قصه حقيقه رائعه ( الجزء الثاني والأخير )..

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

أخواتي العزيزات أهلاً بكم من جديد لنتابع قصـتنا السابقه التي هي

بعنوان قصة حقيقة رائعه..

أتمنى أن تستمتعوا بباقي القصة...


لا أذكر آخر مرة دخلت فيها المسجد، ولا أذكر آخر مرة سجدت سجدتها.. هي

المرة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والندم على ما فرطت طوال

السنوات الماضية،مع أن المسجد كان مليئاً بالمصلين إلا أني وجدت لسالم

مكاناً في الصف الأول استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصليت بجانبه.. بعد

انتهاء الصلاة طلب مني سالم مصحفاً.. استغربت كيف سيقرأ وهو أعمى؟!

هذا ما تردد في نفسي ولم أصرح به خوفاً من جرح مشاعره، طلب مني أن

أفتح له المصحف على سورة الكهف، نفذت ما طلب، وضع المصحف أمامه

وبدأ في قراءة السورة، يا الله!!إنه يحفظ سورة الكهف كاملة وعن ظهر

غيب!!؟ خجلت من نفسي، أمسكت مصحفاً، أحسست برعشة في أوصالي، قرأت

وقرأت، قرأت ودعوت الله أن يغفر لي ويهديني.. هذه المرة أنا من بكى

حزناً وندماً على ما فرطت!؟ ولم أشعر إلا بيد تمسح عني دموعي، لقد كان

سالم..... عدنا إلى المنزل.. كانت زوجتي قلقةً كثيراً على سالم، لكن

قلقها تحول إلى دموع حين علمت أني صليت الجمعة مع سالم .

من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد، هجرت رفقاء السوء،

وأصبحت لي رفقة خيره عرفتها في المسجد..ذقت طعم الإيمان معهم، عرفت

منهم أشياء ألهتني الدنيا عنها، لم أفوت حلقة ذكر أو قيام.. ختمت

القرآن عدة مرات في شهر وأنا نفس الشخص الذي هجرته سنوات!! رطبت

لساني بالذكر لعل الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من الناس.. أحسست أني

أكثر قرباً من أسرتي، اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من

عيون زوجتي.. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم، من يراه يظنه

ملك الدنيا وما فيها.... حمدت الله كثيراً وصليت له كثيراً على نعمه.

ذات يوم قرر أصحابي أن يتوجهوا إلى أحد المناطق البعيدة للدعوة،

ترددت في الذهاب، استخرت الله واستشرت زوجتي، توقعت أن ترفض لكن حدث

العكس!! فرحت كثيراً بل شجعتني.. حين أخبرت سالم عزمي على الذهاب،

أحاط جسمي بذراعيه الصغيرين فرحاً، و والله لو كان طويل القامة مثلي

لما توانى عن تقبيل رأسي.. بعدها توكلت على الله وقدمت طلب إجازة

مفتوحة بدون راتب من عملي، والحمد لله جاءت الموافقة بسرعة، أسرع مما

تصورت، تغيبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل

كلما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدث أبنائي، اشتقت لهم كثيراً .. كم

اشتقت لسالم!!تمنيت سماع صوته، هو الوحيد الذي لم يحدثني منذ

سافرت.. إما أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.. كلما

أحدث زوجتي أطلب منها أن تبلغه سلامي وتقبله، كانت تضحك حين تسمعني

أقول هذا الكلام إلا آخر مرة هاتفتها فيها.. لم أسمع ضحكتها

المتوقعة، تغير صوتها، قالت لي: إن شاء الله.. أخيراً عدت إلى المنزل،

طرقت الباب تمنيت أن يفتح سالم لي الباب لكن فوجئت بابني خالد الذي

لم يتجاوز الرابعة من عمره.. حملته بين ذراعي وهو يصيح... يا بابا

يا بابا.. انقبض صدري حين دخلت البيت، استعذت بالله من الشيطان

الرجيم.. سعدت زوجتي بقدومي لكن هناك شيء قد تغير فيها، تأملتها

جيداً، إنها نظرات الحزن التي ما كانت تفارقها.. سألتها ما بك!؟

لاشيء..لاشيء هكذا ردت..فجأة تذكرت من نسيته للحظات، قلت لها: أين

سالم؟! خفضت رأسها لم تجب، لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد الذي ما

يزال يرن في أذني حتى هذه للحظة..بابا ثالم لاح الجنة عند الله!! لم

تتمالك زوجتي الموقف أجهشت بالبكاء وخرجت من الغرفة، عرفت بعدها أن

سالم أصابته حمى قبل موعد مجيئي بأسبوعين،أخذته زوجتي إلى المستشفى

لازمته يومين وبعد ذلك فارقته الحمى حين فارقت روحه الجسد.. أحسست

أن ما حدث ابتلاء واختبار من الله تعالى. أجل إنه اختبار وأي اختبار؟

صبرت على مصابي وحمدت الله الذي لا يحمد على مكروه سواه..مازلت أحس

بيده تمسح دموعي، وذراعه تحيطني.. كم حزنت على سالم الأعمى الأعرج؟!!

لم يكن أعمى، أنا من كنت أعمى حين انسقت وراء رفقة السوء.. ولم يكن

أعرج،لأنه استطاع أن يسلك طريق الإيمان رغم كل شيء.. سالم الذي امتنعت

يوماً عن حبه!! اكتشفت أني أحبه أكثر من اخوته!!! بكيت كثيراً كثيراً،

وما زلت حزيناً.. كيف لا أحزن وقد كانت هدايتي على يديه؟




وأخيرا تقبلوا تحياتي

أختكم

الشمعه الذهبيه

:):)
1
482

هذا الموضوع مغلق.

ازهار الربيع
ازهار الربيع
جزاك الله خيرا على هذه القصة المؤثرة

اختي الشمعة الذهبية

واتمنى ان يفيد اصحاب القلوب الغافلة

مع تحياتي

اختك ازهار الربيع