بداية لنتدبر قوله تعالى في سورة الأنبياء..الآية 35 ( ... ونبلوكم بالشر والخير فتنةً وإلينا تُرجعون)...لاحظ أخي القارىء /أختي القارئة أنه تم تقديم الشر على الخير...كنوع من الاختبار لمدى قوة إيمان الشخص (يقيناً وعملاً).
الرسول صلى الله عليه وسلمـ يقول (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له)
لاحظ/ي في الحديث...قال عجباً أمر المؤمن ولم يقل المسلم...
من صور الابتلاء...عدمـ الإنجاب (العــــقمـ)
يقول المولى في محكم التنزيل في سورة الشورى...الآية رقم 50 ( أو يزوجهم ذُكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير)
ماذا قال في آخر الآية السابقة...قال عليم...يعلم بما هو مُحبب لنفوس عباده من البشر...( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين....) آل عمران...الآية 14 ...وختم الآية بـــــ (قدير) يعني قادر أن يُحول هذا العقم إلى حمل بإرادة وحده ... إذ أمره بين الكاف والنون (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) النحل – الآية رقم 40
لكن السؤال الذي يجب أن يُطرح على شخص الذي يتأفف من التأخر في الحمل (ذكوراً أم إناثا) هو:
هل أنتمـ أفضل ممن اصطفاهم الله ليكونوا رُسلاً وأنبياء؟ ألم يكن منهم عقيماً؟ هل زوجاتهم طلبوا الانفصال...وقالوا كل واحد يروح لحال سبيله؟ أو أزواجهم قالوا بنتزوج عليكم؟
حنا صحيح لسنا بأنبياء ولا رسل ... لكن لم يتم تناول هذه القضية في كتاب الله من باب العبث....بل للتذكرة والعظة...وأن هذا الابتلاء موجود من زمان...وليس وليد العصر الحديث...إذ يتطلب الصبر وأن يلح الشخص في الدعاء...
دعونا نتدبر قصة أبو الأنبيــــاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام...
ســــاره ...زوجة نبينا إبراهيم لم تنجب فكانت صابرة محتسبة على الابتلاء...حتى جاءتها البشرى ليلة هلاك قوم سيدنا لوط عليه السلام (إبن أخت نبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام)
الكل يعرف قصة هلاك قوم لوط عليه السلام...لما حضرت ملائكة العذاب بالليل لمنزل أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام...فذهب و أحضر أبونا إبراهيم عليه السلامـ لهم الطعام (العجل) ولم يأكلوا منه....خاف منهم (لأنه لم يعرف أنهم ملائكة لا يأكلون ولا يشربون)...فبددوا هذا الخوف عنه بعد أن وضحوا له المقصد من مجيئهم له...ثم في الآخر بشروه بالذرية على كِبر سنه وسن زوجته (ســاره)....فماذا كانت ردة الفعل على زوجته ساره؟
قال تعالى في سورة هود... الآية رقم 72 (قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب)...ماذا جاء الرد من الملائكة على زوجة نبينا إبراهيم عليه السلام (أتعجبين من أمر ربك...)
قال تعالى في سورة الذاريات... الآية رقم 29-30 (فأقبلت آمرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم.. قالوا كذلك قال ربك...)
نعم أخي/أختي في الله هذه إرادة الله إذا جاءت لا يحول بينها حائِل...ماذا تستفيدين من هذه قصة زوجة نبينا إبراهيم عليه السلام؟
هل طلبت منه الانفصال؟ هل قالت له طلقني بروح أشوف نصيبي مع واحد ثاني؟ قالت أصبر وأمتثل لإرادة رب العزة والجلال...فنجحت في الامتحان على كِبَر...والآن البعض يخاف/تخاف...يقول/تقول اخاف أصير كبير بالسن وتتلاشى فرصتي في الإنجاب!!!
سيدنا زكرياً عليه السلام كان يناجي ربه متذللاً خانعاً يسأله الذرية الصالحة ولم ييأس على الرغم من كِبَر سنه أيضاً...
قال تعالى في سورة مريم..الآية رقم 4 (قال ربِ إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك شقياً)
قال تعالى في سورة الأنبيـــاء...الآية رقم 89 (وزكريا إذ نادى ربه ربِ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين)
ماذا كانت النتيجة؟
قال تعالى في سورة مريم الآية...رقم 7 (يا زكريا إنا نبشرك بغلام أسمه يحيى...)
قال تعالى في سورة الأنبيــاء...الآية رقم 90 (فاستجبنا له ووهبنا له يحي...)
فالله الله بالصبر ثم الصبر ثم الإلحاح في الدعاء مع اليقين بأن الله سيستجيب لك لأن الله قال في محكم التنزيل...
في سورة البقرة...الآية رقم 186 (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان...)الآية
لابد من اليقين التام بأن الله سيستجيب لنا...مستحيل ربنا يقول شيء عن نفسه ولا ينفذه مستحيل بل من سابع المستحيلات.... أهم شي لا تيأس/ لا تيأسين من رحمة الله ولا تستعجل/تستعجلين...فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول (يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل).
لا تقول/ي أنا دعيت ودعيت ودعيت ولا صار شيء وربي ما استجاب لي...لا هذا من اليأس الذي يزرعه الشيطان في نفوس البشر...لأن نبينا عليه الصلاة والسلام قال في حديثه السابق (ما لم يستعجل).
طيب الآن الواحد يقول لنفسه ... أنا إن شاء الله بصبر على ابتلاء الله وراح ادعي ربي ليل نهار...وراح أتحرى وقت الإجابة...فوق هذا... نقوله خذ بالأسباب الداعية على ذلك...ومنها العلاج...
لكن تبي/ تبين ذرية مثلاً؟
تبي/تبين علاج فعال جداً؟
ترى رب العزة والجلال قال لنا عليه....
هذا هوالحل (العلاج الفعال)... يقول الله تعالى في سورة نوح...الآيات 10-12 (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا...يرسل السماء عليكم مدراراً) وش بعد؟
(ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)...
الله أكبر شفتوا فضل الاستغفار كيف يعمل؟
والرسول صلى الله عليه وسلمـ – وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر – يستغفر في اليوم سبعين مرة وفي روايات أخرى مائة مرة كما ورد في عدة أحاديث صحيحة...
الشاهد أن في الاستغفار فضل كبير في محو الذنوب وجلب الخير للناس...
فالله الله في الصبر على الابتلاء...والعقم ضرب من ضروب الابتلاء الذي يستوجب الصبر...والله سبحانه وتعالى يقول (وبشر الصابرين) البقرة – 155...والانفصـــال ليس بحل...إذ قد يتزوج الشخص بامرأة قد سبق لها الإنجاب ومع ذلك يقدر الله أن لا تنجب له...لحكمه لا يعلمها إلا الله وحده...أو قد تتزوج امرأة من شخص سبق له الإنجاب ولا تنجب له...وهل هذا على الله ببعيد؟...
كما أود أن أشير لنقطة هامة وهي أن الشارع الحكيم...لا يمنع الانفصال في مثل هذه الحالة...لكن من يضمن لكَ/لكِ بعد الانفصال والاقتران بشخص آخر أن تنجب/تنجبين؟
إذن في مثل هذه الحالات قد يكون الصبر على الابتلاء واحتساب الأجر لفيه من المحاسن الكثيرة... هذا والله أعلمـ
منقووووول للفاءده دعوتكم لي
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جزاك الله خير
وجعله الله في ميزان حسناتك اللهم اجعلنا من الصابرين الشاكرين الله المستعان الانبياء وهم افضل منا ابتلوا بتاخر الذريه
اللهم اجعلنا من الصابرين وارزقنا يااااااارب
وجعله الله في ميزان حسناتك اللهم اجعلنا من الصابرين الشاكرين الله المستعان الانبياء وهم افضل منا ابتلوا بتاخر الذريه
اللهم اجعلنا من الصابرين وارزقنا يااااااارب
الصفحة الأخيرة
ولودعوه لي عشان يرفع الموضوع ويستفيد منها البنات