بسم الله الرحمن الرحيم
يذكر بأنه كان فيه رجل وله من الأبناء ولدين وبنت وكان له أخو قد مات وعليه ولد وكان هذا الرجل كبير القبيلة وشيخها وهو رجل عرف بالكرم والأخلاق وصاحب رأي سديد وكان ولد أخوه ملازمنه في حله وتر حاله وهذا الرجل يحب أبن أخوه ويغليه فكان لا يعقد رأي حتى يستشيره ويأخذ براية بينما أولاده غير مبالين وكل في حاله والبنت تحب ولد عمها لما يتمتع به من أخلاق وكرم ومعرفه ورجوله ولما تراه من تعلق أبيها به وهذه البنت على قدراً كبير من الجمال والعفة والحياء وبهذه الصفات تعلق قلب ولد عمها بها فتقدم لعمه وخطبها فرحب به وفرح به زوجاً لأبنته وزوجه أيها وبعد فتره قصيرة بعد هذا الزواج مرض الشائب وأشدد عليه المرض ولما أحس بأنه مرض الموت زهم في أولاده وأبن أخيه وربعه وقال لهم أنا مريض وأحس بأني بفارق الحياة وأنا أريد أن أشيخ عليكم فلان (ولد أخوه) فقام ولد أخوه يا عم الشيخه لأفلان (الولد الكبير لشائب ) فهو أحق بها ونحن معه حاول الشائب أن يقنعه إلا أنه رفض الشيخه .
توفي الشائب وأخذ الشيخه الابن الأكبر إلا أن الولد ليس مثل أبوه و عرفوا جماعته بأنه لا يصلح لهم شيخ فتركوا مجلسه ولم يعودوا أن يجلسوا فيه وكان عندما يلفي ضيف على الديره يتلقونه ويرسلوه إلى بيت ولد عم الشيخ الذي عرف بالأخلاق والكرم والمعرفة والمرجلة فأغضب هذا الفعل الشيخ وزهم ولد عمه وحذره من أن يستقبل أحد في بيته وأن هذا الأمر فيه مهانة له فهو الشيخ وكان المفروض أن الضيوف يأتوا عند الشيخ فأخذ يعتذر منه وقال له يا شيخ أن العرب يقصدوني في بيتي وأنا أقف أمام وجهي ومروتي فقال أن فعلتها مرة ثانية ترى بأطردك من الديره كلها فعاد الرجل إلى بيته وأخبر زوجته بما قال له أخوها فقالت ما عليك أنما هي ساعة غضب وبتروح .
الشيخ فقد ربعه في مجلسه فضن بأن هذا تحريض من ولد عمه بأن يتركوا مجلسه وفي يوم من الأيام ذهب الشيخ إلى بيت ولد عمه فوجد الجماعة مجتمعين عنده فغضب عليهم وقال تتركون مجلسي وتأتون عند فلان ويش مفضله علي فقالوا هذا ولد عمك وأنتوا أخوان وحنا جايين نتعلل عنده ونسولف معه قال هو من يحرضكم على ترك مجلسي قالوا يا شيخ لا والله إلا أنا ما تركنا مجلسك إلا من فعايلك الشينه فقد فقدنا الرأي السديد والأخلاق الكريمة وكان أبوك لنا علم بين القبائل وتوليت أنت الشيخه ولا لمسنا منك أي علم غانم بينما ولد عمك في كل علم طيب ويستأهل أن نجي إليه ونتعلل عنده فأرتفع الكلام والشدد بينهم فقاموا وتركوه فقام ولد عمه يريد أن يهديه فألتفت إليه وقال له لا تغرب الشمس إلا وقد رحلت من الديره وأن شافتك عيني تراني لك ذابح سمعت الكلام الشيخ أخته لما سمعته من أخوها فلما سمعها قال وأختي تجيبها للبيت قبل ما ترحل فقال له أسمع أنا إذا بأرحل بأخذ زوجتي معي فدخل الشيخ وأخذ أخته بيدها وأخرجها من البيت وقال ما عندنا لك مرة فروح وأرحل عنا وذهب بالبنت إلى البيت ولما وصل إلى البيت زهم امرأته وقال لها خذيها عندك ولا تغيب عن عينك فتمنين الموت فأخذت مرة الشيخ أخت زوجها وقامت تهديها وتأخذ بخاطرها إلا أن ما صابها كان أمراً كبير فقد عظم عليها فراق زوجها الذي أحبتها وسعدت به أما زوجها فقد غادر الديره ورحل هايم لا يدري أين يذهب فأخذ يتنقل من مكان إلى مكان لعله يتغير شئ في الأمر وقد صعب عليه فراق زوجته لما يكن لها من حب ووفاء أما زوجته فقد ضلت تبكي ليلاً ونهار وحزنت عليه حزناً كبير .
أخوها الصغير رجل طيب ولين في المعاملة عكس أخوه الكبير فكان كلما دخل عليها أخذ يداريها ويمازحها لعله يدخل عليها شئ من السعادة بينما أخوها الكبير كان يقول لها لا عاد أشوفش تبكين فلا تلومين إلا نفسك وعندما يسمع أخوها الصغير أخوه الكبير يهددها يتدخل ويحول بينه وينها ويخرج أخوه من عندها ثم يرجع إليها يهديها ويأخذ بخاطرها إلا أنه لم يجدوا معها شئ فعظم عليه أمرها وتضايق منها ولما حل بها ضلت هذه المرأة حزينة على فراق زوجها فترة طويلة .
مرة الشيخ حزنت لما أصب هذه البنت من أخوها ولتخرجها من ماهي فيه أخذت تطلب منها أن تساعدها وتروح تجيب ماء لهم ليستخدموه في البيت وكانت تطلب منها هذا الشئ على شان تغير جوها ولعلها تخرج من العزلة التي تعيشها .
زوج هذه المرة أشدد عليه فراق زوجته وشوقه لها فأخذ يأتي متخفي لديرة وكان يذهب لمورد الماء لعله يشوفها وفي يوم من الأيام شافها وشافته فبقيت على الماء حتى يذهبوا الحريم إلي معها وعندما راحوا وبقيت لوحده لقيته وفرحت به وفرح بها وتبادل الحديث مع بعضهما ومن خوفها عليه قالت لا تخاطر بنفسك حتى لا يشوفك فلان فيذبحك فأفقدك إلى الأبد فقال لها ماعليك ما بيصير خلاف بأذن الله وبقي معها شوي ولما تطمئن عليها ونوى الذهاب قال لها تري أنا بجئك الليلة التي يكتمل فيها الهلال وتريني في مغرب تلك الليله بأعوى عواء الذيب فإذا سمعتيه فدري بأني بأجيك في تلكك الليله راحت الأيام ولما جاء الوقت الذي تواعدت هي وياه فيه فلاهي مبتهجه ومتغيره ولاهي تنظف البيت فشافتها مرة أخوها الشيخ ففرحت لما رأت منها وجاء أخوها الصغير وشاف أنه مسروره وفرحانه ففرح لما شاف منها وقال دامت ياخيه عليش السعادة والله أني اليوم مبسوط جداً لما شفته منك اليوم قالت الله يكثر خيرك ياغالي قال مدام إنتي اليوم طيبه فأنا بذهب لصيد فقد أشتقت له ولي فتره مارحت لصيد قالت روح وترجع بالسلامه ويوم جاء المغرب فسمعت عواء الذئب فقامت وشبت النار ولبست أحسن الثياب وتزينت وأستغربت منها مرة أخوها أمس تبكي واليوم تتزين الأمر فيه شئ يافلانه علامش متغيره اليوم قالت أبد مافيه شئ لكن قلت أغير وأحاول أخرج مما أنا فيه قالت الله يديم السعادة والفرح ياخيه قالت اللهم آمين أظلم الليل وكلاً راح يرقد ويوم أنتصف الليل والكل هجع في منامه هدف عليها وأستقبلته وسامرته وتعللت معه وتعلل معها ويوم قرب الفجر فراح من عندها قبل أن يشوفه أحد.
وفي الصباح دخلت عليها مرة الشيخ (أخوها الكبير) فوجدتها نائمه وهو ماهوب عادتها فقومتها
فقامت مبتهجه ومسرورة عكس الأيام إلي راحت فقالت أشوفك اليوم ما شاء الله متغيره كثير ويش السبب قالت ما من سبب قالت بلى فيه سبب أنشدك بالله أن تعلميني ويش السبب قالت
قلتلك ما من سبب قالت تخفين علي وأن أعتبر مثل أختك من متى ونحن نخفي على بعضنا قالت لها تعاهديني بالله ما تعلمين لأحد قالت أبد ما أعلم لأحد بس علميني قالت فلان البارحة كان معي
قالت ماهوب صحيح قالت تعالي وشوفي وقامت وشالت قدر كانت مغطيه به أثر زوجها فلما شافت أثره وتأكدت من الأمر صاحت المرة وقالت فلان جاء في البيت قالت نعم ويش سويتوا قالت تعللت معه وسامرته لين الفجر ورحل عن الديره قالت أخوش لو يدري أرسل وراه من يذبحه راحت الأيام ويوم أخذت شهرين لوالله أن بطنها يوم قام يكبر ويوم شافت مرة أخوها بأن بطن المرة يكبر وتأكدت بأنها حامل قالت الأمر بينكشف ومن ثم بيقتلني زوجي لابد أن أعلمه قبل كل شئ وإلي يحصل يحصل راحت المرة لزوجها وعلمته بما حصل وبالأمر كله فقام وهو غضبان وضربها على وجها وقال لها أنا ماقلت لش خلي عينش عليها إللحين من يصدق بأن زوجها هو إلي جاءها وأنها حامل منه وعندما كان الحديث يدور بين المرأة وزوجها فالخوه داخل عليهم سلام عليكم قالوا عليكم السلام أيش العلم قال أختك حامل قال كيف قال حامل زوجها جاءها على خفية منا فذهب الأخ الصغير إلى أخته وتقصى منها الأمر فعلمته بأنه جاء لها زوجها وأن كان بينهما تخطيط لذلك وأن هذا الأمر تم يومنك دخلت على وشفتني مبسوطه وطلبت مني أن تذهب لصيد فرجع لأخوه وأكد له الأمر وأخذ يفكر هو وخوه ماذا يفعلون فقال الأصغر مالنا إلا أن نأخذها ونحطها عند خوالي على شأن ما يشوفها أحد من عربنا وخوالي ما يدرون عن شئ ولا يدرون بأن زوجها مطرود له فتره طويله ولما حطيتها بأروح أبحث عنه وتأكد منه فأن الأمر صحيح رجعنا وأن الأمر غير ذلك قلنا ماتت قال شور سمين ويوم أنها غربت الشمس أخذ الصغير أخته وخرج بها إلى خواله وعلمها بما أتفق هو أخوه عليه فقالت مابه أخلاف جاء عند خواله وطلب منهم بأن تبقى أخته عندهم لين يرجع عليهم لأنه له لازم في ديره بعيدة وأخته ما تقوا على الطريق فهي حامل وبيتعبها السفر فقالوا ما هنا شر تبقى عندنا والله يحييها ذهب أخوها وأخذ يبحث عنه من ديره إلى ديره ومن قبيلة إلى قبيلة ولم يجده وبعد فتره رجع لخواله فوجد أخته قد ولدت وجاءت بولد ففرح لها وهنئها بالسلامه وتقصت أخباره فقال لها مامن خبر ولا له أثر فعظم الأمر عليهم وخاصه بأن هنا ولد الآن ورجوعها لديره بالولد أمر كبير وقد يثير جدال ما له نهايه فعزم أخوها المعاوده للبحث عنه وأخذ يبحث عنه وراح لقبائل لم يسبق أن جاء إليها وأخذ يتنكر ويقيم عندهم لعله يشوف أبن عمه إلا أنه لم يحصل ذلك وفي يوم من الأيام جاء عند قبيله فرحبت به وأدخل مجلس شيخها وصلح له عشاء فالتمت القبيله لهذا العشاء وعندما أمتلئ المجلس قال الشيخ نبي نزين المجلس بقصيد فقام شاعر القبيله وقال له قصيده وفجأه فإذا بأبن عمه داخل عليهم سلام عليكم قالوا عليكم السلام فلاهو يشوف ولد عمه ونسيبه فتفاجئ به رحب به وسلم عليه كأنه ما يعرفه فقال الشيخ تعال يافلان جنبي فلاهو مغير أسمه ماهوب أسمه الحقيقي فعرف بأنه مافعل هذا إلا على شأن إذا جاء أحد ينشد عنه ما أحد يعرفه فقال الشيخ ياضيف الرحمن ماعندك شئ من القصيد قال إلا ياطويل العمر قال أسلم فقال هذه البيتين :
ياذيب يلي تالي الليل عويـت=ثلاث عويات قويات وصـلاب
سايلك بربي ويش انت سويت=يوم الثرياء بينت والقمر غاب
سمعواها الجميع إلا أن فيه شئ من التسائل فقال الرجل الغريب إلى عند هذه القبيله أنا ياطويل العمر بأجيبه فرد عليه بهذه البيتين وقال :
انشهد اني عقب جوعـي تعشيـت=واخذت شاة الذيب من بين الاطناب.
على النقى ولا الـردى ماتهقويـت=ردوا حلالـي ياعريبيـن الانسـاب
ولما ختمها قام وتحضن ولد عمه وأخذ يحب على خشمه وعلى دهشة من الجميع قال الشيخ ياربع أنتوا تتعارفون قالوا نعم نحن عيال عم ونسايب وحصل بيننا خلاف وأخبروه بالقصه بأكملها فقال أن شهد أنكم رجال نوادر وأهل طيب فأستأذنوا من الشيخ وراحوا حتى جاءوا عند المرة ولقي زوجته وأبنه ومن الصباح راحوا إلى الديرة وعندما وصلوا فإذا الديرة عامنها هدوا وكأن فيها شئ وعندما وصلوا مجلس الشيخ فلاهو مريض جاءه مرض برأسه وله أكثر من تسعة أشهر مريض وطريح الفراش وعندما شاف أخته وزوجها وأبنهما فرحب بهم وجمعهم حوله وطلب منهم أن يسامحونه فقد أخطأ في حقهم وفرقهم وتسلط عليهم فقالوا حنا إولاد اليوم وما راح فات قال تقوله قال نعم قال أشهدوا أن الشيخه له فهو الذي يستاهلها وهي هديه مني لك حتى تسامحني فرحب بهذه الهدية وسبحان الله شفي هذا الرجل من مرضه وعاشوا زمانهم
نسأل الله أن يديم علينا وعليكم الستر والعافيه
والسلام عليكم

ساره88 @sarh88
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️