قـــرأت لــكِ ...

قـرأت لكِ من كتاب المظهرية الجوفاء .....

نعم . المظهرية الجوفاء التي حتى الآن لم تستطع أن تخترق بملابسها وزينتها وجمالها ثوب عمر ابن الخطاب المرقع الذي فتح به القدس . نعم . لم تستطع أن تسبق بطائراتها وصواريخها وسياراتها الفارهة والمفخخة ناقة عمر ابن الخطاب . لم تسبق ناقة عمر ابن الخطاب إلى القدس . بل لم تسبقها في مساعدة الأيتام والأرامل والمعوقين فتحمل لهم الطعام وتكسوهم بالثياب وتخفف ديونهم بالمال .... لم تستطع هذه المظهرية الجوفاء أن تخترق حاجز الصوت بأوسمتها الذهبية وشهاداتها الدنيوية لكلمة عظيمة وجهها معلم الأمة وقائدها العظيم _ عليه أفضل الصلاة والتسليم _ للخليفة عمر ابن الخطاب _ رضي الله عنه _ حينما قال له ((( لا تنسنا من دعائك ياأخي ))) لاتنسنا من دعائك ياأخي .. كلمة تدل على أسمى وأرفع آيات التواضع يوجهها السراج المنير إلى أمته. فبالله عليكن ابحثن في سجل الرجال ، هل تجدن رجلا يحمل المعنى الحقيقي للتواضع غير نبينا وحبيبنا محمد _ صلى الله عليه وسلم _ ؟؟؟ .....
عفوا اختي المسلمة فلقد خرجت بك عن الموضوع الذي اريد أتحدث عنه ..والآن لنقرا معا عن موقف عمر من المظهرية ::
نظن أن عزتنا وسعادتنا بالنقوش والزينة ، وننسى قول النبي _ صلى الله عليه وسلم _ ( أيما أهل بيت من العرب والعجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام ثم تقع الفتن كأنها الظلل ) ...
وروى الحاكم من طريق ابن شهاب قال : ( خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح ، فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة ، فنزل عنها ، وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه ، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة .... فقال أبو عبيدة : ياأمير المؤمنين ، أأنت تفعل هذا !؟؟! تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك ، وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة . مايسرني أن أهل البلداستشرفوك . .... فقال عمر : أوه . لويقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم _ إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله ... ).
ياإلهي ، سبحانك يامقلب القلوب ، لم يقل عمر بن الخطاب : كنا أذلة ولكنه قال _ رضي الله عنه _ : ( إنا كنا أذل قوم )
اذن ما الانقلاب الذي حل في حياة الأمة ؟ كيف تبدل الأمر غير الأمر ؟ لقد اصبحوا سادة وقادة وأبطالا . أبا الزخرفة والزينة ؟ أم بالنقوش والألوان ؟ أم بحسن الملبس والمظهر ؟ أم بكثرة المال والبنيان ؟ أم وأم وأم ؟؟؟؟؟
الجواب أختي المسلمة يسير غير عسير وهو ..
( فأعزنا الله بالإسلام ) إنه الدين الحنيف . يعز من اعتنقه . ويذل من تركه . إنها أجيال طعمت العزة من تمسكها بالإسلام ،رضيت بالله _ تعالى _ ربا وبالإسلام دينا , وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا , رضيت بذلك القلوب , ونطقت بذلك الألسن وعملت بمقتضى ذلك الجوارح , انها الأجيال . لا كالأجيال
عجبت لمن يطلب المال والخبز من الله _ تعالى _ ويطلب العزة من غيره !!!
فياأختي ، ابتعدي عن مهجة الشيطان الرجيم فأنت بالإسلام عزيزة لا بالنسب ولا بالحسب ، ولا بآخر موضة للأزياء ، ولا بآخر صيحة في عالم العطورات أو آخر قصة شعر ، لا والله فتلك جميعها من المظاهر الجوفاء التي سرعان ما تزول ..................فكوني كالنخلة حتى ولو لبست الثوب المرقع فأصلك ثابت وفرعك في السماء ، وكوني كالنحلة حتى ولو لم تجدي إلا الأسودين فخراجك طيب وأكلك بعيد عن الربا .. فلله درك حينما تعصف بك رياح السفور وأنت ثابتة لا تتأثرين بها ، لأنك تريدين من الله _ عز وجل _ بياض الوجوه حين تبيض وجوه وتسود وجوه ..

اللهم بيض وجوه الطيبات واحفظهن من كل مكروه ... يارب العالمين ...

اختكم ومحبتكم في الله : امـواج