حوراء حواء

حوراء حواء @horaaa_hoaaa

محررة برونزية

قصه واقعيه

الأسرة والمجتمع

قصة حنان اليتيمة


نضرتها مشرقة 000 وجهها ينطق بالبراءة 000 ضحكتها منطلقة 000 مليئة بالحب والحنان000 تفيض مودة ومشاعر ؛ كان منبع عواطفها وأشواقها هو حب أمها لها وعطف والدها عليها 000 لم تكن وحيدة والديها بل كانت آخر بنت لهم 000 كانت المدللة 000وكانت المترفة 000 وكانت العطوفة والحنونة 000 إنها جميلة كالوردة المتفتحة 000 عندما تكون مع والدتها تحس بنبض الحب والحنان وفيض من الجمال يتدفق من جمالها وكلامها 000 كان لها أخوات لم يغرن منها 000 أو يحقدن عليها 000 أو يعتبن على والداهم لانهما يغرقان أختهم الصغيرة المدللة بكل مشاعر الحب والدلال … بل على العكس كانوا يحبونها ويغمرونها بمشاعر المودة الاخوة الصادقة … فلا عجب في ذلك !! لان أمهم وأبوهم قد أقاما العدل في في حبهما لبناتهم وتدليلهما لهم … فكل واحدة لها نصيبها من الحب والدلال 000 وكــل واحدة تحس إنها الصغيرة المدللة 0

ولم تكن تدري صغيرتنا بما يخفيه القدر لها !! فلا يعلم الغيب إلا الله فبيده تصريف الأمور وهو علام الغيوب ، كان والدها يشكو من مرض في القلب ، يضطره أحيانا كثيرة إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج اللازم 000 وكانت تأتيه نوبات قلبية تمر علية بسلام بعد تلقي العلاج في وقته 000 وتعودت العائلة على هذا الأمر 000 فأصبحوا لا يفارقون أباهم خوفا من أن تأتيه أزمة قلبية لكي يتم اسعافة في الوقت المناسب 000 وفجأة حدث ما لم يكن في الحسبان ، ولكن هذه المرة ليست في الأب 000 بل في الأم ، نعم إنها في الأم 0

جن جنون صغيرتنا 000 لم تصدق 000 لم تعلم 000 لا تريد أن تعلم 000 فما الحدث ؟! وما هو الذي حدث ؟! أحست الأم بوعكة صحية 000 لازمت على آثرها الفراش واستمرت حتى زادت ، واصبحت تلازمها كحة مزعجة ، قرر زوجها الحنون ومن غير تردد أن يصطحبها للطبيب كيف لا وهذه زوجته وقرة عينة ومنبع حبة وأمل عيشة وبهجة حياته ونور عينيه التي يبصر بهما على هذه الدنيا 000 وعندمـــا ذهبت إلى الطبيب أمر بضرورة وسرعة إجراء الفحوصات الطبية الشاملة ؟! ولكــن ؟! وبعد الكشف على نتائج الأشعة والفحوصات حدث ما لم يكن في الحسبان ؟! وبكل آسى وحزن 000 وبكل آسف وحسرة تكاد تخنق الطبيب عبرة حارقة لتصبر من هول المصيبة على الزوج ، فقد بينت الفحوصات إن ألام مصابة بداء خبيث قد انتشر في جميع جسمها ولا يمكن أن يزال الآن ، فالوقت قد فات وان اكتشاف المرض قد جاء في وقت متأخر جدا وإن المسألة مجرد وقت حتى يقضي الله روح الأم الطاهر !!! وقع الخبر فاجعا وصاعقا على قلب الزوج ؟!! لم يكن يعلم الطبيب بأن الزوج مصاب بداء القلب 000 وأنه بهذا الخبر قد يحدث له أمر لا يحمد عقباه 000 تقبل الزوج الأمر بمرارة وذهب إلى البيت يجر رجلاه وفي عينية دمعة حارقة وعبارة خانقة 000 وجلس في البيت يعيد حساباته ويرتب اوراقة 000 جاءته ابنته لتسأله عن حال أمها ؟!! وماذا بها ؟! وهل هي بخير ؟! فأخذ يتمتم بكلمات لم تفهمها 000 وأحست بعبرة تخنقه وإن عينية مغرورقتان بالدموع !! وفجأة 000 حدث ما لم يكن في الحسبان !! أصيب الأب بنوبة قلبية حادة جدا 000 لم تمهله حتى يصل للمستشفى 000 وفعلا قبض الله روحة الطاهرة 000 كانت البنت المدللة في المستشفى ملازمة لأمها !! وكانت تتجرع خبر مرض أمها على مضض وفي كل لحظة تنزل منها دمعة حارقة تحرق وجنتها الجميلة وتذهب روعتها وجمالها 0 00 ويأتي الخبر مدويا كالصاعقة على جميع أفراد العائلة 000 فقد مات الأب ؟! وتبقى العائلة في حزن عظيم 000 وكرب شديد 000 فلا يدرون ماذا يضمدون من جراح 000 ولا يدرون ماذا يغمدون من الآلام !! فقد مات الأب ولا تزال ألام تصارع المرض الخبيث أملا في العيش لأيام معدودة وظلت صغيرتنا تكابد آلامها 000 فغذاؤها الدموع 000 وليلها السهر 000 ونومها البكاء 000 وأمالها الآلام 000 كانت في أثناء ملازمتها لأمها تذبل وتذبل 000 فالوجه شاحب 000 والعيون غائرة 000 والخدود ارقها السهر 000 ويمضي شهر كامل 000 ويتبعة شهور ثلاثة 000 ولا تزال الأم في حالتها000 لا تعلم ماذا بها ؟000 وانما ترى حالتها في دموع عيون بناتها 000 وترى ان اجلها آت عن قريب في لمسات ابنتها الصغيرة وكثرت تقبيلها لها 000 وتشاء إرادة الله أن يقبض روح ألام الزاكية وذلك بعد سبعة شهور من وفاة زوجها 000 وتعيش الأسرة في آلام وجراح 000 فلا يدرون أي مصائبهم اعظم وأجل ؟ فهل هي مصيبة أبيهم الذي رحل ؟! أم فقد أمهم الذي حل ونزل ؟! 000 ويتوافد الناس ليعزوهم في وفاة أمهم 000 ويسألون الله لهم الآجر والمثابة في فقدها 000 وان يأجرهم في مصيبتهم وان يجعلها في مستقر رحمته في جنات النعيم 000وعندما يسأل الناس عن زوجها ليعزوة 000 تنطلق من أعينهم دموع ندية 000 وتعلو وجوههم حسرة وآلم عندما يعلمون انه قد مات قبل وفاتها بسبعة شهور فقط !!! وهكذا يدخل الناس ليعزوهم 000 ويخرجون وقد علت الدموع وجوههم 0

وتبقى صغيرتنا حبيسة دارها 000 أكلها السهر 000 ونومها الدموع 000 وكلامها الألم 000 فلا تأكل ولا تنام ولا تتكلم 000 وتحاول أخواتها عبثا في تهدئتها وتصبيرها وان هذا الأمر قد قدرة الله علينا 000 وإنها ببكائها تعذب أبوها وامها 000 ولكن تتلاشى لغة الكلام لتنطلق لغة الدموع 000 وينخرطوا جميعا في بكاء مر 000 ودموع حارقة 000 لا يوقفها إلا فراقهما وذهاب كل واحدة إلى غرفتها 000

وتمضي الأيام والليالي 000 وتبقى صغيرتنا في عزلتها 000 ويعزم الأخ الكبير على بيع البيت وتغييره إلى بيت جديد حتى يعيشوا حياه جديدة 000 وتظل فتاتنا تذكر أمها ، بل زاد الآمر بها إلى التعلق بكل شيء يذكرها بأمها ويربطها فيها 000 ويلحظ أخواتها هذا الأمر الجديد ويحاولوا من التخفيف منة وتهدئتها وتذكيرها بأقدار الله وعظيم الصبر والآجر من الله على احتساب المصيبة !! ولكن دون جدوى !! وتخطر في بال أختها فكرة رائعة وقد تكون صائبة 000 وذلك لاخراجها من ذلك الصمت الرهيب 000 والعزلة المخيفة 000 فصغيرتنا أصبحت تحب كل شيء يذكرها بأمها !!! لذا فهي تحب أخواتها وخالاتها وكل أقارب أمها 000 وفعلا نجحت أختها في ذلك 000 فكان قرارها حكيما في انتقال الصغيرة للعيش في كنف خالاتها وأخوالها 000 ومع مرور الوقت والأيام 000 أصبحت صغيرتنا تضحك 000 وتلعب 000 وتلهو 000 وبدأت الحياة تدب في عروقها من جديد 000 وعادت النضارة إلى وجهها وكأنها وردة قد تفتحت لتضيف جمالا إلى جمال الطبيعة وتفوح عطرا ينعش جو هذه الحياة الجميلة 000 وهكذا تعيش صغيرتنـــا في بيت جديد وفي ظل حب أخوالها لها 000 لانهم هم عبق عطر أمها الذي لا يندثر 000 وكل ما تبقى لها من أمها 000 في وجود إخوانها وأخواتها 0




منقوووووول
1
423

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دلوعه كلمتي مسموعه
ياعمري هي
الله أرحم بها منا
يارب لاتفجعنا بغالي
انا لله وانا اليه راجعون
مشكووورة حوراء