرب الحوت فى المكتل فخرج منه فسقط فى البحر
وأمسك الله عن الحوت جريان الماء
فصار عليه مثل الطاق فلما أستيقظا نسى صاحبه أن يخبره بأمر الحوت
انطلقا بقية يومهما حتى إذا كان الغد قال موسى لفتاه أن يأته بغذائهما وهو الحوت
فأخبره بما كان فقال موسى هذا ما كنا نبغى ورجعا إلى الصخرة فإذا
برجل مسجى بثوب فسلم عليه موسى وقال له أتيتك لتعلمنى مما علمت رشدا
وطلب منه أن يصبر وأن لا يسأله عن شئ يقول له وأخذا يمشيان على ساحل
البحر فمرت سفينة فركبا فيها وأخذ الخضر يقلع لوحاً من ألواح السفينة
فاستغرب موسى وسأله لما فعل ذلك وخرجا من السفينة وأخذ يمشيان
إذ أبصر الخضر غلاماً يلعب أخذ الخضر رأسه بيده اقتلعه وأنكر موسى ذلك ثم
إنطلق وآتيا أهل قرية إستطعما أهلها فلم يضيفوهما وجدا يها جدار
يريد أن ينقض قام الخضر وأقامه وأنكر موسى ذلك قال الخضر هذا
فراق بينى وبينك ونبأه بتأويل ذلك بأن كان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة
صالحة غصباً وأما الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين وكان الجدار
ليتيمين وكان كنزهما تحته
أقرأ الكهف
أُمر موسى بعمل قبة من الخشب والجلود والشعر والجرير والذهب والفضة
وعمل المذبح أيضاً وكانت القبة قبلتهم
سأل موسى ربه عن كلمةيسأله بها ويدعوه ويناجيه
قال قل لا إله إلا الله
إذ قال العبد لا إله إلا الله قال الله صدق عبدى
لو إن السماء والأرضين فى كفة ولا إله إلا الله فى كفة لثقلت لا إله إلا الله
بنى إسرائيل شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم
إيمانهم ليس قوى فعندما غاب عنهم موسى عبدوا العجل
أكلهم الربا وتحريفهم التوراة
وقتلهم الأنبياء
ضربت عليهم الذل والمسكنة
جعل الله منهم القردة والخنازير
وسأل موسى ربه أن يقربه إلى بيت المقدس وأُجيب إلى ذلك
ومات موسى وهارون وتولى أمور بنى إسرائيل يوشع بن نون وقد
حُبست الشمس له حتى تمكن من فتح أريحا ودخل بيت المقدس
وأمرهم أن يدخلوها ُسجداً وأن يقولوا حطة فخالفوه ودخلوا يزحفون على أستاهم
وقالوا حبة فى شعرة فعاقبهم الله بالرجز ( الطاعون )
(( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا
وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ
الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ
السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ )) البقرة (59)
لما إستقرت يد بنى إسرائيل على بيت المقدس كان يوشع يحكم بينهم
بالتوراة حتى قبضه الله

له حزقيل عليه السلام
هو الذى دعى للقوم الذين ذكرهم الله فى كتابه
(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ
لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ )) (243)َ البقرة
بعدما توفى موسى كان القائم بأمور بنى إسرائيل يوشع بن كالب ثم حزقيل
كانت قرية وقع فيها وباء( الطاعون ) فهرب عامة أهلها فنزلوا ناحية
منها فهلك من بقى فى القرية وسلم الآخرون فلما إرتفع الطاعون رجعوا سالمين
فقال الذين بقوا لو وقع الطاعون ثانية لنخرجن معكم فوقع فهربوا
كانت قرية وقع فيها وباء( الطاعون ) فهرب عامة أهلها فنزلوا ناحية
منها فهلك من بقى فى القرية وسلم الآخرون فلما إرتفع الطاعون رجعوا سالمين
فقال الذين بقوا لو وقع الطاعون ثانية لنخرجن معكم فوقع فهربوا
وهم بضعة وثلاثين ألفاً حتى نزلوا فى وادى أفيح فماتوا ولما هلكوا
وبقيت أجسادهم مر بهم حزقيل وقيل له أتحب أن يبعثهم الله وأنت تنظر
فقال نعم فأمر أن يدعوا تلك العظام أن تُكسى لحماً فقاموا جميعاً وكبروا تكبيرة
رجل واحد ( سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت ) فرجعوا إلى قومهم أحياء
على وجوههم سحنة الموت لا يلبسون ثوباً إلا عاد رسماً أو كفناً حتى ماتوا
لأجالهم التى كُتبت لهم وقُبض حزقيل ونسى بنى إسرائيل عهد الله إليهم
وعبدوا الأصنام وكان فى جملة ما يعبدون صنماً أسمه بعل فبعث إليهم الله
إلياس بن ياسين
(لن يغنى حذر من قدر )

إلياس عليه السلام
قال تعالى
(( وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124)
أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126)
فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128)
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ))
(132) الصافات
أُرسل إلى أهل بعلبك غربى دمشق فدعاهم إلى الله كذبوه وأرادوا قتله
فهرب وإختفى فى كهف فى جبل تأتى برزقه الغربان بأمر الله
كان له ذكرا
1
7K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

قيراط ماسي
قيراط ماسي
جزاك الله كل خير ..

والله يعلي شأنك