قواعد أساسية لا بد من اتباعها قبل البدء بالرجيم

الحديث عن الحميات الغذائية (الرجيم) لتخفيض الوزن حديث لا ينقطع ما دام الغذاء موجودا وما دامت السمنة موجودة، والحديث عن الرجيم حديث يتخلله الشيء الكثير من الصحة، والشيء الكثير أيضاً من الأغاليط وما تزال الحيرة في البحث تعتري العازم على تخفيض وزنه كلما سمع كلاما في مذياع أو شاهد متحدثا في تلفاز أو تصفح خبرا في صحيفة يتحدث عن الرجيم.
هذه عدد من الأمور التي تقال عن الرجيم ما مدى صحتها أو حجم أغاليطها.

الرجيم سعرات
هنالك مقولة يرددها البعض تلمح بأن رجيم السعرات رجيم قديم ولا ينفع كثيراً، والحقيقة التي قد تغيب عن الأذهان أحياناً أن كل أنواع الرجيم الفعالة تعتمد على السعرات الحرارية، فكلها رجيمات سعرات.
إن الغذاء يمدنا بسعرات حرارية فالجرام الواحد من الدهون يمد الجسم بتسعة سعرات حرارية والجرام من أي من البروتينات أو الكربوهيدرات يمد أجسامنا بأربعة سعرات حرارية. والجسم يحتاج لسعرات حرارية معينة (حسب النشاط والوزن) ليبقى ثابت الوزن، وإذا زادت السعرات الحرارية التي نأكلها عن حاجة الجسم يحدث لها تخزين على صورة دهون مما يزيد الوزن، وإذا تناول الإنسان سعرات حرارية أقل من حاجته حدث انخفاض في الوزن. هذه هي العملية ببساطة. إن فكرة أي رجيم غذائي تعتمد على تخفيض السعرات وإن ادعى البعض بأن اعتماد بعض أنواع الرجيم على أمور أخرى غير السعرات فلن يقبل منه عقلاً وتجاربا.
والمحاولات التي يحاول البعض إضفاءها على نوع رجيم دون آخر كلها مغالطات وترويج لادعاءات غير صحيحة. وتبقى في الأمر مساحة ضيقة جداً لها خصوصية يمكن التحدث عنها على حدة. ولكن الأصل هو أن كل رجيم يخفض الوزن هو رجيم سعرات.
التوازن مع السعرات
يكثر الحديث عن الغذاء المتوازن وضرورته في أي رجيم، ويقصد بالغذاء المتوازن الغذاء الذي يشمل على جميع العناصر الغذائية الضرورية للجسم والتي يسبب غياب أي منها من الغذاء مشكلات صحية صغيرة أو كبيرة. والعناصر الرئيسة المهمة للجسم هي البروتينات والكربوهيدرات والدهون والألياف والفيتامينات والمعادن. والفيتامينات والمعادن أنواع كثيرة جداً. ولتسهيل الأمر فقد وزعت الأغذية إلى مجموعات إذا أكل الإنسان من تلك المجموعات فإنه سيحصل على جميع العناصر التي يحتاجها جسمه. هذه المجموعات هي المجموعة الأولى الخبز والأرز والحبوب، والمجموعة الثانية هي الخضار، والثالثة الفواكه ثم مجموعة الألبان والحليب والجبن، وأخيراً مجموعة اللحوم والبقوليات والمكسرات. إن كل واحدة من هذه المجموعات لا بد أن تؤخذ يومياً بكميات مقترحة أكثرها المجموعة الأولى، وأقلها المجموعة الأخيرة. المهم هنا هو أن أي رجيم لتخفيض الوزن لابد أن يحوي على هذه المجموعات الخمس حتى يصبح متوازنا، وأي رجيم يحذف أو يهمل أي واحدة من هذه المجموعات يسمى رجيما غير متوازن. واستخدام الرجيم غير المتوازن لفترات طويلة (أكثر من أسبوعين أو ثلاثة) قد يقود لعلل مختلفة ومشاكل صحية متفاوتة الخطورة حسب المجموعة المهملة.
إن أنواع الرجيم التي تطرح بين الحين والآخر والتي تعتمد على نوع معين دون الآخر من الأغذية مثل ما يسمى رجيم أتكنز أو الرجيم الكيميائي أو رجيم اللحوم أو العنب أو اللون البرتقالي أو رجيم الماكروبيوتك كلها أنواع ينقصها التوازن، وهي صور ملتوية لتخفيض السعرات الحرارية، ولو أن أي إنسان خفض السعرات بأي رجيم يخترعه وسماه بأي اسم لوجد أنه يخفض الوزن فالمعادلة محسومة كما ذكر وأن المسألة تخفيض سعرات.
دون عشاء
من ما يثار في المجالس أيضا أن الرجيم الصحي لابد أن يشمل الوجبات الثلاث، إفطارا وغداء و عشاء، وأنه لا يصح حذف وجبة العشاء. وهذا الذي يثار غير صحيح. فطالما أن الإنسان بصحة جيدة فيمكنه أن يحذف وجبة العشاء أو الغداء إن شاء بهدف تقليل السعرات الكلية التي يتناولها خلال اليوم. على أن يحرص بأن تكون وجبتا الإفطار والغداء متوازنتين وبها المجموعات الخمس.
الإفطار أهم
يظن البعض أن تجاوز وجبة الإفطار يفيد في تخفيض السعرات الحرارية المتناولة يوميا مثله مثل العشاء والغداء والواقع الذي تؤكده الأبحاث أن تجاوز وجبة الإفطار يقود للعكس، إذ يضطر الإنسان إلى أكل سعرات أكثر خلال اليوم، هذا بجانب أن إهمال الإفطار أثناء الرجيم يؤدي الى إرهاق شديد وخمول وكسل، وربما صداع وغثيان لمن يمارس الرجيم وعليه فلا بد أن تكون وجبة الإفطار هي الوجبة الأساسية لأي رجيم صحي متوازن.
سعرات شديدة الانخفاض
يظهر بين الحين والآخر رجيم السعرات الحرارية المنخفضة جدا (في حدود 500 إلى 900 أو حتى 1000 سعر حراري) ويظن البعض أن ممارسة هذا الرجيم ستعجل من انخفاض الوزن، والواقع أن هذا الرجيم يعد جائرا ولا يحقق التوازن أو يمد الجسم بجميع العناصر المعدنية والفيتامينات ومع الأيام قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل الإرهاق وتساقط الشعر وجفاف الجلد والهفتان وغير ذلك. إن الرجيم الصحي يجب أن لا تقل السعرات الحرارية اليومية فيه عن 1200 سعر حراري بأي حال من الأحوال والأفضل أن يصل لأكثر من ذلك.


نقلا عن الوطن