رميتُ جسَدي على الكُرسي الخشبي، أطلقتُ تنهيدة ضَجر، أخرجتُ علبة سيجارَتي، بدأتُ أنفثُ الدخان... مُضيقًا عيناي.
قد أبدو لكَ أني شخصًا خبيثًا أو يُدبر المكائِد للناس بينما في الحقيقة أنا شخصٌ لا يملكُ ضرًا و لا نفعًا لنفسهِ أو لغيرهِ.
هذا المقهى رغم الضوضاء التي تُسيطر على كُل جُزءٍ به إلا أني أجدُ طقسي الهادئ في زاويتهِ.
يجتمع الكثير من الرجال قد يلعبون لعبة تقليدية أو يحتسون أكواب القهوة أو يرتشوفن الشاي، بالطبع لا يخلو الطقس من صوت "ناظم الغزالي" المُنبغث من الراديو، لا أسمعُ بعض كلِمات الأغنية بسبب الضحك و أصوات النداء فهكذا هي دائمًا أجواءُ مقاهي بغداد.
أنا أجلسُ على طاولة في نهايةِ المكان وحيدًا أتصفحُ وجوه الجالسين و القائمين و الماشين و يبدأ عقلي بنسج حكاية لكل شخص تلمحهُ عيناي، يقولون أني هادئ جدًا لا أصدر أي أزعاج لكن لو دخلتَ لرأسي ستجد مدينة تُعمَر و تَنهار
هيَ تَحبُني و أنا كذلك لكن الحياةُ لا، ماذا أفعل هذا ما أقولهُ بعد أن أضع رأسي بين كَفي.
_يكفي سأغادر و لن أفكر بعد الآن.
قلتُها بعد أن أنتفضتُ من مكاني قائمًا
قررتُ أن أمشي، لكن إلى أين؟!
لا أعلم فقط سأمشي عسى أن يرسل الله فكرةً مع الرياح، أخترتُ زقاقًا فارغًا مضيتُ بهِ، حتى ظهرَت أمامي إمرأة تبدو على ملامحِها العروبةَ، إنها حقًا جميلة، جرَتني لتجلس على النافورة التي يتطايرُ منها رُذاذ الماء.
في حينِ إني لم أنطق بكلمة، حتى قالت مُتسائلة: هل عرفتَني أيُها الفتى؟!
"لا" نفيتُ قائلاً.
أبتسمت بمرارة و قالت: أنها تُخطط لقتلي.
سألتُها مستغربًا: من أنتِ و من الَتي تُخطط لقتلكِ.
_ لا أحد يعرف هذا سوانا.
ردتْ بينما ترسمُ على شفتيها أبتسامة مبهمة.
أستيقظتُ و أنا أفركُ عيناي، أشعرُ بدوار و ألم في رأسي......
لكن لحظة، مالذي جاء بي هُنا كنتُ أسيرُ ماشيًا حتى ألتقيتُ بفتاة كانت قد تكلمتْ بغرابة، أبدو كشخصٍ ثمل
أنَها حديقة "الحسن بن هاني" لا أذكر كيفَ قادتني قدماي لهُنا، وقفتُ متأرجحًا، أستجرتُ سيارة تقلُني لمنزلي
عندما دسستُ يدي في جيبي محاولًا أخراجُ محفظَتي سقطت ورقة كُتب عليها
"سيموت الجميع، و سيخسر الناس الحرب مقتولين" .
بعد مرور أشهُر بينما كنتُ أمشي بالأزِقة البغدادية الفارغةَ، لقَطت أُذني صوتُ أنين لفتاة، ولكنة أمريكية تسبُ
ركضت قدماي و الفضول يشعُ في عيناي، تُرى ماذا يحدث و هل يوجد نساء يتجولن في هذا المكان؟!
تجمدت عيناي و أنا أراها أنها نفسها تلكَ الفتاة، تبدو كعروسٍ ممزقٌ فستانها و متعرضة لأبشع الأشياء.
أقتربتُ لتقديم المساعدة،كانت مشاعرِ مُضظربةَ..حتى تهيأ لي أني خائِف من شيءٍ ما لا ادري ما هو، فهمست لي:
_أنا أم لكل طفل و بنت لكل أهل و أخت لكل أخ و وطن لكل مغترب و أرض لكل مواطن، ومثال لكل خير، لكن الآن أنا مشردة سُلبَ مني كل شيء.
سألتُها بهدوء:
_من أنتِ،ما قَصَتُكِ،أيتها الفتاة المُثيرة للحيرة؟!
_أنا ماضي جميل و حاضر مرير و مسقبل لا يوجَد لهُ تفسير، أنا كنتُ الحضارة و الآن أصبحتُ بحالٍ مرير
ثمَ أستيقظتُ على صوت مزعج يبدو كعيارت نارية و مدفعيات،و أصواتٌ خائِفة.
لكن أنا في بَيتي و على سريري بالضبط كيفَ هذا؟! تلكَ المرأة ماذا حلَ بها يا تُرى!!
دُفِعَ باب الغرفة بقوةَ و ولجَ أخي مفزوعًا فصرخَ:
_لقد أحتلتنا أمريكا و بغداد الآن أصبحت في حالٍ يُرثى لها.
فقد الاحبه @fkd_alahbh
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ان شاء الله تعود بغداد.كسابق عهدها
ويعود الوطن العربي بأكمله عزيزا أبيا متقدما
أسلوب جميل أخاذ وقلم متميز ينقصه المراجعة والتدقيق اللغوي ليكتمل
كما ألفت انتباهك غاليتي الي ان الرد هنا في واحتنا الحبيبة باللغة العربية الفصحى وهذا ما يميز القسم عن غيره فهو متمسك بأصالة اللغة محافظ عليها
جميل ما قرأت هنا وننتظر نصوصا جديدة أخرى لكن بعد أيام قليلة .. لتأخذ حقها
ودمت بود اختي فقد
ويعود الوطن العربي بأكمله عزيزا أبيا متقدما
أسلوب جميل أخاذ وقلم متميز ينقصه المراجعة والتدقيق اللغوي ليكتمل
كما ألفت انتباهك غاليتي الي ان الرد هنا في واحتنا الحبيبة باللغة العربية الفصحى وهذا ما يميز القسم عن غيره فهو متمسك بأصالة اللغة محافظ عليها
جميل ما قرأت هنا وننتظر نصوصا جديدة أخرى لكن بعد أيام قليلة .. لتأخذ حقها
ودمت بود اختي فقد
الصفحة الأخيرة
تعرض للمحن ، والأيام دول ..
الظاهر أن سمة الرمزية هي طابع شخصيتك وقلمك المعبر
ولازال هناك مأخذ على النحو إذ يسرق من جمال التعبير
فكوني حريصة على كتاباتك وراجعيها ولو من قبل أحد مطـلع على النحو
وأكتب لك ملاحظة عسى أن تأخذيها بعين الاعتبار لأجلك
وهي أنه مادام لك قلم غزير الانتاج فلاتفرطي به كثيراً
دعي كل نص ياخذ حقه من التثبيت والبنر والمشاركات
وحين تضعين المواضيع متلاحقة قد لاينتبه إليها أحد
او لايشارك في أكثر من موضوع ..
اتركي بين موضوع وآخر عدة أيام وبذا تكوني متواجدة دائماً
ومواضيعك محل المشاركة
كما أرجو أنت تشاركي كذلك غيرك ليكون هناك أخذ وعطاء
بارك الله بك ووفقك لكل خير 🌷