قضية المسلمين الأولى قضية القدس

الملتقى العام

قضية المسلمين الأولى قضية القدس
اخواتي في الله فلا زالت وسائل الإعلام تطالعنا من خلال قنواتها المختلفة بواحد من أهم الأحداث التاريخية في قضية المسلمين الأولى قضية القدس ، وذلك من خلال نقل وقائع وأحداث الانسحاب اليهودي الصهيوني من قطاع غزة والتي استمر اغتصابها من قبل اليهود أكثر من 38 سنة تقريبا ، وبغض النظر عن المنظور السياسي لأبعاد هذا الانسحاب ، والمصالح والمفاسد المترتبة عليه ، فإننا نود أن ندخل إلى هذا الحدث لنتأمله من منظور شرعي دقيق متعلق باليهود أنفسهم وبصفاتهم التي حكاها لنا القرآن منذ أكثر من أربعة عشر قرن تقريبا ، لنؤكد على حقيقة هامة هي
أن اليهود هم اليهود ، وأن الصفات هي نفس الصفات ، وأن الطبائع هي نفس الطبائع مهما تعاقبت الأجيال وتباعدت الأزمان وتطورت الأمم والشعوب اخواتي في الله تعالوا بنا نرجع بذاكرتنا إلى الوراء لنستعرض قصة من قصص السيرة النبوية ، ونستلهم منها هذه الحقيقة عن اليهود . وذلك في أوائل السنة الرابعة من الهجرة بعد غزوة أحد وقبل غزوة الأحزاب وتحديدا في وقعة بني النضير ، حيث ذكرت كتب السير أن رسول الله  ذهب مع عشرة من أصحابه منهم أبو بكر وعمر وعلي _رضي الله عنهم_ إلى بني النضير يطلب منهم المشاركة في أداء دية قتيلين بحكم ما كان بينه وبينهم من عهد في أول مقدمه على المدينة، فاستقبله يهود بني النضير بالبشر والترحاب ووعدوا بأداء ما عليهم بينما كانوا يدبرون أمراً لاغتياله  ومن معه، وكان  جالساً إلى جدار من بيوتهم، فقال بعضهم لبعض إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، فمن رجل منكم يعلو هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه؛ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب، فقال أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال. فألهم رسول الله  ما يبيت اليهود من غدر ، فقام كأنما ليقضي أمراً، فلما غاب واستبطأه من معه خرجوا من المحلة يسألون عنه، فعلموا أنه دخل المدينة، وأمر رسول الله  بالتهيؤ لحرب بني النضير لظهور الخيانة منهم ونقض عهد الأمان الذي بينه وبينهم، ولم يبق مفر من نبذ عهدهم إليهم وفق القاعدة الإسلامية في قوله تعالى "وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ " . وهنا تجهز رسول الله  وحاصر بني النضير وأمهلهم ثلاثة أيام ، وقيل عشرة ليفارقوا جواره ويجلوا عن المدينة على أن يأخذوا أموالهم ويقيموا وكلاء عنهم على بساتينهم ومزارعهم، ولكن كان للمنافقين في المدينة رأي آخر إذ أرسلوا إليهم يحرضونهم على الرفض والمقاومة، وقالوا لهم: أن اثبتوا وتمنعوا فإنا لن نسلمكم وإن قوتلتم قاتلنا معكم وإن أخرجتم خرجنا معكم. فتحصن اليهود في الحصون، ولما بلغ الحصار ستاً وعشرين ليلة يئس اليهود من صدق وعد المنافقين لهم وقذف الله في قلوبهم الرعب فسألوا رسول الله  أن يجليهم ويكف عن دمائهم كما سبق جلاء بني قينقاع على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا السلاح فأجابهم رسول الله  فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل. فكان الرجل منهم يهدم بيته عن خشبة بابه فيحمله على ظهر بعيره أو يخربه حتى لا يقع في أيدي المسلمين، وكان المسلمون قد هدموا وخربوا بعض الجدران التي اتخذت حصوناً في أيام الحصار وفي هذا نزل قوله تعالى"هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار)"(سورة الحشر2). إاخواتي في الله وما أشبه الليلة بالبارحة فهاهم يهود اليوم بعد أن يئسوا من الشعور بالأمن في ظل قذائف المجاهدين من أبناء المقاومة الفلسطينية قرروا الخروج من المستوطنات التي استولوا عليها واغتصبوها بعد أن طردوا أصحابها وشردوهم في فجاج الأرض، وكما هي عادتهم التي ذكرها القرآن الكريم عنهم، " يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ" فهاهم على شاشات التلفاز وهم يهدمون بيوتهم ويحرقونها حتى لا يستفيد منها الفلسطينيون بعد خروجهم منها، فأي عقل هذا وأي منطق، أما كان من الممكن أن تترك ليستفيد منها أصحاب الأرض الأصليين من الفلسطينيين ولو على سبيل التعويض عن سنوات التشرد واللجوء التي عانوا منها خلال العقود الماضية، ثم ما الذي سيعود على هؤلاء المغتصبين من إحراق وتدمير هذه المنشآت، وماذا سيعود على حكومتهم من ذلك بعد أن قبضوا ثمن خروجهم من غزة أكثر من ملياري دولار أمريكي، ولكنه الطبع الذي يغلب التطبع والعادة التي نشؤوا وتربوا عليها من الإفساد في الأرض، وصدق الله العظيم الذي أخبرنا في كتابه العزيز بخبرهم منذ نزل على رسول الله  ، وهاهو الآن وكأنه نزل للتو ليخبرنا بطبائع يهود وصفاتهم الإفسادية وكأن الآيات إنما أنزلت الآن لتصف لنا المشهد الذي أمام أعيننا، ويشاهده العالم معنا، وصدق الله العظيم " يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار)" . إخواتي في الله إن الدرس الذي يجب أن نستوعبه جيدا من خلال هذا الحدث وغيره من الأحداث هو : أنه إذا كان اليهود لا يزالون هم اليهود من حيث صفاتهم وأخلاقهم التي حكاها لنا القرآن ووضحتها لنا أحاديث السنة ووقائع السيرة ، فاليهود كذلك هم اليهود من حيث عقائدهم ومخططاتهم تجاه الإسلام والمسلمين . وحينئذ فلا عبرة بكل المصطلحات المغلوطة والعبارات المشبوهة التي تدعو إلى المصالحة مع اليهود تحت مظلة التعايش السلمي والإخاء العالمي والتقارب بين الأديان ، والله تعالى يقول (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة 120 )
2
532

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

إيروكا0
إيروكا0
جزاك الله كل خير ونفع بك
دمي ولادمعة أمي
إيروكا
و
أسرار البحر
رعاكم الله واسعدني تواجدكم
وأحفظ أهل فلسطين من كل مكروه