جمعهم الآباء والرحم وفرقتهم المادة
الأخوة الغرباء
تحقيق - عبدالرحمن السريع
انقسامات ليست بين دول أو أحزاب، بل بين الأخوان والأخوات سنوات طويلة ابتعد الأخ عن أخيه والأخت عن أختها، والأخوان عن والديهما. تفكك أسري تعيشه بعض الأسر والأخوان وكأنهم في مجتمع لا تحكمه أخلاق إسلامية ولا قيم سوية.
لا يلتقون إلا في مناسبات الأعياد، وقد لا يحضرون سوياً عند آبائهم بل متفرقين حتى لا يلتقون مع بعض، فرقتهم المادة.. فرقتهم قوة النساء.. انتهى لديهم زمن الأسرة الواحدة، انتهى زمن المحبة، انتهى زمن المجتمع المترابط في نظرهم، انتهت جميع مظاهر الحب والقلب الواحد، انتهت بانتهاء الآباء والأجداد وطغى حب المادة على الأخوان والأخوات، زمن غريب يبيع الأخ أخاه والمحاكم خير شاهد، هناك مشادات وطولة لسان بين الأخوان والأخوات بسبب المادة.
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف دخل حب المادة بهذه القوة على مجتمعنا وفرق الأسر بهذه الطريقة المخيفة والتي صعب حلها في هذا الزمن العجيب؟
الجزيرة ومن واقع مسؤولياتها الاجتماعية ولعلاج مثل تلك الاشكالات التقت مع عدد من هؤلاء المختلفين الذين يعيشون أو عاشوا هذه الظاهرة واستطلعنا منهم سبب هذه الانقسامات الأسرية فخرجنا بهذا التحقيق:
ففي البداية تحدث (سعد) وقال: قصتي مع إخواني وأخواتي بدأت عندما توفي والدي بأسبوع، عندما انتهى العزاء قامت الحرب بيننا الكل يتهمني بأنني أخذت ميراث والدي؛ لأنني الوحيد الذي أعيش معه ومع والدتي، وبما أنني القريب من والدي ولم نجد في حساب والدي في البنك سوى مبلغ بسيط رفضوا استلامه واتهموني بسرقة والدي قبل وفاته بقليل. والمشكلة وهم يعرفون أنني لا أملك منزلاً ولا سيارة جديدة ولا أعرف من أين أتوا بهذه الرواية بأنني سرقت الورث - كما يزعمون - ولنا الآن عشر سنوات لا نتقابل ولا نشاهد بعضا، وبعد وفاة والدتي طردوني وأولادي من البيت. وأنا أقسمت لهم بالله أنني لا أملك ولم آخذ ريالاً واحداً من إرث أبي. وقلت لهم: كم المبلغ الذي تزعمون أنني سرقته حتى أتسلف المبلغ وأعطيكم، المهم فكونا من المشاكل ونعود أخوان يحب بعضنا بعض ونجتمع كل جمعة في استراحة ويتعرف أولادنا على بعض، ولم يعجبهم كلامي وأصروا على التفرقة بيننا.
وما أقول إلا الله يهديهم فهم ليسوا فقراء أو جياع، هم ولله الحمد في نعمة. تفرقنا عن بعض ولا نشاهد بعضنا إلا في مناسبات عزاء أو زواج.
كنا في سعادة
كما تحدثت السيدة نورة وقالت: أنا لي ست أخوات وثلاثة أشقاء كنا نعيش في قمة السعادة ونجتمع عند أبي وأمي في الأسبوع مرتين، وجميعنا متزوجون ما عدا أخي الصغير فكان عمره لا يتجاوز 15 عاما، ولما توفي أبي وأمي قامت الحرب بيننا بشأن الميراث والمشكلة أن الميراث منزل قديم وليس لدى أبي أموال (على قد حاله) وهذا البيت عبارة عن عمارة صغيرة جداً بها ثلاث شقق وإيجارها تقريباً 12 ألف ريال في السنة. دخلنا في مشاكل مع بعض راح ضحيتها أخي الصغير المدلل عند أبي وأمي لأنه يعيش معهم آخر العنقود. أصبح أخي الصغير تائهاً بيننا وكل ما جلس عند أخواتي أو إخواني طردوه من المنزل بسبب المشاكل بيننا، وأخيراً أخذ غرفة فوق سطح العمارة وسكن بها لوحده. لأننا أجرنا الشقق على عمالة عزاب ومع انشغالنا بمشاكلنا مع بعض تركنا أخونا الصغير لوحده ليتحول إلى مدمن مخدرات وحالته يرثى لها. لا وظيفة ولا سكن يأتي لنا ويأخذ منا مصروفاً ويذهب وعندما علمنا أنه مدمن مخدرات طردناه من منازلنا ولم نعطه المصروف.
وبالصدفة صباح أحد الأيام يرن جرس المنزل شاهدت من شباك الغرفة، إنه أخي الصغير بالشارع يبكي بثيابه الوسخة! رحمته وأدخلته المنزل.
وقدمت له الفطور وطلب مني فلوساً وأخبرته لا توجد معي الفلوس، اذهب إلى إخواني أو أخواتي واطلب منهم، فقال: ذهبت فطردوني، وقالوا: ما عندنا شيء، وعندما كنت منشغلة في عمل المنزل دخل غرفة نومي وسرق مجوهراتي وهرب. بعدها يحضر وعندما أشاهده من شباك غرفتي وهو بالشارع يبكي أرحمه، وعندما أتذكر سرقته أتركه بالشارع ولا أفتح له الباب، أما أنا وإخواني فلنا الآن أكثر من أربع سنوات لم نتقابل مع بعض أو يلتقي أولادنا مع بعض، وبسبب المادة هي التي فرقت بيننا وتحولنا إلى أخوة غرباء لا يعرف بعضنا بعضا.
وضاع أخي الصغير المدلل عند أبي وأمي لينجرف بطريق المخدرات.
لا زلنا متفرقين
كما تحدث ل(الجزيرة) (علي) وقال: قصتنا أننا كنا نعيش مع أبي وأمي قبل الزواج وبعده، وبسبب ضائقة مادية حصلت مشكلة بين أبي وأمي وصلت إلى حد الطلاق فانقسمنا إلى قسمين قسم مع أبي والآخر مع أمي وكل قسم يجتمع بطريقته، وتوفي أبي وأمي ولا زلنا حتى اليوم لا نجتمع مع بعض منذ سنوات طويلة.
وزعتها عليهم
كما تحدث ل(الجزيرة) (صالح) وقال: مشكلتي مع أخواني أن أبي يحبني أكثر من أخواني رغم أننا أخوان من أم وأب. ولأنني بجواره دائماً وأخلص لطلباته ومشاويره، المهم عندما توفي أبي قام أخواني وأخواتي بأخذ سيارتي مني وطالبوا بفلوسي التي في حسابي في البنك؛ لأنها حسب قولهم ملك لهم. وأخبرتهم أنها رواتبي أنا عازب وقالوا: أنت أخذت فلوس أبي ولنا حق بها وبعد مشاكل بيننا وانقطاع، بعضهم اقتنع وعادت علاقته معي والبعض رفض وأصبحنا حزبين معي وضدي خفت أن تزيد المشاكل بيننا وأحببت أن أعيد إخواني وأخواتي لبعض وأعطيتهم فلوسي كلها ووزعتها عليهم فزادت الحرب بيننا وقالوا: الآن اعترفت أنك سارق فلوس أبي، والناس يقولون لنا: إن أبي عنده عقارات أين هي لقد سرقتها وأعطيتنا الفلوس لكي نسكت حاولت حل المشكلة فوقعت في مشكلة أكبر منها.
المشاكل تكبر
كما تحدث (جابر) وقال: مشكلتنا أنا وإخواني وزوجاتنا أننا نعيش عند أبي وأمي في منزل واحد، وصدقني أنا وأخواني نعيش في منزل واحد ولم نجتمع مع بعض أو نتكلم وكأننا في فندق. وإذا جاءنا ضيوف نجتمع مجاملة مع بعض. والسبب هو أن الأطفال يلعبون مع بعض ويتضاربون وتتدخل النساء وتكبر المشكلة بين الأخوان ونحن ذهبنا ضحية الأطفال والنساء وأصبحنا غرباء داخل المنزل وأبي وأمي كبيران في السن لا حول لهم ولا قوة.
أخيراً أنصح كل أخواني وأخواتي أن يرفعوا أيديهم إلى الله ويدعونه بأن يتوب علينا ويصلح نيتنا، وقولوا اللهم أغث أرضنا بالأمطار وأغث قلوبنا بالإيمان. وحببنا إلى بعض وجنبنا شر شياطين الجن والإنس.
زياده مجانيه @zyadh_mganyh
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زياده مجانيه
•
14 وحده قرأت ولارد
نيمار
•
اختي نسبه كبير من العوائل متفرقه بسبب مشاكل تافها او حرمت واحد متبي الباقين تلاقيها تسوي كل الطرق عشان تبعدهم وتصير القطيعه والمشاكل
موب ضروري يكون بس المال هي السبب لا في اسباب اخرى لكن اخرها تصير القطيعه
الله يرحم حانا ويجعلنا من واصلين الارحام وبعد عنا قطيعت الارحام يا رب
موب ضروري يكون بس المال هي السبب لا في اسباب اخرى لكن اخرها تصير القطيعه
الله يرحم حانا ويجعلنا من واصلين الارحام وبعد عنا قطيعت الارحام يا رب
ياكثر المشاكل بكل بيت والسبب الطمع والجشع وعدم تذكر الموت والحساب
نفس الي يصير في عيلتنا
نفس الي يصير في عيلتنا
الصفحة الأخيرة