قصيــدة احوال وقصيدة الامــاكــن

الملتقى العام

ا لـسلام عليكم ورحمــة الله وبــركـاتـــه


انتابني شعور بأن قصيدة الأماكن للشاعر المجهول
مرتبطة ارتباطا قويا بقصيدة الشاعر / طلال الرشيد .
التي هي بعنوان (أحوال ) كما أنني أؤكد
و أجزم أن قائل قصيدة الأماكن المشهورة
لا يمكن أن يكون رجل بكل ما تخلل النص من عاطفة أنثوية
واضحة .. أضف إلى ذلك أن هذه القصيدة كانت ستغنيها
( نوال الكويتية ) و استمرت محتفظة بها أكثر من ستة أشهر ..
و للمعلومية .. و الفائدة .. أن قصيدة ( أحوال ) حدث عليها
خلاف بين ورثة الراحل طلال الرشيد .. و بين محمد عبده
الذي أصر .. على نسبتها للتراث .. في ألبومه ( الهوى الغايب )
و سأنقل لكم .. ما قالته صحيفة شمس :-
( ذكرت صحيفة "شمس" السعودية في عددها المنشور الأحد 10-2-2008
أن موقفا مشابها حدث مع الفنان العراقي كاظم ساهر الذي كان يرغب في
غناء إحدى قصائد الرشيد لكنه سارع إلى حذفها من ألبومه
عندما علم برغبة عائلته بعدم غناء القصائد مما لاق استحسانا كبيرا منهم.

وأوضحت الصحيفة أن الفنان محمد عبده أصر على غناء قصيدة "أحوال"
حيث قام بنسبتها إلى "التراث" في "محاولة للتحايل"
على لجنة المصنفات في وزارة الإعلام من أجل الموافقة
على الألبوم وهو ما تم له بحسب تعبير الصحيفة.

وأكدت الصحيفة أن طلال الرشيد كتب القصيدة قبل 15 عاما
ووثقها في ديوان صوتي طرح قبل نحو 10 سنوات وألقاها
في عدة أمسيات شعرية في المنامة والكويت والشارقة إضافة
إلى توثيقها ونشرها في الأعداد الأولى من مجلة "فواصل" التي يملكها.) انتهى


وهذا ما جعلني أصر على أن الفنان محمد عبده.. هو من لديه
المعرفة بشاعرة " الأماكن " التي أتوقع أن تكون هي نفسها من
طلبت من " محمد عبده " غناء " أحوال "
و لا أعلم ربما تكون زوجته هي من نظم الأماكن لأنني وجد ت لها ..
أبيات ترثي بها طلال زوجها و الذي أكد لي أكثر أنها شاعرة متمكنة ..
تقول في مرثيتها :-


جرالي شي ماعمـره جرالـي
لـو الرجليـن دلّنـه جرولـه

وطرالي شي ليتـه ماطرالـي
طرالي شيخٍ اجـداده طرولـه

عسى دار الجزايـر للخَلاَلـي
وعسى الجلفه لدمـار يطولـه

عسى مابأرض جلفتهم عدالي
وعسى من راح يمّه ماينولـه

.


أما الآن انتقل بكم للموازنة بين النصين :-


حين استشعار النصين " الأماكن و أحوال "

و جدت علاقة و ثيقة بين التجربتين الشعوريتين ..

فقصيدة أحوال التي مطلعها ..

أنا مقدر أكون إني حبيب في بعض أحــــــــوال

أنــــا كـلــــي أجي وإلا أروح بعــزتي كـلــــــي

أجد فيها كل معاني الرفض للحضور في أماكن المحبوب ..
وربما كان هناك موقفا يجعله يصر على ذلك الرفض ..
لأنه _ رحمه الله _ ربما كان أنانيا في الحصول على كل ما يمتلكه
محبوبه من عاطفة الحب .. و يرى في عدم ذلك إقلال للعزة ..

و بعد وفاته أصبحت الأماكن تريد رجوعه بأي شكل من
الأشكال ..
و كأن قائلة الأماكن هي نفسها المقصودة في قصيدة ( أحوال )
لأنها أجابت بأنه ليس مجرد العاطفة التي تريد رجوعه ..
بل أن الأماكن و الشخص نفسه ..

الأماكن كلها مشتاقة لك
والعيون اللي انرسم فيها خيالك
والحنين اللي سرى بروحي وجالك
ما هو بس أنا حبيبي
الأماكن كلها مشتاقة لك

وهنا نعود لحياة الراحل طلال الرشيد و نسترجع ..
ما قاله .. حين قرر الفراق قبل أن يموت ..
و لكنه بلا إراده و جد سؤالا يأخذه إلى محبو بته ..
و ربما كان السؤال ..
عن معرفة تبادل الشعور بينه و بين من أحب ..
ثم أخذته دمعته و لكن طغى عليه كبرياءه و عدم الرضى
بالذل .. و مع ذلك يعترف .. بأنه حين اختار الفراق لم يكن يعلم
أنه اختار الاتصال الروحي لمحبوبته .. و أنه لا يعلم كيف
يجدها أمامه في كل ما حوله فيقول :-

خذاني لك سؤال في عيونك والجــــــواب محال

خذاني منك دمـــع في عيوني مـــا رضى ذلـــي

أنا اخترت الفراق وما دريت إن الفراق وصــال

أقول إني نسيتك.. بس مدري كيف توصـــل لي

و لكن لدى شاعرة الأماكن المجهولة نجد أن اتصال الراحل الروحي بها
انقطع منه بينما لم ينقطع منها .. فهي تذكره في
كل شئ من خصوصياتها ..
تذكره في صوتها و في ضحكتها فهي له و ليست إلا له
حتى ولو غابت الدنيا فهو لن يغيب لأن شاعرة الأماكن
ملكا للراحل (طلال الرشيد ) ..
فهي تتأوه ألما حين تتذكره لأنها قد يئست من ملاقاته ..

كل شيء حولي يذكرني بشي
حتى صوتي وضحكتي
لك فيها شي
لو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب
شوف حالي آآآآآه من تطري علي


و حين نعود للراحل قبل رحيله .. في قصيدته .. نجده يعاني من
اختيار الفراق و كأنه قد ندم و حاول أن ينسب الاختيار لمحبوبته
التي أصبح يرى ذكراها بكل و ضوح كاشراقة الشمس
ولكن بدون غياب و يجعل من صورتها ظلال يستظل من أشعة الذكرى بها..
و أخذ يحاكي كل ذلك وهو يعتصر ندما و ألما و حسرة .. ثم
توقف عن ذلك و هو متردد و لا يعلم أيظل يحاكيها أم لا ..؟؟


رحلت انت وتركت لخاطري طيفك وصبر طــــال

غدت ذكراك شمس ما تغيب وصورتك ظلي

حكيت وما لقيت من الحكي إلا الندم موال

سكت ومت بالحسرة ولا أدري وش هو أحسن لي



و لكن كل ذلك التألم و الحسرة لم تكن بالمقدار الذي تشعر به
شاعرة الأماكن المجهولة ..
لأنها تتألم و هي يائسة من رجوع ( الراحل ) إليها ..
فهي ترى ذوبان كل صوت تريد أن توصله للراحل
في مشاعر مكبوتة يائسة .. ولكنها تظل خائفة من
من مجيئه الذي تخشى أن لا يتبقى من العواطف
المذابة ما تعبر بها عن نفسها و عن أحاسيسها ..

المشاعر في غيابك
ذاب فيها ألف صوت
والليالي من عذابك
عذبت فيني السكوت
وصرت خايف لا تجيني
لحظة يذبل فيها قلبي
وكل اوراقي تموت

نعود مرة أخرى للراحل قبل رحيله .. و معاناته و اعترافه
بالحب الذي غلبه في النهاية حتى على شعور الكبرياء
و الكرامه .. و أن خياله لمحبوبته بات جارحا له حين خانه
الظن الذي كان يرى أنه سيداوي معاناته ..

أحبك كل ما فيني يحبك يا خلي البال

تخيلتك دواي.. وصرت جرحي الصعب يا خلي

و يترجم الشاعر الراحل الصادق في كل نبرات الأحاسيس
معاناته و تعبه من محاولة نسيانها .. حين يحاول الرحيل
الفكري في مشاهدة و جوه البشر عله ينسى صورة محبوبته
و لكن مع ذلك يزول الألم وهو يرى صورتها المتكررة أمامه
في كل الوجوه و يفرح و يرحب مما يدل على تمكن الحب و طغيانه
على أحاسيسه لأن الإنسان لا يفرح إلا بمن يحب ..


تعبت أرحل مع وجيه البشر بنساك بالترحال

ولا أدري وش يجيبك في وجيه الناس.. وأهلي


و لدى شاعرة الأماكن شعور مختلف كمّاً و نوعاً ..
فهي تعاني كل المعاناة .. من اليأس في رجوع محبوبها
الراحل ..
الذي فقدت بغايبه كل شيء و بودها أن يعرف ذلك ..
و تكرار الآآآآآآآآه يراود نص الأماكن الممتلئ بمصداقية
للتجربة الشعورية ..
فهي تتأوه لأن أيامها بدونه لا شيء سوى سرقة لعمرها
الذي يفوت وهي لا تشعر به ..
بل حتى مجرد الأمان و الشعور بالطمأنينة لم تعد تشعر به
لأنها منذ رحيله و هي لا تستطع تذوق ذلك الأمان ..
..
و تعود لتتساءل مرة أخرى عن المكان الذي رفض المجيء إليه
في مطلع القصيدة ( أحوال )
بل تسأل المكان نفسه كلما راودته فلا تجد سوى صوت الماضي
الذي يخبرها بأنه ليس مجرد هذا المكان الذي يشتاق لرجوعه..
بل كل الأماكن ..
التي مر فيها .. و التي تسكن روحها .. لأنها بقايا أطلال " لطلال "
الذي تتمنى أن تجده في كل تلك الأماكن .. و لكن للأسف لم و لن تجده ..
.
.
آه لو تدري حبيبي
كيف ايامي بدونك
تسرق العمر وتفوت
الأمان وين الامان
وأنا قلبي من رحلت
ماعرف طعم الأمان
وليه كل ما جيت أسأل
هالمكان
اسمع الماضي يقول
ما هو بس انا حبيبي
الأماكن كلها مشتاقة لك
الاماكن اللي مريت انت فيها
عايشة بروحي وابيها
بس لكن ما لقيتك

و حين نعود للراحل و نسترجع قصيدته أحوال ..
نجده هو الآخر يعتصر ألما ولكن ألمه كان أخف
لأنه لم يخالطه يأس و ذلك لوجود الاتصال الروحي ..
بينه و بين محبوبته ..
فهي تأتي إليه في ذكراه .. بكل ما حوله ..
في الأغاني .. و السوالف .. و حتى في سؤال الآخرين له
بـ " كيف الحال ؟؟"
فهي لا تفارقه .. لدرجة أن عطرها يشم رائحته حتى في تخيله و تذكره ..


تجيني في الأغاني في السوالف في سؤال الحال

تجيني كل ما شميـت عـطــــــــرك ويـتـخـيــــلي


و يبدو أن للعطر و السوالف.. قصة مستقلة بين الراحل ( طلال الرشيد ) و شاعرة
الأماكن ..
ففي حياته كان يشتم رائحة عطرها .. و بعد وفاته ..
حاولت أن تذهب إليه و حين تخيل و صولها كانت مسرعة .. لدرجة
أن عطرها لم يبرد بعد .. و أن السوالف في أقصى حالات التأهب
حتى أن السوالف لم تذب في صمتها ..
وكانت متفائلة و متأمله وجوده هناك ..
و أخذت تنتظر رجوعه المستحيل ..
و كل ما يحيط بالمكان يبعث فيها الأمل ..
حتى الريح .. الذي ظنته آتياً بعطره هو الآخر ..
و ظنت أن شوقه الذي أيقناه في قصيدة ( أحوال )
جاء به ليجالسها في المكان .. و يتحدث معها ..
و لكن علمت أن كل ذلك مجرد ضن لن و لن يتحقق
حتى لو انتهى العمر ..
فقد خاب ظنها .. و لكنها تعيد و تكرر أنها ليست الوحيدة
التي اشتاقت له .. بل حتى الأماكن ..


جيت قبل العطر يبرد
قبل حتى يذوب في صمتي الكلام
واحتريتك
كنت اظن الريح جابت عطرك
يسلم علي
كنت أظن الشوق جابك
تجلس بـ جنبي شوي
كنت وكنت أظن وخاب ظني
ما بقى بالعمر شي واحتريتك
ما هو بس انا حبيبي
الأماكن كلها مشتاقة لك


رحم الله طلال الرشيد الذي استمر الإبداع ملازما له
حتى بعد وفاته .. فلولاه لما استمتعنا ..
بالإبداع الشعوري الصادق في الأماكن ..
طلال الرشيد شاعر الإبداع الحسي بعد و قبل رحيله ..
و شاعرة الأماكن .. مكملة لمسيرة الراحل بكل ما تخلله نصها
من صدق الشعور و إحساسه ..
.
منقووووووووووووووووووووووول
25
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

al-jood
al-jood
الله يعطيك العافية
ستايلست ميمو
ستايلست ميمو
غريبه اللي اعرف انه قصيدة الاماكن لعبدالرحمن بن مساعد اتوقع كذا والله اعلم
لميس بياعة التميس
الله يعطيك العافية
الله يعطيك العافية

نــورتي موضوعــي

اااب
لميس بياعة التميس
غريبه اللي اعرف انه قصيدة الاماكن لعبدالرحمن بن مساعد اتوقع كذا والله اعلم
غريبه اللي اعرف انه قصيدة الاماكن لعبدالرحمن بن مساعد اتوقع كذا والله اعلم

هــلآ نورتي موضوعي

اااااااااااب
ام نايف ونادر
ام نايف ونادر
الله يرحم طلال الرشيد ويغفر له