أنا هي

أنا هي @ana_hy_3

كبيرة محررات

قصه جميله من الموروث الشعبي؟؟

الأدب النبطي والفصيح

هذه الأقصوصة..او الحكاية..هي من الموروث الشعبي..الذي
يتناقله الخلف عن السلف..والذي يروى غالبا في تلك الليالي
التي يتجمع فيها القرويون في دواوينهم..أو أماكن سهرهم..وخاصة
في ليالي الشتاء..وغالبا ما يقصها أو يحكيها كبار السن من الموجودين
في السهرية..وحكايتنا اليوم..يؤكد الكثيرون أنها واقعية..وليست من نسج
الخيال..وأن أحداثها وقعت في قرية مجاورة لقريتنا..وأن أبطالها معروفون..

قرية (x) تقع إلى الشرق من قريتنا..وعلى مسيرة ساعة تقريبا للماشي..
ويقال : في ليلة ماطرة ذات شتاء..اجتمع عدد من الشباب في أحد دواوين
القرية..يسهرون ويتسامرون..ويلعبون بعض الألعاب الشعبية المعروفة عتدهم..
مثل : لعبة الورق " الباصرة "..أو " الخويتمة " أو " الصينية " وغيرها.

فجأة ..وفي لحظات استراحة..يقول أحدهم : إسمعوا يا شباب..يقال إن في
المغارة(الكهف) الفلانية..في شرقي قريتنا..توجد " ساكونة " والساكونة هي
شبح إنسان مات مقتولا في الغالب..وأنه يظهر للناس في أماكن قريبة من المكان
الذي قتل فيه..وقد يكون الشبح لرجل أو لامرأة..وقد يستطيع الناس مشاهدته..
وقد يكون على هيئة أصوات أو حركات مريبة يقوم بها..يحس بها المتواجد هناك..
دون أن يرى فاعلها..

ويضيف الشاب : سنقوم بإعداد وتد من الخشب..ونضع عليه إشارة أو علامة مميزة..
ومن يذهب ويدق هذا الوتد في تلك المغارة..فسوف أزوجه أختي حلالا عليه..

تقدم شاب من الموجودين..وكان معروفا برجولته وشبوبيته..وكان يسمع بأخت
صديقه وبأنها على قدر من الأخلاق والجمال..فطمع بالهبة..وقال : أنا مستعد
أن أقوم بالمهمة..واشهدوا أيها الحضور على ما تعهد به ( فلان )..

أحذر الشباب الوتد..ووضعوعا عليه علامة مميزة..وسلموه إلى الشاب..الذي
قام من فوره..وتدرع بعباءته ( فروة من جلود الخراف)..وغادر الديوان في طريقه
إلى المغارة التي تبعد ما يقارب 3 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من القرية..
وما أن غادر المكان..حتى قان اثنان من أصحابه باللحاق به من طريق أخرى..
وذلك لأمرين : الأول/ مراقبة الشاب والتأكد من أنه قان بالمهمة..والثاني / حتى
يكونوا على مقربة منه حتى يساعدانه فيما لو تعرض إلى بعض المخاطر.

الطرق وعرة..الليلة ماطرة..الرياح تهب عاصفة..والأرض موحلة..ويسير الشاب
رغم هذا بثبات..يلفه الظلام الدامس فلا يكاد يبين..ولولا صوت وقع الخطوات
أحيانا على بعض الصخور..لما استطاع صاحباه معرفة مكان تواجده..ولكنه كان
في الطريق الصحيح إلى المغارة المطلوبة..

يدلف الشاب إلى المغارة على مرأى من صاحبيه..اللذين يكمنان في مكان قريب..
في انتظار خروجه..أو حدوث بعض المفاجآت..

يجلس الشاب القرفصاء..ويتناول الوتد من جيبه..ويأخذ في غرسه في أرض المغارة..
وبينا هو مستغرق في عمله..إذ أحس بجسم ثقيل يقفز على ظهره..وكاد أن يغشى
عليه من هول المفاجأة..فهو لم يكن يصدق بما يقال عن وجود " الساكونة" وها هي
الآن حقيقة مائلة فوق ظهره..وشعر بالدنيا تدور من حوله لبعض الوقت..ولكنه تمالك
نفسه ورباطة جأشه..خاصة وأن الذي قفز فوق ظهره بقي هناك دون حراك ودةن الإتيان
بأي تصرف آخر..إذ لو كان يريد به سوءا أو شرا لفغل ذلك..وأكمل دق الوتد في أرض المغارة.

وما أن انتهى من مهمة دق الوتد حسب الشرط..حتى قام بحركة جريئة..تثبت ما كان
كان يتمتع به من رجولة..فقد أمسك بطرف العباءة من الأسفل..ورمى بها على ظهره..
في محاولة للإمساك بذلك المخلوق الذي قفز عليه..وفعلا..استطاع أن يمسك به..وأن يغادرالمغارة وذلك المخلوق محمولا على الظهر..

ما أن شاهده صاحباه يغادر المغارة سالما..حتى عادا أدراجهما مسرعين..وليصلا قبله
إلى الديوان..وقد وصلا فعلا..وأخبرا المجتمعين هناك بأنه حقا قد قام بالمهمة..وبقيا
ينتظران مع الآخرين وصول الشاب..وهما لا يعلمان بما وقع له هناك..ولا بالذي يحمله معه..

بعد وقت قصير..وصل الشاب ..وكان يحمل شيئا ما على ظهره..ممسوكا بالعباءة..وما
أن توسط الشاب أصحابه في الديوان..حتى أفلت أطراف العباءة..وأسقط المخلوق الذي
كان في داخلها..وقال : ها..لقد أحضرت لكم " الساكونة " بحالها..

وذهل الجميع..ومنهم الشاب نفسه.. وعقدت الدهشة ألسنتهم وهم يرون أمامهم
..أن السكونة التي طالما تحدث الناس بها كثيرا..كانت قردا صغيرا ( يطلق عليه القرويون
لفظ سعدان)..وقد أمسكوا به..وربطوه في حبل ..وأبقوه في زاوية الديوان حتى الصباح..
لينظروا في أمره..وما سوف يتخذونه بشأنه.

ويقال ــ على عهدة الرواة ــ أن الشاب الذي تعهد بتزويج أخته لمن يقوم بالمهمة..قد كان
عند وعده..ولم يحنث به..وقال للشاب : أنا يا صديقي ما أزال عند كلمتي..وإنني سأوفي
بالوعد..فأنت رجل تستحق أكثر من هذا..بسبب شجاعتك ورجولتك..ورد عليه الشاب
بالقول : إنني إذ أشكر لك هذا يا أخي..وأكرم فيك هذه النخوة..والثبات على الكلمة..إلا
أنني أحلك من وعدك..ولا أريد أن أفرض نفسي على إنسانة قد لا تكون راغبة فيّ..وأنا
أشهد الحضور أنك قد وفيت بالوعد..ولكنني كما قلت لك : لست ملزما يا أخي بوعدك..

وانتهت السهرة..وغادر الشباب كل إلى داره..ولكن الشاب صاحب العهد..لم يشأ أن يترك
الأمور هكذا على عواهنا..حتى لا يقال ( ولو سرا ) أنه لم يف بالوعد..فما أن أشرق صباح
اليوم التالي..حتى نادى أخته وأمه( كان والده متوفى وهو ولي الأمر)..وأطلعهما على
الحكاية..وقصعليهما قصة صديقه في الليلة السابقة..ووعده له..وكيف أن الشاب أحله
من الوعد.. وأراد معرفة رأي الوالدة في الأمر..

أطرقت أم الشاب قليلا..ومن ثم سألت إبنتها عن رأيها..ولا حت شبه ابتسامة على شفتي الشابة..التي فرحت في داخلها بذلك "الريس" الشهم الرجل بكل معنى الكلمة..وقالت لأمها: الشور والراي لك ِولأخي يا أمي..واللي تفصلونه أنا ألبسه..

وتمت مشاورات بين الأسرتين..انتهت بزفاف تلك الفتاة إلى ذلك الشاب..كما جرت العادات
في القرى في مثل هذه الأحوال..


* أود أن أنوه هنا..إلى أن "القرد" كان قد هرب من صاحبه..الذي كان يدور به على القرى والأرياف..يستخدمه في جمع النقود أو المواد التموينية في المواسم..من أهل القرى..جراء قيامه بحركات دربه عليها..وقد التجأ إلى تلك المغارة..وكان يظهر للناس بين الفترة والأخرى..فظنه الكثيرون أنه " ساكونة " ( أو شبحا )كالتي نسمع عنها أو نشاهدها في الأفلام.
3
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

Oo الــدخيــله oO
خشيت جووو مع القصه وخفت شوي هههههههه

يعطيتس العاااافيه بجد اختيار موفق
أنا هي
أنا هي
الدخيله . تسلمين على الرد الجميل
ترانيم قلبي
ترانيم قلبي
يعطيك العافيه

تراني خفت بالبدايه خخخخخخخخخ