
الشامخة الخالدي
•
ويجزاكم كل خير يالغاليات ابشروا بالتكملة

الشامخة الخالدي :
ويجزاكم كل خير يالغاليات ابشروا بالتكملةويجزاكم كل خير يالغاليات ابشروا بالتكملة
قال القاضي التنوخي في كتابه الفرج بعد الشدة: إن شيخاً من التجار كان له عند بعض القواد مال جليل ببغداد، فماطله به وجحده إياه. قال: فعزمت على التظلم إلى المعتضد. فقال لي بعض إخواني: عليّ أن آخد لك المال ولا تحتاج التظلم للخليفة، قم معي الساعة، فقمت معه فجاء بي إلى خياط في سوق الثلاثاء يخيط ويقرئ القرآن في المسجد، فقص عليه قصتي، فقام معنا.
فلما مشينا تأخرت وقلت لصديقي: لقد عرَّضت هذا الشيخ وإيانا لمكروه عظيم هذا إذا حصل على باب الرجل صفع وصفعنا معه، فهذا الرجل لم يلتفت إلى شفاعة فلان وفلان، ولم يفكر في الوزير، فكيف بهذا الفقير!!؟ فضحك وقال: لا عليك، فجئنا إلى باب القائد فحين رأى غلمانه الخياط أعظموه وأهووا لتقبيل يده، فمنعهم من ذلك وقالوا: ما جاء بك أيها الشيخ فإن صاحبنا غير موجود فإن كان لك أمر يتم بنا فبادرنا إليه، وإلا فادخل وأجلس إلى أن يجئ، فقويت نفسي بذلك ودخلنا إلى المجلس فلما جاء القائد ورأى الشيخ أعظمه فخاطبه الشيخ في أمري فقال: والله ما عندي إلا خمسة آلاف درهم تسأله أن يأخذها وأعطيه رهناً في باقي ماله. فقبضت الرهن وأشهدت الشيخ وصديقي على أن الرهن عنده إلى أجل فأجاب إلى ذلك.
فخرجنا من عنده حتى بلغنا مسجد الخياط قلت له: قد رد الله عليّ هذا المال فأحب أن تأخذ منه ما أحببت بطيبة من قلبي. فقال: ما أسرع ما كافأتني على الجميل بالقبيح، انصرف بارك الله في مالك.
فلما مشينا تأخرت وقلت لصديقي: لقد عرَّضت هذا الشيخ وإيانا لمكروه عظيم هذا إذا حصل على باب الرجل صفع وصفعنا معه، فهذا الرجل لم يلتفت إلى شفاعة فلان وفلان، ولم يفكر في الوزير، فكيف بهذا الفقير!!؟ فضحك وقال: لا عليك، فجئنا إلى باب القائد فحين رأى غلمانه الخياط أعظموه وأهووا لتقبيل يده، فمنعهم من ذلك وقالوا: ما جاء بك أيها الشيخ فإن صاحبنا غير موجود فإن كان لك أمر يتم بنا فبادرنا إليه، وإلا فادخل وأجلس إلى أن يجئ، فقويت نفسي بذلك ودخلنا إلى المجلس فلما جاء القائد ورأى الشيخ أعظمه فخاطبه الشيخ في أمري فقال: والله ما عندي إلا خمسة آلاف درهم تسأله أن يأخذها وأعطيه رهناً في باقي ماله. فقبضت الرهن وأشهدت الشيخ وصديقي على أن الرهن عنده إلى أجل فأجاب إلى ذلك.
فخرجنا من عنده حتى بلغنا مسجد الخياط قلت له: قد رد الله عليّ هذا المال فأحب أن تأخذ منه ما أحببت بطيبة من قلبي. فقال: ما أسرع ما كافأتني على الجميل بالقبيح، انصرف بارك الله في مالك.



الصفحة الأخيرة