قصيــــده رآئــــــــعه (( أم المؤمنين عائشة رضي الله تتكـلم عن نفسها )) ......

الملتقى العام


هذه قصيدة ابن بهيج الأندلسي ،

التي تصورها على لسان أم المؤمنين السيدة "عائشة رضي الله عنها"

فتأملوها وأعجبو بها وهي تناظر وتفاخر ،

وتدفع في نحور الأعداء بسلاح الحجة والبرهان.


يامُبْغِضِي لا تَأتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ..........فالبَيْتُ بَيْتي والمَكانُ مَكاني

إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ.......بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعــانـي

وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها..........فالسَّبقُ سَبقي والعِنَانُ عِنَاني

مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبي.......فالْيَوْم يَوْمي والزَّمانُ زَماني

زَوْجي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ........اللهُ زَوَّجني بــهِ وحَبَـــانـي

وأتاه جبريل الأمين بصورتي .......فأحبني المختار حـين رآنـي

أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدي سِرُّهُ.........وضَجيعُهُ في مَنْزلي قَمَـــرانِ

وتَكلم اللهُ العظيمُ بحُجَّتي ...........وبَرَاءَتِي في مُــحكمِ القُــرآنِ

واللهُ خفَّرَني وعَظَّمَ حُرْمَتي..........وعلى لِسَـــــــانِ نبِيِّهِ بَرَّاني

والله في القرآن قد لعن الذي ........بعد البراءة بالقبيـح رمـــاني

واللهُ وبَّخَ منْ أراد تَنقُّصي ..........إفْكاً وسَبَّحَ نفسهُ في شـــاني

إني لَمُحْصَنةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ...........ودليلُ حُسنِ طَهارتي إحْصاني

واللهُ أحصنَني بخاتِمِ رُسْلِهِ...........وأذلَّ أهلَ الإفْكِ والبُهتـــــانِ

وسَمِعْتُ وَحيَ الله عِندَ مُحمدٍ.........من جِبْرَئيلَ ونُورُه يَغْشـــاني

أَوْحى إليهِ وكُنتُ تَحتَ ثِيابِهِ..........فَحَنى عليَّ بِثَوْبـهِ خبَّـــــاني

مَنْ ذا يُفاخِرُني وينْكِرُ صُحبتي........ومُحَـمَّدٌ في حِجْره رَبَّـــــاني؟

وأخذتُ عن أبويَّ دينَ محمدٍ..........وهُما على الإسلامِ مُصطَحِبانِ

وأبي أقامَ الدِّين بَعْدَ مُحمدٍ.............فالنَّصْلُ نصلي والسِّنان سِناني

والفَخرُ فخري والخلافةُ في أبي ......حَسبي بهذا مَفْخَــــراً وكَفـاني

وأنا ابْنَةُ الصِّديقِ صاحبِ أحمدٍ.......وحَبيبِهِ في السِّـــرِّ والإعـلانِ

نصرَ النبيَّ بمالهِ وفِعاله.............وخُروجهِ مَعْهُ من الأوطـــانِ

ثانيه في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى........بِردائــــهِ أكرِم بِهِ منْ ثـــــانِ

وجفا الغِنى حتى تَخلل بالعبا..........زُهداُ وأذـــعنَ أيَّما إذعــــانِ

وتخللتْ مَعَهُ ملائكةُ السما............وأتتهُ بُشرى اللهِ بالرضـوانِ

وهو الذي لم يخشَ لَومةَ لائمٍ.........في قتلِ أهلِ البَغْيِ والعُدوانِ

قتلَ الأُلى مَنَعوا الزكاة بكُفْرهم.........وأذلَّ أهلَ الكُفر والطُّغـــيانِ

سَبقَ الصَّحابةَ والقَرابةَ للهدى..........هو شَيْخُهُم في الفضلِ والإحسانِِ

واللهِ ما استبَقُوا لنيلِ فضيلةٍ............مَثلَ استباقِ الخيل يومَ رِهانِِ

إلا وطارَ أبي إلى عليائِها.............فمكانُه منها أجلُّ مكـــــــانِِ

ويلٌ لِعبدٍ خانَ آلَ مُحمدٍ...............بعَداوةِ الأزواجِ والأختــــانِ

طُُوبى لمن وَالَى جماعةَ صحبهِ........ويكون مِن أحبابه الحسَنــانِِ

بينَ الصحابةِ والقرابةِ أُلْفَةٌ.............لا تستحيلُ بنزغَةِ الشيطانِ

هُمْ كالأَصابعِ في اليديْنِ تواصُلاً .......هل يستوي كَفٌ بغير بَنانِ؟

حَصِرتْ صُدورُ الكافرين بوالدِي........وقُلوبُهُمْ مُلِئَتْ من الأضغانِِ

حُبُّ البتولِ وبعلِها لم يختلِفْ............مِن مِلَّة الإسلامِ فيه اثنانِ

أكْرِم بأربعةٍ أئمةِ شرعنا ...............فهُمُ لبيتِ الدينِ كالأركانِ

نُسجتْ مودتهم سَدَىً في لُحمةٍ............فبناؤها من أثبتِ البُنيانِ

اللهُ ألَّفَ بين وُدِّ قلوبهم..................ليغيظَ كُلَّ مُنافق طعـــانِ

رُحماءُ بينهمُ صَفَتْ أخلاقُهُمْ..............وخَلتْ قُلُوبهمُ من الشنآن

فدُخولهم بين الأحبة كُلْفةٌ................وسبابُهم سببٌ إلى الحرمانِ

جمع الإلهُ المسلمين على أبي............واستُبدلوا من خوفهم بأمانِ

وإذا أراد اللهُ نُصرةَ عبده................من ذا يُطيقُ لهُ على خذلانِ

مَنْ حبَّني فليجتنب مَنْ سبني..............إن كانَ صان محبتي ورعاني

وإذا محبي قد ألظَّ بمُبغضي...............فكلاهما في البُغض مُستويانِ

إني لطيبةُ خُلِقْتُ لطيبٍ...................ونساءُ أحمدَ أطيبُ النِّسوان

إني لأمُ المؤمنين فمن أبى................حُبي فسوف يبُوءُ بالخسران

اللهُ حبَّبَني لِقلبِ نبيه.....................وإلى الصراطِ المستقيمِ هداني

واللهُ يُكْرِمُ من أراد كرامتي...............ويُهين ربي من أراد هواني

والله أسألُهُ زيادةَ فضله...................وحَمِدْتُهُ شكراً لِما أولاني

يا من يلوذُ بأهل بيت مُحمدٍ...............يرجو بذلك رحمةَ الرحمان

صِلْ أمهاتِ المؤمنين ولا تَحُدْ.............عنَّا فتُسلب حُلة الإيمــــان

إني لصادقة المقالِ كريمةٌ..................إي والذي ذلتْ له الثقلانِ

خُذها إليكَ فإنما هي روضةٌ................محفوفة بالرَّوْحِ والريْحانِ

صلَّى الإلهُ على النبي وآله................فبِهِمْ تُشَمُّ أزاهرُ البُستانِ



__________________


اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وأله وزوجاته أمهات المؤمنين

وأرضى عن أصحابه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي
4
538

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حُـــــــره أسيره
........
خالقي ما يضيعني
مررررة حلوة القصيدة في الصميم جعله بموازين كاتبها
اختي من كاتب القصيدة؟
حُـــــــره أسيره
حياك

القصيده : للواعظ أبي عمرآن موسى بن محمد ن عبدالله الأندلسي
حُـــــــره أسيره
سبحان الله