قصيدة رائعة للعشماوي يرثي شيخنا بن جبرين رحمه الله

الملتقى العام








هذه القصيدة نشرها شاعرنا الكبير
عبدالرحمن العشماوي في جريدة الجزيرة
يوم الخميس 23 / رجب / 1430هـ
في رثاء سماحة الوالد العلامة
الشيخ الدكتور عبدالله بن جبرين
رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته..


ما بين مرتحلٍ وبين مقيم

تجري الحياةُ بعمرنا المقسوم

تجري سفائنُها على بحر الرَّدَى

تشكو من الأمواج طولَ هجومِ

ما بينَ غارقةٍ وناجيةٍ ترى

فَرَحَ السَّعيد، ودمعةَ المكلومِ

ما أقصرَ الأعوامَ بين بدايةٍ

ونهايةٍ، ومصيرنا المحتوم

نستقبل الدنيا وفي أَنْفاسها

معنى بلوغ الروحِ للحلقومِ

يا رحلةَ الأيَّامِ، مازلنا نرى

خطواتنا في دربنا المرسومِ

فنحسُّ أنَّ العمرَ صفحةُ قارئٍ

تُمحى إذا سقَطَتْ من (التَّرقيم)

هذي بحار الموتِ يَرفد بعضُها

بعضاً فيّا سُفُنَ التَّصَبُّرِ، عُومي

خبرٌ تناقَلَه الرُّواةُ، وربَّما

ساقت لنا الأخبارُ جيشَ هموم

رَحَل (ابنُ جبرِين)، رويدَك إنَّه

خبرٌ وربِّ الكون جِدُّ أَليمِ

رحل ابن جبرينٍ رحيل مبجَّلِ

بشموخ محتسبٍ وعِلمِ عليمِ

ترك الحياة وقد أنار دروبَها

بجمال أخلاقٍ، ونَشْر علومِ

يا راحلاً عنَّا، أمامَك روضةٌ

من عَفْو غفَّارٍ، وجُودِ كريمِ

انظُرْ إلى خُضر الطيورِ تألَّقَتْ

في جنَّةِ المأوى ودارِ نعيمِ

لكأنَّني بالكأس تُمْلأُ بالرِّضا

ومِزاجُها المختومُ من تَسْنيم

وكأنني بالشيخ يشرب ما صَفَا

من نَبْعها ورحيقها المختومِ

أَمَلٌ مَزَجْتُ به الدعاءَ، وإنَّما

نرجو له فَوْزاً بعفوِ رَحيمِ

يا من كسّرْتَ حواجزَ الدنيا التي

تقسو على مُتَذبْذِبٍ مهزومِ

يا تاليَ القرآنِ في جُنْح الدُّجى

متهجِّداً متعلِّقاً بعظيمِ

للهِ دَرُّك، كم وقَفْتَ مصلِّياً

حتى يَهُزَّ الفجرُ غُصْنَ نسيمِ

تَمتدُّ رحلتُكَ الجميلةُ حُرَّةً

ما بين تكبيرٍ إلى تَسليم

كم جُزْتَ آفاقَ الخشوعِ محلِّقاً

متجاوزاً فيها حدودَ نُجوم

ولكم سَعَيْتَ مع الضَّعيفِ لحاجةٍ

سَعْياً يخفِّف لَوْعَةَ المهمومِ

ولكم مَسَحْتَ دموعَ أرملةٍ، وكم

كَفْكَفْتَ بالإحسانِ دَمْعَ يَتيمِ

كم طالبٍ للعلم جاءَك راغباً

يسعى إليكَ بلهفةِ المحرومِ

فمنحتَهُ من كَنْز علمكَ ثروةً

وسقيتَه بالعَزْم و (التَّصميمِ)

بَطَلُ العقيدةِ أنتَ، لم َتْترُكْ على

أبوابها أَثْراً لكفِّ سقيمِ

جاهدتَ دون صفائها ونقائها

وردَدْتَ عنها وَهْمَ كلِّ خَصيمِ

وصدَدْت عنها بِدْعَةً مشؤومةً

بُنِيَتْ على التَّلفيق والتَّهْويمِ

إني عرفتُك بالتواضُعِ شامخاً

مترفعاً عن سَفْسطاتِ خُصوم

يا راحلاً عنَّا، مكانُكَ لم يزلْ

فينا شِعَارَ العلم والتَّعليمِ

إنْ غيَّبَ الموتُ الكرامَ فإنَّهم

يبقون في عِز وفي تكريمِ

يبقونَ في أذهاننا الفجرَ الذي

ترتدُّ عنه جحافلُ التَّعتيم

فالشمسُ لا تخفى على أنظارنا

مهما تلبَّد أُفْقُها بغيومِ



رحم الله شيخنا الجليل و أمد الله في عمر الشاعر و نفع به الأمة

10
827

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

&القلب الحنون&
قصيدة رائعه رحم الله شيخنا وادخلة فسيح جناته
نونه لاموره
نونه لاموره
جزاه الله خير هذا الشاعر قصائده مره روعه ورحم الله شيخنا
بنت 511
بنت 511
قصيده حلوووه ومحزنه بالوقت نفسه ):
njd283
njd283
القصيده كلها رُقيّ

مشكورة
ღღ زهـــــرة الــبــيــت ღღ
قصيدة رائعه رحم الله شيخنا وادخلة فسيح جناته
قصيدة رائعه رحم الله شيخنا وادخلة فسيح جناته
اللهم آمين

مشكورة أختي عالمرور العطر