قصـــه ... ودمعــه..(مشاركه فى مسابقه الكاتبة الاجتماعيه)

الأسرة والمجتمع


هذه الدنيا عجائب لاتنقضي ..
كأي أم .. تملك قلبآ ينبض حبآ وعطاءآ لفلذاتها ..
لاتكاد تسعني الدنيا من الفرح
لاحتضان فلذاتي
ابنائي ... كبدي تشتعل جمرآ في بعدكم عني
وتبرد .. حينما اراكم تحضون بحناني
بداخلي عواصف لاتهدأ ... إلا برؤية ثمرة فؤادي ..
وإن لجأت الى الكبت والكتمان ..
تظل تعصف .. وتنادي ..
متى أهنأ بكم ... يابلسم جروحي .. ((اولادي ))
_ لااراني الله فيكم مكروه _
فقد زاد تعلقي بكم لكثرة تفكيري في امركم وقلقي المتزايد عليكم
فقد اخذكم أباكم مني – سامحه الله- حينها كنتما لاتزالان رضيعين
ابني الكبير عمره سنه وستة اشهر
والاصغر منه سبعة اشهر فقط
قد لاتعلمون السبب في بعدكم عني ولكن ستخبركم الايام عن تلك الحكايه التي عاصرتها مع اباكم
فقد تزوجني بعد انهائي للمرحلة الثانويه وكان عمره 24 سنه
كان خلوقآ لايرفض لي طلب – رغم شبابه وتهوره- ويتميز بالعاطفه الجياشه التي تجبر من حوله ليتعلقون به ويتقربون منه ..
فهو شاب بكامل حيويته وشبابه يرفل في ثوب الصحه والقوه
وكنت اجهل الكثير من شؤون المنزل وكان السبب اهتمامي منذ نعومه اظفاري بالدراسه لاغير ..
فقد عشت طفولتي عند اهلي في جو مدرسي بحت ...
ولم يخطر ببالي ان التفت الى الشؤون الاخرى ..
وكان اهلي – حماهم الله – يحافظون على تحصيلي الدراسي ولايجبروني بالقيام بشيء من مسؤوليه الاسره والمنزل ..
ربما لم افتح لهم المجال .. لانهماكي في امور الدراسه والجد في التحصيل
علمآ اننا لم نعرف الخادمه في حياتنا الا في اضيق الحدود
فأمي ربه بيت من الطراز الاول
لذلك لاتحب احد يقوم بشيء من دورها لانها ترى اننا نخرب لانصلح ..-فيما اذا حاولنا القيام بأمور المنزل-
ومرت الايام بنا سريعآ ولم يخطر ببالي انه سيتقدم لخطبتي شاب كأبيكم لااعرفه .. واجهل عالمه واهله
بل كنت يائسه من الزواج رغم صغر سني..
كنت محبطه كثيرآ لكثره سماعي عن قلة الرجال وكثرة الاناث .. وان الندره القليله من الرجال لاتفكر بالزواج ..
كنت انظر بهذا المفهوم القااااصر لقلة ادراكي .. وعدم اختلاطي بالمجتمع الكبير .. واقتصاري على مجتمعي الدارسي القصير
ولم نكن نملك اقارب .. فكل قرابتنا محصوره على عمتي الوحيده واخوالي الاربعه فقطـ
مع انعزال الجميع عنا في عصر العولمه ولانراهم الا في المناسبات النادره ..
بعد تخرجي من الثانويه مباشره .. كانت مناسبة زفافي
ولم اكن احمل معي مؤهلات في مسؤوليه زوج .. وبيت .. وأسره .... ووو
ووالله .. كانت تخفى علي كثيرآ من الامور الزوجيه .. فالدنيا لم تكن منفتحه عليَ
وعالمي الدراسي المحدود لايسمح لي بالتعرف على شيء منها ...
بمعنى ... اني دخلت العش الذهبي وانا على ( الفطره ) ..!
ومع الايام... وفي خضم تلك الظروف... بدأت آفاقي تتسع
ولله الحمد فقد وفقت لامور كثيره في زواجي السعيد ..
فقد كان زوجي مدخِن وبعد توفيق الله والحاحي الشديد على تركه .. لم تأتِ سنه كامله من زواجنا الا وتركه
وشيئآ فشيئآ .. أرخى اللحى .. وشيئآ فشيئآ قصَر من ثوبه المسدول ..
فقد كنت ولازلت .. أحب المتمسكين بالسُنَه البعيدين عن اشكال التغريب
وهذه من (فطرتي) التي كنت احملها الى بيت الزوجيه ..
ولله الحمد .. لم اعرف احدآ من اهلي ولاقرابتي _ على ندرتهم _ مدخنآ او شيء من ذلك..
فمن صغري ارى ابي ولحيته الجميله وثوبه القصير الذي يرتفع عن الاوساخ ..
وفي حياتي الجديده استنكرت منظر رجل بلا لحيه .. وثوب يخُطُ في الارض !!!!
ورائحة دخان قذره ..!
فكنت أتألـم كثيرآ حينما اراه يمشي امامي بتلك الصوره المستهجنه علي..!
بل احيانآ كثيره أبكي ولااتمالك دموعي المنهمره...
حتى عرف ذلك الزوج ان ذلك امرآ فطريآ في قلبي ..
وبدأ يهجر الدخان ويتقرب من السُنه .. بفضل الله
ولشدة تعلقي بالسنه واهلها اصبح قلبه معلقآ مثلي في سنه رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم تسليمآ كثييييرآ

************************************************

درست اول سنه في الجامعه وكانت مختلفه عن بقيه المراحل .. والذي زاد من اختلافها اني اصبحت ذات زوج..
فكثيرآ من الطالبات غير مرتبطات بأزواج ..
فكنت ادرك هذه النعمه ( بالفطره)
وما أن ينتهي ذلك الدوام الا و اكاد اطير فرحآ وشوقآ الى بيت الزوجيه الدافيء والسكن .. والانيس .. ذلك الزوج المحب
فقد اشتقت اليه كثيرآ ...و أشعر انه ينتظرني
الج الى بيتي الدافيء وقلبي يخفق فرحآ حينما افتح الباب لاجده مبتسمآ يستقبلني بكلمات تنبض حبآ وشوقآ وحنانآ...
كانت سنه اول جامعه اروع سنوات حياتي ..
والسبب ذلك المشهد الجميل الذي يتكرر كل يوم..
ثم اقترب موعد سفر زوجي حيث انتهت اجازته الزوجيه وسيغادر الى المدينه التي يعمل فيها موظفآ
حزنت كثيرآ لسفره وحزن – هو – ايضآ وبكينا سويآ لاننا لم نعتاد ان نفترق فجأه
فلنا 3 أشهر زواج, وتظلم الدنيا في وجهي ... لسفر ذلك الانيس الذي افتقدت ابتسامته وعاطفته الجياشه ..
وكلامه الذي ينسيني عناء الدراسه...
وتأثرت كثيرآ .. واصابني الاعياء والمرض ..
والله لاابالغ فقد اُدخلت المستشفى .. وتم اعطائي المُغذِي والمهدئات .. وهيهات لها هيهات ان تخفف عني مصابي
او يهدأ لي بال ونصفي الاخر بعيدآ عني..
فالله المستعان ..
كان ذلك الزوج المُحب يهاتفني كثيرآ على جوالي .. ويطيل مكالماته لساعات حتى لايشعرني بالحزن لبُعده
ويرسل لي من أشجانه الجميله .. فأقرأها .. وأتغنى بها في نفسي .. وأحفظها ولاأملها
فهي تستعيد كياني من جديد
وماأن يكمل اسبوعين من سفره حتى يفاجأني بأنه سيأتي طيران
وقد أخذ إجازه ( بالواسطه) مدتها اسبوع واحد ..
لاتكاد تسعني الدنيا من الفرح لمقدمه ولقياه ..
وكان ذلك الاسبوع مفعم بالسعاده الغامره
الى ان سافر وعاد الحزن والبكاء والفقد من جديد ..

طويل الشوق يبقى في إغتراب
ومن يأمنك يادنيا الدواهي
تدوسين المصاحب في التراب
وأعجب من مريدك وهو يدري
بأنك في الورى أم العُجاب
ولو أن لي معنى جميلآ
لبعت المكث فيها بالذهاب

سبحان الله .. لاتصفو الدنيا لأحد
( وانه هو أضحك وأبكى )

طُبِعت على كدرٍ .. وانت تريدها صفوآ من الاقدار والاكدار
دارٌ متى مااضحكت يومآ أبكت غدآ .. قبحآ لها من دارِ

الى ان صارحني انه لم يعد يتحمل بعده عني ..
قائلآ :
اريدك تكملين دراستك في المدينه التي اعمل فيها
قلت : مهلآ .. فقد اقتربت اجازتنا الدراسيه
سأذهب معك في الاجازات
ودعني اكمل السنتان حتى اذهب معك متخرجةً .. لنستقر مرةً واحده ..
( علمآ انه لم يكن في مقر مدينته جامعه بل كانت تبعد مسافات بعيده عنها ..)
قال : لك ماتشائين ..المهم لانريد ان نبتعد كثيرآ فقد اتعبتني الاسفار واذهبت مالي وراحتي
وتهمني سعادتك وسأقف الى جانبك لأُساعدك فيما تريدين ..
ثم رُزقنا طفلآ جميلآ ..واصبحت اضع طفلي حين دوامي للجامعه عند اهلي واحيانآ يكون مولودي عند اهل زوجي
وفي تلك الاثناء تم نقل زوجي الى المنطقه التي ادرس بها نقلآ مؤقتآ لمدة سنه
شعرنا بالاستقرار نوعآ ما
وماان أكمل ابني الاربعة اشهر حتى حملت بأخاه الذي تفاجأت بحمله فقد كنت مستبعده ان يحصل حمل تلك الفتره ..
لقد كانت اصعب فتره مررت بها.. و لم يدم ذلك الاستقرار ..
فأهله – سامحهم الله – كانوا يحرضونه على اجباري ترك الدراسه والجلوس في بيتي بحجة اشفاقهم على المولود الذي لم يهنأ بحناني محاولين نقض الاتفاقيات بيني وبين زوجي ...
كان غالبية اهله واقاربه يؤثرون على علاقته معي سلبآ ويفعلون الافاعيل من ورائي ويعقدون المؤامرات التي لايعلم بها الا الله
وأنا غاااافله كل الغفله عنهم فقد كنت منخدعه ببريق تصنعهم امامي
وقد اشغلتني الدراسه عن التفرغ لهم
بل كان يلوح لي بين ذلك التصنع الزائف اسارير العداء بين الفينه والاخرى
قلبي واحساسي كانا يخبراني بعدائهم وغيرتهم الشديده لما يرون من ملامح السعاده التي كانت تبدو لي مع ابنهم .. لكني كنت اعتبر ماأرى من وساوس ابليس وسريعآ اطرد فلول الهواجيس ..
كانوا يزوروني في بيتي وينتقدون من ورائي كل شيء ..
وظل ذلك الحقد يحركهم وينتقدون من ورائي مالاينتقد عليه أصلآ
كان شريك حياتي مرتاحآ معي .. لكن بدا التأثير عليه من قِبل السفهاء من شرذمة الزملاء
إضافةً الى الضغوط التي يلاقيها من أهله وأقاربه
ويعيرونه بضعف الشخصيه ..!
هداك الله يازوجي ليتك ماسمعت لتحريضهم فقد كنت سمَاعآ لتحريضهم
مما أدى ذلك التدخل المباشر في حياتنا وتلك المؤامرات والتدابير
الى امر ... لم اكن اتوقعه ..!!.. ولا ... زوجي ....يتوقعه !!!...
إنه .... الطلاق ... بعد ذلك الحب والوفاق..... والعطاء .. والأمن والرخــاء ..
والكلمات العاطفيه .... والدموع الوفيه .... والحزن للسفر ...والشوق .. كالمطر ...والفقد ... والسهر ... ومرضي لسفره .... وشوقه لي .... و,, و,,, و... ......
بعد كل هذا ... كان ....!!
بكل سهولة هان عليك كل ذلك ..!!!!!

إنما الدنيا وإن سرت قليلُ من قليلُ
وآآآهٍ من جرح بداخلي يسيلُ ..

نعم .. الطلاق ... قنبله نوويه ...غير متوقعه ... دمرت كل شيء في حياتي ...
اذا كانت الدراسه سبب فراقي ...- بالرغم من انفاقنا المسبق – تبآ لك ايتها الدراسه ..!
اذا كان اهله سبب فراقي ..._ بالرغم من محبته لي وتعلقه بي _ تبآ لكم ايها الاهل ..!
اذا كانت الدنيا ومكرها سبب فراقي ...- بالرغم من التضحيات – تبآ لكِ ايتها الفانيه ...!
لسان حالي : مامضى فات والمؤمل غيبُ ولك الساعة التي انت فيها ..
أما الان .. فلا أمان لي على هذه الدنيا وحبها الزائف ..
لسان حالي:
مامضى فات والمؤمل غيبٌ ولكَ الساعه التي أنت فيها ..
رزقت من زوجي ..عفوآ ( طليقي ) طفل .. والآخر جنين في بطني ..
كانا هما الضحيه .. نعم ضحيه الطلاق والشتات
لاادري ماذنبهم ؟!!
استغرب الناس وضجت دنياي من حولي على هذه الفاجعه المفاجئه ..
واستنكر الجميع هذا الحدث المؤلم!!
لانهم يعلمون أن ذلك الزوجان كانا سعيدين مع بعضهما ويبدو على حياتهما الوفاق
وبدأ الفريقان .. المحرضون والمصلحون ... كل في ميدانه
وتخل اهل الخير والاصلاح في عودة الزوجان للضروره .. وهم الابناء
فرفض الزوج الموالي تمامآ لأهله
لانه اراد الطلاق بلاعوده
ولشدة اصرار اهل الخير والمصلحون – جزاهم الله عنا خير الجزاء –
عاد الزوج .. كأنه مُجبر ..
وياليته ماعاد ..
عاد بصوره لم تالفها منه تلك المكلومه التي فرحت لعودته أشد فرحآ من أي مناسبة أخرى ..
كان ذلك اليوم عيدآ بالنسبه لها
وكانت في آخر سنه في الجامعه..
في خضم تلك التغيرات ... خيرها بين خيارين لاثالث لهما
فإما ان تهدم مابنته من جهد متواصل في مراحلها الدراسيه وتترك الدراسه فورآ لتسافر معه
وإما ان تكمل مشوار حياتها الدراسي ومن ثم هو يطلق سراحها .. ويستبدل غيرها..
فورآ دون ادنى تردد رضخت لأمره وتركتها وقدمت مابوسعها من تضحيات ..
وسافرت حيث مقر عمله ولسان حالها :
( فلذاتي أغلى وأهم من أي شيء عندي ,وعلى الله العوض في كل ماعانيته في دراستي من مشقه وعناااء وتكاليف ) .. بالرغم من طموحاتها التي تعانق السماء .. ومواهبها التي ارادت تسخيرها للخير وفي نفع زوجها وابنائها والاخرين
كان ذلك الزوج يشجعها على العلم في بداية حياتهما لكن لاتعلم مالذي ( قلب ظهر المجن ) ؟!! في آخر مرحلة لها..!
تركتها بلا اسف .. لحياتها الاهم وصغارها الاولى من أي شيء آخر ..
ورويدى رويدآ كشفت الايام ماكان مخبئآ لها من زوجها
بعد عودته لم يكن ذلك الرجل الذي عرفته في بداية حياتها
عاد بنفسية سيئه .. أصبح فضآ غليظ القلب .!!
يعاملها بعنف وقسوه ..تغير عليها تمامآ ..
سبحان الله اين ذلك الرجل الذي كانت تتوقع انه نادر في زمانه بتعامله السمح ونفسه الرضيه وقلبه المعطاء ؟؟!!
( قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الحمن يقلبهما كيف يشاء ) ..
يارب أرجوك الثبات ..
كانت تتفائل انه سيعود تدريجيآ كما كان في ماضيه الجميل لكن خاب املها فيه ..!
لم تمر سوى ثلاثة أشهر من رجعتها له قاست في أواخرها أسوا المعاملات من الهجر والتعنيف والجفاء والاعراض ..
حتى انه يمر ايام ولم تسمع له صوتآ –الا اذا رن جواله- ليكلم رفقته الخائبه ويبسط وجهه لهم ..
صارت سيماه معها عبوسآ قمطريرآ ..!
الى ان جاء ذلك اليوم الذي لم تخطر احداثه المريره ببالها ..
فقد أخبرها فجأه وبدون مقدمات بلهجة الناكر للجميل الغير معترف بالتضحيات أن جهزي متاعك سنسافر فقد انتهى نصيبنا ..!!!!!!!!!
لم تدرك تلك المكلومه ماقاله فقد فجعها وعاد يوضح ماقاله ..
ليس لكش في قلبي مكان وحينما ارجعتك كنت مجبرآ ..
أترضين لنفسك ان تعيشي معي وأنا لااحمل لكِ في قلبي شيئآ من الحب ؟!
إن رضيتيه لنفسك فانا لاارضاه لنفسي ولااستطيع مواصله حياتي بهذه الطريقه ..
تعوذ بالله من الشيطان .....!!
مالذي تقول ؟!!
قال : هو ماسمعتي ....
فقد طابت نفسي من الزواج ومسؤولياته تمامآ ... ولو كنت اعلم بهذا العناء لفررت الى أقرب صحراء وهمت على وجهي ...!
ولن اتزوج كرهت الزواج ...
قالت : غحمد الله أي عناء واطفالنا اسوياء غير معاقين !!
وان كنت تقصد سوء المعيشه فسيرزقنا الله من سعته ..
عشنا سويآ اربع سنوات ولازلنا في بداية الحياه ورزقنا طفلين وتفرط فيهما بكل بساطه ؟!!
ثم هذه حال الدنيا الفانيه لابد من الصبر (لقد خلقنا الانسان في كبد)
(إنك كادح الى ربك كدحآ فملاقيه )
لاتعجل بابغض الحلال الى الله ..
يارجل استخير الله .. ان كان هان عليك امري فكِر في امر الطفلين ( الضحيه)
فليس لهم ذنب .. اترضى ان يعيشوا حياة الشتات ..
وكما قال عمر ( وهل بنيت البيوت الا على الحب ) ؟!
ليست كل البيوت تبنى على الحب ...
إصبر حتى يكبر طفلانا .. ثم يحكم الله بيننا
من اجلهم اجعل حياتنا تستمر .. وأخذت تلك المكلومه تستجديه لعل الله ينزل على قلبه الرحمه
وتنظر الى ذلك الرجل .. وقد امتلأت عيناه بالدموع واحمرت من فرط المصيبه ..
ثم اجاب : لاتكثري الحديث معي فقد نويت بالطلاق مسبقآ وانتي لاتعلمين وانتهى امرنا ..!!
اعطيك ساعتان تجهزي فيها متاعك ومتاع أبنائك الذين سيعيشون معي .. وسامحيني ..!
تجرعت المسكينه دموعها وكبدها حرى .. لترى فلذاتها ..الرضيع الذي يحبو تجاهها ..
والطفل الذي يناولها العابه يريدها تشاركه اللعب ..!
فتنفجر دموعها لهذا المشهد المؤلم الذي تلين له اقسى القلوب وأعتى النفوس ؟؟
واول ماتذكرته ( إنا لله وإنا اليه راجعون , اللهم أجرني في مصيبتي وأجرني خيرآ منها )

ومالدهر الا هكذا فأصبر له ... رزية مال أو فراق الاحبه
اللهم اني اعوذ بك من قهر الرجال ..
اللهم الهمنا رشدنا واكتب اجرنا
والذي لااله غيره يصعب على النفس تحمل هذا الموقف المرير
تشعر ان وعيها سيغيب عنها ..
لااله الا الله ان ضاقت الكربات
لااله الاالله ان اشتدت الازمات
لااله الا الله ارزقنا نطقها في الحياة وبعد الممات
وماهي الاساعات معدودات ... ويتشتت ذلك الشمل .. وتلك الاسره الصغيره..
ماأقساها من لحظات حينما تقف المكلومه على عتبة باب منزلها لتودعه بنظرات الوداع الاخير
لطالما ضجت اركان ذلك البيت بضحكات الاطفال تداعبهم وتلاعبهم وتمازحهم ..
أصبح ذلك ماضيآ لن تنساه ..
والافضع من كل ذلك حينما تنظر الى فلذاتها وهم لايعلمون انها اللحظات الاخيره للاسره الصغيره ..
ثم تضمهم امهم وتقبلهم ... وتشمهم .. وتبكي بحراره
ودموع تجري بغزاره ...لاتكاد ترى الدنيا لشدة وقع المصيبه..
لااراكم الله هذا الموقف
ليعيش الاطفال بعد ذلك عند اباهم .. كما ارادهم
وتعيش المكلومه على الاسى وحيده مع اهلها الذين اصبحوا لايطيقون رؤية ذلك الاطفال
فمن شدة كرههم لاباهم الذي جرح ابنتهم اصبحوا يكرهون مالاذنب لهم في القضية اصلآ !!!
لتتحمل تلك المكلومه المصيبتين .. مصيبة الطلاق ..ومصيبة فقد فلذات الاكباد ..

من لم يصطبر صبر الكرام سلى سلو البهائم ..
إنما انت إن لم تسلوا اصطبارآ وحسبةً ..
سلوت على الايام مثل البهائم ..!

وقد – والله – هوَن الموت كل مصيبة ... المهم أن اراهم بخير وعلى خير ..
اللهم اربط على قلبي
اللهم ارزقني الصبر
يارب لاتريني فيهم مكروه
لااملك لهم سوى الدعاء بأن يحفظهم المولى من كل شر
ويصرف عنهم كل ذي شر
ويهديهم ويصلحهم وينبتهم نباتآ حسنآ ويرزقني برهم
ويصرف عنهم رفقة السوء
ويجمعني بهم في الدنيا وفي جنان النعيم ..
ياحي ياقيوم ارزقني قرة عين لاتنقطع



اشعر مع مرور سنوات من طلاقي أن ابنائي حفظهم الله أصبحوا شبه ايتام ..
ليس اباهم ميتآ فنترحم عليه ويشفق الاهل على الصغار ..
ولم يكن ليجمع الشمل في بيت واحد ..

من كل شيء اذا ضيعته عوضُ
ومامن الله ان ضيعت من عوض..

ففي لحظه.. صار الابناء يعيشون بعيدآ عن حنان الام ..
وتعيش تلك الام بعيدآ عن فلذات كبدها ... قطعة كبدها ... ثمرة فؤادها..
لاتراهم الا بين فتره واخرى ..
ولااعلم سبب مقنع يجعل اهلي يكرهون فلذاتي !!
الهذه الدرجه يمتد الحقد والكراهيه ليصل الى اطفال ابرياء لاذنب لهم ؟؟
ام هي العادات والتقاليد التي تصنع مجتمعآ نحتار في وصفه ؟!!
هذه صرخة الم من ام مكلومه فارقت فلذات كبدها بسبب الطلاق الذي لطالما قدمت التضحيات لتتحاشاه ..
وصمدت امام الاعاصير لتلافي ابغض الحلال الى الله ..
ولكن لامناص من القضاء والقدر ..
احمدالله على هذا البلاء على امل الفرج ..
أعيد لنفسي ثباتها واتزانها واحاكيها :
( لن تطيقين ان تمنعي نزول الشدائد ولكن ينبغي ان تهيئين لها في نفسك منزلآ )
فلله الحكمه البالغه من قبل ومن بعد .. ولعلها منه رحمه..
وليت البؤس يقف عند هذا بل للأسف أصبح أهل تلك المكلومه يسومونها التجريح اللاذع الذي لاتخفى كيفيته عنكم .. يعيرونها بالقدر الذي كتبه الله لها .. رغم انها لم تطلبه وقدمت مابوسعها لتتصدى ذلك ..
لكن مشيئة الله نافذه ولامعقب لحكمه ..
ولازال الاهل يخطئونها على لاشيء !!
ويظل مجتمعنا نتاج لثقافه معينه ..
ويظل الضعفاء هم البؤساء ..

وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند ..
بلاء داخل البيت .. وبلاء خارجه .. فالانظار اليها شزرآ .. ويشار اليها بالبنان !
والله اشعروني كأني ارتكبت جريمه شنعاء لاتغتفر !!!
ماكأننا في مجتمع اسلامي يؤمن بالقضاء والقدر !!!!

أف للدنيا ليست لي بدار
إنما الراحه في دار القرار

سبحان الله .. حينما كنت متزوجه كان الجميع يكن لي ذلك الاحترام و..المحبه و..وو
اما الان فالله المستعان اين ذلك التقدير اين ذلك كلــه ؟!
ووالله ان اكبر مااعانيه الان " فقد فلذاتي " فتجاهل الفطره اصعب من أي شيء آخر
لااملك الا ان استجمع قواي " لاتناسى ماحصل " والا فالنسيان مستحيل ..!
فلطالما حلمت انهم يعيشون في كنفي .. وأراهم وهم يكبرون امام ناظري ..
وأستمتع بطفولتهم .. أشبع نهمي منهم ..

ماكل مايتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لاتشتهي السفن ..

أحيانى ينظر الى بعض المحسنون نظرة (شفقه) لياتوا بهم يناموا عندي ليله ...
أقبلهم .. وأقبلهم ...وأرى فيهم امنياتي ..
ففي السماء اقمار وفي الارض اثمار ..
وأنتم أقماري .. وأثماري ..
ثم أضمهم لذلك الحنان الذي افتقدوه ... فيناموا في كنفي .. وأراهم في سباتهم ..
واتاملهم .. وابكي بحرقه .. ثم أبكي ....وأبكـــي ..
ولدي أُطالع في جبينك لوعتي
وارى بوجهك شقوتي وعنائي...

لاأمان لك ايتها الدنيا الدنيه !!
( أحبب من شئت فغنك مفارقه )
ياحي ياقيوم لاتريني فيهم مكروه واجعل يومي قبل يومهم


ثم أتفاجأ بأمي – هداها الله –لأراها تقيم الدنيا ولاتقعدها فقد اغضبها حينما رأتهم وعلمت انهم سينامون عندي!!
هي تشفق على حالي لكنها تظل متمسكه بالعادات والتقاليد التي لاتسمح لها بحضانة ابنتها لابناء طليقها !!!
وتظل تلك المكلومه بين نارين تتمنى ان تحظى بقرب فلذاتها ..
ولاترضى بغضب امها عليها ...
فهي تعلم ان الله مطلع عليها ويرى مداراتها لامها في ثمره قلبها
وترجوا منه ان يجازيها عن ذلك في بر فلذاتها بها ..
وتظل تصبر نفسها على بعدهـــم ...
وحينما يغادروني تظلم الدنيا بوجهي ..
أتامل آثارهم في كل الاوقات ... وفي ليالي السُهاد .. وماأكثرها .!
أرى آثارهم فأذوب شوقآ
وأسكب في مواطئهم دموعي ..
ومن عجبُ أني أحنُ اليهم ..
ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي ..
فأسأل عنهم من لقيت وهم معي ..
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ..

إذا طال بيني وبينهم فوارق الزمان والمكان يحدو بي الشوق
لاتامل صورهم بجهازي منذ الطفوله المبكره .. فأعيش الحدث صورةً بصوره ..
وأتذكر حينما كنت أغرق في حبهم .. كنت اضمهم واقبلهم وارقصهم منشدةً هذه الابيات :
ياحبذا ريح الولد
ريح الخزامى البلد
اهكذا كل ولد
ام لم يلد غيري احد ..

فاللهم منك الفرج اللهم عاملني بغحسانك ولاتعاملني بإبتلائك
أصعب ماتمر به تلك المكلومه ايام الاعياد والمناسبات ..
فهي تتمنى ان لايمر عليها عيد وهي مازالت على تلك المصيبه..
ووالله لايمر عيد الا ويجدد تلك الاحزان...لطالما تمنت ان تفرح في ظل ابنائها كأي ام في الدنيا ...
فتظل تواسي نفسها بالتصبر .. وتذكر ماعند الله..
وتارةً بأبيات من الشعر لتنفس عما يعتلج في صدرها من هموم وآهات...
فحينما أطلت نفحات شهر رمضان .. كم تمنت ان يكونوا في كنفها ..
فأجهشت بالبكاء لما تعانيه في بعدهم ..
وجادت قريحتها الشعريه ببعض الابيات لعلها تنفس فيها عما تجد...

أقبلت ياموسم الغفران
ياأغلى الشهور رمضان
كم افرحت من انسان
وايقظت همومي والاشجان
لولا التقى والايمان
لكان لي بحالي شأن
اليك التجأت يارحمان
ان لاتكتب لي الحرمان
من اعز الاحباب والخلان
اولادي اغلى من بالوجدان
تفكيري بكم دائمى يقظان
نهشتني الغموم والاحزان
حالي من بعدكم في نقصان
سعادتي طارت في عالم النسيان
ياكريم ..اجعل سلوتي القرآن
وأجمعني بهم في اعلى الجنان
ولاتحرمني منهم في كل الازمان



الى أن جاء العيد بعد ذلك فأصبحت لاتملك دموعها حتى امام اهلها ..
وسطرت في لحظات الالم هذه الخلجات :
عيد ... بأي شيء جئت ياعيد ؟!!
بفراق فلذاتي ام بالتشريد !!
دموع الاسى ليس لها تحديد ..
دعائي لهم هو البريــد .....
ومرت شهور وجاء العيد مره اخرى .. لتعبر فيه عما لايعلمه الا الله
من الآم ..
ياليت ...مابالدنيا ولاعيد ..!
حتى ماتتجدد احزاني وتزيد ..
الدنيا تتغير ويذوب الجليد..
وبعض الناس قلوبها حديد !!

في واقعها المرير تلتفت يمنةً ويسره لعلها تجد أخآ شقيقآ مخلصآ يشعر بمعاناتها
أو .. أحدآ ما يواسيها جراحها التي لم تلتئم ..
لكن على الله الفرج ..
فالايام مليئه بالاحداث
والدنيا دواره..
والمؤمن مبتلى ..
أرجوك الهي الثبات حتى الممات ..
والى الله المشتكى ..
تجاهل الفطره لايزيل الالم بل يخفيه ويكبته.....
يريد المرء يعطى مناه
ويأبى الله الا مااراد
يقول المرء ابنائي ومالي
وتقوى الله افضل مااستفاد

حينما يراودني القلق في بعدهم اتوكل على الله ثم اتذكر قول ربنا
(فالله خير حافظآ وهو ارحم الراحمين )
وأخيرآ ..
صدق الشافعي في كلماته التي تكتب بماء الذهب :
توكلت في رزقي على الله خالقي
وايقنت ان الله لاشك رازقي
ومايكن في رزق ليس يفوتني
ولوكان في قاع البحار الغوامق
سيأتي به العظيم بفضله
ولو لم يكن منه اللسان بناطقِ
ففي أي شيء تذهب النفس حسرةً
وقد قسم الرحمن رزق الخلائق ...



إنما اسعى من خلال الكتابه الى تفريغ شيئآ مما قاسيت وماأقاسي ..
أسلي نفسي ..
لعلي اجد مايخفف عني من نار تضطرم بين اضلعي...
وأحاول توظيف مشاعري الى واقع عملي على الارض..
بالدعاء لهم..
محاولات يسيره الى تعليمهم القيم والاداب
ثم علمت ان الدنيا خداعات زائفه .. وأن الثمن الدار الاخره
وكما قال الحسن البصري رحمه الله :
( ادركت اقوامآ كانت الدنيا اهون عليهم من التراب الذي يمشون عليه)
والحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه...
رحم الله كل من دعا أو خفَف...
واجزل له عظيم ثوابه ..

هذه الواقعه تتكرر كل يوم فمتى نجد المجتمع الذي يحتوي هذه المشاكل
ويتعامل مع المواقف بنضج وتفهم بعيدآ عن تشرُب العادات الازليه التي هي امتداد لجاهليه عمياء..
62
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شجرة*الدر
شجرة*الدر
قصه مؤثرة
ابدعتى فى تفاصيلها
كثير من المشاكل الزوجيه يمكن الا تصل الى الطلاق لكن لم يتبع الزوج الحلول المثاليه لحل المشكله(من الهجران والضرب غير المبرح وارسال حكم من اهله واهلها)

جاهليه وعادات ما انزل الله بها من سلطان هى سبب بعض مشاكلنا الاجتماعيه
لانعرف من الدين الا الصلاة فقط
اين بقاء المطلقه طلاقا رجعيا من فى منزل الزوجيه
اين حق الحضانه
اين واين قصص تدمى القلوب وتحاكى واقع
ليس لها منقذ الا التطبيق الصحيح لتعاليم الاسلام
عائشة المشرقة
قصة مؤثرة و مبكية حتئ

اجر الرحمن صاحبتها و عوضها خيرا
ابدعتي غاليتي
غيداء السعيد
غيداء السعيد
حياك الله أختي الغاليه ومشرفتي العزيزه / مــي

مانراه اليوم من واقع يغص بالمشاكل وينتهي الى طريق مسدود .. ماكان لهم ان ينتهوا اليه الا في اضيق الحدود
سببه الاوحد الجهل بأحكام الدين واتباع العوائد التي انبرى لصياغتها أُناس امتلأ رأسهم بالجهل
والسبب الاخر استعجال الزوج الذي بيده القرار الى قرار الطلاق وتجاوزه لكل الحلول التدريجيه
وبالنسبه لبقاء المطلقه فيما اذا كان زوجها مستقر ويملك بيت ..
اما ان كان فقره وحالته الماديه لاتسمح فهنا مسأله أخرى ..
وحق الحضانه حذفته الجاهليه الخرساء التي لاترى الا وأد المرأه ووأد كل حقوقها
صدقتي يامي .. والله انهم لايعرفون من الدين الا الصلاه
والغريب انها لم تنهاهم عن المنكر ..!
رحمااااك ربي

مرورك كالماء الزلال على القلوب العطاش
جزيتي من الله خير الجزاء واعظمه
تحيه وتجله ,,
غيداء السعيد
غيداء السعيد
أختنا .. عائشه المشرقه
آمين .. آمين
وجزيتي خير الجزاء واوفره على دعواتك الطيبه
ولم يكن للابداع صوله الا بتواجدكم
ود,,
ام العيون الخضر
اقسم بأن الدمع فاااض,,,,,وعلى الخد سال
اقسم بان حروفك في الصميم,,,,,ومعاناتك لها رنين
اقسم بان الزوج خسران ,,,,,,على خسارت هذي الاشكال
اقسم بان حروفك قد غرست,,,,,غصنا ملئ بالاشواك......
اختي.....
حبيبتي.....
غاليتي.....
صديقتي.....
مااقواك...وما اشجعك....مااصبرك....ومااحزنك....
نقشت حرفك بدمك.....وراجعت ذكرياتك بلهيبك....
الدنيا لن تقف....ولم تقف....
فربما دارت مره اخرى فاتعست من اتعسك وصار السعد لك....
فربما ياتي يوم تكون الدموع ذكرى...والاهات منسى....
انت خير امك.....
انت فخر وعز.....
احفضي هذي الكلمات.....سياتي يوم...
يحتاجو فلذاتك اجابه....
فقدميها لهم كبرهان على الخيانه.....
خيانة زوج باع بكل سهوله ...وحقد فيها غيره من اقرب قريب بالصله.....
اسال الله ان يكتب السعاده لك.....
وان يجعل حياتك هناء وراحه......
اسال الله ان يحفظ ابناءك.....ويرجعهم لك كما ارجع يوسف لاابيه.....
اسال الله لكي العوض والسعد والفرح.....
اسال الله ان تتحول هذي الحروف الى رموز للحب والسرور.....
تقبلي مرور ....
محبتكم على الوم.......
ام العيون الخضر