للمسلم العاقل قلبان :
قلبٌ يتعلَّم ..
وقلبٌ يتأمل ..
( قولٌ حكيم )!.
🖤❗️
تتعرض قلوبنا في مسيرة حياتنا الإنسانية..
لمفاجآت .. لانتكاسات ..لعثرات ..
لهزائم في معارك الحياة ..!
والجهاد الحقيقي.. والانتصار على النفس ..
يتمثل في القدرة على صيانة قلوبنا ..
والحفاظ على سلامتها من المؤثرات الخارجية .
من الصدمات ..والانكسارات ..
القدرة على المحافظة على جانب الفضيلة فيها
وعلى نصوع وبياض فطرتها ..
القدرة على امتصاص سموم الكراهية والبغضاء
والقسوة والجشع ، والحقد والطمع..
وغيرها من طباع الأنانية والاستئثار ..
التي يوشم مدادها قلوبنا بالسواد ..
ويتفشى فيها ..!
حتى إذا لم يبق لأنفاس الخير بها رمق ..
مات القلب !..
ودفن في مقبرة اليأس حتى يبعث الله الموتى.
🖤❗️
إن القلوب التي لم ينقطع عنها الرجاء..
في التوبة والصلاح وإن تكدرت سماؤها بالذنوب ..
فلن تعدم صحوة ندم تلاشي أكدارها ..
تذيبها كما يذيب السحابَ بياضُ النهار
أو تمطر بالتوبة والأوبة غيثاً..
يحييها بعد البوار...!
🖤❗️
قال أحدُ الصالحين:
يا عجبًا مِن المسلم يبْكون على موتِ جسدِه،
ولا يبكون على مَن مات قلْبه وهو أشدُّ..!
🖤❗️
{وَأَحاْطَتْ بِهِ خَطيْئَتُهُ}
ذلك هو القلب الميّت ..!
الذي لم يلين للخطاب الرباني ..
والذي جره الذنب إلى الذنوب حتى استولت عليه..
فيصبح منهمكاً في المعاصي ، شغوفاً بها ..
لالذة له سواها ..
يبغض من يحول بينه وبينها وينصحه بالبعد عنها
فهو لايتورع عن مقارفة الآثام ..
وعن الاستجابة لكل مايخامره من هوى ورغبات ..
لاتجد وازعاً دينياً ينبض في عروقه يردعه عن الحرام ..
لا تلقاك لديه أذن واعية تلين للوعظ أوتخاف من الوعيد
يعبّ من مباهج الحياة و متعهاحتى الثمالة ..
يعيش لنفسه فقط .. !
ناداه داعي الشر .. فاستجاب له ..!
واغراه بالأطاييب على مائدة الشهوات ..
فغرق في أوحال اللذات ..
أوحى إليه أن يكون السيد الذي يتحكم بذاته
فصار عبداً لهواه ..
فالقلب هنا لم يميل فقط إلى كفة الشر ..
بل انقلب إليها انقلاباً كاملاً ..
حتى تفشى ليل السيئات على فؤاده فغطاه ..
فلم يعد صاحبه يرى وجه الحق أو يميز ملامحه ..
صار من الذين لهم قلوب لايبصرون بها
حتى إذا حضرته النهاية وادركه الحتف ..
انكشف الغطاء وفات أوان العودة ..
فإذا به صفر اليدين ..!!
ووجد الله عنده فوفاه حسابه ..!
🖤❗️
قال الغزالي:
{ عَجِبْتُ لمن يَهْتم بوجهه وهو مَحَلُّ نَظَرِ الخَلْق،
ولا يهتم بقَلْبِه وهو مَحَلُّ نَظَرِ الخَالِقِ سبحانه وتعالى}.
🖤❗️
أختام على القلب الميت ~
المؤمنون قلوبهم حيّة تنبض باليقين ..
عامرة بذكر الله ..
وجلةً ..! تتقلب بين الخوف والرجاء..
أما القلوب الميتة التي أقفرت من ذكر الله
فهي كالأرض البور لاتنبت زرعاً ولا تورق حياة
وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :
"مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ، وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ،
مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ"
🖤❗️
ولئن جاهدت مع صاحب القلب الميت في الوعظ
والتذكير والإرشاد . .
لاتجد صدى لنصحك ، ولا أملاً في الاستجابة ..
كأنك تطرق على حديد بارد ..
تراه يقابلك بالتململ والاستثقال ..
ويود أن تنصرف عنه
أما صاحب القلب الحي يؤمن أن :
( فِعْل المأمورات حياةُ القلب وغذاؤه،
وزينتُه وسروره، وقُرَّة عينه، ولذَّته ونعيمه)!.
🖤❗️
( كثرة الضحك تميت القلب )
كما ذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ..
في وصيته لأبي هريرة ..
لكن البعض ينغمسون في المتع واللهو ويسرفون
في التفكه والضحك ..
ويفقدون بذلك مقومات الشخصية المعتدلة
التي تسلك السبيل الوسط في كل شيء :
في المأكل .. في الملبس ..وفي كل ماهو متاح من حلال
هؤلاء الذين أسرفوا في كل أمور حياتهم
حدّ الترف والبطر والعُجب ..
هم أصحاب قلوب ميتة ..
قيل :
(أَرْبَعٌ يُمِتْنَ القَلبَ: الذَّنبُ على الذَّنبِ،
وكَثْرَةُ مُصَاحَبَةِ النَّساءِ وحَدِيْثِهِنَّ،
ومُلَاحَاةُ الأَحْمَقِ تَقُولُ لَهُ ويَقُولُ لَكَ،
ومُجَالَسَةُ المَوْتَى. .
قِيلَ: وَمَا مُجَالَسَةُ الموْتَى؟
قال: مُجَالَسَةُ كُلِّ غَنِيٍّ مُتْرَفٍ، وسُلْطَانٍ جَائِرٍ..
🖤❗️
والقلب الميت أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه :
( لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه)
يقول تعالى:
( ختم الله على قلوبهم ) أي طبع عليها.
فقدت قلوبهم اللمسات الإنسانية الرحيمة ..
فاصبحت قاسية كالحجارة أو اشد قسوة ..
بسبب كثرة الذنوب والمعاصي ..
كذلك يطبع الله على قلب كل متكبر جبار ..!
🖤❗️
يصف ابن القيم القلب الميت فيقول :
(هو الذي لا يعرف ربه ..
ولا يعبده بأمره.. وما يحب ويرضى ..!
بل هو واقف مع شهواته ولذاته ..
ولو كان فيها سخط ربه وغضبه..
فهو متعبد لغير الله:
حبا، وخوفا، ورجاء، ورضا..
وسخطا، وتعظيما، وذلا..
فمخالطة صاحب هذا القلب فسق ..
ومعاشرته سم، ومجالسته هلاك ) .
🖤❗️
إن القلوب الميتة وإن كان أصحابها أحياء
قلوب فقيرة خاوية..
ضلت فيهاالمشاعر الإنسانية طريقها
قلوب نست ذكر خالقها فأماتها..
احرصوا على قلوبكم وتعهدوها بالطاعة ..
ولا تجعلوا من أنفسكم أحياء..
بقلوب ميتة.
طرح جزيل بالعطاء فعلاً موت القلب
أشد من موت الجسد ...
.اللهم قوي قلوبنا واجعلنا من الذاكرين وردنا إليك رداً جميل .....
بارك الله في ماتكتبين حقاً هي قيم وحكم ...جزاك الله كل خير ...🌷