- https://m.forum.*****.com/images/smilies/get-2-2008-yds6b3uo.gifالحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على إمام المرسلين , نبينا محمد وعلى أصحابه أجمعين ..
- أما بعد : فأن الله عز وجل قد خص أربع كلمات بفضائل عظيمة , وميزات جليله تدل على عظم شأنهن , ورفعة قدرهن , وعلو مكانتهن , وتميزهن على ما سواهن من الكلام , وهن : " سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر ", ورد في فضلهن نصوص كثيرة تدل دلالة قويه على عظم شأن هؤلاء الكلمات وما يترتب على القيام من أجور عظيمة وأفضال كريمه وخيرات متواليه في الدنيا والآخرة , وقد رأيت أن من المفيد جمع جملة منها في مكان واحد , وهي في الأصل جزء من كتابي (( فقه الأدعية والأذكار )) رغب بعض الأفاضل الأخوة الكرام أن تفرد في رسالة مستقلة ليعم نفعها , وتكثر فائدتها , بإذن الله تعالى .فإليك ? أخي المسلم ? هذه الفضائل فتأملها بأناة عسى أن يكون فيها تحفيز للهمم , وتنشيط للعزائم , وعون على المحافظة على هؤلاء الكلمات , والله وحده الموفق , والمعين على كل خير , ولا حول ولا قوة إلا به العلي العظيم .1- فمن فضائل هؤلاء الكلمات : أنهن أحب الكلام إلى الله , فقد روى مسلم في صحيحه من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أحب الكلام إلى الله تعالى أربع , لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله , والحمد لله , ولا اله إلا الله , والله اكبر )) (1), ورواه الطيالسي في مسنده بلفظ : (( أربع هن من أطيب الكلام , وهن من القرآن, لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر )) (2).2- ومن فضائلهن : أن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر إنهن أحب إليه مما طلعت عله الشمس - أي : من الدنيا وما فيها ? لما روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لأن أقول : سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس )) (3).3- ومن فضائلهن : ما ثبت في مسند الإمام احمد , وشعب الإيمان للبيهقي بإسناد جيد عن عاصم بن بهدله , عن أبي صالح , عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد كبرت وضعفت , أو كما قالت , فمرني بعمل اعمله وأنا جالسه . قال : (( سبحي الله مائة تسبيحه , فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل , واحمدي الله مائة تحميده , تعدل لك مائة فرس مسرجه ملجمه تحملين عليها في سبيل الله , وكبري الله مائة تكبيره , فإنها تعدل لك مائة بدنه مقلده متقبله , وهللي مائة تهليله )) . قال ابن خلف ( الراوي عن عاصم ) احسبه قال : (( تملأ ما بين السماء والأرض , ولا يرفع يومئذ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به )) (4). قال المنذري : رواه احمد بإسناد ه حسن (5). وحسن إسناده العلامة الألباني رحمه الله (6).وتأمل هذا الثواب العظيم المترتب على هؤلاء الكلمات , فمن سبح الله مائة مره فإنها تعدل عتق مائة رقبة من ولد إسماعيل , وخص بني إسماعيل بالذكر لأنهم اشرف العرب نسبا , ومن حمد الله مائة , أي من قال : الحمد لله مائة مره كان له من الثواب مثل ثواب من تصدق بمائة فرس مسرجه ملجمه , أي عليها سرجها ولجامها لحمل المجهادين في سبيل الله , ومن كبر الله مائة مره , أي قال : الله اكبر مائة مره كان له من الثواب مثل ثواب إنفاق مائة بدنه مقلده متقبله , ومن هلل مائة , أي قال : لا إله إلا الله مائة مره فإنها تملأ ما بين السماء والأرض , ولا يرفع لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتى بمثل ما أتى به .4- ومن فضائل هؤلاء الكلمات : أنهن مكفرات للذنوب , فقد ثبت في المسند , وسنن الترمذي , ومستدرك الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما على الأرض رجل يقول : لا إله إلا الله , والله اكبر , وسبحان الله , والحمد لله , ولا حول ولا قوة إلا بالله , إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر )) , حسنه الترمذي , وصححه الحاكم وأقره الذهبي , وحسنه الألباني (7).والمراد بالذنوب المكفرة هنا : أي الصغائر لما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( الصلوات الخمس , والجمعة إلى الجمعة , ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر )) (8) , فقيد التكفير باجتناب الكبائر , لأن الكبيرة لا يكفرها إلا التوبة .وفي هذا المعنى ما رواه الترمذي وغيره عن انس بن مالك رضي الله عنه : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشجره يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الحمد لله , وسبحان الله , ولا إله إلا الله , والله اكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة )) وحسنه الألباني (9) .5- ومن فضائل هؤلاء الكلمات : أنهن غرس الجنة , روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي , فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام , واخبرهم إن الجنة طيبه التربة , عذبة الماء , وأنها قيعان , غرسها سبحان الله , والحمد لله و ولا إله إلا الله , والله اكبر )) (10), وفي إسناد هذا الحديث عبد الرحمن بن إسحاق, لكن للحديث شاهدان يتقوى بهما من حديث أبي أيوب الأنصاري , ومن حديث عبد الله بن عمر .والقيعان جمع قاع , وهو المكان المستوي الواسع في وطاةٍ من الأرض يعلوه ماء السماء فيمسكه ويستوي نباته , كذا في النهاية لابن الأثير (11), والمقصود أن الجنة ينمو غراسها سريعا بهذه الكلمات كما ينمو غراس القيعان من الأرض ونبتها .6- ومن فضائلهن : انه ليس احد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام يكثر تكبيره وتسبيحه وتهليله و تحميده , روى الإمام احمد , والنسائي في عمل اليوم والليلة بإسناد حسن عن عبد الله بن شداد : أن نفرا من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا , قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من يكفينيهم )) قال طلحة : أنا , قال : فكانوا عند طلحه فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا فخرج فيه احدهم فاستشهد , قال : ثم بعث آخر , فخرج فيهم آخر فاستشهد , قال : ثم مات الثالث على فراشه , قال طلحه : فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة , فرأيت الميت على فراشه أمامهم , ورأيت الذي استشهد أخيرا يليه , ورأيت الذي استشهد أولهم آخرهم , قال : فدخلني من ذلك . قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له , قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما أنكرت من ذلك , ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام يكثر تكبيره وتسبيحه وتهليله وتحميده )) (12).وقد دل هذا الحديث العظيم على عظم فضل من طال عمره وحسن عمله , ولم يزل لسانه رطبا بذكر الله عز وجل .7- ومن فضائلهن : أن الله اختار هؤلاء الكلمات واصطفاهن لعباده , ورتب على ذكر الله بهن أجورا عظيمة , وثوابا جزيلا , ففي المسند للإمام احمد ومستدرك الحاكم بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله أصطفى من الكلام أربعا : سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر , فمن قال : سبحان الله كتب له عشرون حسنه , وحطت عنه عشرون سيئة, ومن قال : الله اكبر فمثل ذلك , ومن قال : لا إله إلا الله فمثل ذلك , ومن قال : الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنه , وحط عنه ثلاثون خطيئة )) (13).وقد زاد في ثواب الحمد عندما يقوله العبد من قبل نفسه عن الأربع لأن الحمد لا يقع غالبا إلا بعد سبب كأكل أو شرب , أو حدوث نعمة , فكأنه وقع في مقابله ما أسدي إليه وقت الحمد من قبل نفسه دون أن يدفعه لذلك تجدد نعمة زاد ثوبه .8- ومن فضائلهن : أنهن جنة لقائلهن من النار و ويأتين يوم القيامة منجيات لقائلهن ومقدمات له , روى الحاكم في المستدرك , والنسائي في عمل اليوم والليلة , وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خذوا جنتكم )) قلنا : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدو قد حضر ! قال : (( لا , بل جنتكم من النار , قولوا : سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر , فإنهن يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات , وهن الباقيات الصالحات )) , قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم , ولم يخرجاه , ووافقه الذهبي , وصححه الألباني رحمه الله (14).وقد تضمن هذا الحديث إضافة إلى ما تقدم وصف هؤلاء الكلمات بأنهن الباقيات الصالحات , وقد قال الله تعالى : (( والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا )) .والباقيات أي : التي يبقى ثوابها , ويدوم جزاؤها , وهذا خير أمل يؤمله العبد وأفضل ثواب .9- ومن فضائلهن : أنهن ينعطفن حول عرش الرحمن ولهن دوي كدوي النحل و, يذكرن بصاحبهن , ففي المسند للإمام أحمد وسنن أبن ماجه , ومستدرك الحاكم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد , ينعطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها , أما يحب أحدكم أن يكون له, أو لا يزال له من يذكر به )). قال البوصيري في زوائد سنن ابن ماجه : إسناده صحيح , رجاله ثقات , وصححه الحاكم (15).فأفاد هذا الحديث هذه الفضيلة العظيمة , وهي أن هؤلاء الكلمات الأربع ينعطفن حول العرش أي يملن حوله , ولهن دوي كدوي النحل , أي صوت يشبه صوت النحل يذكرن بقائلهن , وفي هذا أعظم حض على الذكر بهذه الألفاظ , ولهذا قال في الحديث (( ألا يحب أحدكم أن يكون له أو لا يزال له من يذكر به )).10- ومن فضائلهن : أن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر أنهن ثقيلات في الميزان , روى النسائي في عمل اليوم و الليلة , وابن حبان في صحيحه , والحاكم , وغيرهما عن أبي سلمى رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول : (( بخ بخ، ? وأشار بيده بخمس ? ما أثقلهن في الميزان : سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر , والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه )) صححه الحاكم , ووافقه الذهبي (16) , وللحديث شاهد من حديث ثوبان رضي الله عنه , خرجه البزار في مسنده , وقال : إسناده حسن (17).وقوله في الحديث : (( بخ بخ )) هي كلمه تقال عند الإعجاب بالشيء وبيان تفضيله .11- ومن فضائل هؤلاء الكلمات : أن للعبد بقول كل واحدة منهن صدقه , روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه : أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور , يصلون كما نصلي , ويصومون كما نصوم , ويتصدقون بفضول أمولهم , قال : (( أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحه صدقه , وكل تكبيره صدقه , وكل تحميده صدقه , وكل تهليله صدقه , وأمر بالمعرف صدقة , ونهي عن المنكر صدقه , وفي بضع أحدكم صدقه )) , قالوا : يا رسول الله أيأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال: (( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر )) (18).وقد ظن الفقراء ألا صدقة إلا بالمال , وهم عاجزون عن ذلك فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن جمع أنواع فعل المعروف والإحسان صدقة , وذكر في مقدمة ذلك هؤلاء الكلمات الأربع : سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر .12- ومن فضائل هؤلاء الكلمات : أن النبي صلى الله عليه وسلم جعلهن عن القرآن الكريم في حق من لا يحسنه , روى أبو داود , والنسائي , والدار قطني , وغيرهم عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن , فعلمني شيئا يجزي , قال : (( تقول : سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر , و لا حول ولا قوة إلا بالله )) . فقال الأعرابي : هكذا وقبض يديه ? فقال : هذا لله , فما لي ؟ قال : تقول : (( اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واهدني )) فأخذها الأعرابي وقبض كفيه , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أما هذا فقد ملأ يديه بالخير )) (19).قال المحدث أبو العظيم آبادي في تعليقه على سنن الدار قطني : سنده صحيح . وقال الألباني رحمه الله : سنده حسن (20) .فهذه بعض الفضائل الواردة في السنة النبوية لهؤلاء الكلمات الأربع , ومن يتأمل هذه الفضائل المتقدمة يجد أنها عظيمة , وداله على عظم قدر هؤلاء الكلمات , ورفعة شأنهن , وكثرة فوائدهن , وعوائدهن على العبد المؤمن , ولعل السر في هذا الفضل العظيم ? والله أعلم ? ما ذكر عن بعض أهل العلم أن أسماء الله تبارك وتعالى كلها مندرجة في هذه الكلمات الأربع , فسبحان الله يندرج تحت أسماء التنزيه كالقدوس والسلام , والحمد لله مشتملة على إثبات أنواع الكمال لله تبارك في أسمائه وصفاته , والله أكبر فيها تكبير الله وتعظيمه , وأنه لا يحصي أحد الثناء علي , ومن كان كذلك فلا إله إلا هو أي لا معبود حق سواه (21).فالتسبيح: تتريةٌ لله عن كل ما لا يليق به، والتحميدُ: إثبات لأنواع الكمال لله في أسمائه وصفاته وأفعاله، والتهليلُ: إخلاصٌ وتوحيدٌ لله وبراءةٌ من الشرك، والتكبير: إثبات لعظمة الله، وأنه لا شيء أكبرُالبا
لمسات هادئه @lmsat_hadyh
محررة برونزية
قيت
3
217
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لمسات هادئه
•
حبايبي كيف اعدل الموضوع ياليت المشرفات يعدلونه ويكتبون الباقيات الصالحات وشكرا
لمسات هادئه :حبايبي كيف اعدل الموضوع ياليت المشرفات يعدلونه ويكتبون الباقيات الصالحات وشكراحبايبي كيف اعدل الموضوع ياليت المشرفات يعدلونه ويكتبون الباقيات الصالحات وشكرا
اقصد عنوان الموضوع
الصفحة الأخيرة