
أكدت دراسات أجراها المعهد الوطني الأميركي لاضطرابات النوم، إن عدم نيل أطفال المرحلة الابتدائية لقسط كاف من النوم يتراوح ما بين ثمان إلى تسع ساعات يوميا يعرضهم لمزيد من الحوادث ومشكلات التعلم والسلوك والمزاجية.
وجاء في نتائج البحث الذي نشرته صحيفة (USA TODAY) أن مشكلة الأطفال الذين لا يحصلون على كفايتهم من النوم هي إنهم عندما يستيقظون لا تبدو عليهم أي علامات نعاس بل على العكس قد يكون نشاطهم زائدا عن الحد المعقول.
وأكد البحث أن الحصول على ساعة نوم إضافية قد يحسن معدل أداء هؤلاء الأطفال في المدارس عند تقييم فترات انتباههم خلال الحصص وقدرتهم على التذكر.
ويتفق العلماء على أن مشكلة الحصول على ساعات نوم كافية أصبحت مصدر قلق في جميع أنحاء العالم وهي أصعب بالنسبة للأطفال لان عوامل الجذب هي التلفزيون والكمبيوتر ووسائل الترفيه الأخرى.
وبالإضافة إلى هذا السبب، فقد خلصت دراسة علمية طويلة الأمد أجراها باحثون مختصون من جامعة (لويسفيل) الأمريكية إلى أن معيقات التنفس أثناء نوم الأطفال تؤثر سلبا على العمليات الدماغية وتضعف حدة الذكاء وتؤدي إلى تراجع في مستويات التحصيل الدراسي لديهم أيضا.
وأوضح تقرير لمجلة دير شبيغل الألمانية نقلا عن رئيسة فريق البحث لويزه أوبريان، أن الأبحاث طويلة الأمد على مجموعات من الأطفال في صفوف المرحلة الدراسية الأولى.
أثبتت أن ضيق التنفس الناجم عن الزوائد اللحمية وانحرافات الأنف الداخلية تعيق عملية التنفس وتحد من وصول اكبر كمية من الأكسجين إلى خلايا الدماغ مما يؤدي إلى ضعف نشاط الدماغ أثناء اليقظة ويعمل على حدوث تراجع قوة الذاكرة ودقة الملاحظة وسرعة المبادرة لدى الأطفال .
ونصحت الدراسة باللجوء إلى العمليات الجراحية اللازمة لكل معيقات التنفس عند الأطفال كالزوائد اللحمية والانحرافات وتضخم اللوزتين لمنع حدوث مضاعفات في سني العمر اللاحقة.
ومن جانب آخر، اكتشف الباحثون في دراسة نشرتها مجلة "طب الأطفال" المختصة، أن الأطفال الذين يشخرون أكثر عرضة للإصابة باضطرابات سلوكية تتعلق بعجز الانتباه وفرط النشاط الحركي.
ووجد الباحثون بعد متابعة أنماط النوم وحالات الشخير عند 866 طفلا، تراوحت أعمارهم بين سنتين إلى 14 سنة، وتسجيل درجات الانتباه والتشتت والنسيان لديهم ومراقبة سلوكياتهم ونشاطاتهم الحركية إفراطهم في التكلم أو الحديث، وجدوا أن 22% من الأطفال الذين عانوا من الشخير كانوا مفرطي الحركة مقارنة مع 13% من الذين لم يشخروا.
وقال الخبراء في جامعة متشجان الأميركية، إن العلاقة القوية بين الشخير وفرط النشاط الحركي أو الشقاوة، لوحظت عند الأولاد تحت سن الثامنة الذين يتعرضوا للإصابة بفرط النشاط أعلى بثلاث مرات عند وجود الشخير.
ويقول الباحثون إن هذه النتائج تشير إلى أن الشخير أو المشكلات التنفسية الأخرى التي تمنع التمتع بنوم مريح، قد تساهم في زيادة فرص إصابة الأطفال بعجز الانتباه ومشكلات الشقاوة وفرط النشاط الحركي.
هذا وذكرت دراسة طبية نشرت حديثا أن الأطفال الذين يشخرون يتعرضون لخطر إصابة أعلى بأمراض القلب وصعوبات التنفس في حياتهم اللاحقة .
وقال الباحثون في جامعة هونج كونج، أن واحدا من كل عشرة أطفال يشخرون ، يصاب باختناق النوم ، وهو حالة مرضية تتميز بانقطاع النفس لفترة قصيرة ومؤقتة أثناء النوم، خلال السنوات الخمس التالية من حياتهم لاحظ الباحثون أن الأطفال الذين يشخرون يعانون غالبا من ارتفاع ضغط الدم الشرايين أكثر صلابة من شرايين الأطفال الآخرين في نفس العمر من الذين لا يشخرون الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة لأمراض القلب عندما يكبرون.
وتوصل الباحثون، إلى نتائج هذه الدراسة التي يعتقد أنها الأولى التي تربط بين الشخير والمشكلات الصحية في الحياة اللاحقة، بعد فحص 200 طفل مصابين بالشخير.
وقال هؤلاء في الدراسة التي نشرتها صحيفة، صنداي مورننغ بوست، إن الشخير يرتبط أيضاً مع زيادة الوزن والبدانة لذلك لا بد من مراقبة غذاء الأطفال ومقدار ممارستهم الرياضة مشيرين إلى أن نحو 10% من الأطفال في هونج كونج، حيث تعتبر البدانة مشكلة سريعة النمو، يعانون من حالات خطرة من الشخير.