بنت ابوها

بنت ابوها @bnt_aboha_1

عضوة شرف في عالم حواء

قم يا أبا تراب

الأسرة والمجتمع

ماذا يفعل الأب إذا زار ابنته المتزوجة في بيتها, وعلم منها أن زوجها قد أغضبها ؟ هل يسألها: ماذا قال لك ؟ ولماذا أغضبك ؟ أو يقول لها : اجمعي ثيابك فبيت والدك أرحب لك ؟ أو يفعل العكس: يصرخ في ابنته قائلا: ماذا قلت حتى أغضبته ؟ هل أطعت أمك في فعل أثاره وضايقه ؟

لعل جميع ما سبق غير حسن, فلا الاستفسار والسؤال لمعرفة دقائق الخلاف وتفاصيله عمل صحيح, ولا دعوة الابنة إلى مغادرة بيتها إلى بيت أبيها تصرف حكيم, ولا الصراخ في الابنة واتهامها بأنها مخطئة أمر سديد.

عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت فاطمة فلم يجد عليا فقال: أين ابن عمك ؟

فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج. فقال النبي لرجل: انظر أين هو, فقال الرجل: هو في المسجد راقد.

فجاءه وهو مضطجع, وقد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب, فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قم يا أبا تراب وقال سهل: وما كان له ( أي لعلي ) اسم أحب إليه منه.

هذا الحديث الشريف يرشد إلى ما يحسن بالأب أن يفعله, وبالزوجة أن تفعله, وبالزوج أن يفعله إذا حدث خلاف بين الزوج وزوجته.

فالنبي يسأل ابنته فاطمة, وقد زارها في بيتها عن زوجها علي, فتخبره رضي الله عنها أنه غاضبها في شيء, دون أن تذكر له هذا الشيء, وهذا كتمان جميل يحسن بكل زوجة أن تحرص عليه, فلا تخبر أهلها بتفاصيل الخلافات التي تحدث بينها وبين زوجها.

ثم نتأمل حكمة تصرف علي رضي الله عنه حين انسحب من ساحة الخلاف الذي ثار بينه وبين السيدة فاطمة رضي الله عنها " فغاضبني فخرج “, وهذا خير من مواصلة المغاضبة التي قد تتطور إلى شجار حاد.

وإلى أين ينسحب رضي الله عنه ؟ لم ينسحب إلى أصحابه , ولم ينسحب إلى أمكنة أخرى يذهب إليها الأزواج إثر نشوب خلافات مع زوجاتهم , بل انسحب – كرم الله وجهه – إلى المسجد , حيث تهدأ أعصابه الثائرة , وتطمئن النفس الغاضبة .

ونتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم عدم تأجيله التوفيق بين صهره وابنته, بل بادر يسأل عنه, فلما أخبروه أنه في المسجد, جاءه وهو يقول " قم يا أبا تراب " بعد أن رأى التراب الذي أصاب جسمه وقد سقط رداؤه عنه.

ولم يعاتبه النبي عليه الصلاة والسلام, مما يشير إلى أن المصالحة التي تقوم على تطييب الخاطر خير من المصالحة التي تقوم على المحاسبة والمعاتبة.

ومما يؤكد أن نفس علي قد طابت قول سهل في نهاية الحديث: " وما كان له اسم أحب إليه منه “.

إنه قبس من بيت النبوة يضيء لنا الإضاءات التالية:

* لتحرص الزوجة على عدم نقل كل خلاف يحدث بينها وبين زوجها.

* ليكن الآباء رفقاء ببناتهم وأصهارهم معا, وليكونوا حريصين على تطييب الخواطر أكثر من حرصهم على المعاتبة واللوم والمحاسبة.

* لا بأس أن ينسحب الأزواج من مكان الخلاف إلى غرفة أخرى, أو إلى المسجد, إذا وجدوا أن خلافهم مع زوجاتهم يشتد ويحتد.

* يحسن بالأزواج أن يستجيبوا إذا دعوا إلى المصالحة, فلا يمتنعوا, ولا تضيق نفوسهم بهذه الدعوة –الدعوة إلى المصالحة – كما استجاب علي رضي الله عنه حين قام من اضطجاعه وقد أحب الاسم الذي ناداه به صلى الله عليه وسلم " قم يا أبا تراب “.

* ليحرص الآباء والأمهات على عدم استقصاء التفاصيل التي تكون بين بناتهم وأزواجهن, وبين أبنائهم وزوجاتهم
2
822

هذا الموضوع مغلق.

إشراق 55
إشراق 55
اختي بنت أبوها موضوع مفيد جزاك الله خير .
ماوية
ماوية
جزاك الله خير
وفعلا اغلب المشاكل الزوجية تبداء صغيرة ثم تتطور اما بسبب عناد الزوجين
اوتدخل الاهل
اتمنى ان يقتدي الازواج بالرسول صلى الله علية وسلم وبالصحابة في حل مشاكلهم