حقيقية
...سالت عبرتها و هي تطل من شرفة بيتها خلسة ...مغتنمة فرصة عدم تواجده في البيت ...
أطالت النظر الى الثنائي المتحاب في الزقاق...
و سرحت بعيدااا بعيدااا جدااا...
قبل ثلاث سنوات ...اختارته زوجا لها بعد أن رفضت الكثير ممن تقدم لها ...
أبت أن تتزوج أحد أولائك الشباب بعد أن رأت فشل زيجات عديدة من حولها ...
و قررت الزواج من رجل كبير في السن ...خصوصا
و أن والدها كان قد تعدى الخمسين حين تزوج والدتها ...وعاشا رغم فارق السن
حياة سعيدة بكل المقاييس ...
أتى اليوم المنتظر ...جاء من بعيد ...من طرف جار لهم...يشغل منصبا مهما ...لم يسبق له
الزواج...و يملك منزلا خاصا ...الأهم أنه ناضج فقد قارب الستين ...لا خوف من طيش الشباب
و كانت هي بنت الثلاثين ...
فرحت ...قبلت دون تردد ...حلمت بأن تكون طفلته المدللة ...مجابة الطلبات ...يطوف بها العالم ...يهديها الورود الحمراء ...و يسمعها عذب الكلام ...
يخاف عليها من نسمة الصباح ...
منذ اليوم الأول ...مباشرة بعد عقد القران ...كان عليها أن تكون بكماء فقد منعها حق الكلام ...
و خرساء أمام ما تسمعه من غزل في مكالماته للأخريات ....و عمياء لأنها أضحت حبيسة الجدران...
لم تعد ترى من العالم الا تلك الجدران ...
صارت أحلامها سرابا ...استفاقت من سرحانها على صوت بكاء ابنتها
التي تمنت لو أنها لم تأت يوما...
محبتكم في الله
*أم ان شاء الله * @am_an_shaaa_allh
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
*أم ان شاء الله *
•
اب
الصفحة الأخيرة