الحمدلله رب العالمين,ولاعدوان إلاعلى الظالمين والعاقبة للمتقين , والصلاة والسلام على النبي الأمين ,صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كثيرآ
أمابعد
أخي وأختي في الله :هل تعلم إن صلة الأرحام من أنفس القربات إلى الله ومن أجل الطاعات , ومن أعلاها منزلة,وأعظمها بركة, وأعمقها نفعا في الدنيا والآخرة,فهي -أي صلة الأرحام - حاجةفطرية وضرورةاجتماعيه,تقتضيها الفطرة الصحيحة,وتميل إليها الطباع السليمة,فإنه يتم بها الأنس وتنتشر بواسطتها المحبة,وتسود الموده , وهي دليل الكرم وعلامة المروءة,تكسب الشخص والعشيرة عزه وهيبة ومنعة ولذلك يتنافس فيها الكرام أو الأحلام ,فيصلون من قطع ويعطون من منع ,ويحملون على من جهل.وهل تتجلى المروءة إلافي رحم موصولة,وحسنات مبذوله وهفوات محتملة وأعذار مقبوله ؟!
إن صلة الأرحام تقوى المودة وتزيدالمحبة وتشدعرى القرابة,
قال صلى الله عليه وسلم:إن صلة الرحم محبة في الأهل,ومثراه في المال,ومنسأة في الأثر)رواه أحمد والترمذي وقال حديث غريب من هذاالوجه,ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي).إن صلة الأرحام تزيدفي الأعمار,وتعمر الدياروتبارك الأرزاق وتستجلب السعادة, وتقي مصارع السوء.قال صلى الله عليه وسلم:من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأله في أثره فليصل رحمه)
فصلة الرحم واجبة وآكدة الوجوب لايقطعها ولا يجحدها إلامن فسدت فطرته وساء خلقه,وخبث طبعه واستجوب اللعن من الله جل في علاه
قال تعالى:{فهل عسيتم إِن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعواأرحامكم {22}أُلئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم {23}}سورةمحمدلذلك أوصى الله بصلة الأرحام في أكثر من أيه في كتابه العزيز:
قال تعالى:{واعبدواالله ولاتشركوابه شيئاوبالوالدين إحسانآوبذي القربى{36}}
وقال تعالى: {واتقواالله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبآ{1}}النساء:1]
والمعنى :أي اتقواالله تعالى بفعل طاعته وترك معصيته,واتقواالأرحام أن تقطعوها ولكن صلوهاوبرها.فأمر سبحانه بصلة الأرحام بعد أمره بالتقوى,فنبه سبحانه على داعيها وهومابين الناس من صلة النسب وذلك لأن أصلهم من نفس واحدة, وليدل على أن صلة الرحم ابتغاء وجهه أثرمن آثار التقوى المباركة,وعلامه من علامات تمكنها في القلوب,ودليل على صدق الإيمان, فأوصل الناس لرحمه أكملهم إيمانآبربه وأتقاهم له,ولهذاكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصل الناس لرحمه وأتقاهم لله,ولذلك ذكرته خديجه -رضي الله عنها-بذلك عند أول نزول الوحي حين قال لخديجه وأخبرها الخبر:(إني قدخشيت على نفسي),فقالت:(كلاوالله مايخزيك الله أبدآإنك لتصل الرحم).
ومن عظم شأن صلة الرحم أن الله سبحانه وتعالى -أشتق لها اسمآمن اسمه العظيم فعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه ,قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(قال الله عزوجل: أنا الله ,وأناالرحمن,خلقت الرحم وشققت لها اسمآمن اسمي,فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته)
لتلك الآيات وغيرها وهذه الأحاديث وماسيأتي منها كان لصلة الرحم شأن عظيم ومقام جليل وثناءجميل وذكر حسن الدنيا وعاقبة طيبة في الآخرة لمن وصل رحمه,وقام بهذاالحق خير قيام أخي أختي المسلم:إن صلة الرحم عمل صالح مبارك يجلب لصاحبه الخير في الدنيا والآخرة,
ويجعله مباركآ أينماكان,ويبارك الله له في كل أحواله وأعماله عاجلآ وآجلآ.فضائلهاكثيرة وعوائدها جمة,وثمارها يانعه,ورياضهاغناء,وأشجارها طيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها,ولايقف الأمرعندهذاالحد,بل إن عليك أن تصلهم وإن جفوا وقطعوا ,وتحلم عليهم وإن سفهواوجهلوا,وتحسن إليهم وإن أساءواأوظلموا, فإنك بذلك تفوقهم درجات عندالله,
وتستل السخيمة من قلوبهم,لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم وسوء تصرفهم معك.
أحسن إلى الناس تكسب قلوبهم
فلطالمااستعبدالإحسان إنسان
روى مسلم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:أتى رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:يارسول الله إني لي قرابة أصلهم ويقطعون,وأحسن إليهم
ويسيئون إلي,ويجهلون علي وأحلم عنهم,
قال:(لئن كنت كماقلت,فكأنماتسفهم المل,ولايزال معك من الله ظهير عليهم
مادمت على ذلك)والمل:هوالرمادالحار:
أي كأنما تطعمهم الرمادالحاروهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرمادالحار من الألم..
هذاوالله أسأل أن يجعلنا ممن يصلون أرحامهم ابتغاء وجهه الكريم وعلى هدي نبيه محمدصلى الله عليه وسلم
وأن يجنبنا قطيعة الرحم ويبعد عنا شؤمهاإنه ولي ذلك والقادرعليه,وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
والحمدلله رب العالمين.
وعساكم على القوه
قــــــاطــــــــع كــــل شـــــي إلا..........فــإن الله يصــلك من خــلالــــهم
3
480
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة