قصه و عبره

هذه القصه مقتبسه من جريده الوطن الكويتيه يوم الاحد الموافق 6 من ابريل سنه 2003 للكاتب حامد العلي .

و لاني رايت فيها عبر و معاني تستحق النشر و الاستزاده لعل الله يهيدنا جميعا لسبل الرشاد \
اللهم امين .

الكاتب يذكر قصه احد الشباب يقول :
انا شاب كان يظن ان الحياه مال وفير ----- وفراش وثير ------ و مركب وطئ ---- و غير ذلك كثير ------- وها انا اسرد قصتي لعلها توقظ غافلا قبل فوات الاوان ----- كان يوم الجمعه ---- و كاعاده لهو لعب مع الاصد\قاء علي الشاطئ ------ و لكن من هم الاصدقاء ---- هم مجموعه من القلوب الغافله ------- و قلوب فيها من الظلام ما يطفئ نور الشمس ---- و سمعت المنادي ينادي ---- حي علي الصلاه --- حي علي الفلاح ----- واقسم بالله العظيم --- اني سمعت الاذان طوال حياتي و لكني لم افقه يوما معني كلمه فلاح وكانها كانت تقال بلغه لا افهمها مع انني عربي و لغتي عربيه و اكنها الغفله ----------- و كنا اثناء الاذان نجهز انا و رفاقي عده الغوص و انابيب الهوا ------ استعدادا لرحله جميله تحت الماء ----- و انا ارتب في عقلي برنامج باقي اليوم الذي لا يخلو لحظه من المعاصي و العياذ بالله ----
وها نحن فب بطن البحر سبحان الخلاق فيما خلق و ابدع ----- وكل شي علي ما يرام --- بدات رحلتي الجميله ----- و لكن حصل ما لم اتوقع --- عندما تمزقت القطعه المطاطيه التي يطبق عليها الغواص باسنانه و شفتيه لتحول دون دخول الماء الي الفم و لتمده بالهوا ء من الانبوب
و تمزقت اثناء دخول الهوا الي رئتي ---- و فجاه اغلقت قطرات الماء المالح المجري التنفسي ---- و بدات اموت --- بات رئتي تستغيث و تنتفض ----- تريد الهوا ------ الهوا الذي طالما دخل جوفي و خرج بدون ان افهم انه احد اجمل نعم الله علي --- وبدات ادرك خطوره الموقف الذي لااحسد عليه ---- و بدا شريط حياتي بالمرور امام عيني
و مع اول شهقه عرفت كم الانسان ضعيفا ---- و اني عاجز عن مواجهه قطرات ماء مالحه سلطها الله علي ليريني انه الجبار المتكبر ----- و انه لا ملجا منه الا اليه ----- ولم احاول الخروج من الماء لاني كنت علي عمق كبير ---- و مع ثاني شهقه --- تذكرت صلاه الجمعه
التي ضيعتها ---- تذكرت حي علي الفلاح ------ و لاتستغربوا اني في لحظتها فقط فهمت معني الفلاح ----- ولكن للاسف بعد فوات الاوان ---- كم ندمت علي كل سجده ضيعتها ---- وكم
تحسرت علي كل لحظه ضيعتها في معصيه الله ----- ومع ثالث شهقه ---- تذكرت امي و
الحزن الذي يمزق فلبها وانا اتخيلها تبكي موت وحيدها و حبيبها ----و كيف سيكون حالها بعدي ----- و مع رابع شهقه ---- تذكرت ذنوبي و زلاتي و يا لكثرتها --- تذكرت تكبري و غروري ---- و بدات احاول النجاه و الظفر باخر ثانيه بقيت لي ---- فقد سمعت من قبل انه من ختم باشهد ان لا اله الا الله و ان محمد رسول الله دخل الجنه ---
فبدات احاول نطق الشهادتين -----فما ان قلت اشهد حتي غص حلقي و كان يدا خفيه كانت
تطبق علي حلقي لتمنعني من نطقها ---- فعدت احاول و اجاهد ---- اشه---اشه------- و بدا
فلبي يصرخ ربي ارجعون ----- ربي ارجعون --- ساعه ---- دقيقه ------ لحظه ------
و لكن هيهات --- بدات افقد الشعور بكل شئ و احاط بي ظلمه غريبه و فقدت الوعي و انا
اعرف خاتمتي --- وا اسفاه علي خاتمه كهذه و العياذ بالله ---- الي هنا تبدو القصه حزينه جدا ---- و لكن رحمه ربي و سعت كل شئ ---- فجاه بدا الهوا يتسرب الي صدري مر ه
اخري و انقشعت الظلمه ----- وفتخت عيني لاجد مدرب الغوص يمسك بي مثبتا خرطوم
الهوا في فمي --- محاولا انعاشي و نحن مازلنا في بطن البحر --- و رايت ابتسامه علي
محياه فهمت منها انني بخير -- و نطق قلبي و لساني و كل خليه في جسدي ------
اشهد ان لااله الا الله و ان محمد رسول الله ---- الحمدلله الحمدلله ------ و فجاه بدا قلبي
يحدثني قائلا : لقد رحمك ربي بدعاء امك لك فاتعظ
و خرجت من الماء ---- شخصا اخر --- وانا فعلا اعني كل معني لكلمه اخر ---------------
صارت نظرتي للحياه شيئا اخر --- وها انا و الحمدلله الان شاب كل ما يرجوه من الواحد
القهار ان يختم له باشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله لحظه الغرغره التي ----
اعرفها جيدا ---- شاب يريد ان يكون ممن ذكرهم الرحمن في كتابه الكريم ( الا من تاب
و عمل عملا صالحا فاولئك يدخلون الجنه و لايظلمون شيئا جنات عدن التي وعد الرحمن
عباده بالغيب انه كان وعدا ماتيا )
انتهت القصه