NONo_NOGa

NONo_NOGa @nono_noga

عضوة نشيطة

قصص فظيعه عن غرق العبارة المصرية السلام 98

الملتقى العام

أختزن في ذاكرتي بعضا من حكايات مصيبة غرق العبارة المصرية في البحر الاحمر قبل ثلاثة أسابيع . منها ما يتصل عبر واسطة شخص واحد بناجين من الحادث و منها ما جمعته من قراءتي في الأخبار المعنية بالحادث .
كانت البداية عندما اندلع حريق في الطابق السفلي من العبارة حيث عدد من الشاحنات . لم يستطع البحارة إطفاء الحريق بالوسائل التقليدية عندها قرر القبطان فتح باب في هيكل السفينة الخارجي يطل على هذا الطابق لتغمر جزء منه مياه البحر مما سيقضي تماما على النار المتوقدة ، و بمساعدة 12 محركا سيتم ، عقبها ، إخراج مياه البحر إلى خارج السفينة ، و فـُـتح الباب و تدفق الماء و انطفأت النار ثم جاء دور المحركات فكانت الطامة ان لم يعمل منها إلا اثنان . أيقن القبطان بالهلاك فأذاع بمكبر الصوت ، حرفيا ، إلى الركاب أنكم ستصيرون الليلة " رزقا للسمك " . كان القبطان يعرف سوء حال السفينة و قبل خروجه من مينا ضباء السعودي شعر بخطر البحر العاصف بالريح الشديدة فأبرق مرتين إلى مالك السفينة ، مرة في الميناء و مرة عند استوائه في عرض البحر ليس ببعيد عن الشاطئ ، يطلب إعفاء الرحلة إلى اليوم المقبل ، و الرد كان صارما : أنك ستفقد عقدك و ستفصل من عملك إن فعلت . طبعا بعد ما حدث من حريق و محاولة الإطفاء الفاشلة مالت السفينة و بدأت بالغرق .

فتى لم يتعدى الثامنة عشر أيقن بغرق المركب فقفز إلى البحر و بدأ يسبح مبتعدا عنه لمدة ساعتين كما يقول ، لا ينظر خلفه من الخوف و الرعب . و لما أحس بالتعب توقف و أصبح يعمل على موازنة نفسه ليبقى على سطح الماء دون بذل جهد ربما سيكلفه الإنهاك المؤدي للموت . لم يسبح بأي اتجاه مخافة أن يتجه إلى عمق البحر بدلا من التوجه نحو الشاطئ ففضل البقاء في مكانه يتقلب في اوضاع مختلفة ، على البطن و على الظهر و أخيرا بالوقوف عموديا ، و بعد خمسة عشر ساعة مرت سفينة بنغلاديشية قامت بإنقاذه و تركته في ميناء الأردن . يقول هذا الفتى أنه ، قبل غرق السفينة ، أحس بالخطر فلبس طوق نجاة و لكن احد البحارة طمأن الجميع إلى ان الوضع تحت السيطرة فخلع الطوق و تركه عند قدميه و ما لبثت السفينة ان مالت فجأة فتزحلق طوقه بعيدا عنه ليفقده نهائيا ، و لولا انه سباح ماهر قد حصل على بطولة في رياضة السباحة لابتلعه البحر منذ أمد بعيد .

و في حكاية أخرى ، خلفت بعض الضحايا رحمهم الله ، عن ثلاثة معلمين مصريين يعملون في السعودية في نفس المدرسة ، أحدهم كان معه أبواه يصطحبهما إلى مصر بعد أن قاما بأداء فريضة الحج ، و هناك كان سيلتقي بزوجته و اولاده ليقضي بينهم أسبوع العطلة قبل العودة إلى السعودية . بعد غرق العبارة تمسك هؤلاء الثلاثة و الأبوان و معهم إثنان آخران غريبان بلوح خشبي ضخم . الشيخ و العجوز انهارت قوتاهما بسرعة و عجزا عن الإستمرار في التمسك باللوح فأفلتاه و حاول إبنهما إنقاذهما فغرق معهما ، رحمهم الله . بقي معلمان و معهما الغريبان . إلى أن جاءت سمكة قرش وحشية حامت حولهم و فغرت فمها الضخم من أسفلهم فقضمت نصف احدهم و كان احد المعلمين . لم يصدر منه صوت بل تشنج و خرجت أنفاسه مكتومة . و انفجر الدم بالطبع و تمسك النصف الباقي في اللوح لمدة دقيقتين ثم انزلق عنه إلى البحر ، رحمه الله . وقع الثلاثة المتبقون في رعب عظيم من هذا الوحش البحري و كل واحد أصبح يتحين دوره في الهلاك و لكنه لم يرجع و الظاهر انه شبع إثر إلتهام نصف إنسان .. و جاءت النجدة متأخرة بعد أن كادت النفوس أن تزهق من مكر اليأس و الخوف و التعب و أفواه أسماك القرش .

و أيضا هناك فتاة لم تتخرج بعد من المرحلة الثانوية ، استطاعت الحصول على طوق نجاة لكنها ، من شدة خوفها و فزعها ، احتضنت عمودا من السفينة رغم انها بدأت تميل إلى الأسفل . شاهدها شاب . فأوعز إليها أن فرصة النجاة تكمن في القفز من العبارة إلى البحر لكي لا تسحبها السفينة إلى الأعماق ، و لكن الرعب جعلها لا تنفك عن السارية . عندها مد لها الشاب يديه و قال لها أنا سانقذك فهيا أمسكي ، و لما تخلت عن العمود سحب الشاب يديه و دفعها تجاه البحر . وجدت قطعة خشب كبيرة تمسكت بها و مجموعة من الركاب و كان من ضمنهم ذاك الشاب ، أضنى العطش تلك الفتاة و رحمة الله سخرت لها قنينة ماء مغلقة مسجية على سطح الماء ، شربت و نال الآخرون منها نصيبهم . أيضا أصابها الجوع فإذا بتفاحة تسبح قريبة منهم أكلت الفتاة منها ثم إذا بثمرة طماطم تظهر فساعد ذلك في تقوية الصمود و شد الأزر و التفاؤل بالله أن ينجيهم . الغرق تم الساعة 2 ليلا و لم تأت النجدة إلا الخامسة عصرا و كانت مروحية مصرية انزلت لهم سلما لم يستطيعوا تسلقه فغادرت ليأتي مركب الإنقاذ الساعة العاشرة ليلا و كان جلد الفتاة متهتكا بفعل الفترة الطويلة لبقائها في الماء . تصوروا .. 18 ساعة في البحر تهددهم أسماك القرش و الموج يلطم الموج معلقين في خشبة !! فأين فرق الإنقاذ المصرية كل هذه الساعات !! . في اليوم التالي لغرق السفينة قرأت خبرا في صحيفة الحياة عن العبارة ، يذكرُ أن سفينة حربية أمريكية قريبة و جهة فرنسية عرضتا المساعدة إلا أن السلطات المصرية رفضت اليد الممدودة ! . و لأن الجهات المصرية كانت في حالة بلاهة عجيبة ، فإني أستنتج انها جهات لا تملك لا أيدي و لا حتى أرجل بل لا تملك حتى عاطفة . و قد تضافرت الجهود في خنق دخان الكارثة . يحدثني من نقل لي رفض السلطات المصرية تقديم الغذاء و الشراب للناجين في الميناء المصري من اجل إجبارهم على الرحيل إلى بيوتهم قبل أن تجتمع عليهم وسائل الإعلام و تروح هذه الجهات في خبر كان . لا وزيرا استقال مع أن المفروض ان تستقيل الحكومة كلها احتراما لهذه الكارثة و للضحايا و لروح المسؤولية ، و هيهات ثم هيهات أن تحدث حتى إستقالة بواب تابع للحزب الحاكم . كم نحن رخيصون عند أنفسنا فصرنا بذلك شيئا لا يكاد يذكر عند غيرنا .

تضمنت السفينة المنكوبة مئة طفل لم يظفر بالحياة منهم إلا طفل واحد تكفل به لاعب كرة قدم مصري شهير رغم أن والداه على قيد الحياة يرزقان . على ظهرها سافر 1400 راكب ، ألف منهم لم يعثر لهم على بقية ، ربما إلتهمتهم القروش أو حيل بينهم و بين الخروج من السفينة فغرقوا معها أو تعبوا و كلوا فأسلموا أرواحهم أو كانوا ممن لا يعرف السباحة أو .. أو .. !! . أما الأربعمائة المعثور عليهم فكانوا بين ناج و غريق . الجثث جعلت لها مقابر جماعية رأينا صورها ، فرحمهم الله .
منقول
5
21K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ملعقة صغيرة
ملعقة صغيرة
لاحول ولا قوة الا بالله ---------------------الله يحمينا ويحمي جميع المسلمين-----------------يارب
انا الدلع كله
انا الدلع كله
لاحول ولاقوة اللا بالله
الله يرحم جميع المسلمين ويحمينا من شر الحوادث
ويصبر اللي نجوا اتوقع ان ذاكرتهم راح تختزن هاللحظات اللي عاشوها لأمد بعيد
~بنت الكرام~
~بنت الكرام~
لا حول ولا قوة إلا بالله
مآسي يتقطع لها القلب ولن تنسى أبدا
رواز
رواز
والله اني متأثره متقطع قلبي على اللي حصل وصرت اكره البحر والسفن
الله يرحمهم ويصبر اهلهم ويجازي اللي كان السبب
الزهره الحزينه
الله يرحمهم