قصة ابكتني عند قرائتها
قصة تستحق القرآءة
حتى نهايتها
زميل وشخص عزيز طلب مني نطلع مكه ... واخبرني انه ناوي يؤدى
عمره عن أبوه الله يرحمه .. قلت خير .. حتى أنا باعتمر عن أبوي ..
نخليها يوم الجمعة ونصلي الجمعة هناك إن شاء الله
رحنا .. سوينا عمرتنا وإلي علينا بالخير .. وحنا راجعين إلا وصاحبي يهدي السرعة ... سألته
خير
قال بدخل رابغ ( وهي قرية على الخط)
سألته ليش ... ويش عندنا في رابغ
قال .. بتشوف بعينك
دخلنا البلد وانا مستعجب .. إلا وصاحبنا وقف جنب سوبرماركت وقال ...
انزل شيل معي لو تبغى الأجر
قلت اشيل ولا يهمك .. بس لمين
قال اسرة هنا .. ابوي الله يرحمه كان يتولاها دائما ..
وما حبيت ان الخير ينقطع بوفاة الوالد ..
وماني رايح اقطع صدقات ابوي ولو انه مات ..
فأنا ومالي ملك أبي
قلت الله يجزاك كل خير .. وين الناس التي تبر أبوها كذا بعد الممات ..
البعض الله المستعان يقاطع حتى أعمامه بعد وفاة أبوه ...
وانت ما شاء الله عليك ...
حتى سعي أبوك على هذه الأرملة ما وقفته
رحنا ودقينا على البيت ... خرجت امرأة عجوز ..
سلم عليها صاحبنا وسلموا عليه الأطفال ..
( واضح انهم يعرفوه زين وانهم متعودين على جيته دايما ) ..
وبعدين نزلنا الأغراض في الحوش ... وأعطاها مبلغ من المال ..
وجلست تدعي له ولأبوه بالرحمة
موقف جدا رائع .. يهز القلب بحق
مشينا .. كملنا الطريق ...
إلا وقبل مستورة ( وهي قرية أخرى تقع على الخط ) بحوالي عشرة كيلو ..
إلا وفيه ونيت غمارتين متوقف على جنب ..
وفيه رجال شايب كبير في السن يأشر .. وأهله داخل السيارة
هدينا السرعة ووقفنا
خير يا عم
قال ابد .. الكفر مبنشر
ظنيننا انه طالما كبير في السن ما يقدر يغير الكفر ..
خاصة إن اكبر عياله عمره حوالي 11 سنه
قلنا طيب ... هات الكفر الأحتياطي نغيره لك
قال ... حتى الإحتياطي مبنشر .. والعدة الي ترفع السيارة كمان خربانه ...
مدري ويش فيها
مشكلة بمعنى الكلمة .. خاصة انهم منقطعين في الخط ..
واسرة فيها نساء واطفال ... ويمكن حتى ماء ما معاهم
هذا الموقف لأي مسلم ... هو كنز من الحسنات ..
لأنه من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ... كيف عاد اسرة كاملة في كربة !!!
أخذنا الكفر ... وقلنا له بنروح نصلحه في قرية مستورة ..
وخاصة ان بيننا حوالي عشرة كيلوا فقط تقريبا ....
إلا والرجال قال
طيب خذوا الولد معاكم
قلنا له ... يا رجال ما يحتاج ... بعدين نتأخر ...
ولا يصير ظرف تقلقوا عليه .. خلوه معاكم
قال أبدا .. خذوه معاكم
قلنا خير
إلا والولد يسأل أبوه
يبه .. ما عطيتني فلوس للكفر
رد عليه وكأنه أحرجه .. قال هه ... نسيت الفلوس ... ما جبت معي فلوس
رد خويي بسرعه .. اركب اركب .. بعدين وخير
وبعد ما مشينا .. إلا وخويي يسأل الولد
ما شاء الله عليك .. انت سنه كم ؟
قال .. أولى متوسط
قال خير .. طيب أبوك وين شغال ...
( عرفت انه يبغى يتحرى عنهم .. هل هم من مستحقي الصدقات ...
أم فعلا الأب نسي الفلوس )
قال ما يشتغل .. مريض
قال ... خير إن شاء الله
وجلس يتحدث معاه أحاديث جانبية ... لجل يتحرى عنهم أكثر وبعدين قال
الله يعينكم .. طيب .. ليه ما تغيروا هالكفر وترتاحوا ..
ولا كل كفرات السيارة كذا
رد عليه الطفل بضحكه بريئة .. كل الكفرات كذا .. هذا أحسنهم ..
وكل يوم ندور خمسة ريال لجل نصلح كفر
ضحك صاحبنا بسرعه وقال خير إن شاء الله
وصلنا لمستورة .. ووقفنا عند أول محل كفرات ..
ونزلت أنا الكفر من السيارة .. إلا وصاحبنا يقول للعامل
حط كفر جديد نفس المقاس
إلا والولد يصرخ .. ليه جديد .. ما عندنا .. ابوي رايح يذبحني
رد عليه خويي .. أقول اسكت ولا كلمة ..
انت معانا مجرد أمانه لين نرجعك لأبوك .. والأمانة ماتتكلم ولا تهرج ..
تراني عصبي .. فاهم
قال ... طيب
وسأل العامل عن شئ ... وقال له العامل ما عندي ..
ادخل البلد أكيد بتلقى
ركبنا السيارة وانا ما ادري وين رايحين .. بس متأكد انه خير
وقفنا عند محل زينة سيارات وقال لنا اصبروا في السيارة
دخل المحل وخرج ومعاه عده لرفع السيارات ...
وأول ما ركب السيارة ... إلا والولد يسأل
حتى انتم عدتكم خربانا ؟
إلا وصاحبي يرد
أقول اسكت ولا كلمة .. انت معانا أمانه .. والأمانة ما تهرج .. تراني عصبي
رجعنا للمحل .. كان العامل ركب الكفر الجديد .. إلا وصاحبي يقول للعامل
أعطيني كمان ثلاثة كفرات جديدة .. نخليها أربعة مرة وحده
إلا والولد قام يصارخ .. أربعة .. ياويلي من أبوي ..
رايح يقول أنا إلي قلت لك اشتريهم وبعدين نحاسبك
طالع فيه خويي هالمرة بنظرة صارمة وقال ...
أنا كم مرة أقول لك اسكت ...
انت أمانه ... والأمانة ما تهرج ... ولا تقول كلمة .. فاهم .. تراني عصبي ...
لا يغرك سكوتي
سكت الولد وهو يطالع يمين و يسار .. ويناظر فيني يبغاني أتكلم ..
بس سويت نفسي ماني شايفه وسكت
جاني خويي وسألني .. معاك مية ريال سلفة أكمل حق الكفرات ...
لين نوصل ينبع وأعطيك
قلت .. آسف .. سلفه مافي .. تبي مشاركة في الأجر ... على عيني وعلى راسي
قال ... يا ابن الحلال عيب عليك سلفني مية
قلت ... آسف أسلفك لو وصلنا .. لكن هنا مافي غير مشاركه
ناظر فيني وقال
يا إبراهيم .. هالمشوار من يوم لبسنا الإحرام
وأنا اسأل الله أن يكتب أجره لأبوي الله يرحمه
يا ابراهييييييييم .. ليه تستكثر علي اني ابر ابوي .. ولو بكفر ..
ويش هالقسوة إلي فيك يا خوي
سكت ... ولا قدرت انطق بكلمة وقلت ابشر ... اتفضل ..
ويكفي اني مشيت معاك وشلت بيدي .. الله يجزاك كل خير
ركبنا السيارة ورجعنا .. والولد ساكت ولا فتح فمه بكلمة ...
إلا وبعدين قال بصوت واطي خايف من خويي
ترى ما عندنا نعطيك حق الكفرات
رد عليه خويي .. ولا يهمك ..
أول ما تخلص مدرسة وتتخرج من الجامعه .. وتتوظف ..
أول ما تأخذ أول راتب أعطيني فلوسي .... .
ولو ما لقيتني أعطيها لأمك زين .. بس هاه علمني ..
انت تصلي ولا ما تصلي ..
ترى لو ما تصلي ما راح اخذ منك ريال
قال .. والله أنا اصلي ... واسأل أبوي
رد عليه .. خلاص اتفقنا .. وسكتنا ... لين وصلنا سيارة أبوه
يوم شافنا ابوه من بعيد ... ابتسم وجلس يدعي لنا ..
لكن يوم شافنا ننزل في الكفرات ... قام يصارخ في ولده
انت مجنون ... انا قلت لك اشتري كفرات .. من وين لنا الحين
إلا والولد يقول .. يبه .. والله قلت له .. بس كلما اكلمه يقول لي ..
اسكت .. انت أمانه ... والأمانة ما تهرج .. تراني عصبي
إلا وخويي .. يقول يا رجال .. كلنا تصير علينا ظروف ..
بالذات في الطريق تصدق ... من يومين بس ..
كنت أنا وخويي هذا رايحين المدينة ..
إلا وخلص البنزين لاهو كان معاه فلوس ولا أنا ...
كلنا نسينا نشيل فلوس
كل واحد معتمد على الثاني ...
ولولا رجال الله يستر عليه وقف وعبى لنا بنزين ...
وأعطانا خمسين ريال احتياط كنا ورطنا .. مثلك بالضبط ..
ثم نظر لي وسألني
مو صح يا ابوعبدالمجيد ؟
طالعت فيه وأنا مستغرب ... قلت إيه
وبعدين قال ... ولو جيتك في البيت أبيك تذبح لي اكبر طلي عندكم
قال ابشر وتعال الحين عشاكم عندنا
قلنا الأيام جايه إن شاء الله ... وركبنا السيارة على طول ...
بدون حتى ما نرد عليه
سألته ... متى رحنا المدينة وخلص علينا البنزين
وما كان معانا فلوس ؟؟؟
قال الله يغفر لي .. ويش تبيني أقول .. هذه صدقة عن أبوي الله يرحمه !!!
ما حبيت أحرجه قدام الأطفال
قلت طيب
...
كنت خليتنا نرفع له السيارة ونركب الكفر !!!
قال ... هذا مشكلة اكبر .. ساعتها بيجلس يدعي لنا ...
وكل الحريم في السيارة رايحين يسمعوا ..
طيب ليه نحرجه والا نجرحه؟ .. نمشي أحسن ...
ونسأل الله أن يتقبلها
وان يرحم أبوي
مشينا شويه
...
وكان باقي
على
صلاة العشاء دقائق
لقينا سيارة تبيع مويه وبسكوت وشاهي وقهوة ... وعندها شاحنات واقفه ...
وكل واحد وضع له سجاده لجل يصلي عليها ..
والبعض ما معاه أي سجاد ويصلي على التراب
قلت لخويي خلينا نوقف ونصلي جماعه
وقفنا ...
وحطينا السجادتين إلي معانا بالعرض ...
لجل يصلي عليها إلي ما معاهم سجاد
بعد الصلاة ...
إلا وخويي يسال البائع ..
ما عندك سجاد للبيع ؟
قال ... لا
قال ... ولا بساط عادي ؟
قال ما عندي
قال خير إن شاء الله
ركبنا السيارة ومشينا .. ويوم قربنا على كوبري الرايس ..
(وهي قرية صغيرة على الخط )..
إلا وصاحبنا يهدي السرعة ويطلع الكوبري
سألته خير ؟
قال ... خير
قلت ادري .. بس ليش هديت ؟
قال .. عمل خير
قلت ... وين عمل الخير ... حنا في صحراء ما عندنا احد ..
لاتكون تبي تدخل الرايس
قال ... لا
قلت ... اجل وين عمل الخير
ثم قال قوله تعالى
( وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد )
اسأل الله أن نكون منهم
بنرجع مستورة
سألته ... ليش غلطانين في حساب الكفرات ؟
قال ... أي كفرات الله يهديك هذا الموضوع نسيناه
سألته .. اجل ليش نرجع ؟
قال .. تسلفني وأنا أقول
قلت .. أما هذه كثر منها .. سلف ما راح تشوف لو تطلع عيونك ..
أنا شريك رسمي ... وانت لك أجر الشيل
سألني .. شيل .. ايش ؟
قلت ما ادري .. بس أحس إن السالفة فيها شيل ..
من الصبح وحنا نشيل ولله الحمد
رغم اني ما ادري ويش السالفة .. بس إلي شفته اليوم ...
يخليني متأكد إن شاء الله إنه خير
قال يا إبراهيم ..
انت مستكثر
إني أسوي لأبوي خير
قلت ...
إنت مستكثر إني أحط لأبوي نصيب مع أبوك !!!
من طيب أخلاقي ...
ومن كرمي باخلي السالفة بالنصف بين أبوي وأبوك ...
عاجبك ..
ولا روح دور لك على مكينة تصرف منها فلوس ..
ويمكن تلاقي ...
ويمكن ما تلاقي ...
بس علمني ..
ويش السالفة ؟
قال بنرجع مستورة .. ونشتري سجاد كبير ..
وبنحطهم وحده عند السيارة اللي شفناها ..
والثانية ..
عند السيارة إلي مثلها بس وانت رايح على جده ..
والثالثة
بنحطها في الأرض ...
ونحط حولها حجار كبيرة لجل يبان إن هذا مكان مخصص للصلاة ..
وبنشوف مكان يكون مرتفع وقريب من الخط ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من بنى لله بيتا ولو قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة )
رجعنا مستورة ..
واشترينا ثلاث سجادات كبار .. وجمعنا حجار كبيرة ...
لجل نحدد المسجد اللي نبي نسويه
رحنا للسيارات اللي تبيع على الخط ..
وأعطيناهم السجاد ..
ومبلغ من المال ...
لجل يفرشوا السجاد وقت الصلاة ويهتموا بيه ...
وأشهدنا الله عليهم ...
وكفى بالله شهيدا
بعد كذا بدينا
ننزل الحجار من السيارة ...
واسمع صاحبي
يقول آية وحده
يكررها طول الوقت
( ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )
( ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )
( ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )
وما ان ركبنا السيارة إلا واسمعه يقول
اللهم إن كنت تعلم أن هذا العرق نزل على وجهي لوجهك الكريم ...
فحرم وجه أبي على النار
الله أكبر
على مثل هذا الدعاء ...
كم باقي بيننا من الناس
مثل هذا الشاب !!!
قلت وأنا أحاول اخفف عليه
ما شاء الله عليك ..
كل هذا في يوم واحد ..
أكيد انك مرتاح انك أديت واجبك نحو أبوك الله يرحمه
قال يا إبراهيم ..
ما حارتاح إلا لما أشوفه بعيني يدخل الجنة .
والله إني خايف عليه
...
وخايف منه
استغربت ..
قلت خايف عليه وفهمتها .. لكن خايف منه
.. ليش !!!
تنهد تنهيدة طويلة
ثم قال كلام ..
عمره ما خطر في بالي أبداً
يقول
يوم القيامة الواحد في عرض حسنة ..
يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه
أخاف يجيبني يوم القيامة
قدام رب العالمين
ويقول
يارب ابني هذا أنجبته ... وأنفقت عليه ..
وأحسنت تربيته ..
كم من ليالي سهرت عليه ... كم مرة حرمت نفسي لأجل أعطيه ...
وعلمته القرآن ..
وعلمته الصلاة ..
وكنت آخذه من يده للمسجد .. وعلمته حق الوالدين ...
وأنك أمرت ببرهما ..
فلما مت ما برني ..
ولا أدى حقي ..
ولا دعى لي ..
فاقتص لي منه ..
وأعطيني من حسناته .. واطرح عليه سيئاتي
ساعتها ...
ويش أسوي ..
وين أروح ...
من مين أفر ..
من أبي ..
أم من رب العالمين ..
أين المفر
ثم بكى وانتحب
وقرأ
( يقول الإنسان يومئذ أين المفر * كلا لا وزر * إلى ربك يومئذ المستقر )
*********************************
ختاما
لو لك أب أو أم ميتين ...
هل لك أن تتخيلهم تحت التراب ..
في داخل اللحد
وهم في حاجة ماسة
إلى صالح دعائك .
. فيرفع عنهم ..
أو يزيد من نعيمهم
قل يا أخي
( رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
قووووووول ..
ولو في سرك .. إن ربك لذو فضل عظيم
قوووووول ..
ولا تستحي ...
ربك كريم
وإن كانوا أحياء
...
فكل متع الدنيا ما تسوى ..
لو خرجت من صدر أمك
كلمة آه ..
وأنت السبب فيها
لو كلمتهم في الصباح .. كلمهم في المساء ..
لا تقول فترة طويلة ..
ما لحقت اشتاق لهم ..
يمكن هم يا أخي اشتاقوا لك
بالله ...
ويش تسوى الحياة ..
بدون سعادة أمي وأبي
لا تنتظروا الأيام تعلمكم
...
لأن الثمن حيكون غالي جدا
وتقبلو تحياتي
والاتنسوني من الدعاء
منقول
:26:
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جامعة الكل :الله يجزاكم خير الدال على الخير كفاعلهالله يجزاكم خير الدال على الخير كفاعله
الله يجزاك الخير اختي على هذه القصه المؤثره
والله يهدينا لنكون بارين بوالدينا ويهدي عيالنا ليبرونا
بارك الله فيك وحفظك الله من كل سوء
:26::26:
والله يهدينا لنكون بارين بوالدينا ويهدي عيالنا ليبرونا
بارك الله فيك وحفظك الله من كل سوء
:26::26:
الصفحة الأخيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه تسليماً كثيرا
جزاك الله خير الجزاء على نقلها وأنا سوف أنقلها بإذن الله ليكون لنا أجرها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .