
من كل بستان قطفة
ومع كل أديب كاتب أو شاعر وقفة
نرتحل معها متتبعين انعكاسات أحلامهم وأرواحهم،
والعطاء المثمر ،
والحضور الأشهى في مسيرة أقلامهم..
**
في وقفة متشحة بالتاريخ البعيد ..
لمحت طيفه ..
في صباح صبوح يبوح بمطلول الطيوب ..
عابقاً من أردانه ..
إنه أبي الطيب المتنبي ..!
النسر الذي تسنم الذروة في الشعر العربي قديماً وحديثاً ..
**
قالوا عنه قديماً:
قال عنه ابن رشيق القيرواني صاحب كتاب العمدة:
"إنّه مالئ الدنيا وشاغل الناس"
وقال أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر:
"سار المتنبي سير الشمس والقمر وسار كلامه في البدو والحضر،
وبرع في الشعر وأحسن صناعته في شتى ضروبه،
من رثاء وهجاء ومدح وزهد وغزل،
وكثرت حِكمه ، وجمع بين الفلسفة والشعر .
**
بطاقة تعريف:
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي
الملقب بأبي الطيب المتنبي،
ولد في الكوفة في حي كندة وعاش في العصر العباسي الأول
كان فتى حالماً طموحاً للمجد ،
اتصل بأساطين العلم والأدب وكان قوي الذاكرة نحيل الجسم، منتفض الأعصاب، جدي الملامح سوداوي المزاج
وكان منذ نشأته كبير النفس عالي الهمة أما نهايته فكانت أن قتل على يد من هجاه
في معركة غير متكافئة.
بعد أن اختزلنا ملامح حياة المتنبي الحافة في سطور
نقف عند ذهب المعاني التي صاغها في أشعاره
وصارت في الأمثال السائرة.
حتى يومنا هذا.
قال الصاحب بن عباد:
(إنّ أبيات المتنبي دخلت الأمثال السائرة
على ألسنة العامةمن أوسع أبوابها،
وفي بعض الأحيان نسوا أنه من شعر المتنبي)