قصيدة تمتع بالحذاء للشاعر الأردني أيمن العتوم

تمتّعْ بالحِذاء



إلى البطل العراقيّ (منتظر الزّيدي) الّذي قذف في وجه رئيس أمريكا حذاءه الطّاهر.

شعر: د. أيمن العتوم


تَمَتّعْ بِالحِذاءِ بِفَرْدَتَيْهِ
وَذُقْ طَعْمَ الهَوانِ بِرَمْيَتَيْهِ



وَخُذْها إِنّ (مُنْتَظِرًا) لِيَوْمٍ
كَهَذَا قَدْ رَماكَ بِوَرْدَتَيْهِ



وَهَا هُوَ شَفَّهُ وَجْدٌ قَدِيْمٌ
فَأَهْوَى فوقَ رأسِكَ قُبلَتَيْهِ



أَلَمْ تَزْعُمْ بِأنّ الشّعبَ لَمّا
غَصَبْتَ نَخِيلَهُ مِنْ ساقِيَيْهِ



سَيَنْثُرُ في وُجوهِ الجَيْشِ وَردًا
وَينفَحُهُ بِأغلى ما لَدَيْهِ



فَهَا هُوَ بَعْدَ أَعْوامٍ عِجافٍ
سَقاكَ الحُبَّ مِنْ (صُرْمَايَتَيْهِ)






************





تَمَتَّعْ بِالحذاءِ فَكُلُّ شَوقِي
إِليكَ بَعَثْتُهُ في رِيْحَتَيْهِ



خُذِ الأولى وَداعًا ليسَ يُنسَى
أَيا كَلبًا يَبُولُ عَلَى يَدَيْهِ



وَأُخْرَى لِلضَّحايا صَارِخاتٍ
حَزَزْتَ فُؤادَهمْ مِن أَبْهَرَيْهِ



أَما راعَتْكَ أنّاتُ الثَّكالى
وَمَذْبوحٌ يَجُودُ بِمُهْجَتَيْهِ




وَطِفلٌ فَوقَهُ دبّابةٌ في
جَنازِيْرٍ تُمَشِّطُ عَارِضَيْهِ



وقلبٌ سالَ فَوْقَ الصّدْرِ لَمّا
أَتَتْهُ قَذِيْفَةٌ مِنْ حَارِسَيْهِ



وَأَقْسَى مِنْ عَذاباتِ الضَّحايا
إِذا اعْتَذَرَ القَتِيْلُ لِقاتِلَيْهِ


***********


حِذاؤُكَ أيُّها (الزَّيديُّ) رَمْزٌ
عَلا هَامَ المُلوكِ بِعِزَّتَيْهِ



رَأى وَجْهًا ذَلِيلاً في مَداهُ
فَمَالَ بِوَجْهِهِ عَنْ صاحِبَيْهِ



وَلَوْ رُمِيَ الحِذاءُ بِوَجْهِ قِرْدٍ
لَصَاحَ بِذَنْبِ مَنْ أُرْمَى عَلَيْهِ؟!!


***********


فَلا وَاللهِ لا بَغدادُ هانَتْ
ولا شَطُّ الفُراتِ بِضِفَّتَيْهِ



وَلا نَخْلُ العِراقِ إِذا تَعَالى
عَلَى كِبْرٍ يَمُورُ بِسَعْفَتَيْهِ



ولا مَاءُ الكَرامَةِ حِيْنَ يَسْرِي
حَناناً مِنْ سَوَاقِي دِجْلَتَيْهِ



إِذًا هذا العِراقُ بِكِبْرِياءٍ
يُلقِّنُ – كيفَ يَحيا – مُجرِمَيْهِ



إذًا هذا العِراقُ ... يَقُولُ: سُحقًا
لِكلِّ البَائِعينَ لِرافِدَيْهِ



وَلَمْ يَقْبَلْ ... وَلَمْ يَلْثُمْ بِذُلٍّ
يَدًا تَدْمَى إِذا مُدَّتْ إِلَيْهِ



نَباتُ الأرضِ يَصْلُحُ حينَ تَنمُو
بُذورُ كَرامَةٍ مِنْ تُرْبَتَيْهِ



فَخَبِّئْ في البُذورِ جَنينَ عِزٍّ
لِتَطْلُعَ شَمْسُهُ مِنْ مَشْرِقَيْهِ



أيمن العتوم



عمّان



15/12/2008م.


( يمنع وضع روابط لمنتديات أو مواقع أخرى )