قلوب لاتعرف اليأس

الى اخواتي العزيزات من مشرفات وعضوات كل عام وأنتم بخير كل عام وأنتم الى الله أقرب..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اتذكر دائما أبتسامتها المشرقة التي تبعث في النفوس الأمل.. بقلبها الأبيض وطيبتها المتناهيه كل من يعرفها

تدخل قلبه دون واسطة بقايا جراح واحزان لكنها تنظر للحياة بنظرة المتفائلة المؤمنة بقضائه الصابرة على بلائه

تستشعر انه ابتلاها لأنه يحبها فقدت والديها وهي صغيرة ذاقت مرارة اليتم وألم الفراق وحرارة الفقد.. عاشت في

بيت عمها مكسورة الجناح لاتستطيع أن تبدي رائيها في اي شئ كيف لها أن تتدخل وهم يعتبرونه ضيفا ثقيلا يجب

أن يغادر وفي اسرع وقت ممكن.. جات اللحظه التي انتظروها طويلا فقد تقدم ابن الجيران لخطبتها وسوف تزف اليه

واخيرا سوف تغادر لايهم رائيها ولم يترك لها المجال لتفكر وتقرر فقد انفردوا باتخاذ القرار عنها زفت اليه وانتقلت من

قسوة العم وزوجته الى قسوة الزوج واهله وكأن بينها وبين الفرح عداوة فقد رحل الفرح من حياتها مع رحيل والديها

رباه رباه تستيقظ مبكرة تحضر الفطور وتنظف المنزل وتعتني بالكل وتلبي طلبات الجميع لاتراها الى مبتسمه رغم كل

الالم الذي بداخلها وفي غمرت حياتها الجديدة تتابع دراستها طالبة منتسبة وتنجح بتفوق وتتخرج بامتياز وتصبح معيدة

بالجامعة تتقصى اخبارها زوجة عمها فتعرف ماوصلت اليه رغم كل القسوة التي تحيط بها زوج لايعرف من حق

الزوجة الى الأكل والنوم خلال سنوات حياتها مع زوجها لم ترزق الذرية حاولت ان تخفي المها في صدرها كما اعتادت

حتى لاتجرح زوجها فقد ذهبت الى الطبيبة واخبرتها أنه لايوجد لديها مرض يمنعها من الحمل وطلبت منه حضور زوجها

للفحص لكنها لم تجد منه استجابه فتركت الامر لله وانشغلت بعملها وطالبتها وبعد سنوات من الصبر ترزق بولد معاق

اعاقة عقلية فشكرت الله على عطائه وحمدته على بلائه .. اذا اقبل الليل انفردت في مصلاها تناجي ربها وتبثه حزنها

وتدعوه أن يلطف بها وأبنها فعلت من أجل ابنها المستحيل من علاج وعناية لكن يحرمها القدر ممن تحب مرة اخرى

فقد تدهورت حالته الصحية واختاره ربه الى جوارة فرضيت بحكمه وظلت تعيش حياتها بعد أن تخلى عنها زوجها وتزوج

بااخرى على حد قوله لاتنجب معاقين ونسي قدرة الله وعظمته .. فكان القصاق العادل له من رب السماء والأرض

فاصيب بحادث وشل شللا رباعيا .. حتى يعرف أن الله قادر يعطي الشكور ويحرم الجاحد..

ومازالت واقفة على قدميها تعطي من وقتها وصحتها ومالها ماتساعد به الاخرين تبتغي بذلك وجه الله والدار الأخرة

بعد أن اصبحت مديرة لجمعية الاطفال المعاقين أنها حقا قلو ب لاتعرف اليأس..