قفزة خارج القفص

ملتقى الإيمان

المقاطعة... قفزة خارج القفص!







مفكرة الإسلام: أرادوا أن يقيدوك... أرادوا أن يسجنوك... أرادوا لحريتك أن يسلبوها... وأرادوا لحرمتك أن ينتهكوها.... فصنعوا لك قفصًا من الأوهام!

وداخل القفص أرادوا منك الرضى... وداخل القفص أرادوا ألا يسمعوا لك همسًا... وداخل القفص أرادوا ألا تبدو منك علامات الحياة... وأرادوا منك ألا تقرب باب القفص... أرادوا منك ألا تفكر كيف السبيل للخلاص؟.... أرادوا منك ألا تفكر متى الخلاص؟

فهل أعجبك الركون داخل القفص؟!

إننا أمام منعطف تاريخي... فإما أن ننساق خلف المصير المجهول وتنتظر داخل القفص, وإما أن نقف لبرهة ونفكر ونقرر... إلى متى؟

إن الشعوب مدعوة, قبل غيرها, أن تحدد مصيرها, وتحرر نفسها بنفسها ولا تترك أحدًا ليحدد مصيرها ويفك قيدها, يجب أن تقرر بنفسها 'قفزة جريئة خارج القفص' تنادي بها في سجانيها: 'ذاك قيد لن يفيد, وهذا سجن لابد أن يبيد'.

خطوة في طريق النصر:

بإرادة الشعوب تتحول 'المقاطعة' من مجرد 'فكرة' تختمر في أذهان الغيورين إلى واقع للأمة كلها تخطو فينقلها بونًا واسعًا في طريق النصر المنشود.

فبدلاً من كون يوم الجمعة 13/8/2004 يومًا للمقاطعة في تلك المدينة الساحلية المصرية التي يؤمها عادة الناس للسياحة, فأبت إلا أن تكون منارة يهتدي بها من أراد أن يقول: 'لا', وشمر عن ساعده للقفز خارج القفص, بدلاً من كونه 'اليوم السكندري للمقاطعة', نريده يومًا عربيًا إسلاميًا للمقاطعة.

وثمة أهداف يُرمى من وراء الدعوة إلى 'اليوم العربي للمقاطعة' لتحقيقها, لعل منها:

ـ التوعية الشعبية بأهمية و ضرورة المقاطعة.

ـ تحقيق عدد فعلى كبير من المقاطعين.

ـ تحقيق خسائر كبيرة لشركات الكولا الأمريكية خلال شهر أغسطس.

ـ تشجيع المنتجات العربية والإسلامية.

أسئلة وشبهات:

وفي حقيقة الأمر ثمة أسئلة تخالج الذهن وهي في محك الصدور, لا يستطيع أحد أن يشكك في نوايا سائليها, ولكن قد تدفعهم الإجابة عنها دفعًا لأن يخطو خطوة في طريق النصر, وتحقيق المراد من مقاطعة عربية شاملة.

لماذا نقاطع؟

السؤال الأول الذي يطرح نفسه, لماذا نقاطع تلك المنتجات الأمريكية والصهيونية؟

وإذا ذهبنا نجيب على هذا التساؤل, قابلتنا إجابات عديدة, نتخير أهمها:

1ـ استجابة لفتاوى علمائنا بضرورة مقاطعة سلع الأعداء, حيث أصدر الكثير من علماء الصحوة الإسلامية, وغيرهم من أصحاب المناصب الرسمية الفتاوى بوجوب المقاطعة, وحرمة التعامل مع بضائع الأعداء.

ـ ففي معرض إجابته عن سؤال حول المقاطعة وجدواها...هل تنجح؟
قال الشيخ سلمان بن فهد العودة: نجاح غير عادي أن يدرك حلفاء اليهود أن دعمهم لـ'إسرائيل' يكلفهم الكثير، وأن صبر العرب والمسلمين إزاء انحيازهم المكشوف لليهود آخذ في النفاد.

إنه جزء من الإنكار القلبي أو العملي السهل الذي لا يخسر فيه المرء أكثر من أن يختار بضاعة عربية أو إسلامية أو يابانية، أو حتى أوربية عند الحاجة وربما تكون بالميزات نفسها، وبالسعر نفسه .

وقال: أمريكا تمارس سياسة المقاطعة، أو ما تسميه هي بالعقوبات الاقتصادية ضد شعوب بأكملها مما جعلها تعاني من الموت والدمار دون أن يستدر ذلك عطف الأمريكان أو شفقتهم، ولم تتحرك في ضمائرهم أية لوعة من أجل صور الأطفال الجياع البائسين.

فلماذا يتردد المسلمون في استخدام سلاح المقاطعة، ليؤدي بعض النتائج، أو ليشعر المسلم على الأقل بأن ثمة دورًا ولو محدودًا يستطيع أن يقوم به؟

وفي قصة ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة عبرة، فقد قرر ألا يصل إلى كفار مكة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل الميرة بعدما اشتكوا إليه الجوع والمسغبة.
وهذا كما أنه دليل على مشروعية استخدام هذا الأسلوب، إلا أنه دليل على الروح الإنسانية الصادقة التي تميز بها الإسلام، وحكم بها العالم ردحًا من الزمان.

ـ هذا ولقد دعا عشرات المفكرين والعلماء وقادة الحركة الإسلامية والمشايخ إلى مقاطعة جميع منتجات الدول التي تعادي المسلمين.

ـ ففي المملكة السعودية دعا الشيخ ابن جبرين بترك التعامل معهم وبترك شراء منتجاتهم.

ـ وفي قطر وجه الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي نداءً إلى الأمة الإسلامية، وأكد على ضرورة مقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية.

ـ وفي مصر أفتى شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي أن شراء تلك البضائع حرام..حرام.. حرام.

ووافقه المفتي السابق الدكتور نصر فريد واصل وكذلك الدكتور يحيى إسماعيل رئيس لجنة البحوث في الأزهر لتسبب هذه الأموال في زيادة تسليح وقوة هذه الدول.

2ـ لإعلان رفضنا للهيمنة والاحتلال الأمريكي:

من الأسباب والمبررات الداعية إلى المقاطعة إضعاف هيمنة الولايات المتحدة, ومنعها من التحكم بمصيرنا عن طريق رفض كل ما هو أمريكي والمحافظة على شخصيتنا وهويتنا وتعزيز ثقتنا بالنفس بمجرد ارتقائنا إلى مستوى قول كلمة 'لا لأمريكا'.

وفي المقاطعة كذلك إعلانا لرفضنا للنموذج الأمريكي, وتدريب على تحدي الصعاب وعلى عدم الخضوع.

وفيه الخروج من دائرة 'الأمركة' والانبهار الحادث بالمنتجات الأمريكية الزائفة, والعودة إلى ديارنا ومنتجاتنا, نكسر الحاجز الوهمي, بأنه لا شيء جيد إلا ما يصنعه الأمريكي.

3ـ خلق مسائل خلافية داخل جبهة العدو:

فقد تجر المقاطعة إلى تحريك فئات مصلحية داخل الدول المعادية ذاتها, حيث تتأثر مصلحتها من مقاطعتنا فتبدأ بالتفكير في قضيتنا العادلة وتبدأ بمساءلة إدارتها عن الحقيقة، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من إضعاف لدعم أمريكا للعدو الصهيوني.

ونحن في حقيقة الأمر لا ننتظر من تلك الجهات أن تدافع عن مصالحنا, فهي أبعد ما تكون عن ذلك, ولكن فقط هي وسيلة لتعديل سلوك تلك الدول, وجرس إنذار بأن مصالحها في خطر.

4ـ مناصرة لأهلنا في العراق و فلسطين:

نظرًا لانحياز الموقف الأمريكي لصالح الكيان الصهيوني، والذي تمثل في تقديم الغطاء السياسي والمادي للعدوان المستمر على أهلنا، وفي الوقت الذي قد نعجز فيه عن نصرتهم بأنفسنا, فلا أقل من أن ننصرهم بأموالنا عطاءً لهم, ومنعًا عن عدوهم وعدونا بمقاطعه منتجاته.

فهذا الشعب الذي لطالما قاوم وصمد رغم الحصار والقتل والجوع، هذا الشعب الذي يقف مدافع عن المقدسات, حافظًا لكرامة الأمة كلها, علينا جميعًا واجب تأمين الدعم له معنويًا وماديًا بكل أشكاله، ومن ضمن الدعم مقاطعة البضائع الأمريكية المنتجة من قبل شركات داعمة لاستيطان اليهود وتشريد أهلنا وقتلهم.

وإذا كان شعار 'إسرائيل' منذ سنواتها الأولى 'ادفع دولارًا تقتل عربيًا'، فلماذا لا يكون شعارنا: 'امنع أموالك عن الصهاينة تنقذ مسلمًا'.

كما يجب ألا ننسى في خضم الأحداث ذلك الاحتلال الجاثم على بلاد الرافدين, والذي فيها فساد وتدمير, فلا نعطيه أموالنا ليقتل بها أبناء جلدتنا.

ماذا نقاطع؟

السؤال الثاني الذي بات يطرح نفسه في ظل تغلغل الصهاينة والأمريكان في ديارنا, حتى ظن البعض من السذج أنه لا غنى لنا عنهم وعن منتجاتهم... في ظل هذا الغبش الحادث من التسلط على العقول والأفهام, يأتي سؤال: ماذا نقاطع؟

وحقيقة الأمر أنه لا أحد يستطيع أن يحدد لك ما تقاطع وما لا تقاطع, ولكن استشعارك بالمسؤولية هو الضابط والمحدد.

فكل ما تستطيع مقاطعته, وجب عليك فعل ذلك, فعلينا أن نقاطع كل منتج أو عمل من شأنه تعزيز جبهة العدو، وإضعاف جبهتنا ما دام ذلك ممكنًا, وبارتفاع مستوى إحساسنا بدورنا في الصراع، يكون فهمنا لمسألة المقاطعة وجدواها وحجم البضائع التي يمكن مقاطعتها.

وكل واحد منا يحس بأنه طرف فعلي في المعركة مع الأعداء، ويدرك أن الاستمرار على قيد الحياة ممكن بدون دخان أمريكي ولا مأكولات أمريكية سريعة, ولا شوكولاته, ولا عطور, ولا ملابس أمريكية، ولا مشروبات غازية, ولا مساحيق غسيل, ولا مساحيق تجميل أو غيرها من المنتجات الأمريكية والصهيونية.

فهذه المواد كلها، نستطيع الحياة بدونها, إما لأن بعضها من الكماليات التي يمكننا أن نستغني عنها من أجل معركة البقاء والمصير، أو لسهولة إيجاد البدائل لها من مصادر أخرى محلية أو عربية.

لا عليك... فقد أديت دورك, ورضيت ربك:

قد يثور سؤال آخر في الأذهان, وهو إن قاطعت أنا, ففي مقابلي ألف لا يقاطعون؟ وماذا تفعل مقاطعة بضع مئات في اقتصاد دولة مثل أمريكا؟

وهنا إغفال لبعد مهم في المقاطعة, من حيث كونها واجبًا شرعيًا, لا سبيل للتغاضي عنه وإغفاله وإن فعل الآخرون ذلك.

فأنت تؤدي دورك حيال دينك وأبناء وطنك وإن تخاذل المتخاذلون وقعد المثبطون.

جانب آخر حيال هذا التساؤل, إنه بجانب مشاركتك الإيجابية في المقاطعة, فكل مسلم غيور مطالب بفاعلية على جانب آخر تتمثل في الدعوة إلى المقاطعة, بمعنى أن تنصب من نفسك داعية إلى المقاطعة في محيط مسكنك وعملك.

الجانب الأخير, هو أن المقاطعة في حقيقتها آخذة في التغلغل والوصول إلى كل بيت ومنتدى, والأمر لم يعد قاصرًا على بضع مئات.

تفعيل المقاطعة... كيف السبيل إليه؟

وفي سبيل تفعيل هذه المقاطعة لا بد من أمور عدة منها:

أولاً: تعدد اللجان والمواقع القائمة على إحيائها وتنظيمها، وتواصل المسلمين مع جميع المواقع الإلكترونية واللجان الشعبية للتعرف على الجديد الذي يمكن من خلاله دعم المقاطعة وتفعيلها, وإعطاؤها أبعادها المطلوبة.

فليس الأمر قاصرًا على فئة واحدة ولجنة واحدة, قامت فادت أدوارها, فالمقاطعة مشروع الأمة, وعلى العاملين من أبناء الصحوة أن تتضافر جهودهم, كلٌ في موقعه ومكانه لإيقاظ الأمة بالطرق على 'مشروع المقاطعة'.

ثانيًا: إعطاء المقاطعة بعدًا شعبيًا، بحيث لا تكون هذه أفكار شريحة خاصة، أو نخبة معينة، وجمهور الناس بمعزل عنها، هذه تبعات يسيرة يجب أن يتحملها الطفل الصغير، والشيخ الطاعن, والعجوز الفانية، ويتحملها المثقف كما يتحملها الأمي، وما لم يتم توسيع رقعة هذا الوعي وتلك القناعة، فسنظل نراوح مكاننا.

ولا نغفل دور المرأة المسلمة التي طالما رفعت لواء الجهاد بجانب الرجل على مر التاريخ الإسلامي, وإن كنا نقول: إن أدوارها في المقاطعة أكبر وأحظى من نصيب الرجل, لما لها من تأثير كبير لا سيما في مجال البيع والشراء والاختيار ما بين البدائل المطروحة.

وحقيقة الأمر أن المرأة هي رأس الحربة الفعال في مشروع المقاطعة.

ثالثًا: تفعيل الدور الرسمي من خلال النداءات والرسائل لأصحاب الوجهات والمناصب الرسمية, واستثارة حميتهم على الدين.

ويمكن أن يضاف إلى ذلك المطالبات البرلمانية, وإدراج قوانين تفعل المقاطعة, وتحاسب المطبعين والمتخاذلين وتفضح أدوارهم.

رابعًا: المرحلية والتدرج، إذ إن الاستغناء عن جميع السلع الواجب مقاطعتها يصعب أن يتم دفعة واحدة, وحمل الناس على ذلك, فلا بد من تركيز الجهد على:

1– مقاطعة الشركات والسلع الصهيونية.

2 – مقاطعة الشركات الأمريكية الداعمة لـ'إسرائيل'، أو المتعاطفة معهم، خصوصًا الشركات الكبرى، والتي يوجد لها بدائل.

بشائر ومبشرات:

يحدونا الأمل يومًا بعد يوم في أن تحقق المقاطعة أهدافها, وتثني أعداءنا عن المضي قدمًا في مخططاتهم الخبيثة الماكرة بهذه الأمة.

وقد بدأنا نحصد ثمار ما زرعنا, واليك البشائر والمبشرات:

ـ أكدت أحدث التقارير والتي أجرتها مؤسسة 'بروبر.إيه.إس.دابليو' الأمريكية المتخصصة في البحوث واستطلاعات الرأي عن أن هناك حوالي 10 من أهم الشركات الأمريكية العالمية ذات الأسماء والماركات العالمية عانت من انهيار في مبيعاتها على مستوى العالم بمعدلات تتراوح من 15 % إلى 30 %.

ـ التقرير ذاته أشار إلى أنه أجرى استطلاعًا شمل 30 ألف مستهلك في 30 دولة حول العالم وكشف عن أن أغلب المستهلكين في العالم أصبحوا يديرون ظهورهم للماركات الأمريكية, ويقبلون بدلاً منها على شراء منتجات شركات عالمية أخرى.

ـ حدث أكبر انهيار في شركة 'ماكدونالد' للأطعمة الأمريكية السريعة حيث إن نسبة المرتادين لمطاعم هذه الشركات هبط من 43 % إلى 34 %.

كما انهارت المبيعات بنسبة 21%, واضطرت الشركة إلى غلق بعض فروعها بالقاهرة.

ـ أما شركة ميكروسوفت التي كان يعتقد أن منتجاتها محصنة ضد الانهيار فقد تناقصت مبيعاتها بـ 18% على مستوى العالم كله.

ـ قامت شركة 'كوكا كولا' الأمريكية في مصر، بدعوة مساهميها لحضور اجتماع الجمعية العمومية العادي وغير العادي في آنٍ واحد، للنظر في استمرار نشاط الشركة أو عدمه بعد تجاوز خسائر الشركة أكثر من نصف رأس المال.

والجدير بالإشارة أن رأس المال المدفوع والمسجل رسميًا لدى الجهات المصرية المختصة يبلغ حوالي 541 مليون جنيه مصري, مما يعني أن الشركة خسرت ما يزيد على 270 مليون جنيه مصري.

ـ نتائج أعمال شركة فايزر الأمريكية للأدوية عن الفترة المالية حتى 31 مايو 2003 كشفت عن ارتفاع صافي خسارتها إلى 561.41 مليون جنيه.

ـ غرفه التجارة المصرية الأمريكية قدرت خسائر شركة 'آريال' الصهيونية بـ242 مليون دولار.

كما انخفض حجم استحواذهم على السوق المصري من 65% إلى 35% فقط.

وأخيرًا:

نقول لك أيها المسلم الغيور: إنك حر من وراء السدود… حر بتلك القيود… حر بقفزتك خارج القفص…. قفزتك تلك التي ستحفر نهر التحرير … قفزتك تلك التي تحرك دوافع الإيجابية والمشاركة في ضمير الأمة... قفزتك تلك التي تحول الصيحات والهمسات إلى برنامج عملي واقعي يبشر بنصر قريب.



منقول من islammemo.cc
0
308

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️