بسم الله الرحمان الرحيم
:27: :27: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
موضوع اليوم الذي اقترحه عليكم آملة ان تجدوامنه الاستفادة المرجوة ان شاء الله هو مجموعة من القصص وهي قصص من سير المشتاقين للجنان.
يعظم الشوق للشيء إذا عظم حبه في القلوب , وزيادة الحب في معرفة المشتاق إليه ,
والكشف عن سر عظمته و روعته.
وقد علم المشتاقون إلى الجنة روعة ما فيها فتاقت أنفسهم لنعيمها , واستراحت أجسادهم لهواها , وطابت أعينهم لرؤياها , فكانت أسمى أمانيهم , وعليها دارت حياتهم , فهجروا مفاتن الدنيا كي يلقوا ما يرضيهم في الآخرة فهي خير وأبقى .
الوقفة الأولى:::
جئت لأسرقه فسرقني!!
ذُكر أن لصـًا تسوًّر دار بن مالك بن دينار فلم يجد في الدار شيئا يسرقه، فرآه وهو قائم يصلي فأوجز مالك في صلاته ثم التفت إلى اللص وسلم عليه فقال: يا أخي تاب الله عليك،دخلت منزلي فلم تجد ما تأخذه ولا لأدعك تخرج بغير فائدة،وقام وأتاه بإناء فيه ماء وقال له : توضأ وصلِّ ركعتين فإنك تخرج بخير مما جئت في طلبه، فقال اللص : نعم وكرامة ، وقام وتوضأ وصلى ركعتين ، وقال :
يا مالك أيخـِفّ عليك أن أزيد ركعتين أخريين؟
قال: زد ما قدر الله لك فلم يزل اللص يصلي إلى الصبح، فقال له مالك:انصرف راشدًا، فقال :
يا سيدي عليك أن أقيم عندك هذا اليوم فإني قد نويت صيامه!! ، فقال له مالك : أقم ما شئت،
فأقام عنده أيامًا صائمًا قائمًا، فلما أراد الانصراف قال اللص: يا مالك قد نويت التوبة، فقال: ذلك بيد الله عز وجل ، فتاب اللص وحسنت توبته ، وخرج من عنده فلقيه أحد اللصوص فقال له: أظنك وقعت بكنز؟! فقال: يا أخي وقعتُ بمالك بن دينار جئت لأسرقه فسرقني وقد تبت إلى الله عز وجل ، وها أنا ملازم الباب ،
فلا أبرح حتى أنال ما ناله الأحباب.
الوقفة الثانية:::
هجـــر الناس ميتا!!
حكى بعض الصالحين قال: كان إلى جانبي عجوز ، وكان لها ولد مسرف على نفسه ، فلما حضرته الوفاة قال: يا أماه ضعي خدي على الأرض . ففعلت، فجعل يبكي ويتضرع ، فلما أشرف على الموت قال يا أماه بالله عليك لا تعلمي أحدا بموتي ، واجعلي قبري في زاوية بيتي فإني آذيت جيراني من الأحياء في الدنيا، وما أحب أن أوذي جيراني من الأموات في الآخرة، قال: ففعلت أمه ما أمرها به ودفنته في بيته، فلما كان بعض الليالي رأته في المنام وهو على رياض ٍ حسنةٍ وقصور مزينة وبين عينه مكتوب بالنور: هذا عبد اعترف بذنبه فعتق، قالت أمه:قف فقلت له: يا ولدي كيف وصلت إلى هذه المنزلة؟
فقال لها: يا أماه لما قُبـِضت أوقفني الحق بين يديه وقال لي: يا عبدي هجرك الناس حنقـًا عليك ، وأغلقوا أبواب الرحمة بين يديك، كأن عفوي ضاق عن سيئاتك، أو كأن خزائن ملكي مفتقرة إلى حسناتك، فقد رحمت افتقارك وتذللك وتضرعك، اذهب فقد غفرت لك..
الوقفة الثالثة:::
حسنة العابدة!!
قال محمد بن قدامه:بلغنا أن امرأة يقال لها حسنة تركت نعيم الدنيا فأقبلت على العبادة فكانت تصوم النهار وتحيي الليل وليس في بيتها شيء، كلما عطشت خرجت إلى النهر فشربت بكفيها وكانت جميلة فقالت لها امرأة: تزوجي.
فقالت: هات رجلا زاهدا لا يكلفني من أمري شيئـًا، وما أظنك تقدرين عليه، فو الله ما في نفسي أن أعبد الدنيا ولا أتنعم مع رجال الدنيا فإن وجدت رجلا يبكي ويبكيني ويصوم ويأمرني أن يتصدق ويحضني عليه فبها ونعمت، وإلا فعلى الرجال السلام.
من كتاب..قصص من سير المشتاقين إلى الجنة
منقول
wafaa10 @wafaa10
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
جزاك الله خيرا وجعل كل حرف في ميزان حسناتك ...
وأسأل الله أن يلحقنا بالصالحين ...
جزاك الله خيرا وجعل كل حرف في ميزان حسناتك ...
وأسأل الله أن يلحقنا بالصالحين ...
الصفحة الأخيرة
تسلمي على الموضوع