ام مضحية

ام مضحية @am_mdhy_1

عضوة جديدة

قضية المرأة وبداياتها في الغرب

الملتقى العام

تعيش أمة الإسلام دوامة فكرية ، لا تُعْرِف أولها من آخرها ، فكل قادر على الإمساك بالقلم أو غير قادر يدلى بدلوه ، فاختلط الحابل بالنابل ، فمنهم المتبع ، وكثير منهم مقلد مشبوه ، خدعه بريق الظاهر فامتنع عليه الوصول إلى الحقيقة ، فسار يجري وراء السراب دون أن يدركه .



المرأة نصف المجتمع ـ هكذا يقال ـ وإن قلت ثلثا المجتمع لم أتجاوز الحقيقة ، فإن نسبة مواليد الإناث في العالم تسير بهذا المعيار ، فهي الأم والأخت والعمة والخالة والبنت وبنت الأخ وبنت الأخت ……….
وإننا أمة مقلِدة ، لا نحسن الاختيار ، نظن التحضر ينحصر في كل ما جاءنا ويجيئنا من الغرب ، فما حقيقة وضع المرأة في الغرب وما مكانتها الاجتماعية ، وهل مساواتها بالرجل في كل شيء حقيقة أو خيال ، وهل المساواة جلبت لها الرفعة والصدارة ، وهل الرجل الأبيض أنصفها كما يدعي ، أو قادها لمآرب أخرى …….
وهذا يقودنا إلى كشف خبايا التاريخ الأوربي ، ما قبل الثورة الفرنسية 1789 وما بعدها ، سياسياً واجتماعيا ودينياً واقتصاديا وثقافياً وعلمياً …..فيما يخص قضايا المرأة ، حتى نُحَصِّن أنفسنا فيما نقذف به من تُهَم ، ونتجهز للدفاع عن موروثنا الإلهي ، ونقدم الخير للمرأة أينما وجدت ، من منظور يتفق مع فطرتها ، لأنه من الإله الذي خلقها على هذه الفطرة ، بعد غربلة المشبوه الوارد إلى المسلمين في قضية المرأة .


فما هي الظروف الأوربية التي وَلَّدَتْ قضية المرأة ، وهل كان في الإمكان أن تسير بمسارٍ يختلف عما سارت فيه ، وهل هناك مُوَّجهٌ خفيٌ وَجَّهها هذا التوجيه ؟ ……..؟


عاشت أوربا قروناً مظلمة ، تحت ظلم الكنيسة والإقطاع ، فالكنيسة سيدة الحل والربط ، تنصب من الملوك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تريد ، عامة أفراد الناس في نظرها أصفار إلى اليسار ، لا قيمة لهم ، ومن خالفها في معتقد من معتقداتها ـ حتى ولو كان هذا المعتقد خرافة ـ فالمطاردة ومحاكم التفتيش تلاحقه حتى الوفاة .


أما الإقطاع فَضَيْعَات واسعة من الأراضي الزراعية لها عبيد وإماء ، يملكها فرد ، يُعْتبر هو السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية ، فمن حقه أن يسلب حياة من أراد من عبيده وإمائه ، ومن حقه أن يسلخ جلد من يريد من هؤلاء حقيقة لا خيالاً ، ومَثَّلَ هؤلاء العبيد والإماء ما نسبته 94% من مجموع السكان للقارة الأوربية .


ظلم تحمله الأوربيون قرابة عشرة قرون ، ممن يُتَوَقَّعُ منه العدل والإنصاف والرفق بابن آدم .


ومن فطرة البشر مج الظلم ، ونفيه متى سنحت الفرصة لذلك ، فبدأت الأصوات تنتقد الظالمين ـ الكنيسة والإقطاع ـ وبدت نُذُرُ الثورة الفرنسية تظهر في الأفق ، وتطالب بالإصلاح ، وإعادة الأمور إلى نِصابها ، إلا أنها لم تجد أذناً صاغية ، ولم تُقَدر غضبَ الجماهير حق التقدير .


فوقعت الثورة الفرنسية عام 1789م ، وهي أعظم حدث في تاريخ أوربا على الإطلاق ، وأنتجت الثورة مجتمعاً صناعياً ، وأزالت مجتمع الإقطاع ، وقام المجتمع الجديد في أحضان اليهود ، وذلك بتمويلهم للصناعة ، فمادام اليهود هم المُمَوِّلُون للصناعة فلهم الحق أن يصوغوا المجتمع الأوربي ، ويصبوه في القالب الذي يريدونه من التصورات والأفكار والسلوك ، وبذلك تسلمت هذه الفئة قيادة المجتمع الأوربي ،الذي أخذ ينسلخ من دينه ، لسوء تصرفات الكنيسة ، وظلم الإقطاع الذي باركته منظمة البابا .


وأنتج هَدْمُ الإقطاع ، والعمل في الريف عُمالاً صناعيين في المدن ، مضطرين لترك عائلاتهم في الريف لغَلاء المعيشة في المدن ، وعدم إعطاء صاحب المصنع أجراً يَفِي بمتطلبات حياة العامل وحياة عائلته ، إن أرادَتْ أن تعيش معه في المدينة .


وخرج إلى حيز الوجود ما سمى في أوربا آنذاك ( ظاهرة العائلات المتروكة ) فصبرت تلك العائلات فترة من الزمن ، أملاً في أن يرسلَ لها عائلها مما ادخره من راتبه ، ولم يكن المُدَّخَر يَفِي بحاجة العائلة ، مما أجبرها على أن ترسل بناتِها للعمل في المصانع ، وشجعها على ذلك أن العمل فيها لا يتطلب جهداً ، وإنما هو عبارة عن رفع زر فتدور المكنة أو إرخاء زر فتتوقف المكنة .


فخرجت هذه العفيفة إلى المصانع لطلب العمل ، فرحب بها الصناعيون لأنها تلبي حاجتين :
1ـ متى أضرب العمال عن العمل طلباً لزيادة الأجور أحلوها محلَّهم ، فلا يتوقف المصنع ، ولا يخسر الرأسمالي شيئاً من جراء الإضراب .
2ـ تسد حاجة العمال العزاب الجنسية الرخيصة ، وشجعها على ذلك شركات الأدوية اليهودية التي أخرجت العديد من الأدوية المانعة للحمل ، فرضخت لهذا السُعَار وهي تبغضه أشد البغض .


أضف إلى ذلك أن أصحاب المصانع لم ينصفوها في الأجر ، فقد أعطوها نصف أجر الرجل ، رغم أن احتياجات المرأة أكثر من احتياجات الرجل ، فما يُعَد نافلة في حق الرجل يعد في حقها واجباً ، فأضربت عن العمل للمطالبة بمساواتها بالرجل في الأجر ، فلم يسأل عنها أحد ، ونصحها الغشاشون بأن المساواة لن يُلَبَّى لها إلا إذا أُقِّر تشريع بذلك من البرلمان ، فادخلي البرلمان ، وقدمي قضيتك فيه .


وكان الدخول إلى البرلمان يتطلب التعليم ، ولم تكن المرأة الأوربية متعلمة آنذاك ، فأُقحمت في التعليم المساوي للرجل بغض النظر عن كونه يتناسب مع فطرتها أو لا يتناسب .


تلك هي الخلفية التاريخية لقضية المرأة في أوربا ، بدايتها طلب المساواة بالرجل في الأجر ، أما ما انحدرت إليه أو تنحدر فيه كل يوم دون العودة إلى ما يتلاءم مع فطرتها ، وما لا يتلاءم مع فطرتها ، فأمر لا يَهُمُّ المخططين في شيء ، بل هَمُّهم الوحيد أن تكون في متناول اليد في كل مكان

كتبة د. خادم حسين بخش
https://twitter.com/#!/drkadmbakhsh
2
327

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام غنـى
ام غنـى
يعطيكًـ العافيه
ع الموضوع والطرررح الرائع
ام مضحية
ام مضحية
شكرا لك أم غنى