في قرية اشيقر احدى القرى القريبة من الرياض , تسكن قبيلة العناقر في ذلك الوقت , والعناقر قبيلة غنية عن التعريف .
وحصل ان جائت احدى قبائل البدو وحطت رحالها ونصبت بيوتها قريبا من القرية المذكوره لفترة معينه من الزمن , يرتاحون فيها , وبعدها يكملون رحلة البحث عن مناطق الربيع لرعي مواشيهم وحلالهم , كما كانت هي الحال في ذلك الوقت .
فأصبحوا بمثابة الجيران لاهل القرية في تلك الفترة , وكان الفارس بداح العنقري يذهب الى قبيلة البدو في بعض الاحيان بحكم الجيره , وسمع بذكر فتاة جميلة في تلك القبيلة , وهي في الغالب بنت شيخ القبيلة , وتعلق قلبه بها لما سمعه من مديح عنها , وانها مضرب المثل في جمالها بين بنات القبيلة .
فأصبح يذهب اليهم كل ماسنحت له الفرصه , ويحاول التقصي عن اخبارها , لما نالت من اعجاب لديه , لكنه لم يخبر احد بتعلقه بها , والتزم الصمت في ذلك الموضوع .
وحدث ان اجرى شيخ البدو سباق وتدريب لفرسان قبيلتة. وكان بداح على مقربة منهم , فشاركهم سباقاتهم , وابدى فروسية نالت اعجاب الكثيرين , مما جعل امرأة عجوز من بينهم , تتحدث عن ما رأت من فروسية بداح وشجاعته في احد مجالس نساء القبيلة , وكانت من بينهم تلك الفتاة التي اعجب بها بداح وتعلق بها , فردت على العجوز بقولها : خيال الحضر زين تصفيح , اي انه مظهر فقط ومباهاة , واذا جاء وقت الجد لا تجدينه . فوصلت هذه الكلمة الى بداح الذي صعق لسماعها ومن الفتاة التي تعلق بها , فأحزنه ذلك وكتم الامر في نفسه , ولم يبدي اي شئ .
وبعد اسبوعين , غارت قبيلة الفضول على قبيلة البدو , جيران بداح , وعلى غفلة منهم . فلما سمع بداح بالخبر , هب لنجدة جيرانه مسرعا , ولما وصل اذا بالمغيرين يرجعون بما غنموه , فلحق بهم واستطاع ان يرجع الحلال اللذي سلب لجيرانه , وهم اهل الفتاة , وكان ذلك على مرأى ومسمع منها . فدهشت لما رأته من شجاعة وفروسية لدى بداح , واعجبت به اعجابا كبيرا . فضلت واقفة في طريقه وهو عائد اليهم , لكي تلفت انتبهاه , او تستطيع ان تكلمه . فلما وصل اليها وكان على فرسه , ابتسمت له, فعرفها , وتذكر كلمتها التي قالت عنه , فانشد عليها هذه القصيدة الرائعه , واكمل طريقه
الله لَحَد ياما غزينا وجينا" = "وياما ركبنا حَامِيَات المَشَاويح
وياما على اكوارهن اعتلينا" = "وياما ركبناها عِصِيْرٍ مراويـح
وياما تعاطت بالهنادي يدينا" = "وياما تقاسمنا حلال المصاليح
وَرَاك تزهد يا أريش العين فينا" = "تقول خيّال الحضر زين تصفيـح
الطيب ماهو بس للظاعنينــا" = "إمقسمٍ بين الوجيه المفاليح
البدو و اللي بالقرى نازلينا" = "كلٍّ عطاه الله من هبة الريح
يازين يوم إنك تبيح الكنينا" = "خليت جفن العين نومه شلافيح
يوم الفضول بحلتك شارعينا" = "والخيل بخوانك سواة الزنانيح
يوم انجمر رمحي جذبت السنينا" = "وخليت عنك الخيل صُمٍ مدابيــح
هيا عطينا الصدق هيا عطينا" = "واما عطيتناه والله لصيــح
لصيح صيحت من غدى له جينينا" = "ولا خلوجٍ ضيعوها السواريـح
ياعود ريحانٍ بعرض البطينـا" = "وامنين ما هب الهوى فاح له ريح
وخدٍّ كما قرطاسةٍ في يمينا" = "وعيون نجلٍ للمشقى ذوابيـح
بصخفٍ بلطفٍ بانهزاعٍ بلينــا" = "ياغصن موزٍ ميـله نسمة الريح

نصر @nsr_1
محرر في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

عطاء
•
القصة جميلة...وكذلك الأبيات معبرة...شكراً لك أخي الكريم
الصفحة الأخيرة