قصه قبل النوم..... 😴

حلقات تحفيظ القرآن

صباح الخيييير
💞قصة ما قبل النوم💞:
قصص الأنبياء

💢 إسحاق ويعقوب عليهما السلام 💢
ذكر إسحاق بن إبراهيم الكريم بن الكريم عليهما السلام قد قدمنا أنه ولد بعد أخيه إسماعيل عليه السلام
وإسحاق عليه السلام هو الأخ غير الشقيق لإسماعيل عليه السلام
وقد ذكره الله تعالى بالثناء عليه في غير ما آية من كتابه العزيز.
وفي حديث أبي هريرة عن رسول الله ﷺ: " إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ".
وذكر أهل الكتاب أن إسحاق لما تزوج " رفقا "
في حياة أبيه، كان عمره أربعين سنة، وأنها عاقرا فدعا الله لها فحملت، فولدت غلامين توأمين: أولهما اسمه " عيصو " وهو الذي تسميه العرب " العيص "، وهو والد الروم.
والثاني خرج وهو آخذ بعقب أخيه فسموه " يعقوب " وهو إسرائيل الذي ينتسب إليه بنو إسرائيل.
قيل أن إسحاق عليه السلام كان يحب عيصو أكثر من يعقوب ; لأنه بكره.
وكانت أمهما " رفقا " تحب يعقوب أكثر ; لأنه الأصغر.
وقالوا: لما كبر إسحاق عليه السلام وضعف بصره اشتهى على ابنه العيص طعاما، وأمره أن يذهب فيصطاد له صيدا ويطبخه له ; ليبارك عليه ويدعو له.
وكان العيص صاحب صيد، فذهب يبتغي ذلك، فأمرت " رفقا " ابنها يعقوب عليه السلام أن يذبح جديين من خيار غنمه، ويصنع منهما طعاما كما اشتهاه أبوه، ويأتي إليه به قبل أخيه ليدعو له، فقامت فألبسته ثياب أخيه، وجعلت على ذراعيه وعنقه من جلد الجلديين ; لأن العيص كان أشعر الجسد ويعقوب ليس كذلك.
فلما جاء به وقربه إليه قال: من أنت؟
قال: ولدك
فضمه إليه وجسَّه وجعل يقول: أما الصوت فصوت يعقوب، وأما الجُسُّ والثياب فالعيص.
فلما أكل وفرغ دعا له أن يكون أكبر إخوته قدرا، وكلمته عليهم وعلى الشعوب بعده، وأن يكثر رزقه وولده.
فلما خرج من عنده جاء أخوه العيص بما أمره به والده فقربه إليه، فقال له: ماهذا يا بني؟
قال الطعام الذي اشتهيته
فقال: أما جئتني به قبل الساعة وأكلت منه ودعوت لك؟
فقال: لا والله وعرف أن أخاه قد سبقه إلى ذلك، فوجد في نفسه عليه وجدا كثيرا.
وذكروا أن العيص تواعد أخاه يعقوب عليه السلام بالقتل إذا مات أبوهما، وسأل أباه فدعا له بدعوة أخرى، وأن يجعل لذريته غيظ الأرض، وأن يكثر أرزاقهم وثمارهم.
فلما سمعت أمهما ما يتواعد به العيص أخاه يعقوب، أمرت ابنها يعقوب عليه السلام أن يذهب إلى خاله" لابان " الذي بأرض حران، وأن يكون عنده إلى حين يسكن غضب أخيه العيص، وأن يتزوج من بناته.
وقالت لزوجها إسحاق عليه السلام أن يأمره بذلك ويوصيه ويدعو له، ففعل.
فخرج يعقوب عليه السلام من عندهم من آخر ذلك اليوم، فأدركه المساء في موضع فنام فيه، وأخذ حجرا فوضعه تحت رأسه ونام، فرأى في نومه ذلك معراجا منصوبا من السماء إلى الأرض، وإذا الملائكة يصعدون فيه وينزلون، والرب تبارك وتعالى خاطبه، ويقول له: إني سأبارك عليك وأكثر ذريتك، وأجعل لك هذه الأرض ولعقبك من بعدك.
فلما هب من نومه فرح بما رأى، ونذر لله لئن رجع إلى أهله سالما ليبنين في هذا الموضع معبدا لله عزوجل وأن جميع ما يرزقه من شيء يكون لله عشره.
ثم عمد إلى ذلك الحجر فجعل عليه دهنا يتعرفه به، وسمى ذلك الموضع: " بيت إيل " أي بيت الله.
وهو موضع بيت المقدس اليوم الذي بناه يعقوب بعد ذلك كما سيأتي
قيل لما قدم يعقوب على خاله أرض حران، إذا له ابنتان: اسم الكبرى: " ليا " واسم الصغرى: " راحيل " وكانت أحسنهما وأجملهما، فطلب يعقوب عليه السلام من خاله أن يزوجه راحيل فأجابه إلى ذلك بشرط أن يرعى على غنمه سبع سنين.
فلما مضت المدة على خاله " لابان " صنع طعاما وجمع الناس عليه، وزف إليه ابنته الكبرى " ليا "، وكانت ضعيفة العينين قبيحة المنظر.
فلما أصبح يعقوب إذا هي " ليا "، فقال لخاله: لم غدرت بي؟
وأنت إنما خطبت إليك راحيل
فقال: إنه ليس من سنتنا أن نزوج الصغرى قبل الكبرى، فإن أحببت أختها فاعمل سبع سنين أخرى وأزواجكها.
فعمل سبع سنين وأدخلها عليه مع أختها.
وكان ذلك سائغا في ملتهم ثم حرم
ووهب " لابان " لكل واحدة من ابنتيه جارية ; فوهب لليا جارية اسمها: " زلفى "، ووهب لراحيل جارية اسمها: " بلهى ".
وجبر الله تعالى ضعف " ليا " بأن وهب لها أولادا، فكان أول من ولد ليعقوب عليه السلام روبيل، ثم شمعون، ثم لاوى، ثم يهوذا.
فغارت عند ذلك " راحيل " وكانت لا تحبل، فوهبت ليعقوب عليه السلام جاريتها " بلهى " فوطئها فحملت، وولدت له غلاما سمعته " دان "، وحملت وولدت غلاما آخر سمته " نيفتالى ".
فعمدت عند ذلك " ليا " فوهبت جاريتها " زلفى " ليعقوب عليه السلام فولدت له: جاد وأشير، غلامين ذكرين ثم حملت " ليا " أيضا فولدت غلاما خامسا وسمته " إيساخر " ثم حملت وولدت غلاما سادسا سمته " زابلون ".
ثم حملت وولدت بنتا قيل سمتها " دنيا " فصار لها سبعة من يعقوب.
ثم دعت الله تعالى " راحيل " وسألته أن يهب لها غلاما من يعقوب فسمع الله نداءها وأجاب دعاءها، فحملت من نبي الله يعقوب عليه السلام فولدت له غلاما عظيما شريفا

حسنا جميلا أعطاه الله شطر الحسن سمته " يوسف " عليه السلام.
كل هذا وهم مقيمون بأرض حران، وهو يرعى على خاله غنمه بعد دخوله على البنتين ست سنين أخرى، فصار مدة مقامه عشرين سنة.
فطلب يعقوب من خاله " لابان " أن يسرحه ليمر إلى أهله، فقال له خاله: إني قد بورك لي بسببك فسلني من مالي ما شئت.
فقال: تعطيني كل حمل يولد من غنمك هذه السنة أبقع ـ أي ما فيه سواد وبياض.
وكل حمل ملمع أبيض سواد، وكل أملح ببياض ـ أي ما يخالطه بياضه سواد.
وكل أجلح أبيض من المعز ـ أي مالا قرن له
فقال: نعم.
فعمد بنوه فأبرزوا من غنم أبيهم ما كان على هذه الصفات من التيوس، لئلا يولد شيء من الحملان على هذه الصفات.
وساروا بها مسيرة ثلاثة أيام عن غنم أبيهم.
قالوا: فعمد يعقوب عليه السلام إلى قضبان رطبة بيض من لوز ودلب، فكان يقشرها بلقا، وينصبها في مساقي الغنم من المياه، لتنظر الغنم إليها فتفزع وتتحرك أولادها في بطونها، فتصير ألوان حملانها كذلك.
وهذا يكون من باب خوارق العادات، وينتظم في سلك المعجزات.
فصار ليعقوب عليه السلام أغنام كثيرة ودواب وعبيد، وتغير له وجه
خاله وبنيه، وكأنهم انحصروا منه.
وأوحى الله تعالى إلى يعقوب أن يرجع إلى بلاد أبيه وقومه، ووعده بأن يكون معه، فعرض ذلك على أهله فأجابوه مبادرين إلى طاعته، فتحمل بأهله وماله، وسرقت راحيل أصنام أبيها.
فلما جاوزوا وتحيزوا عن بلادهم، لحقهم " لابان " وقومه، فلما اجتمع لابان بيعقوب عاتبه في خروجه بغير علمهم فيخرجهم في فرح ومزاهر وطبول، وحتى يودع بناته وأولادهن، ولم أخذوا أصنامه معهم؟
ولم يكن عند يعقوب علم من أصنامه، فأنكر أن يكون أخذوا له أصناما، فدخل بيوت بناته وإمائهن يفتش فلم يجد شيئا، وكانت راحيل قد جعلتهن في برذعة الجمل وهن تحتها، فلم تقم، واعتذرت بأنها طامث.
فلم يقدر عليهن.
فعند ذلك تواثقوا على رابية هناك يقال لها " جلعاد " على أنه لا يهين بناته، ولا يتزوج عليهن، ولا يجاوز هذه الرابية إلى بلاد الآخر، لا لابان ولا يعقوب، وعملا طعاما وأكل القوم معهم وتودع كل منهما من الآخر.
وتفارقوا راجعين إلى بلادهم.
فلما اقترب يعقوب من أرض " ساعير " تلقتة الملائكة يبشرونه بالقدوم
وبعث يعقوب البُرُد إلى أخيه العيصو يترفق له ويتواضع له
فرجعت البُرُد وأخبرت يعقوب بأن العيص قد ركب إليك في أربعمائة راجل.
فخشى يعقوب من ذلك، ودعا الله عز وجل وصلى له، وتضرع إليه
وتمسكن لديه، وناشده عهده ووعده الذي وعده به وسأله أن يكف عنه شر أخيه العيص.
وأعد لأخيه هدية عظيمة
قيل: مائتا شاة، وعشرون تيسا ومائتا نعجة، وعشرون كبشا، وثلاثون لقحة ـ أي الناقة الحلوب ، وأربعون بقرة، وعشرة من الثيران وعشرون أتانا وعشرة من الحمر.
وأمر عبيده أن يسوقوا كلا من هذه الأصناف وحده.
وليكن بين كل قطيع وقطيع مسافة، فإذا لقيهم العيص فقال للأول لمن أنت؟ ولمن هذه معك؟
فليقل: لعبدك يعقوب، أهداها لسيدي العيص وليقل الذي بعده كذلك وكذا الذي بعده، ويقول كل منهم: وهو جاء بعدنا.
وتأخر يعقوب بزوجتيه وأمتيه وبنيه الأحد عشر بعد الكل بليلتين، وجعل يسير فيهما ليلا ويكمن نهارا.
فلما كان وقت الفجر من الليلة الثانية، تبدى له ملك من الملائكة في صورة رجل، فظنه يعقوب رجلا من الناس، فأتاه ليصارعه ويغالبه، فظهر عليه يعقوب فيما يرى، إلا أن الملك أصاب وركه فعرج يعقوب.
فلما أضاء الفجر قال له الملك: ما اسمك؟
قال: يعقوب.
قال: لا ينبغي أن تدعى بعد اليوم إلا إسرائيل.
فقال له يعقوب: ومن أنت؟ وما اسمك؟
فذهب عنه.
فعلم أنه ملك من الملائكة، وأصبح يعقوب وهو يعرج من رجله.

فقد قال الشوكاني -رحمه الله- في تفسيره فتح القدير : اتفق المفسرون على أن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، ومعناه عبد الله، لأن "إسر" في لغتهم هو العبد، و"إيل" هو الله، قيل: إن له اسمين، وقيل: إسرائيل لقب له.
والله أعلم.

ورفع يعقوب عينيه فإذا أخوه عيصو قد أقبل في أربعمائة راجل، فتقدم أمام أهله.
فلما أرى أخاه العيص سجد له سبع مرات، وكانت هذه تحيتهم في ذلك الزمان.
وكان مشروعا لهم ; كما سجدت الملائكة لآدم وكما سجد إخوة يوسف وأبواه له كما سيأتي.
فلما رآه العيص تقدم إليه واحتضنه وقبله وبكى، ورفع العيص عينيه ونظر إلى النساء والصبيان فقال: من أين لك هؤلاء؟
فقال: هؤلاء الذين وهب الله لعبدك
وعرض عليه أن يقبل هديته وألح عليه فقبلها.
ورجع العيص فتقدم أمامه، ولحقه يعقوب بأهله وما معه من الأنعام والمواشي والعبيد قاصدين جبال " ساعير ".
فلما مر بساحور ابتنى له بيتا،
ثم مر على أورشليم قرية شخيم فنزل قبلى القرية، واشترى مزرعة شخيم ابن جمور بمائة نعجة، فضرب هنالك فسطاطه، وابتنى مذبحا فسماه " إيل " إله إسرائيل وأمره الله ببنائه ليستعلن له فيه.
وهو بيت المقدس اليوم، الذي جدده بعد ذلك سليمان بن داود عليهما السلام: وهو مكان الصخرة التي علمها بوضع الدهن عليها قبل ذلك، كما ذكرنا أولا.
ثم حملت راحيل مرة أخرى

فولدت غلاما هو " بنيامين " الأخ الشقيق ليوسف عليه السلام وذكر أهل الكتاب أنها جهدت في طلقها جهدا وماتت عقيبه، فدفنها يعقوب في " أفراث ".
وهي بيت لحم، وصنع يعقوب على قبرها حجرا، وهي الحجارة المعروفة بقبر راحيل إلى اليوم
وكان أولاد يعقوب الذكور اثنى عشر رجلا.
فمن ليا: روبيل، وشمعون، ولاوى، ويهودا، وإيساخر، وزابلون.
ومن راحيل: يوسف، وبنيامين.
ومن أمة راحيل: دان، ونفتالى.
ومن أمة ليا: جاد وأشير.
وجاء يعقوب إلى أبيه إسحاق عليهما السلام فأقام عنده بأرض كنعان حيث كان يسكن إبراهيم الخليل عليه السلام
ثم مرض إسحاق عليه السلام ومات عن مائة وثمانين سنة ودفنه ابناه: العيص ويعقوب مع أبيه إبراهيم الخليل عليه السلام

هذا الخبر الطويل عن يعقوب وأخيه، مروي عن أهل الكتاب، وليس في الأخبار الإسلامية تعرض له..
1
307

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
هذه السيرة الكريمة شيقة قرأتها ولكن لم اكمل لطولها وتداخل الاسماء والأحداث وتحتاج لعودات لها
أحسنت وبارك الله بك
اقتراحي او ان من امثال هذه السير المأخوذة من مصادر
تقسم الى عدة مواضيع حتى تستوعب اكثر
شكرا للمعلومات القيمة وجزاك الله خيرا 🌷🤍