رنا_دياب

رنا_دياب @rna_dyab

عضوة جديدة

قلوب ليست وردية

نزهة المتفائلين


قلوب ليست وردية
للكاتبة الاردنية / رانيا دوجان
كل زهرة في المحل كانت ديكورا... تتندى بأنس ...تتلألأ بتؤدة... تخجل من جمالها ....ومن المعنى الذي حملته إياها القلوب ...

تبوح بسر من أسرار الجمال والقوة في بنية ضعيفة .. أدواتها الأوراق .. وأعمدتها الأغصان .. تتنافس على رحيقها الفراشات والقلوب ..


كانت هذه ملامح مشروع تجاري لترويج الزهور ليد الحالمين والعشاق.. وأصحاب الفكر والذوق .. مشروع أقمته .. وبنيت عليه آمالا تجارية واعتاش منها ومعنوية تحيا معها روحي أقيم التصميم بشكله النهائي .. ألقي اللمسات الأخيرة ...
ابتسم رغم كل مخاوف الفشل والإحباط والخسارة التي تحول حول المحل التجاري في ذلك الحي البرجوازي......


في اليوم الأول لم يتردد على المحل أحد ... ولكن أريج الورد أنعشني .. بدأت افتح للورد قلبي ويداي ...

أعطيه أجمل نسق .. أسخو غليه من قلبي حبا وحنانا ثم ماء وسمادا.. البنفسج يحتضنه النرجس .. والسوسن يعشقه الياسمين .. الأخضر يغلفها .. والأرجواني يتوسطها .. عالم غريب من السحر ....


مضى أسبوع توافد على المحل عدد من الزبائن .. وفي الأسبوع الثاني عدد آخر .. ومن رحلة الدراسة , دخلت قلبي فلسفة جديدة للربح .. وهي الربح القليل الذي ينتج بيعا كثيرا ... ومع طول الأيام يصبح الإيراد كبيرا ....


بدأت أحسب نتائج المحل .. هل نصيبي يعادل نصيب الفراشات ... وضرائب البلدية .. بدأت بحذر .... بتوجس... بارق ... لا أريد أن أواجه أرقام الحاسب اكتشفت أن نصيبي من الأرباح لا يعادل أجرة المحل ولا يغطي فواتير الكهرباء في ذلك الحي البرجوازي ...


بات الورد في نظري مملا كله !! صرت أرى في ألوانه الغجرية صنوفا من التبعثر , وصخبا بلا مناسبة ... أو زينة في بيت يطوقه السأم ... كأنما الورود ترقص في عزاء .. ترش على الموت سكرا وحلاوة ....

كانت ورودا مغرورة لم تشاركني الفشل الذي لاقى المشروع !!!



وفي عصر يوم خريفي الأجواء ... دخلت المحل زبونة تقطن الحي الموجود فيه المحل ... تسألني عن الورود... يلفها معطف أنيق ..يحتضنه شال من الفرو المخملي , وكانت برفقة رجل أنيق ربما يكون زوجها , تبحث عن أزهار تزين بها بيتها الجميل بنية إقامة حفل سيحضره عدد من السادة المهمين .

بدأت تقلب الأزهار تبحث عن شيء مميز .. وقع نظرها على زهرة التوليب


تسألني : كم تكلف ؟
أجبتها : سبعين

ثم اختارت زهرة البنفسج تسألني عن سعرها
أجبت .. ثمانون

:26: :26: :26: :26: :26: :26:

وحينما دفع الرجل ثمنها اخرج 150 دولارا ووضعها على المنضدة .


ابتسمت وأردت أن أزف لهما ثمن سعرها الحقيقي ....


قلت لهما : لا يا سيدي ... ثمن الورد 150 قرشا .. وليس دولارا !!!!

بهت لون الرجل والسيدة صمتا .... تركا الورد وخرجا من المحل ...




بقيت التوليب والبنفسج أمام عيناي فتعلنان عن تجارة جديدة واعدة تدعوني لان ارفع أسعار الورود أمام قلوب لا تنبت الأزهار عادة إلا على قبور أصحابها .....!!!!


نقلا عن المجموعة القصصية ( سيجال ) . للكاتبة الاردنية/ رانيا دوجان
1
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

رنا_دياب
رنا_دياب
ارجوكم اريد رأيكم بهذه القصة القصيرة لانها من وجهة نظري هي رائعة جدا