
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة جلست حول المدفأة وبيدي كوب القهوة الساخن وبيدي الأخرى مجلة طبية .
والعجيب أن أقرأ فيها مقالا عن أهمية التسامح لصحة القلب وتحسين أدائه.
قرأت المقال حتى نهايته والذي يشرح كيفية ان الشخص المتسامح ترتفع لديه مؤشرات الراحة النفسية والسعادة
فيتحسن أداء عمل عضلة القلب وينخفض حجم نوبات الغضب ويقل الضغط القلبي فلا تجهده .. وتحسن من أدائه وتطيل عمره الصحي.
💚🌷💚
قرأت الموضوع
وتذكرت قول الإمام الشافعي رحمه الله :
لما عفوت ولم أحقد على أحد
أرحت نفسي من هم العداوات ....
ثم أمسكت بدفتر قديم ..
كنت أسطر فيه بعض النفثات القلبية ..
فقد اعتاد قلبي أن يخرج شحناته على هيئة احرف يخطها قلمي له ..
وبمجرد خروجها أجد الراحة والهدوء .. ....
بدأت اتصفح دفتري وبدأت تتوالى المشاهد مع كل سطر اقرؤه بتواريخ قديمة ومتباعدة..
وتعجبت لحجم تلك الجروح وكمها
وتساءلت كيف تحملتها وكيف تقبلت بعدها أولئك الذين تسببوا فيها خاصة من أقرب الناس؟
.. ثم تفقدت حال قلبي الآن وحال من سامحهم وحديث الناس عني وعنهم ..الآن !
💚🌷💚
كانت المواقف كثيرة
تعرضت فيها للغيبة والنميمة والظلم والجور ..!
بعضها من أقرب الأشخاص وبعضها ممن توقعت منهم .. وممن لم اتوقع..!.
وكان الرد مني على تلك المواقف
أحيانا الصمت وأحياناً أتحاشاهم
لكن أبداً لم ابادل أحدا شراً بشر أوغضبا بغضب او حقدا بحقد...
كنت في الاغلب انسحب واقول : حسبي الله ونعم الوكيل .
او أحيانا أوضح الموقف مرة واحدة واصمت ولا اجادل او ابادل
ثم اختلي بنفسي وامسك بقلمي وانا ابكي اكتب قصيدة او أقص الموقف واحكيه على الأوراق
ثم اتوجه لربي وأصلي واشتكي ..
ثم أهدأ
والان أتذكر ما حدث من قبل وأرى ماحلّ بهؤلاء
الآن الذين جرحت منهم.
فمنهم من أدرك خطأه واعترف ..
ومنهم من ذاق من نفس الكأس الذي اذاقنيه..
ومنهم من إحس بخطئه لكنه لم يعترف ولم يعتذر قولاً لكن ترجم اعتذاره بأسلوب آخر وهو المعاملة الحسنة والشكرالدائم..
والبعض انسحب من حياتي بحقده وكراهيته حين لم يجد مني ردا يثلج صدره .
💚🌷💚
الآن أتذكر كل هذا وابتسم ابتسامةرضا وراحة لأني على يقين بما وعدني به ربي ورسولي لكل متسامح يعفو ولا يرد إساءة بمثلها :
قال تعالى : ( وليعفوا وليصفحوا الا تحبون انيغفر الله لكم )
وقال سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم:
( ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا )
💚🌷💚
حقا التسامح من اجمل الفضائل وانقاها
وهو منتهى القوة والعز ..
وليس ضعفا كما يظنه الآخرون ..
وخير دليل قول رسولنا الكريم للمتخاصمين:
( وخيركم البادئ بالسلام ) . ....
لذا نجد الأطفال هم الأكثر تسامحا.. لان نفوسهم بريئة وقلوبهم نقية
مطبوعة على الصدق واللين والرفق .
إن التسامح منهج حياة وعمل ..
وعبادة قلبية تستحق منا أن نعتنقها ونعمل بها لنفوز بالعفو عند رب كريم ..
لنسامح ونعفو حتى وإن ابتعدنا وتجنبنا من ظلمونا
وهذا يجدي في كثير من الأحيان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين )
لكن مع هذا التجنب والذي يبعد كل البعد عن المقاطعة والخصام
يجب أن نعفو ونسامح خاصة الأقربين
فنرد الإساءة بالود والخير .
محتسبين ذلك عند ربنا
لنعيش بقلوب عامرة بالخير والرضا والطمأنينة .
( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ).
سعدت بمشاركتك القيمة الرائعة
وأعجبت بمواقفك النبيلة ..
وتصرفك السليم. ، وتفويض امورك لله ..
وما كان بعد ذلك من حصول الرضا وظهورا لحقائق
فكنت الفائزة أولاً وآخراً بفضل طيبة قلبك وتسامحه
زادك الله فضلاً وبارك بك ياحنين الشعر 🌹❤️