لمالكي والعراقية والبغدادية
في حديث توجه به السيد المالكي إلى أعلامي قناة العراقية طالبهم فيه بتغطية نشاطات الحكومة باعتبار العراقية أو شبكة الأعلام العراقي بصورة عامة احد مؤسسات الحكومة المركزية.. والحقيقة أن هذه مغالطة كبيرة وتجاوز على حرية الإعلام فتوجيه فضائية ما من قبل الجهة التنفيذية هو توجيه لا صلة لها بالتشريعات الدستورية والإعلامية فلإعلام في البلدان الديمقراطية جهات مستقلة لا حق للجهة التنفيذية في اصدرا أي أمر لهذا الوسائل الأعلام.. نعم الجهات التشريعية هي التي تحدد طبيعة العلاقة بين الإعلام والسلطة أما أن تفرض الجهة التنفيذية لون من ألوان السلوك الإعلامي على جهة إعلامية ما فهذه مخالفة دستورية لا غبار عليها .. مع العلم بان العراقية هي عراقية الحكومة لا عراقية العراق وشعب العراق فطالما وقفت مع الكثير من المفسدين في جهاز الحكومة حين بررت الفساد المالي والإداري بتبريرات ما نزل الله بها من سلطان والى الكثير من فضائع هذه القناة الحكومية..لكن قبل نوجه النقد إلى الحكومة والجهات التنفيذية نريد أن نضع بعض فضائح الأعلام العراقي على طاولة النقاش
فحين ينسلخ الإعلامي عن رسالته المقدسة في إيصال الحقيقة إلى الرأي العام والذي يتطلع إلى ذلك الإعلامي الشريف والمهني في كشف ملابسات الحياة السياسية والاقتصادية . وحين يتسلل إلى الوجهة الإعلامية من ليس له هم سوى المنافع الخاصة والغايات الهابطة.. وحين تتحول دماء العراقيون إلى شعارات تسقطيه ومساومات قذرة تمارسها جهات إعلامية بعينها .. يتحول الأعلام إلى أداة من أدوات التظليل والخداع وتزيف الواقع وكسر أردة قوى الخير بدارهم ودولارات قوى البغي والشر والتسلط .. ففي عراق ما بعد الاحتلال وبعد حمى الفضائيات التي اجتاحت هذا المجتمع الوليد على ثقافة الحرية الإعلامية والذي لا عهد له بخفايا الحرب الإعلامية وحملات التشويه والإقصاء وتزوير الحقائق ولأن اغلب مراسلي هذه الفضائيات ومن التحق بها لا يملك أدنى معايير الثقافة المهنية والحرفية في عمل الصحافة والإعلام وفي نقل الإخبار وإيراد الخبر، تحول الأعلام في العراق إلى واحد من أهم وسائل السياسية الظالمة فاضمحلت الكلمة الحرة وتفسخت منابر الحقيقة ممسوختا إلى أبواق تزمر لمن يدفع لها أكثر .. قد يعلم أو لا يعلم الكثير منا بأن اغلب مراسلي القنوات الفضائية لا يغطون الحدث العراق كيفما كان ألا بعد أن يدفع لهم مبالغ محددة ( أجور بالدولار ) وبالتالي استحال المراسل الإعلامي إلى تاجر وسمار ومحرف ومفترى وباغي .. الأخطر في فضائيات العراق المحتل هو نفاق الفضائيات ودجلها ،فبينما تدعي الوطنية والأمانة والشفافية يختبئ خلف هذا الشعارات الكاذبة عمالة وزيف ومكر والتفاف على هذا الوطن وعلى أبنائه، أن المهمة الأساسية في المراسل الصحفي هي سعيه الحثيث خلف إبراز الحقيقة فهي الهدف المنشود من وراء عملة في تغطية ما يدور في ساحة العراق لكن ما يحصل في العراق شيء أخر غير السعي خلف الحقيقة فاغلب ولا أريد أن أقول الجميع يسعى إلى غايات أما أن تكون حزبية وإما أن تكون مادية وإما أن تكون لأغراض إقليمية وعربية لم تعد خافية .. وبطبيعة الحال أمريكية .. وليس هذا فحسب فاغلب وسائل الإعلام ومنها الفضائيات بالدرجة الأساس تعمل لأجندة خاصة ، لغايات معينة غير غاية الصحافة والإعلام والمهنية فمنها ماهو حزبي تشمئز منه النفوس والقلوب ومنها من يعمل للأجندة إقليمية وأهداف مخابراتية وقضايا تتعلق بصراع السلطة والتحزب والتسلط على العراق... من يراقب عمل مراسلي الفضائيات في العراق يرى العجب العجاب ،ويرى كم هؤلاء الصحفيون بعيدون عن الوطنية وعن الحقيقة وعن خدمة الكلمة الحرة..... بالحقيقة محنة الأعلام العراقي اليوم هي بقدر محنة العراق الكبيرة وهي حلقة أخرى من حلقات المآسي التي تتعري هذا البلد النازف ... قبل أيام وخلال مؤتمر عقد على قاعة الرشيد في فندق فلسطين في العاصمة بغداد ، ارتكب مراسل قناة البغدادية جريمة حين حرف وكذب في خبر ائتلاف حزب الولاء الإسلامي مع ائتلاف العمل والإنقاذ والوطني.. ليقول أن هذا المؤتمر هو من اجل تأيد السيد المالكي ودولة القانون فهل كان هذا المراسل غبيا أو أنة لا يسمع أو يعي ما دار في إرجاء المؤتمر أو أن المحطة الرئيسة في القاهرة أرادت وبحسب مزاجها أن تنشر الخبر بهكذا شكل( تقديرا للسيد المالكي في حسن معاملته مع منتظر الزيدي ) أو أن المراسل هذا من أولك المراسلين الذين يباعون ويشترون .. على البغدادية أن تجد حلا لهذا الخلل الكبير وعليها أن تبرز الجانب الوطني أذا كانت وطنية بحق وحقيقة وعليها أن تختار مراسليها وفق معايير الوطنية والمهنية والنزاهة ..وإذا لم تفعل ذلك فلن ينقذها من نقمة العراق والعراقيون حذاء منتظر الزيدي الذي قذف به بوش لأن أحذية العراقيون جمعيا سترمي على هذه القناة كما رمى العراقيون من قبل بأحذيتهم من هو اكبر من البغدادية وغيرها
مازالونا @mazalona
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️