قواعد تساعد في تثبيت حفظ القرآن

حلقات تحفيظ القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى إخوتي وأخواتي حفظة وحملة القرآن الكريم
إلى الذين يرجون شفاعته في كل موقفٍ عظيم
إلى من أوصى الله تعالى بهم
وجعل من إجلاله إكرامهم
إلى كل هؤلاء الأحباب
أهدي هذه الكلمات ..

قواعد تساعد في تثبيت حفظ القرآن
ليعلم أولا أن هذه القواعد في جملتها مفيدة وهامة للحفاظ المتقنين للقرآن كله أو معظمه ،
الكبار منهم على وجه الخصوص ، لكن بعضا منها يناسب الصغار والمبتدئين كما سيتبين:

القاعدة الأولى
التضرع والدعاء وصدق التوكل على الله سبحانه وتعالى في الحفظ والتعلم والقصد بذلك
وجه الله الكريم وبذل الجهد لتحصيل العلم
،
قال الله عز وجل: { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا... }
وقال الهادي البشير صلى الله عليه وسلم: (( إن تصدق الله يصدقك))

القاعدة الثانية
مداومة المراجعة اليومية وتحديد ورد ثابت لهذا الغرض ولا يترك الأمر ليكون
ثانويا بعد أن ينتهي الإنسان من سائر أعماله غلا يجد له وقتا ولا راحة للمراجعة ،
بل لا بد من استقطاع وقت كافٍ للمراجعة بقدر أقله جزء يوميا،
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا
من الإبل في عقلها))، وقال أيضًا: (( خير العمل ماداوم عليه صاحبه وإن قل))
ولا ينبغي أن يهجر القرآن بلا تلاوة ولا حفظ ولا عمل بأحكامه
{ وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا }

القاعدة الثالثة
الحفظ من مصحف واحد وكذلك المراجعة بل والتلاوة لأن الإنسان منا إلى أن
يحفظ صفحة من المصحف يكون قد رسم في ذهنه صورة كاملة لهذه الصفحة
وعرف أول كلمة في السطر وآخر آية من الصفحة ومكان كل آية فيها، ولذلك
إذا حاول أن يحفظ من مصحف آخر يختلف عن الأول في عدد الأسطر ونظامها والصفحات
فإن الصورة المرسومة في ذهنه وعقله تتغير وتصير مهتزة ومذبذة
مما ينتج عنه عدم التركيز ، ومن ثم الحفظ غير الجيد.

القاعدة الرابعة
التسميع والمراجعة على الغيرأفضل من المراجعة الفردية
لأنه قد يخطئ الإنسان ولا يدري أنه أخطأ، مع مافي ذلك من التشجيع
ومحاولة التثبت من الحفظ قبل التسميع، فضلا عن الاجتماع على الذكر
وتلاوة القرآن والتعاون على البر والتقوى.

القاعدة الخامسة
القراءة بالقرآن في صلاة الليل وذلك من أقوى ما يثبت القرآن والحفظ في الصدور
لما في صلاة الليل من الخشوع والخلوة مع الله جل جلاله والإخلاص والتجرد
فلا مجال للرياء ولما فيها أيضا البعد عن الضوضاء ومشغلات الذهن
ومن ثم يزيد التركيز - راحة النفس والجسم بما سبق ذلك من نوم وراحة
فيكون الإنسان أنشط منه قبل النوم.
ونود أن نشير هنا إلى بعض الأوقات المباركة التي ينبغي الاستفادة منها بمزيد من الحفظ
وهي الأسحار(آخر الليل) وكذلك الأبكار(أول النهار) وما بين المغرب والعشاء
والعبرة لاشك بالوقت الذي يصفو فيه الذهن وتقل فيه الحركة بعيدًَا عن الشواغل والملهيات.

القاعدة السادسة
تدوين ما يكثر فيه الخطأ في ورقة أثناء المراجعة للتركيز عليه فيها بعد ومعرفة
أماكن الضعف في الحفظ حتى يمكن تدارك ذلك، وينبغي هنا عدم الاستهتار
بتلك الوريقات لأن بها كلام الله تعالى، ولكن تحفظ حتى يتم التخلص منها بطريقة لائقة
وغير ممنوعة شرعًا.
ونرشد هنا إلى طريقة أخرى في هذه القاعدة وهب خط خطوط بالقلم الرصاص الخفيف
تحت الكلمة أو الجملة التي يكثر نسيانها والخطأ فيها لمعرفتها وتحديدها مع كل مراجعة
حتى يمكن تكرارها وتثبيتها على الصواب، فإذا أتقن شيئًا محا الخطوط من تحته،
ولأجل هذا ينبغي أن يكون للحافظ مصحف خاص به يعود إليه ويراجع منه
ويستحسن أن يعطيه لغيره للتسميع عليه حتى يلاحظ الخطوط تحت الكلمات ويركز له عليها.

القاعدة السابعة
الاستفادة مما ألف في المتشابهات لسهولة فصلها عن بعضها والتحقق من كل
آية على حدة وهذا يكون مع الذي حفظ القرآن كاملا أو أكثره، أما المبتدئ
فلا تناسبه هذه القاعدة مؤقتا.
ويمكن القول هنا بأن القواعد السبع السابقة هامة ومطلوبة للكبار والصغار على السواء،
أما ما بقي من القواعد فإنها تناسب الكبار بصفة خاصة دون الصغار.

القاعدة الثامنة
تفسير ما لا يتيسر حفظه إلا بتفسيره، كقول الله تعالى: {... نحن نرزقكم وإياهم ...}
وقوله: {... نحن نرزقهم وإياكم ...}
فبتفسير هاتين الآيتين يسهل الفصل بينهما وتوضع كل آية في موضعها
ولا يكون ذلك إلا عن طريق التفاسير الصحيحة المعتمدة.

القاعدة التاسعة
اللغة العربية تساعد بقواعدها النحوية في ضبط ما يطرأ على القارئ
من شك في ضبط بعض الكلمات...

القاعدة العاشرة
تدبر القرآن يساهم أيضا في ربط كثير من الآيات بعضها ببعض
بل يسهل أحيانا استنتاج تتابع الآيات ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
أولا/ (( لما سمع بعض العرب قارئًا يقرأ: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما
جزاءً بما كسبا نكالاً من الله...} وأكمل الآية بقوله: { والله غفور رحيم }
قال: ليس هذا كلام الله!
فقال القارئ: أتكذب بكلام الله تعالى؟
فقال: لا ولكن ليس هذا بكلام الله فعاد إلى حفظه وقرأ { والله عزيز حكيم}
فقال الأعرابي: صدقت (( عزّ فحكم فقطع وغفر ورحم لما قطع))
ثانيا/ قوله تعالى في سورة المائدة: { ... وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}
ولم يقل { الغفور الرحيم} وهذا من أبلغ الأدب مع الله تعالى.
فإنه قاله في وقت غضب الرب عليهم، والأمر بهم إلى النار.
فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة. بل مقام براءة منهم.
فلو قال: { فإنك أنت الغفور الرحيم}
لأشعر باستعطافه ربه على أعدائه الذين اشتد غضبه عليهم.
فالمقام مقام موافقة للرب في غضبه على من غضب الرب عليهم.
فعدل عن ذكر الصفتين اللتين يسأل بهما عطفه ورحمته ومغفرته إلى ذكر العزة والحكمة
المتضمنتين لكمال القدرة وكمال العلم.
وفوق هذا كله تسديد الله تعالى وتوفيقه

كتاب/ الإيقاظ لتذكير الحفاظ

وهذا رابط يتعلق بنفس الموضوع
^_^

طرق إبداعية في حفظ القرآن الكريم

لا تنسوني ووالديّ وكل من له فضل علي
من صالح دعائكم

2
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

* زهرة الحب *
* زهرة الحب *
جزاك الله خيرا حبيبتي
جعلك الله من الذين يحفظون كتاب الله
الخفجويه الصبوره
مشكوره على هالشرح الوافي وجعله الله في ميزان حسناتك قولي امين :26::26::26::26: