<FONT color="#FF007B">مقدمــــــــــــــــــــة:-</FONT>
كلمة الإنسان التي تعبر عن ذلك المخلوق العجيب الطبع، العميق في أغواره ومشاعره، من السهل كتابتها، ولكن من الصعب الغوص في أعماقها وفهم معانيها.
وأنك قد تستطيع أن تفهم ما هو ما هو مكتوب في صفحة ما مهما كانت درجة تعقيدها إذا أنت أصررت على ذلك ، ولكن من الصعب ترجمة وجه الإنسان ، وذلك لكونك قاصرا على معرفة ما يجيش في أعماقه المبهمة. الإنسان ما هو إلا نفحة من حنان تعتريها في بعض الأحيان ومضة من من الشر ، وتتحكم بها هواجس كثيرة ترمي بها في متاهات الزمان بعض الأحيان أو إلى التهلكة في البعض الآخر. إن روح الإنسان الشريرة ما هي إلا ككتلة من لهيب النار ، إذا حاولت الاقتراب منها قد تحرقك في أي وقت ............ فلتحذرها.
** إذا أعطى الإنسان نفسه فرصة للخوض في الرذيلة ، وسلمها للشيطان ، فلا عجب أن يصدر منه كل ما يخل بالشرف والأخلاق، والبعد عن الله في حد ذاته يجعل من الإنسان أسيرا لنزواته وميوله الشيطانية بل قد يطلق عليه وصفاً بأنه الشيطان نفسه !!!
وقصتنا هذه مثال للإنسان الذي أطلق العنان للشيطان فسلمه نفسه فلم يعد يفرق بين الخير والشر ........ فلنقرأ سوياً هذه القصة.
<FONT color="#FF0068">أخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة الشيطـــــــــــــــــــــــان</FONT>
كان يقطن في نفس الحي، فتى يمتلك كل مواصفات الشباب التي تتمناها كل فتاه وسيم – طويل وغنى صاحب وظيفة مرموقة ومكانه في المجتمع، أما هي فكانت من أسرة فقيرة ومحافظة، شاهدها في بادي الأمر في الطريق نظر إليها بإعجاب فإبتسمت ولعل ذلك كان مقياساً قاس به الشاب نبض الفتاه.
تكررت النظرات الخاطفة والإبتسامات المتبادلة إلى أن تجرأ وهاتفها في منزلها بدأها بكلمات التعارف ثم ما لبث إلى ان تطرق إلى كلمات الغزل المعسولة التي لحس بها عقل الفتاه. فسالته: ولكنك لا تعرفني كثيرا ، وانا ايضاً لست من ثوبك ، ولا من مستواك الإجتماعي، إجابها: بل أعرفك كثيرا وقلبي متيم بك . وإسترسلا الحديث إلى الكثير من الكلمات العذبة التي جعلت من المسكينة تذوب فيه حباً وولها.
أغراها برقة حديثة وبإسلوبه الملتوى وسامته ووعوده لها بالزواج والمنزل الفاخر وآشياء إخرى جعلت منها تسرح في عالم مليء بالأحلام ، رفرفت روحها في كل مكان فرحا وطربا.... تكررت المحادثات الهاتفية وكانت كل مكالمة أقوى من سابقتها....
أغواها بوعوده الكاذبة ، وكلماته العذبة فأقنعها الخروج معه، شريطة ألا ٌتعلم أحداً بذلك لأنه كان يخطة لفعلته الدنيئة. .. خرجت معه طناً منها أنه سوف يتفق معها على الزواج ، ومتى يزورأهلها للخطبة....لكن الذئب لا يكشر عن أنيابه أمام فريسته إلا بعد إصطيادها . غرر بها المفتون بنفسه فإنساقت معه للشيطان فأخذ منها أعز ماكانت تملك.
رجعت إلى منزلها تجر معها أذيال الخيبة مسلوبة الإرادة ، مسروقة من أغلى كنز حافظت عليه طوال حياتها ذليلة للمعصية، حزينة لا تدري ما تفعله أو ما الذي فعلته بنفسها وبأهلها ، لم تجد سوى أختها أمام عينها فإنهارت بالبكاء ندماً وخوفاً مما مضى وجزعا مما هو آتي وتقول لإختها: يا ويحي لقد له بعت نفسي وكرامتي بلا ثمن ... أنا لا أستحق شيء إلا الجحيم ، ويلي من ربي كيف نسيت بأنه مطلع علىّ وعلى جميع أفعالي ... كيف لنفسي الأمارة بالسوء لم تستحي منه. ويحي ثم ويحي
ما ذنب ذلك الرجل الذي رباني أدنس عرضه وأجعل رأسه في الوحل بل ما ذنب أمي التي ربتني على العفة ، والتي لطالما تعبت في نصحي . أرشديني ماذا أفعل يا أختاه قبل أن أموت رعباً وخوفا ان لشيء عظيم يمزق جسدي ، ويقلب كياني شيء ما يرتعد في داخلي يهز جسدي ويكدر مضجعي..
فأجابتها أختها في إستغراب مما رأته من حال آلت إليه شقيقتها: الآن تذكرتي أن لك أختاً ، الآن فقط، وما الذي أستطيع فعله لك الآن بعد ضياع كل شيء، لقد ضعت يا أختاه وظيعتني معك فليسامحك الله لمافعلته بنفسك وبي وبأهلك ، ومالذي فعله ذلك القذر بك .
مرت أيام وهي في حالة يرثى لها ضاقت بها الدنيا بما رحبت ، ذبلت وتدهورت صحتها إلى ان حلت عليها المصيبة الثانية التي نغصت ماتبقى من حياتها، إذ إن الله أراد أن يفضح فعلتها لقد حبلت الفتاه سفاحاً ثم بكت من أعماق أعماقها وكانت تقول لنفسها : ماذا أفعل أريد أن أقتل نفسي قبل أن يموتا والداي من الفضيحة ، ياريتك يا أم دست علىّ عند ولادتك لي ، كيلا أدنس عرضك الطاهر ، وأرمي بشرف أبي في الحضيض..
فاقترحت أختها عليها بأن تتدارك الفضيحة، وتسأله الزواج منها لعله يحن قلبه ويوافق .. فقالت المغلوب على أمرها نعم هذا مايجب عليّ فعله ، فهو يحبني كثيرا نعم يحبني ولن يتخلى عني في هذه المحنة ، وقد وعدني بالزواج لمرات عديدة.
هاتفته ذات يوم سائلة أن يرحمها وأهلها ويتزوجها ليستر عرضها، ولكنه لم يجيبها في تلك اللحظة وطلب منها المهلة للتفكير بهذه المصيبة وبعد مدة هاتفها طالباً مقابلتها، سألته: لماذا؟ أجابها لأمر مهم ، ثم عقب قبل أن تبادره بالأستفسار : أمر زواجنا ، لم تصدق نفسها ما سمعته فسألته: هل أنت محق في كلامك ... قال لها : بلى ولكن يجب ان نلتقي لكي نحدد كل شيء ونكون مستعدين لإية عواقب.
جاء الصباح يحمل معه نسمات لم تحتملها الفتاه ، وبينما هي تهم بالخروج للقائه ، إذ شاهدتها أختها سائلةً لها : إلى أين تمضين يا أختاه ، فردت عليها لأواجه مصيري وأجعل نهاية مشاكلي سوف يتزوجني يا أختاه لقد قال لي هذا بملء فاه ، فردت عليها الأخت : إذن مالداعي للخوج إذن معه ، لن تخرجي معه، فأنا لست مرتاحة لخروجك هذا وقلبي ليس مطمئن لهذا الشخص ، فردت عليها ليس لدي الكثير لأخسره الآن ويجب أن أضع حد لهذه المصيبة.
*** خرجت معه .... أخذها إلى منطقة نائية بعيدة كل البعد الحياة .... فما كان منها إلا أن تسأله : إلأى أين تأخذني فرد عليها الخسيس: لنتفاهم على كل شيء بعيدا عن العيون ، ولنضع الكلمات فوق السطور.
يا للهول !! لقد كان كميناً الذي صنعه لها ، لقد إتفق ذلك الذئب و أصحابه الشياطين على التخلص منها ، بعدما يشبعون غرائزهم القذرة منها تناوب عليها الجميع وهي تستغيث وتستغيث و لكن لا صدى يعود ولا أذن تَسمع ، ولاقلب يرق لحالها ثم بعد ذلك قتلوها ، وصبوا عليها البنزين واحرقوا جسدها الضئيل ، ووزعوا برماد روحها في أماكن متفرقة..
( أنها حقاً فاجعة آلمت قلبي وعقدت لساني وشلت كياني ، حتى قلمي ليعجز عن مواصلة الكيابة ، والحرقة تملىء صدري حزنا وضيقاً..)
مرت الأيام وعاد الخائن إلى منزله،ظاناً بالله الظنون بأنه لن يكشف أمره وسوف ينجو بفعلته.. والقرية بأكملها تبحث عن الفتاه ولسان الآخت معقود من الخوف من الفضيحة... ولكنها تكلمت أخيرا وأخبرت عنه ... فإقتادته الشرطة ذليلاً ناكساً للرأس .... ولقد أعترف بذنبه .... وحكم عليه بالإعدام...
هكذا ذهبا الأثنين بسب مولاة الشيطان ، والخروج عن أوامر الله ، وعدم مخافته...
ولايسعني في هذا إلا ان أسأل الله أن يرحمها ، ويغفر إليها ، ويتوالها برحمته، وهذا حظها من الحياة... كذلك فأنا القي اللوم على أختها التي لم تخبر والديها، عما أختها عليه ... كذلك اللوم على الأم التي لم تزرع الثقة في البنت ، والصداقة فيما بينهما منذ الصغر حتى لا تقع في مثل هذا الفخ.
(تمت)
التوقيـــــــــــــــــع:
يا إيها الإنسان ويحك ، لاتدع غرورك يطغى على خيرك من الأعمال ، وأتقٍ الله في كل كبيرة وصغيرة ،
وأجعل شعارك في هذه الدنيا ............
هـو............. إن كنتُ مع الله كان معي...
فكن مع الله وتوكل عليه .....
أنه كان بعباده خبيراً بصيرا............................
<br><font size=1 color="#800000" face="tahoma"></font>
كل الحنان @kl_alhnan
عضوة فعالة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
فيها عضة وعبرة لمن تتهور وتمشي فى هذا الوحل اللهم أحفضنا بحفضك
ولك كل الحب