
مهما الليالي
•
رفوووووووووووووله الحلوه الله يسهل عليج أمتحناتج يارب:)


كيف تنمين ذكاء طفلك في عامه الاول؟
هل تريدين أن يكون طفلك ذكي؟ هل تريدين معرفة الالعاب التي تفيده؟ كل أم تتمنى ان يكون طفلها ذكي فعلى الجانب الآخر، هناك بعض الألعاب التى يمكن للكبار لعبها مع الطفل لتنمية مهاراته الاجتماعية والتفاعلية.على سبيل المثال،
أن يغطى الشخص الكبير وجهه بيديه ثم يرفعها فجأة مهللاً للطفل فيضحك الطفل، وبتكرار اللعبة – دور الشخص الكبير ليغطى وجهه ثم دور الطفل ليضحك وهكذا - يتعلم الطفل "تبادل الأدوار"، وهو عنصر أساسى للتفاعل بين الناس. عندما تتكرر هذه اللعبة، يتعلم الطفل أن ينتظر المفاجأة ثم يضحك أو يبدى سعادته عند حدوثها. بالطبع الألعاب التى يشارك فيها الكبار تساعد أيضاً على تنمية مهارات معينة يحاول الطفل تنميتها بمفرده مثل السمع والإدراك. إن لعب الطفل مع الأبوين وهما قريبين منه ويمدحانه يساعد على شعور الطفل بأنه محبوب وقد ثبت أن هذا
الشعور يزيد من إحساس الطفل بالمبادرة والتفاعل مع الآخرين.
ما هى الألعاب التعليمية؟
أول شئ يجب أن تتذكريه هو أن كل شئ يمكن أن يكون لعبة للطفل. "ماما" و"بابا" لعبة، الأشياء المنزلية الآمنة مثل الأطباق البلاستيك الملونة لعبة، وحتى الملابس يمكن أن تكون لعبة. فكل ذلك يساعد الطفل على التعلم واكتشاف عالمه.
لكن إليك بعض الإرشادات عند شرائك اللعب لكى يستفيد طفلك أكبر فائدة ممكنة منها:
اللعب: من 1 إلى 6 شهور توضح د. جيهان القاضى – رئيسة الجمعية المصرية لصعوبات التعليم – أن الرأي الذي يقول أن الطفل لا يستطيع الإبصار أو السمع عند ولادته هو في الحقيقة رأي غير سليم، فالأطفال يستطيعون تمييز ألون زاهية معينة (اللون الأحمر هو عادةً أول لون يستطيع الطفل رؤيته)، وبالقطع يستطيعون سماع الأصوات المحيطة بهم رغم أنهم
قد لا يستطيعون تفسير هذه الأصوات بشكل سليم. فمن المفيد وضع لعبة موسيقية زاهية الألوان فوق فراش الطفل منذ اليوم الأول. فكلما كان محيط الطفل غنياً، حتى منذ أيامه الأولى، كلما زادت فرصة نموه العقلى.
تقول د. جيهان: "بحلول الشهر الثالث يستطيع طفلك تمييز لعبته المفضلة وسيحاول الوصول إليها أو الإمساك بها.
من المهم أن تكون تلك اللعب بألوان مختلفة، ملمس مختلف، وأشكال مختلفة لتنمية حاسة الطفل فى التمييز بين الأشياء المختلفة عن طريق البصر، اللمس، والسمع (إذا كانت اللعبة تصدر صوتاً)."
على سبيل المثال الشخاشيخ الملونة واللعب المرنة التي تصدر أصواتاً أو موسيقى تفيد الطفل في هذه السن. توضح د. جيهان أيضاً أن الأطفال فى هذه السن كثيراً ما يضعون اللعب فى أفواههم كوسيلة لمعرفة الأشياء، فيجب على الأبوين أن يكونا شديدى الحرص عند شراء
هذه اللعب ويتأكدا من عدم وجود أية أجزاء بها يمكن أن يبتلعها الطفل، كما يجب أن يتأكدا من نظافتها.
اللعب: من 7 إلى 12 شهر:
الطفل الأكبر سناً يستطيع عادةً تذكر بعض الأفكار البسيطة والتعرف على نفسه، أجزاء جسمه، والأشخاص المألوفين لديه، واللعب في هذه السن يجب أن تساعد على تنمية هذه المهارات الجديدة. وأكثر هذه اللعب فائدة هي اللعب التى تجر، ترص، تسير إلى الخلف والأمام، أو من النوع الذي يساعد على التوفيق بين الألوان والأشكال. كذلك الكتب
المصنوعة من القماش أو البلاستيك والتي تتميز بالصور الكبيرة، البسيطة، والتي يمكن أن يمسكها الطفل، يهزها، أو حتى يضعها في فمه تكون أيضاً مفيدة جداً. يمكن أن يستخدم الأبوان هذه الكتب أيضاً بشكل مفيد لطفلهما، فتستطيع الأم أن تشير وتشرح للطفل أسماء ووظائف الأشياء الموجودة في صور الكتاب، فذلك يساعد على تنمية اللغة والفهم عند الطفل.
كما ثبت أن المكعبات تنمي مهارة الطفل على حل المشاكل. الأشكال المختلفة من اللعب الموجود بالأسواق كثيرة وممتعة لكل من الطفل والأبوين في نفس الوقت، فتأكدي من شراء اللعب المناسبة لسن طفلك حتى يستطيع الحصول منها على أكبر فائدة.
ماذا تفعل الأم العاملة؟
إذا كنت أم عاملة وعليك العودة إلى عملك بعد 3 شهور من الولادة، حددى وقت تلعبين فيه مع طفلك دون مقاطعات من أحد. يمكن أن يتم ذلك بالتبادل مع الأب والجد أو الجدة لمساعدتك على عدم إهمال هذا الجزء من حياة طفلك.
بالإضافة إلى ذلك، ابذلي قصارى جهدك لاختيار حضانة يكون العاملين بها مدركين لوسائل تنمية قدرات الطفل ومدربين جيداً على هذه الوسائل، أو اتركي الطفل مع أحد أفراد الأسرة الذي يكون له تأثيراً إيجابياً على نمو طفلك.:heart:
هل تريدين أن يكون طفلك ذكي؟ هل تريدين معرفة الالعاب التي تفيده؟ كل أم تتمنى ان يكون طفلها ذكي فعلى الجانب الآخر، هناك بعض الألعاب التى يمكن للكبار لعبها مع الطفل لتنمية مهاراته الاجتماعية والتفاعلية.على سبيل المثال،
أن يغطى الشخص الكبير وجهه بيديه ثم يرفعها فجأة مهللاً للطفل فيضحك الطفل، وبتكرار اللعبة – دور الشخص الكبير ليغطى وجهه ثم دور الطفل ليضحك وهكذا - يتعلم الطفل "تبادل الأدوار"، وهو عنصر أساسى للتفاعل بين الناس. عندما تتكرر هذه اللعبة، يتعلم الطفل أن ينتظر المفاجأة ثم يضحك أو يبدى سعادته عند حدوثها. بالطبع الألعاب التى يشارك فيها الكبار تساعد أيضاً على تنمية مهارات معينة يحاول الطفل تنميتها بمفرده مثل السمع والإدراك. إن لعب الطفل مع الأبوين وهما قريبين منه ويمدحانه يساعد على شعور الطفل بأنه محبوب وقد ثبت أن هذا
الشعور يزيد من إحساس الطفل بالمبادرة والتفاعل مع الآخرين.
ما هى الألعاب التعليمية؟
أول شئ يجب أن تتذكريه هو أن كل شئ يمكن أن يكون لعبة للطفل. "ماما" و"بابا" لعبة، الأشياء المنزلية الآمنة مثل الأطباق البلاستيك الملونة لعبة، وحتى الملابس يمكن أن تكون لعبة. فكل ذلك يساعد الطفل على التعلم واكتشاف عالمه.
لكن إليك بعض الإرشادات عند شرائك اللعب لكى يستفيد طفلك أكبر فائدة ممكنة منها:
اللعب: من 1 إلى 6 شهور توضح د. جيهان القاضى – رئيسة الجمعية المصرية لصعوبات التعليم – أن الرأي الذي يقول أن الطفل لا يستطيع الإبصار أو السمع عند ولادته هو في الحقيقة رأي غير سليم، فالأطفال يستطيعون تمييز ألون زاهية معينة (اللون الأحمر هو عادةً أول لون يستطيع الطفل رؤيته)، وبالقطع يستطيعون سماع الأصوات المحيطة بهم رغم أنهم
قد لا يستطيعون تفسير هذه الأصوات بشكل سليم. فمن المفيد وضع لعبة موسيقية زاهية الألوان فوق فراش الطفل منذ اليوم الأول. فكلما كان محيط الطفل غنياً، حتى منذ أيامه الأولى، كلما زادت فرصة نموه العقلى.
تقول د. جيهان: "بحلول الشهر الثالث يستطيع طفلك تمييز لعبته المفضلة وسيحاول الوصول إليها أو الإمساك بها.
من المهم أن تكون تلك اللعب بألوان مختلفة، ملمس مختلف، وأشكال مختلفة لتنمية حاسة الطفل فى التمييز بين الأشياء المختلفة عن طريق البصر، اللمس، والسمع (إذا كانت اللعبة تصدر صوتاً)."
على سبيل المثال الشخاشيخ الملونة واللعب المرنة التي تصدر أصواتاً أو موسيقى تفيد الطفل في هذه السن. توضح د. جيهان أيضاً أن الأطفال فى هذه السن كثيراً ما يضعون اللعب فى أفواههم كوسيلة لمعرفة الأشياء، فيجب على الأبوين أن يكونا شديدى الحرص عند شراء
هذه اللعب ويتأكدا من عدم وجود أية أجزاء بها يمكن أن يبتلعها الطفل، كما يجب أن يتأكدا من نظافتها.
اللعب: من 7 إلى 12 شهر:
الطفل الأكبر سناً يستطيع عادةً تذكر بعض الأفكار البسيطة والتعرف على نفسه، أجزاء جسمه، والأشخاص المألوفين لديه، واللعب في هذه السن يجب أن تساعد على تنمية هذه المهارات الجديدة. وأكثر هذه اللعب فائدة هي اللعب التى تجر، ترص، تسير إلى الخلف والأمام، أو من النوع الذي يساعد على التوفيق بين الألوان والأشكال. كذلك الكتب
المصنوعة من القماش أو البلاستيك والتي تتميز بالصور الكبيرة، البسيطة، والتي يمكن أن يمسكها الطفل، يهزها، أو حتى يضعها في فمه تكون أيضاً مفيدة جداً. يمكن أن يستخدم الأبوان هذه الكتب أيضاً بشكل مفيد لطفلهما، فتستطيع الأم أن تشير وتشرح للطفل أسماء ووظائف الأشياء الموجودة في صور الكتاب، فذلك يساعد على تنمية اللغة والفهم عند الطفل.
كما ثبت أن المكعبات تنمي مهارة الطفل على حل المشاكل. الأشكال المختلفة من اللعب الموجود بالأسواق كثيرة وممتعة لكل من الطفل والأبوين في نفس الوقت، فتأكدي من شراء اللعب المناسبة لسن طفلك حتى يستطيع الحصول منها على أكبر فائدة.
ماذا تفعل الأم العاملة؟
إذا كنت أم عاملة وعليك العودة إلى عملك بعد 3 شهور من الولادة، حددى وقت تلعبين فيه مع طفلك دون مقاطعات من أحد. يمكن أن يتم ذلك بالتبادل مع الأب والجد أو الجدة لمساعدتك على عدم إهمال هذا الجزء من حياة طفلك.
بالإضافة إلى ذلك، ابذلي قصارى جهدك لاختيار حضانة يكون العاملين بها مدركين لوسائل تنمية قدرات الطفل ومدربين جيداً على هذه الوسائل، أو اتركي الطفل مع أحد أفراد الأسرة الذي يكون له تأثيراً إيجابياً على نمو طفلك.:heart:

كيف نعالج الغيرة عند الابناء؟
إنّ معرفة الداء نصف الدواء، كما يقول الحكماء .. ولذا فمعرفة أسباب الغيرة تنفعنا كثيراً في العلاج حين نتوقى العوامل المسببة للمرض.. إضافة الى أن أهم علاج للغيرة يتركز في إشباع حاجتهم للحب والحنان مع الاهتمام بوجودهم وهي نفس الاسباب التي تدفعهم للعناد وعدم طاعة الوالدين .. فالغيرة والعناد قرينان حين يوجد أحدهما تجد الآخر .. وهي نتاج للعناد .. ففي بادئ الأمر يكون الطفل معانداً لأسباب مرّت معنا .. فإذا لم يتم علاجه ، يتفاقم الأمر عليه ويصاب بمرض الغيرة فلا ينسى الوالدان ان يسمّعاه كلمات الحب والاطراء والتقدير والمديح والاهتمام بوجوده.
وقد تثير الام الحديثة العهد بالولادة سؤالاً حول إمكانية توزيع الإهتمام على كل الأبناء في وقت يأخذ الرضيع كل اهتمام الأم ووقتها نحن ننصح مثل هذه الأم التي حين تهتم برضيعها ، يقف الاكبر ينظر متالماً من الزائر الجديد الذي عزله عن والديه .. أن تعالج الموضوع كما يلي :
1 ـ إشعار الطفل بأنّه كبير :
إنّ الام وهي ترضع صغيرها بإمكانها أن تتحدث مع الكبير قائلة : كم اتمنى أن يكبر أخوك ويصبح مثلك يأكل وحده وله أسنان يمضغ بها ويمشي مثلك و.. و.. حتى أرتاح من رضاعته وتغييّر فوطته، ولكنه مسكين لا يتمكن من تناول الطعام او السيطرة على معدته .
وتقول لطفلها الاكبر حين يبكي الرضيع وتهرع إليه : نعم جئنا اليك فلا داعي للبكاء .. إن أخاك سوف يعلمك أن تقول اني جوعان بدل الصراخ والضجيج. وبهذه الكلمات وغيرها من التصرفات يمكن اشعاره بأنّه كبير. والصغير يحتاج الى هذه الرعاية.
2 ـ لا تقولي له لا تفعل :
وحتى نجنبه الغيرة من الرضيع يحسن بالأم ان لا تقول للطفل الكبير لاتبك مثل أخيك الصغير.. أو لا تجلس في حضني مثل الصغار .. أو لا تشرب من زجاجة الحليب العائدة لأخيك الصغير.
3 ـ إعطاؤه جملة من الإمتيازات :
لابدّ من إشعار الطفل بأنّه كبير وإنّ الإهتمام بالصغير لعجزه وعدم مقدرته إضافة الى اعطائه جملة من الامتيازات لأنّه كبير .. فلا يصح الاهتمام بالوليد دون أن يحصل هو على امتيازات الكبار.. ولا بدّ من الحرص على إعطائه بعض الاشياء لأنّه كبير، مثل أن تخصّـيه بقطعة من الحلوى مع القول له : هذه لك لأنّك كبير، ولا تعطيها لأخيك لأنّه صغير .. وهذه اللعبة الجميلة لك لأنّك كبير، أمّا هذه الصغيرة فهي للصغير .. وكذلك يجب الحذر من إعطائه لعبة بعنوان انّها هدية له من أخيه الوليد .. لأنّ هذا التصرّف يوحي له بالعجز عن تقديم هدية لأخيه مثلما فعل الاصغر منه .. وتزيد غيرته منه.
4 ـ إرفضي إيذاءه واقبلي مشاعره :
لابدّ ان تمنعي بحزم محاولة الطفل الكبير إيذاء أخيه الصغير بأن يرفع يده ليهوى بها عليه .. بأن تمسكي يديه أو الحاجة التي يحملها لضربه .. ومع ذلك إمسكيه واحضنيه بعطف واحمليه بعيداً عن أخيه .. لأنّ الطفل بالحقيقة لا يريد إيذاء اخيه، ولكن سوء تعامل الوالدين واهتمامهم بالرضيع دونه دفعه الى هذا الفعل .. لذا ينبغي على الام ان تمنع الاذى وتقبل مشاعره الغاضبة عنده لأنه لا يملك القدرة على التحكم بها .
5 ـ الشجار بين الأخوة :
أمّا الخصام بين الاخوة .. فيمكن علاجه كالتالي :
يجدر بالوالدين عدم التدخل في الخلافات بين الابناء ... مادام التدخل لا فائدة مرجوّة منه بسبب الغيرة التي هي وقود النزاع بين الاخوة والتي تحتاج الى علاج كما أسلفنا.. هذا إن كانت الخلافات لا تتعدى الإيذاء الشديد بأن يكسر أحدهما يد الآخر .. أو يكون أحدهما ضعيفاً يتعرض للضرب الشديد دون مقاومة... إنّ الأفضل في مثل هذه الحالة إيقاف النزاع .. ولو إن عدم تدخل الوالدين تنهي الخلاف بشكل أسرع ، ولكن لعل نفاد صبر الوالدين يجعلهم يتدخلون في النزاع ، وهنا يجدر بهم ان لا يستمعوا الى أي احد من أطراف النزاع .. ولا الوقوف مع المظلوم او العطف عليه.. لأنّ الاستماع وابداء الرأي وابراز العواطف لاحد دون آخر يزيد في الغيرة التي تدفعهم الى العراك .. كما يجدر بالوالدين عدم إجبار طفلهم الذي انفرد باللعب ان يشارك اخوته الذين يريدون اللعب معه او بلعبته .. إنّ إجباره يولّد حالة الشجار فيما بينهم أيضاً.
إنّ معرفة الداء نصف الدواء، كما يقول الحكماء .. ولذا فمعرفة أسباب الغيرة تنفعنا كثيراً في العلاج حين نتوقى العوامل المسببة للمرض.. إضافة الى أن أهم علاج للغيرة يتركز في إشباع حاجتهم للحب والحنان مع الاهتمام بوجودهم وهي نفس الاسباب التي تدفعهم للعناد وعدم طاعة الوالدين .. فالغيرة والعناد قرينان حين يوجد أحدهما تجد الآخر .. وهي نتاج للعناد .. ففي بادئ الأمر يكون الطفل معانداً لأسباب مرّت معنا .. فإذا لم يتم علاجه ، يتفاقم الأمر عليه ويصاب بمرض الغيرة فلا ينسى الوالدان ان يسمّعاه كلمات الحب والاطراء والتقدير والمديح والاهتمام بوجوده.
وقد تثير الام الحديثة العهد بالولادة سؤالاً حول إمكانية توزيع الإهتمام على كل الأبناء في وقت يأخذ الرضيع كل اهتمام الأم ووقتها نحن ننصح مثل هذه الأم التي حين تهتم برضيعها ، يقف الاكبر ينظر متالماً من الزائر الجديد الذي عزله عن والديه .. أن تعالج الموضوع كما يلي :
1 ـ إشعار الطفل بأنّه كبير :
إنّ الام وهي ترضع صغيرها بإمكانها أن تتحدث مع الكبير قائلة : كم اتمنى أن يكبر أخوك ويصبح مثلك يأكل وحده وله أسنان يمضغ بها ويمشي مثلك و.. و.. حتى أرتاح من رضاعته وتغييّر فوطته، ولكنه مسكين لا يتمكن من تناول الطعام او السيطرة على معدته .
وتقول لطفلها الاكبر حين يبكي الرضيع وتهرع إليه : نعم جئنا اليك فلا داعي للبكاء .. إن أخاك سوف يعلمك أن تقول اني جوعان بدل الصراخ والضجيج. وبهذه الكلمات وغيرها من التصرفات يمكن اشعاره بأنّه كبير. والصغير يحتاج الى هذه الرعاية.
2 ـ لا تقولي له لا تفعل :
وحتى نجنبه الغيرة من الرضيع يحسن بالأم ان لا تقول للطفل الكبير لاتبك مثل أخيك الصغير.. أو لا تجلس في حضني مثل الصغار .. أو لا تشرب من زجاجة الحليب العائدة لأخيك الصغير.
3 ـ إعطاؤه جملة من الإمتيازات :
لابدّ من إشعار الطفل بأنّه كبير وإنّ الإهتمام بالصغير لعجزه وعدم مقدرته إضافة الى اعطائه جملة من الامتيازات لأنّه كبير .. فلا يصح الاهتمام بالوليد دون أن يحصل هو على امتيازات الكبار.. ولا بدّ من الحرص على إعطائه بعض الاشياء لأنّه كبير، مثل أن تخصّـيه بقطعة من الحلوى مع القول له : هذه لك لأنّك كبير، ولا تعطيها لأخيك لأنّه صغير .. وهذه اللعبة الجميلة لك لأنّك كبير، أمّا هذه الصغيرة فهي للصغير .. وكذلك يجب الحذر من إعطائه لعبة بعنوان انّها هدية له من أخيه الوليد .. لأنّ هذا التصرّف يوحي له بالعجز عن تقديم هدية لأخيه مثلما فعل الاصغر منه .. وتزيد غيرته منه.
4 ـ إرفضي إيذاءه واقبلي مشاعره :
لابدّ ان تمنعي بحزم محاولة الطفل الكبير إيذاء أخيه الصغير بأن يرفع يده ليهوى بها عليه .. بأن تمسكي يديه أو الحاجة التي يحملها لضربه .. ومع ذلك إمسكيه واحضنيه بعطف واحمليه بعيداً عن أخيه .. لأنّ الطفل بالحقيقة لا يريد إيذاء اخيه، ولكن سوء تعامل الوالدين واهتمامهم بالرضيع دونه دفعه الى هذا الفعل .. لذا ينبغي على الام ان تمنع الاذى وتقبل مشاعره الغاضبة عنده لأنه لا يملك القدرة على التحكم بها .
5 ـ الشجار بين الأخوة :
أمّا الخصام بين الاخوة .. فيمكن علاجه كالتالي :
يجدر بالوالدين عدم التدخل في الخلافات بين الابناء ... مادام التدخل لا فائدة مرجوّة منه بسبب الغيرة التي هي وقود النزاع بين الاخوة والتي تحتاج الى علاج كما أسلفنا.. هذا إن كانت الخلافات لا تتعدى الإيذاء الشديد بأن يكسر أحدهما يد الآخر .. أو يكون أحدهما ضعيفاً يتعرض للضرب الشديد دون مقاومة... إنّ الأفضل في مثل هذه الحالة إيقاف النزاع .. ولو إن عدم تدخل الوالدين تنهي الخلاف بشكل أسرع ، ولكن لعل نفاد صبر الوالدين يجعلهم يتدخلون في النزاع ، وهنا يجدر بهم ان لا يستمعوا الى أي احد من أطراف النزاع .. ولا الوقوف مع المظلوم او العطف عليه.. لأنّ الاستماع وابداء الرأي وابراز العواطف لاحد دون آخر يزيد في الغيرة التي تدفعهم الى العراك .. كما يجدر بالوالدين عدم إجبار طفلهم الذي انفرد باللعب ان يشارك اخوته الذين يريدون اللعب معه او بلعبته .. إنّ إجباره يولّد حالة الشجار فيما بينهم أيضاً.

لا تخف من الحزم والقليل من القسوة في معاملتك لأطفالك
* د. سبوك
رفع القرن العشرين كلمة (الكبت) كسوط يلهب به ظهور الآباء والأمهات، حتى صارت التربية الغالبة في العصر الحديث أن نترك للابن الحبل على الغارب، فتربيه نيابة عنا مسلسلات التلفزيون والمربيات المستوردات من الخارج.
وقام علماء النفس بجريمة غامضة لم يعاقبهم أحد عليها، وهي جريمة توزيع كلمات صعبة مثل (احذر أن تصيب ابنك بالاكتئاب)، ومثل (احذر أن يكون ابنك انطوائياً)، ومثل (احذر من عقدة أوديب أو عقدة الكترا).
وانهمرت في الصحف والمجلات وجهات نظر علماء النفس، وطبعاً كل ما يحكيه العلماء هو افتراضات نظرية وأبحاث في بعض الأساطير الإغريقية، ومحاولة ربط الواقع اليومي بدنيا متخيلة. وصار الواقع مختلفاً عن النظريات، وتم توزيع الشك بالعدل والقسطاس المستقيم على الآباء والأمهات.
وطبعاً كان أكثر الناس تأثراً بما يقوله هؤلاء العلماء هم الآباء والأمهات الجامعيون، هؤلاء الذين وثقوا بالحضارة المعاصرة وارتبطوا بها، ونسوا أنها حضارة تغير جلدها ومعلوماتها كل خمس سنوات على الأقل، وأن الوصول إلى حقائق نهائية في مسائل تربية الأطفال لم يتفق عليها أهل العلم وأصحاب النظريات.
على الآباء الحساسين الذين تعلموا في الجامعات أن يعرفوا أن علم النفس قد ينجح أحياناً وقد يفشل أحياناً أخرى. ويكفي العالم كله أن أكبر جماعات التحليل النفسي في أوروبا، والتي لها فروع في معظم بلدان الدنيا ـ أعني الجماعة الفرنسية ـ اعترفت أن العلاج النفسي الكامل لم ينجح إلا بنسبة 12 بالمائة حسب تأكيد واحد من ألمع أساتذتها، وهو أستاذ عربي، أعني الأستاذ الدكتور أحمد فائق أستاذ التحليل النفسي في كندا.
وعلى الآباء الحساسين أن يفرغوا آذانهم من تلال النصائح التي ألقاها سبل العلماء في آذانهم، وأن يلتفت كل أب إلى إحساسه الداخلي.
إن ابنك هو انسان وأنت تبتغي سعادته، وسعادته لن تأتي بحصاره في نمط معين من الحياة تفرضه عليه. وإلى هذا فإن سعادة الابن لن تأتي باطلاق العنان له ليفعل كل ما يريده.
إن إحساسك الداخلي يقول لك إنك أنت أيضاً تحتاج إلى رعاية ابنك كما يحتاج ابنك لرعايتك، وإنك ستؤدب ابنك التأديب اللازم عندما تراه قد خرج عن الحدود، وإنك لن تعاقب نفسك بالإحساس بالذنب لأنك فعلت ذلك.
وعندما تنظر إلى غيرك من الآباء، عليك أن تتعلم من تجاربهم. فإذا نظرت إلى أب يكثر من الصراخ في وجه ابنه عند أدنى بادرة للخروج عن السلوك المطلوب، ستجد أن هذا الابن يكرر للمرة المائة الخروج عن ذاك السلوك المطلوب، وهنا يمكنك أن تسأل نفسك لماذا لم يمتثل الابن لطاعة أبيه؟ والجواب هو أن كثرة التوبيخ وكثرة الإهانة للطفل وكثرة الصراخ في وجهه تجعله يسيء الظن بنفسه وبقدراته، ولذلك فإن الطفل يكرر الخطأ.
وقد تنتقل لرؤية أب آخر تزوره في منزله وهو يرى ابنه الصغير يحاول أن يضع شريط الفيديو في جهاز الفيديو بطريقة خاطئة، فيقوم بهدوء يقول لابنه: (أنت تريد أن تشاهد هذا الشريط، وأنت تتعجل في وضع الشريط، لذلك فإنك تضعه بطريقة خاطئة ... دعني أضع لك الشريط في الجهاز وراقبني، وبعد ذلك أخرج أنا هذا الشريط من مكانه لتضعه أنت). إن الابن في هذه الحالة يراقب أباه وهو يؤدي عملية إدخال شريط الفيديو بشكل صحيح في جهاز الفيديو، وبعد ذلك يقلد الابن أباه في كل حركة من الحركات الصحيحة، وهنا يصفو الأب لابنه.
إن مثل هذا الأب قد نقل الخبرة بمنتهى الهدوء لابنه وراقب ابنه وهو يكرر الخبرة بمنتهى التشجيع.
وقد تنتقل إلى رؤية أب ثالث يأتي ابنه ليسأله عن كيفية خلق الله لهذا العالم، والأب مشغول بمراقبة مسلسل تلفزيوني تشبه قصته في تفاصيلها قصة الحب الأول للأب. إن هذا الأب قد يقول لابنه بعصبيته: ليس هذا هو الوقت المناسب للرد على مثل هذا السؤال. وقد يتصرف الأب بلون آخر من السلوك، كأن يقول لنفسه: (إن تذكارات قصة الحب الأولى لا تفيد الآن. لقد كانت مثل هذه القصة رائعة في وقتها، ولكني أعيش الآن قصة حب بمعنى أعمق، وهي قصة تعاوني مع زوجتي لتربية ابني) وهنا يقوم الأب من مكانه أمام التلفزيون ويفتح دائرة معارف مبسطة، ويبدأ في الإجابة رابطاً بذكاء بين تفاصيل العلم المبسطة وبين آيات القرآن الكريم حول خلق العالم.
إن احترام الآباء للأبناء أمر أساس وهام. هذه هي الحقيقة النهائية التي يمكن أن نستخرجها من كل القواعد والنظريات التي ظهرت في النصف الأخير في القرن العشرين.
ولكن الاحترام لا يجوز له أن يتحول إلى ستار نخفي وراءه ضعفنا أو نهرب خلفه من ممارسة مسؤوليتنا نحو الأبناء.
وليس جائزاً لنا أن نكبت غضبنا بدعوى أننا نخشى على الأبناء من الكبت فنعيش في حالة غيظ، ويعيش الأبناء في حالة استهتار.
كما أنه ليس جائزاً لنا أن نحول غضبنا إلى قسوة مبالغ فيها بإهدار انسانية الأبناء. إن هذا الإهدار يجعل الأبناء في حالة من الرعب المستمر من الحياة، ويزرع في نفوسهم التشاؤم، ويلقيهم في أحضان الإحساس يفقدان القيمة والاعتبار.
إنني لا أنسى على الاطلاق وجه ذاك الشاب الذي كان والده يجلده كلما أخفق في سنته الدراسية. وكانت طريقة الجلد مستوردة من العصور الوسطى، إذ يرقد الابن على ظهره ويمسك الأب بساقي ابنه بين فخذيه ويبدأ الضرب العنيف على بطن القدمين. والغريب أن هذا الابن كان يحفظ الكتب الدراسية عن ظهر قلب، ولكن ما إن يدخل الامتحان ويمسك بورقة الإجابة حتى ينسى كل شيء تماماً. وعندما يصحبه والده مرة لاستشارة أحد الأخصائيين الاجتماعيين، سأله الأخصائي الاجتماعي: (ألا تعلم أن الدين الاسلامي يوجب عليك أن تلاعب ابنك سبعاً وتؤدبه سبعاً وتصاحبه سبعاً وتترك له الحبل على الغارب من بعد ذلك؟) وتساءل الرجل بدهشة كيف نسي ذلك رغم أنه يحاول أن يطبق كل فروضه الدينية. وحاول الرجل أن يصاحب الابن، وأن يتخلى عن عادة تحفيظ ابنه للكتب الدراسية. وهنا جاز الابن بالنجاح كل امتحاناته حتى صار مدرساً.
ولكن ما الذي جناه التلاميذ من هذا المدرس؟ لقد كان مدرساً قاسياً للغاية على زملائه، وكان موضع شكوى من طلابه لعنفه الزائد. أما هو فكان مدمناً لقراءة أبواب الحظ في الصحف والمجلات، ولم تكن حياته سهلة على الاطلاق. فقد كان يخاف من أن يأخذ حقنة تلقيح ضد أي مرض، وكان يخاف من عبور الشارع وكان يخاف من قيادة سيارة. لقد حطم والده بالجلد القاسي إمكانية حياته بنظام وحيوية وإقبال على أداء العمل بمسؤولية ناضجة. بل إن هذا الإنسان عندما تزوج كان يهرب من رعاية أولاده ويتساهل معهم كثيراً ثم يقسو فجأة.
إن والده ما زال في داخله يراقبه، وقد يجلده، ولذلك يعيش الحياة في حالة رضوخ شديد لرؤسائه وحاله قهر شديد لمرؤوسيه.
ولأن الأب لم يسمح لهذا الابن أبداً أن يعبر عن رأيه في أية مشكلة، كان هذا الابن قاسياً في التعامل مع زملائه.
وهناك نوع آخر من السلوك الأبوي بالغ القسوة، وهو أن يحاول الأب أن يترصد ابنه في كل أمور حياته، ويحاول أن يسيطر على الابن في كل لحظة من لحظات حياته. وهذا معناه أن الأب يرتدي جلد ابنه. وفي هذا تفريغ للابن من شخصيته، الأمر الذي يجعله انساناً غير مميز.
إن السيطرة ضرورية بلا جدال ولكن بشرط أن نترك للابن فرصة جيدة لتكون له شخصيته الخاصة به لئلا يصبح شخصاً متسلطاً في الكبر.
إن مساحة السيطرة الأبوية يجب أن تكون ضيقة ومتميزة حتى تتيح للأبناء فرصة تكوين شخصية خاصة وذوق راق وإبداع فعال.
إن كل الدراسات الحديثة لمعظم العلماء الواقعيين مثل د. سبوك ود. برنو بيتلهايم وغيرهما، هذه الدراسات تتفق على ضرورة الحسم الحازم الواضح والدقيق مع الأبناء، وهذا ينتج أطفالاً أسوياء سعداء، وحياة أسرية يسودها السلام.
إن الأب المحب، الحازم الحاسم، المتسامح من دون تزمت هو الأب الذي يعرف أن إحساسه يتجه إلى إنضاج ابنه بالتفاعل لا بالقهر، وبالتفاهم لا بالقسر، وبالحنان لا باللامبالاة.
* د. سبوك
رفع القرن العشرين كلمة (الكبت) كسوط يلهب به ظهور الآباء والأمهات، حتى صارت التربية الغالبة في العصر الحديث أن نترك للابن الحبل على الغارب، فتربيه نيابة عنا مسلسلات التلفزيون والمربيات المستوردات من الخارج.
وقام علماء النفس بجريمة غامضة لم يعاقبهم أحد عليها، وهي جريمة توزيع كلمات صعبة مثل (احذر أن تصيب ابنك بالاكتئاب)، ومثل (احذر أن يكون ابنك انطوائياً)، ومثل (احذر من عقدة أوديب أو عقدة الكترا).
وانهمرت في الصحف والمجلات وجهات نظر علماء النفس، وطبعاً كل ما يحكيه العلماء هو افتراضات نظرية وأبحاث في بعض الأساطير الإغريقية، ومحاولة ربط الواقع اليومي بدنيا متخيلة. وصار الواقع مختلفاً عن النظريات، وتم توزيع الشك بالعدل والقسطاس المستقيم على الآباء والأمهات.
وطبعاً كان أكثر الناس تأثراً بما يقوله هؤلاء العلماء هم الآباء والأمهات الجامعيون، هؤلاء الذين وثقوا بالحضارة المعاصرة وارتبطوا بها، ونسوا أنها حضارة تغير جلدها ومعلوماتها كل خمس سنوات على الأقل، وأن الوصول إلى حقائق نهائية في مسائل تربية الأطفال لم يتفق عليها أهل العلم وأصحاب النظريات.
على الآباء الحساسين الذين تعلموا في الجامعات أن يعرفوا أن علم النفس قد ينجح أحياناً وقد يفشل أحياناً أخرى. ويكفي العالم كله أن أكبر جماعات التحليل النفسي في أوروبا، والتي لها فروع في معظم بلدان الدنيا ـ أعني الجماعة الفرنسية ـ اعترفت أن العلاج النفسي الكامل لم ينجح إلا بنسبة 12 بالمائة حسب تأكيد واحد من ألمع أساتذتها، وهو أستاذ عربي، أعني الأستاذ الدكتور أحمد فائق أستاذ التحليل النفسي في كندا.
وعلى الآباء الحساسين أن يفرغوا آذانهم من تلال النصائح التي ألقاها سبل العلماء في آذانهم، وأن يلتفت كل أب إلى إحساسه الداخلي.
إن ابنك هو انسان وأنت تبتغي سعادته، وسعادته لن تأتي بحصاره في نمط معين من الحياة تفرضه عليه. وإلى هذا فإن سعادة الابن لن تأتي باطلاق العنان له ليفعل كل ما يريده.
إن إحساسك الداخلي يقول لك إنك أنت أيضاً تحتاج إلى رعاية ابنك كما يحتاج ابنك لرعايتك، وإنك ستؤدب ابنك التأديب اللازم عندما تراه قد خرج عن الحدود، وإنك لن تعاقب نفسك بالإحساس بالذنب لأنك فعلت ذلك.
وعندما تنظر إلى غيرك من الآباء، عليك أن تتعلم من تجاربهم. فإذا نظرت إلى أب يكثر من الصراخ في وجه ابنه عند أدنى بادرة للخروج عن السلوك المطلوب، ستجد أن هذا الابن يكرر للمرة المائة الخروج عن ذاك السلوك المطلوب، وهنا يمكنك أن تسأل نفسك لماذا لم يمتثل الابن لطاعة أبيه؟ والجواب هو أن كثرة التوبيخ وكثرة الإهانة للطفل وكثرة الصراخ في وجهه تجعله يسيء الظن بنفسه وبقدراته، ولذلك فإن الطفل يكرر الخطأ.
وقد تنتقل لرؤية أب آخر تزوره في منزله وهو يرى ابنه الصغير يحاول أن يضع شريط الفيديو في جهاز الفيديو بطريقة خاطئة، فيقوم بهدوء يقول لابنه: (أنت تريد أن تشاهد هذا الشريط، وأنت تتعجل في وضع الشريط، لذلك فإنك تضعه بطريقة خاطئة ... دعني أضع لك الشريط في الجهاز وراقبني، وبعد ذلك أخرج أنا هذا الشريط من مكانه لتضعه أنت). إن الابن في هذه الحالة يراقب أباه وهو يؤدي عملية إدخال شريط الفيديو بشكل صحيح في جهاز الفيديو، وبعد ذلك يقلد الابن أباه في كل حركة من الحركات الصحيحة، وهنا يصفو الأب لابنه.
إن مثل هذا الأب قد نقل الخبرة بمنتهى الهدوء لابنه وراقب ابنه وهو يكرر الخبرة بمنتهى التشجيع.
وقد تنتقل إلى رؤية أب ثالث يأتي ابنه ليسأله عن كيفية خلق الله لهذا العالم، والأب مشغول بمراقبة مسلسل تلفزيوني تشبه قصته في تفاصيلها قصة الحب الأول للأب. إن هذا الأب قد يقول لابنه بعصبيته: ليس هذا هو الوقت المناسب للرد على مثل هذا السؤال. وقد يتصرف الأب بلون آخر من السلوك، كأن يقول لنفسه: (إن تذكارات قصة الحب الأولى لا تفيد الآن. لقد كانت مثل هذه القصة رائعة في وقتها، ولكني أعيش الآن قصة حب بمعنى أعمق، وهي قصة تعاوني مع زوجتي لتربية ابني) وهنا يقوم الأب من مكانه أمام التلفزيون ويفتح دائرة معارف مبسطة، ويبدأ في الإجابة رابطاً بذكاء بين تفاصيل العلم المبسطة وبين آيات القرآن الكريم حول خلق العالم.
إن احترام الآباء للأبناء أمر أساس وهام. هذه هي الحقيقة النهائية التي يمكن أن نستخرجها من كل القواعد والنظريات التي ظهرت في النصف الأخير في القرن العشرين.
ولكن الاحترام لا يجوز له أن يتحول إلى ستار نخفي وراءه ضعفنا أو نهرب خلفه من ممارسة مسؤوليتنا نحو الأبناء.
وليس جائزاً لنا أن نكبت غضبنا بدعوى أننا نخشى على الأبناء من الكبت فنعيش في حالة غيظ، ويعيش الأبناء في حالة استهتار.
كما أنه ليس جائزاً لنا أن نحول غضبنا إلى قسوة مبالغ فيها بإهدار انسانية الأبناء. إن هذا الإهدار يجعل الأبناء في حالة من الرعب المستمر من الحياة، ويزرع في نفوسهم التشاؤم، ويلقيهم في أحضان الإحساس يفقدان القيمة والاعتبار.
إنني لا أنسى على الاطلاق وجه ذاك الشاب الذي كان والده يجلده كلما أخفق في سنته الدراسية. وكانت طريقة الجلد مستوردة من العصور الوسطى، إذ يرقد الابن على ظهره ويمسك الأب بساقي ابنه بين فخذيه ويبدأ الضرب العنيف على بطن القدمين. والغريب أن هذا الابن كان يحفظ الكتب الدراسية عن ظهر قلب، ولكن ما إن يدخل الامتحان ويمسك بورقة الإجابة حتى ينسى كل شيء تماماً. وعندما يصحبه والده مرة لاستشارة أحد الأخصائيين الاجتماعيين، سأله الأخصائي الاجتماعي: (ألا تعلم أن الدين الاسلامي يوجب عليك أن تلاعب ابنك سبعاً وتؤدبه سبعاً وتصاحبه سبعاً وتترك له الحبل على الغارب من بعد ذلك؟) وتساءل الرجل بدهشة كيف نسي ذلك رغم أنه يحاول أن يطبق كل فروضه الدينية. وحاول الرجل أن يصاحب الابن، وأن يتخلى عن عادة تحفيظ ابنه للكتب الدراسية. وهنا جاز الابن بالنجاح كل امتحاناته حتى صار مدرساً.
ولكن ما الذي جناه التلاميذ من هذا المدرس؟ لقد كان مدرساً قاسياً للغاية على زملائه، وكان موضع شكوى من طلابه لعنفه الزائد. أما هو فكان مدمناً لقراءة أبواب الحظ في الصحف والمجلات، ولم تكن حياته سهلة على الاطلاق. فقد كان يخاف من أن يأخذ حقنة تلقيح ضد أي مرض، وكان يخاف من عبور الشارع وكان يخاف من قيادة سيارة. لقد حطم والده بالجلد القاسي إمكانية حياته بنظام وحيوية وإقبال على أداء العمل بمسؤولية ناضجة. بل إن هذا الإنسان عندما تزوج كان يهرب من رعاية أولاده ويتساهل معهم كثيراً ثم يقسو فجأة.
إن والده ما زال في داخله يراقبه، وقد يجلده، ولذلك يعيش الحياة في حالة رضوخ شديد لرؤسائه وحاله قهر شديد لمرؤوسيه.
ولأن الأب لم يسمح لهذا الابن أبداً أن يعبر عن رأيه في أية مشكلة، كان هذا الابن قاسياً في التعامل مع زملائه.
وهناك نوع آخر من السلوك الأبوي بالغ القسوة، وهو أن يحاول الأب أن يترصد ابنه في كل أمور حياته، ويحاول أن يسيطر على الابن في كل لحظة من لحظات حياته. وهذا معناه أن الأب يرتدي جلد ابنه. وفي هذا تفريغ للابن من شخصيته، الأمر الذي يجعله انساناً غير مميز.
إن السيطرة ضرورية بلا جدال ولكن بشرط أن نترك للابن فرصة جيدة لتكون له شخصيته الخاصة به لئلا يصبح شخصاً متسلطاً في الكبر.
إن مساحة السيطرة الأبوية يجب أن تكون ضيقة ومتميزة حتى تتيح للأبناء فرصة تكوين شخصية خاصة وذوق راق وإبداع فعال.
إن كل الدراسات الحديثة لمعظم العلماء الواقعيين مثل د. سبوك ود. برنو بيتلهايم وغيرهما، هذه الدراسات تتفق على ضرورة الحسم الحازم الواضح والدقيق مع الأبناء، وهذا ينتج أطفالاً أسوياء سعداء، وحياة أسرية يسودها السلام.
إن الأب المحب، الحازم الحاسم، المتسامح من دون تزمت هو الأب الذي يعرف أن إحساسه يتجه إلى إنضاج ابنه بالتفاعل لا بالقهر، وبالتفاهم لا بالقسر، وبالحنان لا باللامبالاة.
الصفحة الأخيرة