بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي الحبيبات في الله
السلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد
أهدي إليكن هذه القصة الواقعية المنقولة عن موقع "صيد الفوائد"وأرجو الله تعالى أن ينفعنا جميعا بها،آمين.
"هي قصة امرأة أُشرب قلبها حب الدعوة إلى الله تعالى، تقول القصة : إنها ليست المرأة اللاهية العابثة، التي ما أن يقر قرارها في البيت حتى تطير مرة أخرى لاهثة خلف الحطام، وقد خلَّفت وراءها أسرة متداعية الأركان، متراكمة الأحزان، وقد أسلمت قيادها لامرأة غربية، أسمتها الخادمة، أو صورة لاهثة أخرى، جعلت من نفسها غرض النظرات، وهدفاً رخيصاً في كل المجالات، طمرت معالم وجهها تحت ركام الألوان، وأخذت في كل وادٍ تهيم بلا عنوان، تبحث عن مجدها المفقود، وعزها الموؤد، وما باعت إلا بهوان...ولكن رويدكم يا بني قومي، ليست هذه من أعني، وليست هي من أريد، هذه الصورة التي تقدم لنا من خلال الأشرطة والمحاضرات، لا تمثلنا معاشر النساء الفضليات، فهمتنا للخير عالية، كما تقول هذه الأخت، ودونكم شيئاً من أخباري، هي قصة لامرأة أعرفها تمام المعرفة، هي امرأة لكنها ليست كالنساء، الكادحات الكالحات، بل ملِكة متوَّجة، خريجة قسم أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود رحمه الله تعالى، وهي متزوجة تدير شؤون مملكتها بنفسها، ترعى حق الله وحق زوجها وأهلها، تقوم على خدمتهم، وترعى شؤونهم، صابرة محتسبة، تقوم بأعباء المنزل بدون خادمة، مع قيامها بحق أم زوجها المسنة، لكن لم يهنأ لها بال، وهي ترقب السالكين والسالكات في طريق الدعوة إلى الله، نعم كانت ترقبهم بطرف حزين، نعم لم يكن ليهنأ لها بال، وهي لم تُدلِ بدلوها، بين دلاء الداعيات إلى الله ، لتأخذ على إثر ذلك نصيبها من الخير، كانت تحاول أن تجد لها موضعاًً، فما كانت لترضى العيش في الأسافل دون الأعالي ، يتراوح لها قول الشاعر:
وما للمرء خيرٌ في حياةٍ إذا ما عُدَّ من سَقَط المتاع
ولكن هذه الرغبة، اصطدمت برفض زوجها لخروجها لميادين الدعوة، على اختلافها ولكن، ما زال الهم في قلبها، يكبر ويكبر على مرور الأيام، فعزمت على المضي على شق الطريق مهما توغل، في الوعورة, لكن مع رضا زوجها, وفكرة بعد فكرة, وخاطرة بعد خاطرة, ومع الدعاء والتضرع, هداها الله عز وجل إلى فكرة وضاءة , تجمع فيها بين رضا خالقها ورضا زوجها, إنها الدعوة بالمراسلة, هي وسيلة لا تحتاج إلى كبير جهد, ومع ذلك فهي عظيمة النفع والأثر, ولكن تصدت لفكرتها عقبة كؤود, كادت تتهاوى عليها قوارب الأحلام, إنها المادة عصب الحياة, من أين لها تأمين مستلزمات هذه الرسائل, مع قيمة إرسالها, لكن العبد إذا صدقت نيته صدقه الله !!!!!
أرى نفسي تتوق إلى أمورٍ وتقصر دون مبلغها بعض حالي
فنفسي لا تطاوعني ببخلٍ ومالي لا يبلغني المـــــــــــعالي
ثم عادت إلى التفكير والدعاء مرة أخرى, فطريق الأنبياء تريده بأي ثمن, حينها تذكرت قصة أم المساكين, التي قالت عنها عائشة رضي الله تعالى عنها" كانت صـُـناع اليدين, تعمل بيديها و تتصدق", فاتخذت من صنع يديها عملا ً يدر عليها ربحا ً وإن قل, فالشأن كل الشأن في البركة, حينها توصلت إلى ما تحتاجه, فهي تحتاج إلى جهاز للحاسب الآلي, مع طابعة وآلة تصوير وجهاز للفاكس, ولكن من أين ذلك؟!! فتأملت ذهبا ً عندها, ووجدت أن قيمته تكفي بعض ما تحتاج, فكلمت زوجها في ذلك فأكمل لها المبلغ مع قلة ذات اليد, حينها بدأت بطباعة بعض الرسائل, مقابل مبلغ مادي, تتقاضاه ثم تستثمر ثمن ذلك في الدعوة إلى الله تعالى, وكان من نتاج ذلك, مائة وعشرون رسالة دعوية, تحصلت على عناوينها من خلال إذاعة القرآن الكريم, تتراوح هذه الرسائل ما بين مطوية وكتب صغيرة ومتوسطة, تتعلق بموضوعات العقيدة الصحيحة, وهي ماكانت تحرص عليه, ثم هي مع ذلك, تقوم بشراء بعض الكتيبات, من مكاتب توعية الجاليات المسلمة من الجنسيات غير العربية, وتقوم بنشرها على الطبيبات والممرضات في المستوصفات والمستشفيات, حتى أخذت رسائل المسترشدين تتوافد على غرفتها الصغيرة, فهذا يطلب مصحفا و آخركتاب, وآخر مطوية, كان جهدا ً مُقِل, ومع ذلك فكم أحيا الله بهذا العمل اليسير قلوبا ً غافلة!!! وأنار بصائر مستغلقة!!!
كانت رسائل خير ونور رائعة, وأروع منها, اليدان اللتان قدَّمَتهُما وصاغتهما أحرفا ً من نور, تضيء للسالكين الطريق, وتواصل الأخت حديثها قائلة,:"هذا هو الجهد وإن قل, فالدين يـُـنصر بنا أو بدوننا, فإن بذَلنا وصلنا العِز, وإن مَنعنا أ ُخذنا بالهوان... فلماذا لا يكون كل واحد منا على ثغر من ثغور الإسلام؟؟!!!!!"
***
من شريط "صانعات المآثر"
للشيخ خالد الصقعبي
:41:
rainyheart @rainyheart
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
وعليكم السلام والرحمة يا سمورة
وسلَّمَكِ الله وعافاكِ يا أخيتي
وجزاك عني خيراً كثيرا
آميييين:27:
وسلَّمَكِ الله وعافاكِ يا أخيتي
وجزاك عني خيراً كثيرا
آميييين:27:
الصفحة الأخيرة
تسلمين قصةرااائعة ومجهود عظيم
جزاك الله خيرا