الرياض - فوزية الخميس
هذه العبارة تعلمتها في الصف الخامس الابتدائي في أحد دروس مادة الخط، واستوعبت أبعاد معانيها من معلمتي التي حرصت على إيضاح إيجابياتها على الفرد والمجتمع، وبما أن المعلمة هي التي تغرس في نفوس تلميذاتها القيم السامية وتقودهن واثقات الخطى في دروب الحياة، وبما أنها المثل الأعلى الذي يحدّ من عثراتهن في عمرٍ لا يستطعن فيه تحديد وجهتهن الصحيحة، لذلك كله خرجت من فصلي ثم من باب مدرستي متشربة الجملة قولاً وفعلاً، أحمل وساماً أزهو به أمام قريناتي. ونحن في الطريق مع زميلاتي اشترينا بعض الحلوى، ولما لم نستسغ طعمها قمنا بإلقاء ما تبقى منها على أحد الأبواب (لنثبت مهارتنا في التصويب ولنتخلص من هذه الحلوى الرديئة)، نفدت الحلوى ولم ينفد شغب الطفولة، فقامت إحدى الرفيقات بإلقاء بعض الحجارة بقوة على الباب فجاءنا صوت ربة المنزل قبل أن تفتح الباب وهي تسب وتشتم، فما كان من رفيقاتي إلا أن فررن من أمامها، ووقفت في مكاني لا أتحرك فأنا لم أقصد الإيذاء وإن شاركت في البداية في الخطأ فلم أتجاوز حدود اللهو، صرخت في وجهي: أنت من قام برمي الحجارة على الباب؟ وحيث إن السؤال كان محدداً، ولأنني تعلمت درساً لا يزال حاضراً في الذاكرة صمدت وأجبتها بصراحة وثقة: إنني قذفت بقطعة الحلوى فقط، لم يكن عذري مقبولاً ولا حتى مسموعاً، فقد اكتفت بكلمة (نعم) وهذا ما تريده، فأبلغت والدتي بما حصل واتهمتني برمي الحجارة على باب منزلها! فما كان من والدتي، التي لم يحدث في يوم من الأيام أن اشتكى لها أحد من سوء تصرف أحد أبنائها أو بناتها، إلا أن أوسعتني ضرباً وتوبيخاً. كان هذا درساً قاسياً علمني مالم أتعلمه بالقول، وأفقدني الثقة فيما يقوله الكبار ولا يفعلونه على أرض الواقع. قد نتجاوب ونحن صغار في الكثير من الدروس والمواقف التعليمية، ولكننا مع الوقت للأسف نفقد مصداقية ما نتعلمه عندما لا نجد ما نتعلمه معمولاً به في حياتا اليومية من قبل الكبار. نشر في مجلة (المعرفة) عدد (31) بتاريخ (شوال 1418هـ -فبراير 1998م

عبير الزهور @aabyr_alzhor
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.

طيف2003
•
صدقت اختي عبير الزهور و شكرا على القصه الحلوه




الصفحة الأخيرة