قصيده رائعه

الأدب النبطي والفصيح

وما إرهابُ هذا العصرِ منَّا

ولا فينا ولا هو من هُدانا





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رغم كل ما يُنذر بالبؤس والشقاء .. وما يبعث إلى اليأس والقنوط

إلاّ إننا بحمد الله كهذه الجبال الشامخة التي نعتليها ..

وصمونا بكل نقيصة ، ورمونا من السوء بكل خصيصة ،

وها قد جاء وقت البيان ، فأليكموه مرموقاً بالدم

ومملوءًا بالإباء ، ينقل إليكم الصورة الحقيقية :

كتبنا بالدم الغالي بيانا ... نخبّرُ منّ نُحبُ بما دهانا

وننقلُ صورةً عنّا إليكم ... ترونا بها الحرائق والدخانا

ترون مدامع الأطفال دمّا ... يُجمّدُها الجليدُ على لِحانا

ترون نساءنا متلفِعاتٍ ... بحسرتهن ينشدن الحنانا

ترون شيوخنا عجزت خُطاهم ... فما هربوا ولا وجدوا الأمانا

ترون بيوتانا صارت قبورا ... وتحت ركامنا دفنوا رؤانا

أحبتنا أعادينا قُساةٌ ... فلا تتعجبوا مما تَرانا

هم اختطفوا هدوءَ الليلِ منّا ... ومن أجوائنا سلبوا شَذَانا

نلوذُ بمن أرانا الحقَ حقَ ... ومَن بظلال رحمتِهِ احتوانا

أما والله ما نخشى عدوّا ... يضلُ برغم قسوتِه جبانا

زرعنا للبُطولةِِ جانِحيها ... فطارت نَحوَنا تحمي حِمانا

وذوبنا الجليد بها وسِرنا ... تُغرِدُ تحت أرجُلِنا خُطانا

بُطولتُنا غدوناها يقينا ... وأسرجنا لجولِتها الحِصانا

سقيناها الدُعاءَ وما مللنا ... نُناَشِدُ من بقدرته كفانا

تكاملَ موقِفَ الأعداءَ منّا ... وأيَّدَ بعضهم بعضاً عيانا

لِقاءٌ بين شَرقٍ مستبِدٍ ... وغربًٍ بالعداوةِ واجهانا

أحبتنا لنا حقٌ عليكم ... ومن عرف الحقوقَ رعى وصانا

أقمنا حُجةَ الإسلامِ فيكم ... وأحيينا الجهادَ على ثرانا

بذلنا النفس للمولى وطِرنا ... بأجنحةِ الرضى لما دعَانا

فماذا تَبْذُلونا لنصرِ دينٍ ... وأعيُنُكُم بلا غبشٍ ترانا

ألستم تُبْصِرونا دُخاَنَ غَدرٍ ... وإرهاباً به الباغي رمانا

وما إرهابُ هذا العصرِ منَّا ... ولا فينا ولا هو من هُدانا

دعاوى من عدُوٍ اللهِ يرمي ... بأسهُمِها لِيُقِف مُرتقانا

يُفرِّقُ بيننا ويُثيرُ فينا ... خِلافاتٍ يزِدُ بها أسانا

وكم من واهِمٍ في الأرضِ يَحبُو ... ويَحسبُ أنّه بلغ العنانا

أما علِمَ المُكاَبِرُ أنّ فينا ... كتبُ اللهِ يمنحُنا البيانا

يُضِيءُ لنا الوجودَ فنحنُ نبني ... على أضواءِ منهاجِهِ الكياَنا

نقولُ له وللدُنيا جميعا ... بأنا سوف نرعى من رعانا

وسوف نُلقِنُ الباغين دَرساً ... يُعِيدُ إلى المودةِ من جفانا

فنُرهِبُ بالجهادِ طُغاةَ حَربٍ ... ونمنحُهم إذا صدقوا الأمانا
3
605

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم الحنان
أم الحنان
حقاً رائعه،،،،، جزاك الله خير.
فجرالعيون**
فجرالعيون**
جزاكي الله كل خير
وسلمت يداكي على الرد يالحنان بأكمله:26: :24:
بحور 217
بحور 217
جزاك الله خيرا يا فجر العيون ، فهذه القصيدة من القصائد التي لا يمل المرء قراءتها ..

وكلما قرأناها وجدنا الإحساس المرير نفسه والألم ذاته ..

من الأبيات التي أتوقف عندها كثيرا :

أحبتنا لنا حقٌ عليكم ... ومن عرف الحقوقَ رعى وصانا

أقمنا حُجةَ الإسلامِ فيكم ... وأحيينا الجهادَ على ثرانا

وهذه هديتي لكم :





وهنا منشدة