
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم بعد ما كرفت بالبيت وغسلت المواعين :angry:
أخذت جولة في بحر قوووقل
واصطدت لكم صيد جميلا يوسع صدوركم
وفيه عبرة وفائدة
قصص مفيدة ومسلية جدا ومضحكة وإذا عجبتكم وتبون زيادة مثلها عليكم بالردود السنعة
وأنا باركب سفينتي وسأبحر من جديد لأجمع لكم مثل هذا الصيد ( يله تراكي طولتيها :mad: )
بس تراه منقول علشان ماتطلعلي وحدة تتنقد وتحطمني ( يلة يابنت الحلال جانا النوم :44: )
يلة نبدأ
:26::26::26:
الطريق الى الغالة
* الأسم: ............بن نغيمش بن حنتوش المتشلـّوط !!!
* رقم الاحوال المدنية: **********
* مسمى الوظيفة: معلم تعليم عام
* قرار تعيين: 746/8
* موقع المدرسة الموجّه إليها: الرياض- حي الفيصلية ( الغالـّة)
* المرحلة: الثانوية
* التخصص: لغة عربية
* المرتبة: بند 105
داعبت سطور هذا الخطاب سعادتي وبهجتي فأخذت أجري فرحاً وسروراً في نفود الوشم معانقاً أتربتها وطعوسها الساحرة .. تلك البلدة التي احتضنت طفولتي حتى جعلت مني معلماً مربياً للأجيال و محوراً رئيسياً في بناء المجتمع وقدوةٍ لأبناءه..
ولم تقتصر الفرحة بي فحسب .. بل إن العائلة شاركت ابنها البار هذه المناسبة السعيدة بإقامتها حفلاً إقليمياً في المزرعة شمل تهاني وتبريكات الأقارب والأصدقاء لي متخللاً العبارات الصبيانية: اخس يا شطيط .. نقلوك للرياض وحطوك في الفيصلية مره وحده وغيرك رافسين تعيينهم للخرخير في صحراء الربع الفاضي!! .. تكفى يا شطيط لا تنسى ترقـّم لنا بنات الفيصلية إذا شفتهم!! <<< الشرهه عالحمار اللي عازمهم!!
وفي صباح يوم السبت.. حزمت حقائبي و ارتديت أفضل ملابسي :arb:ولبست نظارتي الكبيرة ثم ركبت مع احد (الكداديّن) و اتجهت إلى العاصمة الرياض مبحراً في مخيلتي عن رقي وتحضر هذه المدينة وبالأخص الفيصلية التي لطالما رأيت شموخها و رونقها وإبداع تصميمها في التلفاز .. فكيف بسكانيها ؟؟<<< يا جماعة الخير وضحوا لهالبريء الطاهر تراني رحمته !! …
وحنا ماشين في الطريق.. شوي الا و نشوف باصات نقل المعلمات متقلّبه والبعارين متمددة جنبها تخرخر دمان .. تأملت في أحد الباصات المنكوبة والقى رجل بعير متفحّمة داخله في فم وحده من المدرسّات اللي ناشبتن في الطبلون .. وجنبها زميلتها متكوّمة في عبايتها ومتعلقه عالباب!!.. ناظرت عالجنب واشوف الباقي طالعين مع الدرايش يلفظون أنفاسهم الأخيرة ..
يتبع لاتردون بنزل الحين الباقي
كمل الكدّاد طريقه بحكم انه متعود على هالمواقف الروتينية اللي يشوفها يومياً !! .. وبعد معاناة السفر وصلت للرياض وجلست عالرصيف ثلاث ساعات احاول أوقف تاكسي و المشكلة كل من قلت له "حي الفيصلية" على طوول يحط بالأول ويكنس عالبنزين.. وش السالفة ؟؟ <<< قسم بالله على نياته هالولد .. تكفون اشرحوا له قبل لا يتقطع قلبي عليه ..
تعددت محاولاتي مع سائقي الأجرة حتى صادفت أحدهم متردداً بين الحاجة للنقود والخوف من المكان المقصود فغلبت عليه الحاجة وأعلن موافقته بصوتٍ ضئيل خالطه التوتر والندم .. ركبت معه وسرنا في طريقنا إلى حي الفيصلية في صمتاً رهيب تشوبه نظرات السائق لي بكل شفقة و رحمة وكأنني سأذهب إلى الجحيم هههههههههههه <<< وتضحك بعد !!
وعند وصولنا لمشارف الحي .. توقف السائق واعتذر عن إكمال الطريق معللاً بذلك خطورة المكان !! .. فأخذت أنظر حولي وإذا بي اسأل السائق : وش ذا المزبلة .. وين الناطحة ؟ .. فأجابني ضاحكاً: ما حطوا برج جوال علشان يحطون لك ناطحة .. اقول بس عطني حسابي 50 ريال وتوكل على الله .. اجل ناطحة سحاب هنا خخخخخخ!!…
قطع حبل تساؤلاتي ذلك الرقم الغريب وقلت مستهجناً: ليش 50 ريال؟؟ .. فأردف مجيباً: انت الظاهر حبيب وما تدري عن البلاوي اللي تصير هنا.. يكون في علمك هالحي من أجرم الأحياء في الرياض ومشهور باللحووج والمخدرات والحشيش والعنف يعني توصيلتي لك هنا تعتبر مجازفة !! .. قاطعته: طيب والناطحة ؟؟ .. صرخ في وجهي مستنكراً : يا خوي ذبحتنا بهالناطحة … اصحى يا غبي .. تراك منتب في العليا… انت في حي حقير اسمه الفيصلية و مشهور بالغالـّه .. يعني بالعربي اللي جابك هنا لعب عليك يا المخفة !! .. ثم اختتم غاضباً: فهمت يا حمااار !! ..
انطفىء نور سعادتي وانهارت طموحاتي وأمالي عندما هبطت كلمات ذلك السائق كالصاعقة تصفع خدي و تيقظني من حلمٍ كنت قد غرقت فيه ..
نزلت منهاراً من السيارة أبحث عن المدرسة في طرقاً متصدعة وأزقةٍ مظلمة ومنازل موحشة و رديئة .. فاستوقف نظري جلوس أحد داكني البشرة من السكان ( لابس ثوب رمادي يسحب تحته سروال رياضة أصفر مخطط بأحمر) وينظر لي بعينيه الحارقة نظراتٍ مرعبة ومريبة شبيهه بنظرات مصاصي الدماء لفريستهم!! ..
تجاهلته مسرعاً في خطوتي و مرتعداً من نظرات السكان الذين خرجوا من بيوتهم وازدادت كثافتهم لرؤية ذلك الكائن البشري الأبيض الذي اقتحم مسكنهم بكل جرأه وسذاجة .. فأخذت اجري واجري حتى وصلت إلى المدرسة التي لا تقل رداءتها عن رداءة المباني الأخرى في هذا الحي الدنيء …
دخلت غرفة المدير حاملاً خطاب التوجية فأندهشت من جدرانها المليئة بكتابات طائشة: ( يا روحي يا عتاب ) .. (زمانك لو صفا لك يوم لا تحسب صفت لك كل الأيام) .. (انا فدا عودك يا بو رايش) .. (يا ليتني طير ثم اطير واقب في حصة التعبير) .. (ابو صالح سرى ليله هل الدمع من عينه).. (تحية لطخمات الغالـّه ) .. (استاذ ناصر على تبن) .. (ذكريات شلة الأنس وما وراء الكواليس فصل 3/3 فرع المروجين)<<< كل هذا على جدران غرفة المدير اجل جدران الحمامات وش مكتوب عليها ؟؟ ..
لم تكن تلك التفاهات الطائشة سوى حافزاً لي كي أجعل من هؤلاء الشرذمة طلاب مثاليين و مصلحين في المجتمع بحنكتي التربوية !! ..
دخل علي المدير ( أبو تركي ) وعطيته الخطاب ثمن قام يناظرني بتمعن وقال: ما شاء الله مشخّص و مسكر الياقة وباخ عطر وماسك شنطة .. فعلاً مدرس مثالي .. بس صدقني كلها يومين وتداوم بصروال سنة هذا إذا ما تعرضت لحالة تحرش من عوامل التعرية اللي هنا !! .. قاطعته بغلظة: عفواً وش اللي صروال سنة وتعرية يا استاذي الكريم .. احترم البيئة التعليمية لو سمحت!! .. ضحك ثم أستطرد ساخراًً: هذا كلام كل المستجدين في البداية .. شف وانا اخوك نصيحتي لك اترك هالمدرسة أحسن لك ولا بتشوف شي ما يسرك من هالزومبي اللي هنا !! ..
يتبع .....