الهيـــلا

الهيـــلا @alhyla_1

عضوة فعالة

قصص لغرقى جده ؟؟؟

الملتقى العام

سليمان - دعاء بهاء الدين - سبق - جدة: "يد رقيقة تمسك بقارورة تملأ ماء المطر المتساقط، عيون تنظر ببراءة نحو السحب الممطرة، ريشة ترسم قوس المطر، ضحكات رقيقة رقراقة مدوية كقمر بدري، حجر يلقى على سطح المياه، طفل في وسط الماء يرفع الثوب يدوس بحذائه الطين يغرف من الماء، طفل ينادي والديه للعب تحت الأمطار"... تلك هي أحلام جميلة ينتظرها الطفل من سنة لأخرى، بيد أن هذا الحلم تبدَّل بمشهد جداوي عشماوي باك، هكذا كان حال أطفالنا الذين شاهدوا سقوط المنازل، وجريان السيول، وجثث الشهداء، وسمع آهات الثكلى ودموع الحيارى.

صدمات وآلام
بصوت ممزوج بالبكاء حدثتني (أم فيصل) قائلة: منذ سيول الأربعاء وابني فيصل (8 سنوات) يجلس منفرداً في غرفته، رافضاً تناول الطعام ترتعد فرائسه، دموعه تتحدث عنه، متقوقع في ركن الغرفة لا يشاركنا حديثنا، سؤال حائر في عينيه لماذا حدث هذا؟ في الليل تتحول معاناته لكابوس مخيف يهرع إلي ليهدأ في حضني، يرفض الخروج بسبب حالته النفسية السيئة، حتى بات يخشى وقت النوم نتيجة الكوابيس المفزعة التي صارت تراوده ليلاً.

بينما لم تنس نوف (13 سنة) مشهد صديقتها وهي تصارع السيول وقد راحت ضحيتها، فحدثتني قائلة: صديقتي مشاعل كانت رقيقة نتقاسم سوياً ضحكاتنا، في أيام الاختبارات ذاكرنا سوياً، أحلامنا تعانق السماء، جلسنا نخطط لإجازة منتصف العام ونحدد أماكن لقائنا، وأضافت وهي تبكي قائلة: في يوم الأربعاء الحزين والسيارات تتسابق لتنجو بنفسها وجدت سيارتها الصغيرة بجانبي تصارع السيل وبنظرة وداع رأيتها لآخر مرة وقد غرقت، لم أر مشاعل بعد الآن، سأفتقد بسمتها الرقيقة، لا أدري كيف يكون هذا مصيرها؟! أردت أن أودعها ولكن السيل كان أسرع مني.

أم وابنتها ترددان الشهادة
وبنبره يعتليها الحزن والأسى قالت أمينة: ابنتي الوحيدة التي طالما انتظرتها سنوات وسنوات، وجاءت إلى الدنيا بعد قصة عناء طويلة، كانت تلعب معي في فناء المنزل وتنظر لحبات المطر وهي تتساقط واحدة تلو الأخرى، وضحكات وجهها تشرق الشمس داخل منزلنا إلى أن اشتد المطر ودخل السيل إلى منزلنا في أم الخير بعد أن انهار السد، واسترجعت معنا أمينة ما حدث في أربعاء جدة الحزين، وقالت: أخذت ابنتي ودخلنا المنزل بسرعة ننتظر والدها الذي كان لا يزال في عمله، ولكن السيل كان أسرع من كل شيء، فقد دخل إلى منزلنا وابنتي التي لا تتجاوز الثماني سنوات تصرخ وتبكي من هول ما ترى وكأنه يوم القيامة، ولا أدري ماذا أفعل سوى أنني احتضنتها وصعدت بها للطابق الثاني، واستنجدت بكل من أعرف، ولكن كان من المستحيل أن يصل إلينا أحد، وجلست أنا وهي نردد الشهادة سوياً لنقابل ربنا، ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك، وكيف أنا وهي ما زلنا أحياء حتى الآن، وشكرت ربي كثيراً على أنني لم أفقد ابنتي أغلى ما عندي رغم قربنا الشديد من الموت.

والآن وبعد أن انتهى السيل وأصبحنا نلملم جراحنا لا أدري ماذا حدث لابنتي، حيث باتت ترفض تماماً الكلام معنا، وتصرخ ليلاً رافضة النوم، وإذا نامت تصحو من نومها على كوابيس مفزعة حتى الطعام والشراب صارت ترفضه، ودائما أراها ترتعش وتبكي.

وأنهت حديثها بقولها: "حسبي الله ونعم الوكيل
4
432

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فالفت روز
فالفت روز
اللهم أجرهم في مصيبتهم وأخلف لهم خير منها
ام دنونه
ام دنونه
آآآآآآه ياجرحهم العميق..

الله يكون بعونهم ويرحم ضعفهم ويحميهم..

تسلمين يالغلا..
ميهاف2011
ميهاف2011
ياقلبي عليكم يااهل جدة والله قلبي يتقطع عليكم - وربي ان دموعي تنزل كل ماشوف صور جده واهلها الله يكون بعونهم
همســه
همســه
كارثة جده ستترك اثر في الجميع وخاصة الصغار لن تمحيه الايام والسنين
سيظل يلازمهم الى الابد!